العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع الأباضية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-11, 02:51 PM   رقم المشاركة : 1
طالب رحمة ربي
اباضي






طالب رحمة ربي غير متصل

طالب رحمة ربي is on a distinguished road


حوار شيق مع عاقلين .. من مذهبين مختلفين

حوار شيق مع عاقلين .. من مذهبين مختلفين!

البداية
أَحْمَد رَجُلٌ سني الْمَذْهَب ، وَمُحَمَّد رَجُلٌ إِبَاضِي الْمَذْهَب ، الْتَقَيَا فِي إِحْدَى الْمُنْتَدَيَات ، وَبَعْدَهَا كَانَت بَيْنَهُمَا جَلَسَات وَلِقَاءَات فِي الْبُيُوْتَات ، كَان أَحْمَد مُتَعَصِّبِا أَو بِعِبَارَة أُخْرَى مُتَحَمِّسا وَمُنْتَصِرَا لِمَذْهَبِه ، وَمُحَمَّد لَم يَكُن أَقَل مِنْه فِي ذَلِك..

أَحْمَد: يَا مُحَمَّد أَسْتَشِفُ مِن كَلَامِك وَمِن خِلَال حَدِيْثي الْمُتَوَاصِل مَعَك أَنَّك لَسْت مِن أَهْل الْسُّنَّة؟
مُحَمَّد: أَنَا مِن أَهْل الْسُّنَّة وَلِلَّه الْحَمْد ، لَكِن بِمَا أَنَّك تَقْصِد بِأَهْل الْسُّنَّة ذَلِكُم الْمَذْهَب فَأَنَا لَسْت مِنْهُم ؛ أَنَا إِبَاضِي.

أَحْمَد: سَمِعْت عَن هَذِه الْفِرْقَة الْكَثِيْر مِن الْأُمُوْر.
مُحَمَّد: خَيَّرَا مَا سَمِعْت إِن شَاء الْلَّه؟

أَحْمَد: لَيْس كُلّه!
مُحَمَّد: هَل سَمِعْت مِن أَهْلِه ، أَم مُجَرَّد قَوْل مِن هُنَا وَهُنَاك؟

أَحْمَد: سمِعَت بَعْض الْمَشَائِخ يَتَكَلَّم عَنْهُم.
مُحَمَّد: وَأَنَا كَذَلِك سُمِعَت الْكَثِيْر عَن أَهْل الْسُّنَّة( الْسَّلَفِيَّة ).
أَحْمَد: كُلَّه خَيْر طَبْعَا؟.
مُحَمَّد: لَا ؛ لَيْس كُلّه خَيْرا !

أَحْمَد: كَيْف يَحْصُل ذَلِك وَنَحْن الْسَّوَاد الْأَعْظَم ، وَنَحْن عَلَى الْحَق!
مُحَمَّد: يَا أَخِي وَهَل تَظُن أَن غَيْرُك مِمَّن يَعْتَنِقُون الْمَذَاهِب الْأُخْرَى يَعْتَقِدُوْن أَنَّهُم عَلَى بَاطِل وَهُم مَع ذَلِك يُدَافِعُوْن عَن مَذْهَبِهِم الْبَاطِل؟!؟

أَحْمَد: لَكِنَّنَا نَسْتَطِيْع أَن نُفْحِمُهُم بِالْأَدِلَّة عَلَى أَنَّنَا مَع الْحَق وَهُم مَع الْبَاطِل؟

مُحَمَّد: وَهُم أَلَيْس لَدَيْهِم أَدِلَّة ؟ يَا أَخِي الْقَضِيَّة لَيْسَت بِتِلْك الْسُّهُولَة ، الْقَضِيَّة أَكْبَر ؛ هُم لَهُم مَصَادِرِهِم الَّتِي تُخَالِف مَصادْرّك ، وَبِالتَّالِي لَيْسَت الْقَضَيَّة قَضِيَّة أَدِلَّة فَحَسْب بَل اخْتِلَاف مَصَادِر ، وَهَذَا بِدَوْرِه هُو الَّذِي أَسْهُم فِي تَوْسِيْع دَائِرَة الْخِلَاف.

