السلام عليكم ورحمة الله وبركاته للمسلمين
والسلام على من اتبع الهدى لغير المسلمين
ثبت للجميع ان علماء الشيعة الإثني عشرية بأنهم يكفرون غالبية الصحابة.
ومرة كنت أكلم أحد هؤلاء العلماء، فتفاجأت بشدة جهل هذا العالم، وجهله هذا هو الذي جعله يقبل بتكفير الصحابة فكفر بالقرآن من حيث لا يدري.
النقاش كالتالي:
أنا:
هل تؤمن بالقرآن؟
هو:
نعم
أنا:
هل تؤمن بأن القرآن الذي نزل على محمد (عليه الصلاة والسلام) هو نفسه القرآن الذي بين يدينا بدون زيادة ولا نقصان؟
هو:
نعم (هنا طبعا يكذب)
أنا:
طيب ما هو دليلك على أن القرآن لم يحرف ولم يزاد به أو ينقص منه منذ نزوله إلى الآن؟
هو:
الآية التي تقول: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
أنا:
طيب ماذا لو كانت هذه الآية نفسها مزورة؟
هو (متفاجئا):
وهل أنت عندك شك في القرآن؟
أنا:
أنا ليس عندي شك في القرآن، ولكن يظهر أن الشك موجود عندك أنت
هو:
أنا لا أشك في القرآن، فأنا مؤمن به كما هو
أنا:
يعني أنت تؤمن به كما يؤمن اليهودي بتوراته والنصراني بإنجيله؟ تؤمن به بدون دليل؟
هو (متفاجئا):
لا، أنا عندي أدلة على أن القرآن لم يتم تحريفه.
أنا:
وما هو دليلك على عدم تحريف القرآن؟ تصور أنني نصراني أو كافر وأريد أن أتعلم منك الإسلام وأريد أن أثق بعدم تحريف القرآن، فماذا ستقول؟
هو:
سأقول له بأن المصحف مطبوع في جميع أنحاء العالم بنفس الطريقة ليس فيه أي خطأ ولا أي زيادة ولا أي نقصان
أنا:
ومن قال لك بأن المصحف المطبوع ليس فيه أخطاء؟ انظر في آخر أي مصحف، وستجد فيه الجملة التالية: نرجو منك مراسلتنا إن وجدت في هذه الطبعة أي خطأ. ومن قال لك بأ المصاحف المطبوعة كلها نفس الشيء؟ هناك مصاحف طبعتها إيران، وطبعتها إسرائيل، ودول أخرى أيضا على مجرى التاريخ، وكان فيها الكثير من التحريفات.
هو (بكل غباء):
هذا غير معقول، أنا متأكد بأن المصاحف كلها مطبوعة بنفس الطريقة وليس فيها أي خطأ
أنا:
ما رأيك بأن مطبعة الملك فهد لوحدها قامت بسحب نسختين من المصحف في تاريخها بسبب العثور على أخطاء في الطباعة؟
هو (متلفتا):
طيب، لو فرضنا أن كلامك صحيح، فسأقول له بأن النسخة التي كتبها عثمان بن عفان موجودة الآن في أحد المتاحف وفيها نفس الكتابة الحالية
أنا:
ولكن النسخة التي كتبها عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ليست هي نفسها التي كتبها الصحابة في زمان النبي، فما الذي يجعلك تثق بأن ما كتبه عثمان بن عفان هو المصحف نفسه الذي كتبه الصحابة في زمان النبي؟
هو (يكذب):
أنا متأكد بأنه لازالت لدينا الصحف الأصلية التي كتب عليها الصحابة القرآن في زمان النبي، ويمكننا المقارنة بينها ومعرفة الحقيقة.
أنا:
طيب هناك مشكلة أكبر بكثير، هل تعلم بأن النسخة التي كتبها الصحابة وكذلك كتبها عثمان بن عفان (رضي الله عنه) لم تكن منقطة ولا مشكلة ولا مرقمة؟ يعني لن تستطيع أن تفرق بين الحاء والخاء والجيم في تلك الكتابة، ولن تستطيع التفريق بين التاء والياء والباء والثاء، ولن تستطيع التفريق بين الصاد والضاد، ولن تستطيع التفريق بين الطاء والظاء، ولن تستطيع التفريق بين العين والغين!!!!!
هو (مبهوتا):
هذا غير معقول، فكيف يمكن للمسلمين القراءة من المصحف في زمانهم؟
أنا:
ألا تعلم بأن الصحابة لم يكونوا يقرؤون من المصحف؟ ألا تعلم أن الصحابة كانوا يقرؤون من حفظهم الذي حفظوه من لسان النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وكذلك من ألسنة بعضهم البعض؟ أصلا لا يمكن لأحد في زمانهم أن يقرأ القرآن، لأنه غير منقط، بل لا بد أن يستمع إليه من شخص، ولا بد أن يقرأه على شخص حتى يتأكد من صحة حفظه.