أَحْمَد: مَاذَا تَعْنِي بِاخْتِلَاف الْمَصَادِر؟ أَلَيْس الْمَصْدَر هُو الْقُرْآَن وَالْسُّنَّة عِنْد الْمُسْلِمِيْن؟!

مُحَمَّد: نَعَم ؛ الْمَصْدَر هُو الْقُرْآَن وَالْسُّنَّة ، لَكِن أَلَا تَعْلَم بِأَن الرِّوَايَات الَّتِي لَدَيْهِم تَخْتَلِف فِي بَعْض الْمَسَائِل عَن تِلْك الرِّوَايَات الَّتِي لَدَيْكُم ، ثُم هَل مَنْهَجَهُم فِي اسْتِنْبَاط الْقُرْآَن وَالْتَّعَامُل مَعَه يتَّفَق مَع مَنْهَجَكُم؟! انْظُر مَعِي أَخِي الْحَبِيْب: هُنَاك طَاوِلَة ، جَاء أَحَدَهُم وَقَال لَنَا: صِفَا لِي هَذِه الْطَّاوِلَة. أَنْت كُنْت تَجْلِس عَلَى يَمِيْن الْطَّاوِلَة ، وَأَنَا عَلَى شِمَالِهَا ، أَنَا وَأَنْت لَبَّيْنَا الْسُّؤَال وَأَجَبْنَا عَنْه ، وَلَكِن إِجَابَتِي تَخْتَلِف عَن إِجَابَتِك!
لِمَاذَا ؟
أَلَيْسَت الْطَّاوِلَة وَاحِدَة؟!
أَلَيْسَت الْطَّاوِلَة الَّتِي وَصَفَهَا أَحْمَد هِي الْطَّاوِلَة الَّتِي وَصَفَهَا مُحَمَّد؟!

أَحْمَد: لَحْظَة وَاحِدَة قَبْل أَن تُكْمِل يَا عَزِيْزِي مُحَمَّد.

مُحَمَّد: تُفَضِّل.

أَحْمَد: نَعَم ؛ لَقَد عَلِمْت مَا تُرِيْد قَوْلَه ، تُرِيْد أَن تَقُوْل بِأَنِّي وَصفَتُ الْطَّاوِلَة كَمَا أَرَاهَا مِن جِهَتِي ، لِأَنِّي كُنْت عَن يَمِيْنِهَا ، وَأَنْت وصفَتَ الْطَّاوِلَة مِن جِهَتِك كَمَا تَرَاهَا ، لِأَنَّك كُنْت عَن شِمَالِهَا ، وَاخْتَلَفَت آرَاؤُنا تَبَعا لِذَلِك عَلَى الْرَّغْم مِن أَن الْمَوْصُوْف أَو (الْمَصْدَر ) هُو وَاحِد: الْطَّاوِلَة نَفْسَهَا.

مُحَمَّد: نَعَم أَحْسَنْت أَيُّهَا الَّذِكي الْعَبْقَرِي ، هَذَا مَا قَصَدْتُه.

مُحَمَّد: نَعَم؛ مَاذَا يَعْنِي كل ذَلِك؟ أَلَا يَعْنِي أَن الْجَمِيع عَلَى حَق!

أَحْمَد: لَا ، لَيْس الْجَمِيْع عَلَى حَق ؛ الْحَق وَاحِد.

مُحَمَّد: يَا أَخِي لَا يُوْجَد مَن هُو عَلَى بَاطِل ؛ الْكُل عَلَى حَق لَكِن عَلَى حَسَب الْمُعْطَيَات الَّتِي لَدَيْه!

أَحْمَد: كَيْف يَكُوْن ذَلِك بِالْلَّه عَلَيْك؟

مُحَمَّد: لِنَعُد إِلَى الْطَّاوِلَة ، هَل وَصفَتَهَا بِحَق أَم بِبَاطِل؟

أَحْمَد: وَصفَتُهَا بِحَق.
مُحَمَّد: وَهَل وَصفَتُهَا أَنَا بِبَاطِل أَم بِحَق ، لِأَنِّي وَكَمَا رَأَيْت قَد خَالَفْتُك فِي وَصْفِهَا؟

أَحْمَد: نَعَم؛ وَصفَتهَا بِحَق.
مُحَمَّد: إِذًا ؛ رَغْم اخْتِلَافَنَا فِي وَصْفِهَا إِلَا أَنَّنَا عَلَى الْحَق جَمِيْعا وَلَسْنَا عَلَى الْبَاطِل.
أَحْمَد: صَحِيْح.
مُحَمَّد: وَنَحْن نَخْتَلِف فِي وَصْف أَشْيَاء كَثِيْرَة غَيْر الْطَّاوِلَة ، وَبِمَا أَنَّنَا تَحَدَّثَنَا عَن قَضِيَّة الْمَذَاهِب ، أَقُوْل لَك فِي مَاذَا تَخْتَلِف أَو أُخْتُلِف مَعَك؟

أَحْمَد: هُنَاك عِدَّة نِقَاط: أَوَّلُهَا أَنَّكُم تَنْفُون رُؤْيَة الْلَّه تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة؟

مُحَمَّد: نَعَم؛ كَلَامُك صَحِيْح، لَكِن هَل نَحْن لَمَّا نَفَيْنَا رُؤْيَة الْلَّه تَعَالَى ، قُلْنَا ذَلِك عَبَثا أَم أَن هُنَاك أَدِلَّة لَدَيْنَا؟

أَحْمَد: هُنَاك أَدِلَّة لَكِنَّنَا رَدَدْنَا عَلَيْهَا كُلِّهَا.

مُحَمَّد: سَأَسْأَلُك سُؤَالِا.

أَحْمَد: تُفَضِّل.

مُحَمَّد: دَعْنَا مِن الْأَدِلَّة أَوَّلَا ، لِأَن الْأَدِلَّة عِنْدَكُم وَعِنْدَنَا وَلَيسْت حِكْرَا عَلَى أَحَدِنَا وَالْكُل قَد رُد عَلَيْه ،، أَقُوْل: مَاذَا كَان الْغَايَة مِن نَفْيِنَا رُؤْيَة الْلَّه تَعَالَى؟ أَلَيْس تَنِزْيَيْه؟ أَم أَنَّنَا قُلْنَا بِذَلِك لِأَنَّنَا لَا نُنزهُهَه تَعَالَى.

أَحْمَد: أَنْتُم تُنَزِّهُون الَلّه تَعَالَى لَكِنَّكُم أَخْطَأْتُم.
مُحَمَّد: حَسَنا،، أَنْتُم عِنَدَمّا أَثْبَتُّم رُؤْيَة الْلَّه تَعَالَى أَلَم تَقْصِدُوْا تَنْزِيْهِه أَيْضا؟

أَحْمَد: بَلَى ، بل بالتأكيد.

مُحَمَّد: بَلَى ، لَكِنَّكُم أَخْطَأْتُم،، هَذَا كَان رَأْيُك وَهَذَا رَأْيِي!

لَحْظَة يَا أَحْمَد.

أَحْمَد: مَاذَا؟

مُحَمَّد: أَلَا تَشْعُر بِأَنَّنَا مُتَّفِقُوْن عَلَى أَصْل وَاحِد؟

أَحْمَد: مَا هُو؟

مُحَمَّد: أَلَسْنَا نُنَزِّه الَلّه تَعَالَى ، سَوَاء قُلْنَا بِإِثْبَات الْرُّؤْيَة أَو نَفْيُهَا؟

أَحْمَد: نَعَم، فَأَنْتُم نُزَهْتم الَلّه تَعَالَى لِأَنَّكُم تَرَوْن أَن الْرُّؤْيَة لَا تَلِيْق بِه ، وَنَحْن نَزَّهَنَا الَلّه تَعَالَى لِأَنَّنَا نَرَى بِأَن رُؤْيَتَه تَلِيْق بِه.

مُحَمَّد: هُنَا مَرْبَط الْفَرَس،، نَعَم سُبْحَان الْلَّه ؛ عَلَى الْرَّغْم مِن اخْتِلَافَنَا فِي هَذِه الْقَضِيَّة إِلَا أَنَّنَا مُتَّفِقُوْن فِي أَصْلِهَا وَهُو تَنْزِيْه الْلَّه تَعَالَى ، يَعْنِي لَو نَظَرْنَا إِلَا الْطَّاوِلَة مُرَّة أُخْرَى ، وَجَعَلْنَا وَصَفْنَا لِلَتَّنْزِيْه كَوَصْفِنا لِلْطَاوِلَة ، لِتُبَيِّن لَنَا أَنَّنَا عَلَى حَق جَمِيْعا ، لِأَنَّنَا نَزَّهَنَا الَلّه تَعَالَى لَكِن الْكُل بِطَرِيْقَتِه.