ألا تعلم بأن القرآن جاءنا من لسان إلى أذن ثم من لسان إلى أذن؟
هو (منزعجا ولكنه يخفي إنزعاجه):
آه
أنا:
ولكن المشكلة ليست هنا، المشكلة في الأشخاص الذين يكفرون الصحابة، ثم يدعون بأنهم يؤمنون بالقرآن. فلو تصورنا أن الصحابة كفار، فكيف يمكن الثقة بما نقلوه لنا مشافهة؟ طبعا شيء مؤكد بأن من يكفر عامة الصحابة، لن يستطيع أن يثبت عدم تحريف القرآن، ولذلك فإن غالبية علماء الشيعة الإثني عشرية الذين يكفرون الصحابة أيضا يقولون بتحريف القرآن. ولذلك، إن كنت فعلا تريد أن تؤمن بالقرآن، فلا بد أن تؤمن أيضا بعدالة الصحابة ويجب أن تزكيهم، ويجب أن تحبهم أيضا لأنهم نقلوا لك أهم شيء في دينك، وهو الثقل الأكبر.
أما إذا أصررت على تكفير غالبية الصحابة، فأنت حقيقة كافر بالقرآن سواءا عرفت بذلك أم لا.
وإليك المزيد. القرآن تم حفظه بثلاث محاور: اللفظ، والرسم، والمعنى.
فقد تم حفظ اللفظ عن طريق تحفيظ النبي صلى الله عليه وسلم اللفظ للصحابة على مدة 23 سنة، وفي آخر سنة كان يعلم القرآن لجموع كبيرة من العرب الذين توافدوا على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع. ولذلك فإن حفظة القرآن في زماننا الآن يحفظونه بسلسلة مع سند للحفظ، وهو الآن أكثر النصوص تواترا في تاريخ البشرية. ولا يشك في لفظه إلا حمار جاهل. ولفظ القرآن هو النص المعصوم الذي لا يدخله الباطل من بين يديه ولا من خلفه. مع إيماننا بأن رسمه ومعناه أيضا حفظهم الله تعالى لنا.
أما حفظ الرسم، فقد حفظه النبي (صلى الله عليه وسلم) عن طريق كتبة الوحي الذين كانوا يتراوحون بين الواحد والأربعة لجميع الآيات التي نزلت، وكان يخبر الصحابة بمكان كل آية وسورة، وكان يعدل النبي صلى الله عليه وسلم بالرسم ويتأكد من حفظه ونسخه بين الصحابة والتأكد من النسخ. وهذا الرسم هو الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه وبعده عمر رضي الله عنه ثم جاء عثمان ليعيد كتابته كله في مصحف واحد مجلد ثم نشره في بقاع الآرض، والكفار متعودون على الكذب على الإسلام بأن عثمان بن عفان حرف القرآن، وهذا غير ممكن، لأن القرآن كان محفوظا في قلوب الناس، ولو أخطأ عثمان بن عفان في كتابة رسمه، فسوف يكتشف ذلك الآلاف من المسلمين. كما أنه القرآن ليس فقط الرسم، وإنما هو اللفظ والرسم والمعنى، ولذلك فلا يمكن تحريف القرآن عن طريق تعديل رسمه فقط.
أما حفظ المعنى، فقد تم عن طريق حفظ السنة النبوية وعن سير الصحابة الذين زكاهم الرسول وزكاهم الله تعالى في القرآن وثبت لدينا بأنهم أعلام هدى ونجوم على الطريق يفهمون القرآن والدين كما يريده الله تعالى. وذلك بمجموعهم وليس بأفرادهم. وقد قام السنة بحفظ هذه الأحاديث والآثار والاهتمام بأسانيدها، وبهذه الطريقة حفظ الله تعالى لنا المعنى أيضا، وبهذا يكتمل حفظ القرآن الذي أخبرنا الله تعالى في القرآن نفسه بأنه سيحفظه.
وأخيرا أعود وأقول بأن من كفر غالبية الصحابة فإنه سيكفر بالقرآن لا محالة، وذلك من حيث اللفظ ومن حيث رسم، ومن حيث المعنى، وهذا ما نجده فعلا في كتب الشيعة الإثني عشرية من اتهام للقرآن بالتحريف، وادعاء الحذف من الرسم، والخزعبلات والسخافات التي نجدها في تفاسيرهم للمعنى.
طبعا إذا تصارح معك الشيعي الإثني عشري، فسوف يقول لك بأن القرآن لا يهمه في شيء، بل ما يهمه هو قول المعصومين، ولكن هناك مصيبة أكبر مع أقوال المعصومين. فليس هناك كتاب واحد فقط في تاريخ الشيعة كله يمكن إثبات أن ما فيه صحيح ولو حتى عشرة بالمئة، فكيف يمكن لهم معرفة ماذا قال المعصومون؟
الله يهدينا للخير والحق، ويجعلنا أهلا لنصرة دينه.
تم نقله عله يجعل القلوب تبصر