أَحْمَد: هَذَا صَحِيْح ، كَمَا اخْتَلَفْنَا فِي وَصْف الْطَّاوِلَة الْوَاحِدَة، وَاتَّفَقْنَا عَلَى الْأَصْل، وَالَّذِي هُو الْتَّنْزِيْه فِي هَذِه الْقَضِيَّة ، وَإِرَادَة الْحَق فِي قَضِيَّة الْطَّاوِلَة!

مُحَمَّد: الْحَمْد لِلَّه نَحْن نُنَزِّه الْلَّه وَأَنْتُم تُنَزِّهُونَه ، لَكِن الْكُل حَسَب مَنْهَجَه فِي الْتَّنْزِيْه ، وَهِذِا يَعْنِي أَن الْخِلَاف غَيْر مُبَرَّر مِنَّا وَمِنْكُم ، نَعَم يَكُوْن مُبَرِّرَا إِذَا اخْتَلَفَا فِي الْأَصْل وَالَّذِي هُو تَنْزِيْه الْلَّه تَعَالَى أَو عَدَم تَنْزِيْهِه. فَلَو قُلْت أَنَا أَو أَنْت : لَا أَنزْه الَلّه تَعَالَى فَهُنَا يَكُوْن الْكَلَام مِن نَوْع آَخَر، وبما أننا لا نقولُ إلا بتنْزيهِ الله فلماذا الخلافُ والتشدُّدُ.


أحمد: يا أخي الخلاف لا يقتصر على مسألة الرؤية فحسب ؛ بل هناك قضية أخرى ألا وهي خلود عصاة المسلمين في النار ، فنحن نقول بخروجهم من النار ، وأنتم تقولون بخلودهم!

محمد: هو كما قلت أخي أحمد ، وأنتم لديكم أدلتكم ، ونحن لدينا أدلتنا ، فالقولان يستندان إلى أدلة من الكتاب والسنة.

أحمد: ولكن أرى بأن أدلتكم لا تصمد أمام أدلتنا؟

محمد: وأنا أقول نفس القول في أدلتكم ، لكن أخي لدي سؤال بسيط لك؟

أحمد: قل يا أخي.

محمد: من بيده الأمر من قبل ومن بعد ، ومن الذي يُدخِل الناسَ النار أو يخرجهم منها؟ أليس الأمر بيد الله تعالى؟!

أحمد: بكل تأكيد الأمر لله وحده.

محمد: حسنا ؛ ألا يدخل العصاة النار؟

أحمد: نعم.

محمد: إذَا نحن متفقون على أن الأمر بيد الله تعالى ، وأن العصاة يدخلون النار ، لكننا اختلفنا في جزئية بسيطة جدا ، ألا وهي الخلود فقط.

أحمد: نعم ؛ أرى بأن المسألة لسنا ملزمين باعتقادها أو عدم اعتقادها ، ولندع القضاء لله تعالى وحده، فهو يحكم بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون.

محمد: لقد اتفقنا على أمرين هما أهم من الأمر الذي اختلفنا فيه ألا وهما أن الأمر بيد الله وبعلمه، وأن العصاة يدخلون النار. والأمر الذي اختلفنا فيه لا يساوي شيئا أمام الأمرين اللذين اتفقنا عليهما ، فالمهم قد اتفقنا عليه وغير المهم لا يضرنا إن اتفقنا أو اختلفنا عليه لأنه غير مهم.

محمد: أنا أستغرب من إحدى المسائل التي خالفتمونا فيها!

أحمد: وما هي تلك المسألة؟

محمد: مسألة خلق القرآن.

أحمد: وما وجه الاستغراب فيها؟

محمد: كيف تقولون بأن القرآن قديم غير مخلوق ، وتخالفوننا في قولنا إنه محدث ومخلوق ، ومعلوم أن كل شيء ما عدا الله مخلوق؟!

أحمد: لدينا عشرات الأدلة على صحة اعتقادنا ..

محمد: ونحن لدينا المثل من الأدلة يا أخي.

أحمد: أريد أن أستدرجك إلى نقطة مهمة في هذا الصدد؟

محمد: تفضل.

أحمد: ماذا قال الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ في هذه القضية؟ هل قال بأن القرآن قديم أو محدث؟

محمد: لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم شيء في هذا الشأن.

أحمد: يعني أن المسألة لم يكن لها وجود؟

محمد: صحيح لم يكن لها وجود.

أحمد: ماذا قال أعاظم الصحابة وأكابرهم في هذه القضية ؟ كالصديق والفاروق وغيرهم؟

محمد: لا أحفظ لهم أي ذكر لهذه المسألة في عهدهم.

أحمد: تعني بأن المسألة لم تكن موجودة لديهم أصلا؟

محمد: نعم ؛ لم تكن موجودة.

أحمد: وببعد هذه كله ، لم يكن مصدر هذه القضية أحد العلماء أو ما شابه ذلك، بل كان أول من أثارها شخص متهم في دينه وأمانته وعدله..!

أحمد: الرسول صلى الله عليه وسلم ، والصحابة الكرام من بعده ، لم يكونوا منشغلين بهذه القضية ، وبالتالي لم يعتقدوا فيها عقيدة نعلمها ، فهل الصواب أن نقتدي بهم ونسكت عما سكتوا وألا نعتقد شيئا لم نعلم عنهم أنهم اعتقدوا ، أم الصواب أن نخرج عنهم ونضيف إلى اعتقادنا هذه المسألة ، وكأن اعتقادهم كان ناقصا ونحن الذين سنكمله؟!!!

محمد: صدقت أخي أحمد ، الخلاص في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعدم اعتقاد عقيدة لم يتطرق إليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا الصحابة من بعده.

أحمد: هناك قضية أراها مهمة جدا..

محمد: وما هذه القضية؟

أحمد: قضية الصحابة..ماذا تقولون في عثمان وعلي ومعاوية وعمرو بن العاص؟

محمد: لا نقول فيهم إلا ما نراه حقا من وجهة نظرنا.

أحمد: ولكن رؤيتكم حولهم بعيدة عن الحق!

محمد: لا ليست بعيدة عن الحق ، فلو كانت بعيدة عن الحق لكنا أول من ابتعد عنها..

أحمد: حسنا ، وما هو الحق الذي ترونه فيهم؟

محمد: الحق الذي نراه فيهم هو ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ).

أحمد: ولكن، كيف تفسرون لنا ما نراه مكتوبا في كتبكم حولهم من الأحداث..

محمد: يا أخي أنت من أهل السنة ، وفلان من الشيعة، وفلان من الإباضية، كل هذه المذاهب يوجد فيها كمٌّ هائل من الكتب حول تلك القضية، ما بين طاعن أو منتقد أو مخطئ للصحابة أو بعضهم..

محمد: هل تسمح لي بكلمة؟

أحمد: تفضل.

محمد: هل تعبّدنا الله بالبحث عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة.

أحمد: لا.

محمد: إذًا لماذا نبحث عن شيء لم يأمرنا الله تعالى بالبحث عنه ، بل لربما نهانا الله عنه؛ لأن إثارة هذه القضية من جديد لا تؤدي إلا إلى التفرق والتمزق، والله نهانا عن التفرق، وأمرنا بالوحدة والاعتصام.

أحمد: نعم؛ لا لإثارة هذه القضية، ونعم للتوحد والاعتصام ، ولنبتعد عن ما من شأنه أن يفرق الأمة، ولنقترب من كل ما من شأنه أن يوحدها ويرأب صدعها..

ختامية الحوار:

أحمد: إن وحدة المسلمين من أهم ما يجب أن يسعى إليه المخلصون لهذا الدين، الحريصون على مصالح هذه الأمة، الحامون لثغورها، الحافظون لبيضتها، كيف لا والوحدة الإسلامية أصل من أصول الإسلام، وفرض من فرائض الدين، وهي قوة المسلمين وريحهم، وهيبتهم وشوكتهم وعزتهم، قال الله تعالى في محكم أحكام حكمته: ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) وقال: ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )..فما عزَّ المسلمون إلا والوحدة عنوانهم، وما ذلوا إلا والفُرقة صفتهم، خضعت لوحدتهم ممالك كسرى وقيصر، وذلت لهيبة وحدتهم عروش الهند والسند، حتى صارت دول المسلمين المتوحدة مكانا آمنا للخائفين من غير المسلمين بل وللحاقدين على الإسلام! ولم تأفل شمس حضارة الإسلام إلا وهي تذرف الدمع على وحدة بائدة، وفُرقة سائدة، وما سقطت الأندلس وغيرها ــ سابقا ــ والعراق وغيرها حاضرا إلا وللابتعاد عن الوحدة والقرب من الفرقة هو العنوان البارز لأسباب السقوط والانكماش!

محمد: والذي ننوه عليه هنا ونضع تحته خطوطا حمراء كبيرة هو أن وحدة المسلمين ليس كوحدة غيرهم من الأمم؛ فلو أتينا مثلا إلى وحدة الأمم الأخرى كالأمريكان مثالا نرى بأن وحدتهم وإن كان في ظاهرها القوة والتلاحم والترابط إلا أن وحدتهم وحدة منفصلة عن الربانية وهي ليست إلا مادات وطاقات تتصارع في ما بينها لتترجم قوله تعالى: ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ). وأما الأمة الإسلامية فإن وحدتها أمر رباني وعبادة إلهية فيها عزُّ الدنيا و الآخرة، غايتها إرضاء الله تعالى..ولو أن هذه الأمة الإسلامية سلكت سبيل غيرها من الأمم في الوحدة لخرجت عن تميزها وتفردها، وللحقت بركب الفاشلين الجهلة بحقائق الكون ومعارف الحياة.

أحمد و محمد: فللنبذ الخلافات جانبا ونبني الوحدة الإسلامية من جديد ، فإن الصعب ليس مستحيلا، والله يذلل الطريق أمام المخلصين الصادقين.



!!( كل النَّاسِ يحبونَ النَّجاحَ ، والقليلُ منهمْ يُحبون النَّاجحين )!!

منقول للفائدة







التوقيع :
قال رسول الله
أقربكم مني منزلة أحاسنكم أخلاقا
وقال رسول الله
إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم
من مواضيعي في المنتدى
»» ما تعليكم على هذا؟؟؟؟؟؟؟
»» هل قسم الموضوع ظهوركم
»» الله يخلف وعد ووعيده ؟؟
»» توضيح لو سمحتم
»» وش رايكم بهذه الفتوى ؟
 
قديم 10-10-11, 03:25 PM   رقم المشاركة : 2
يا محب
عضو نشيط






يا محب غير متصل

يا محب is on a distinguished road


وحدة الأمة تكون بتطبيق قوله تعالى "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ "
لا تكون بأن ادعك على ما أنت عليه ,بل ان السواد الاعظم الذي تجتمع عليه الامة هم من اهل السنة والجماعة ومن مميزات هذه الأمة أنها معصومة عن الخطأ، كما قال صلى الله عليه وسلم:"إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة"والله عز وجل جعل سبيل المؤمنين هو سبيله وسبيل رسوله فقال: "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً"
هُديت وإياكم الى الحق...اللهم آمين







 
قديم 04-11-11, 12:33 AM   رقم المشاركة : 3
النيسابوري
مشترك جديد






النيسابوري غير متصل

النيسابوري is on a distinguished road




أنا لا أرى في الحوار إلا عاقلاً واحداً وهو الإباضي ( محمد ) ،، بينما الآخر إما يكرر الأجوبة على شكل سؤال، أو يطلب التوضيح !!!


ومع ذلك فهذا الآخر السني ( أحمد ) وصفه صاحب الموضوع : ( كَان أَحْمَد مُتَعَصِّبِا أَو بِعِبَارَة أُخْرَى مُتَحَمِّسا وَمُنْتَصِرَا لِمَذْهَبِه )



لا أدرى لماذا طرأت على ذهني مسرحية المراجعات ؟!!!

فقد كانت شيقة فعلاً







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:31 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "