العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-09-11, 02:31 AM   رقم المشاركة : 1
أبو البراء المكي
مشترك جديد






أبو البراء المكي غير متصل

أبو البراء المكي is on a distinguished road


رداً على براق الساجد

رداً على إن القرآن ينص على التوسل بغير الله
وهي الشبهة التي كتبها "براق السجاد".

يقول الصوفي الضال في حواره لأهل السنة في منتدى شبكة الدفاع عن السنة: رغم أننا لم نتفق بعد على القرآن الكريم، لأنكم تقولون بالنسخ.
فلا آمن أن أحتج بآية فتردوها بعقيدتكم التالفة في النسخ، وما زال أحدكم لا يستطيع وضع رداً مناسباً عليه .. وتتهموني بالشرك لأني أتبع القرآن وأتوسل بالصالحين.
لا بأس ما دمتم مقرون بتكذيب بعض آيات الله تعالى؛ ولكن إن زعمتم أنكم مقرون بالقرآن كله لا تردون منه حرفاً فإليكم الدليل الصريح على استحباب التوسل.
(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا) {الإسراء:56-57}.
وتنبهوا إلى أنى لا أحتج بأسلافكم المعصومين في التفسير، أسلافكم الذين أحاطوا بالقرآن علماً حتى حرمتم (الفهم خلاف السلف)، فأنتم تؤمنون أن السلف قد أحاطوا علماً بكل عجائب القرآن التي ظهرت والتي لم تظهر بعد وإلى قيام الساعة.
أنا لا أؤله السلف أمثالكم، ولا أقدم قولهم على القرآن.
والآن: تبدأ الآيتان بتحدي الذين يدعون آلهة من دون الله بأن تلك الآلهة لا تملك صرف الأذى عنهم ولا حتى تحويه إلى غيرهم؛ ولكنه عز وجل يستأنف في الآية التالية (أولئك الذين يدعون).
يزعم أسلافكم أن "أولئك" عائدة على الآلهة. قلت: "أولئك" لفظة لا تستخدم لغير العاقل، ولا يمكن في العربية أن أقول على الأشجار والأحجار "أولئك"، وهكذا فإن اسم الإشارة لا يعود إلى (المدعو من دون الله)، فإلى من يعود؟
تستأنف الآية (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ)، فاسم الإشارة إذن يعود على (الداعين)؛ لأنهم بشر عاقلون وليس على (المدعوين)؛ لأنهم أشجار وأحجار والأشجار والأحجار يستخدم لها اسم الإشارة "تلك" وليس "أولئك" ... حسنا أولئك الذين يدعون؟ ماذا يريدون؟
إنهم يبتغون إلى ربهم الوسيلة، إنهم يتوسلون بغير الله تعالى ( أَيُّهُمْ أَقْرَبُ )، إنهم يبحثون عن أقرب الأولياء من الله تعالى ليتوسلون به.
فماذا يقول تعالى فيهم؟ (وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ).
انظروا يا سلفية، كيف يصف الله تعالى من توسل بغيره إليه؟ (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا).
و أخيراً
أترككم لآلهة المفسرون لعل لديكم رداً خلاف الطعن بالنسخ وإسقاط الآية، انتهى كلمه.
قلت: سوف أستعين بالله سبحانه وتعالى للرد على هذا الضال الذي يرى أن القرآن يثبت الشرك والتوسل إلى الله بالموتى والصالحين بعد أن لوى أعناق النصوص وفسرها على هواه، وهو لا يؤمن بتفسير السلف لأنه يرى أن التفسير يحق لكل أحد، أجعل الرد على هذه الشبهة قسمين:
القسم الأول: ما يتعلق بالنص وقد كان الرد عليه من عدة وجوه:
القسم الثاني: الرد على قول القبوري بأن القرآن أثبت التوسل بغير الله.
ما يتعلق بالنص وقد كان الرد عليه من عدة وجوه:
الوجه الأول: لقد كتب القبوري هذه الشبهة في منتديات شبكة الدفاع عن السنة في حوار له مع أهل السنة، وقد ردوا عليه بما وفقهم الله له، ولكن لكي ألجم هذا الضال وهذا القبوري هداه الله.
فقد تطرقت بادئ ذي بدأ لكثرة الأخطاء النحوية والإملائية والتي قمت بتصحيحها، وللأمانة سوف أنقل كلامه هنا كما كتبه:
قال القبوري: "رغم أننا لم نتفق بعد على القرءان الكريم!
لأنكم تقولون بالنسخ
فلا آمن أحتج بآية فتردوها بعقيدتكم التالفة فى النسخ
ولا زال أحدكم لا يستطيع وضع ردا مناسبا عليه
وتتهمونى بالشرك لأنى أتبع القرءان وأتوسل بالصالحين!!
لا بأس ما دمتم مقرون بتكذيب بعض آيات الله تعالى
ولكن إن زعمتم أنكم مقرون بالقرءان كله لا تردون منه حرفا
فإليكم الدليل الصريح على إستحباب التوسل
{ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿56﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿57﴾}
وتنبهوا إلى أنى لا أحتج بأسلافكم المعصومون فى التفسير
أسلافكم الذين أحاطوا بالقرءان علما حتى حرمتم (الفهم خلاف السلف)، فأنتم تؤمنون أن السلف قد أحاطوا علما بكل عجائب القرءان التى ظهرت والتى لم تظهر بعد وإلى قيام الساعة
أنا لا أؤله السلف أمثالكم، ولا أقدم قولهم على القرءان
والآن
تبدأ الآيتين بتحدى الذين يدعون آلهة من دون الله بأن تلك الآلهة لا تملك صرف الأذى عنهم ولا حتى تحويه إلى غيرهم
ولكنه عز وجل يستأنف فى الأية التالية {أولئك الذين يدعون}
يزعم أسلافكم أن (أولئك} عائدة على الآلهه،
قلت (أولئك} لفظة لا تستخدم لغير العاقل، ولا يمكن فى العربية أن أقول على الأشجار والأحجار (أولئك}
وهكذا فإن إسم الإشارة لا يعود إلى (المدعو من دون الله)
فإلى من يعود؟
تستأنف الآية {أولئك الذين يدعون من دون الله يبتغون إلى ربهم الوسيله}
فاسم الإشارة إذن يعود على (الداعين) لأنهم بشر عاقلين وليس على (المدعوين) لأنهم أشجارا و أحجارا
والأشجار والأحجار يستخدم لها إسم الإشارة (تلك) وليس (أوئك)
حسنا أولئك الذين يدعون؟ ماذا يريدون؟
إنهم يبتغون إلى ربهم الوسيلة!!! إنهم يتوسلون بغير الله تعالى {أيهم أقرب}
إنهم يبحثون عن أقرب الأولياء من الله تعالى ليتوسلون به!!
فماذا يقول تعالى فيهم؟
{ويرجون رحمته ويخافون عذابه}
إنظروا يا سلفية
كيف يصف الله تعالى من توسل بغيره إليه!!!
{إن عذاب ربك كان محذورا}
و أخيرا
أترككم لآلهة المفسرون
لعل لديكم ردا خلاف الطعن بالنسخ وإسقاط الآية"، انتهى كلامه بنصه.
ولنبدأ في تتبع النص المكتوب.
1- كتب كلمة (القرآن) في جميع محاورته هكذا (القرءان)، وهذا خطأ إملائي فاضح.
2- قال: (فلا آمن أحتج بآية) وهذا كلام ركيك، والصحيح أن يقول: فلا آمن أن أحتج بآية.
3- قال: (ولا زال) والصحيح ما زال.
4- قال: (وتنبهوا إلى أني لا أحتج بأسلافكم المعصومون في التفسير) والصحيح (المعصومين).
5- قال: (والآن تبدأ الآيتين بتحدي) والصحيح (الآيتان).
6- قال: (فاسم الإشارة إذن يعود) والصحيح (إذاً).
7- قال: (لأنهم بشر عاقلين وليس) والصحيح (عاقلون).
8- قال: (لأنهم أشجاراً و أحجاراً) والصحيح (لأنهم أشجار وأحجار).
الوجه الثاني: قال في بداية قوله: "رغم أننا لم نتفق بعد على القرآن الكريم"، وهنا كان يجب أن نتوقف في الرد على هذا الضال لسبب أنه يرى أن القرآن مختلف بيننا وبينهم، وهو هنا يوافق الرافضة من حيث اعتقادهم في القرآن، ولا أدري ما الاختلاف الذي يريد الوصول إليه. فكيف نحاور رجل يحاورنا بالقرآن وهو يرى الاختلاف وعدم الاتفاق معهم في نصوص القرآن الكريم.
الوجه الثالث: قال القبوري: "فلا آمن أن أحتج بآية فتردوها بعقيدتكم التالفة في النسخ"، أن القول بالنسخ في القرآن ليست عقيدة تالفة كما يقول هذا الصوفي الضال: فالله سبحانه وتعالى يقول: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) {البقرة:106}.
وقال تعالى: (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) {النحل:110}. فهو سبحانه وتعالى أثبت أن في القرآن آيات منسوخة فكيف يقول: أنها عقيدة فاسدة مع أن الله قد أثبتها.
وهنا أنقل قول الإمام الطبري مع أن هذا الضال لا يؤمن بأقوال المفسرين الأقدمين الذين نقلوا أقوال الصحابة والتابعين في تأويلهم للقرآن ولم يعتمدوا على أرائهم الشخصية كما يظن هذا الصوفي؛ يقول الطبري رحمه الله: "يعني جل ثناؤه بقوله: (ما ننسخ من آية) ما ننقل من حكم آية إلى غيره، فنبدله ونغيره. وذلك أن يحول الحلال حراماً والحرام حلالاً، والمباح محظوراً والمحظور مباحاً، ولا يكون ذلك إلا في الأمر والنهي والحظر والإطلاق والمنع والإباحة، فأما الأخبار فلا يكون منها ناسخ ولا منسوخ"( 1 ).
الوجه الرابع: قال القبوري: "لا بأس ما دمتم مقرون بتكذيب بعض آيات الله تعالى"، فنقول له: من أين أتيت بدعواك هذه؟ ومن أين نقلتها؟ وحتى تثبت صدق كلامك فنحن نطالبك بتأصيل قولك وعدم رمي التهم جزافاً.
وأنت هنا قلت هذا القول ورميتنا بتكذيبنا للقرآن لأننا نرى أن الآية التي عرضتها لتستدل بها على وثنيتك لا نفسرها كما تريد أنت؛ بل نقول: أن هذه الآية ليست دليلاً لك على ما ذهبت إليه من جواز التوسل بغير الله، فإن كان ما قلناه تكذيباً منا للقرآن في نظرك لأنه خلاف ما تريد، فماذا عسانا نقول عنك وأنت تقول بأن القرآن قد أثبت الشرك؟ أيهما أكذب في نظرك القاصر؛ النافي لورود الأمر بالشرك في القرآن أم المثبت له.
الوجه الخامس: قال القبوري: "وتنبهوا إلى أنى لا أحتج بأسلافكم المعصومين في التفسير"، من الذي قال بعصمة المفسرين أو غيرهم من سلف الأمة وخلفها؟ لم يقل به أحد قبلك، وأنت هنا تتهمنا بما نحن برأ منه.
إن العصمة لم تكتب لأحد من البشر حتى الأنبياء والمرسلين إلا فيما يبلغونه عن الله فهم فيه معصومون، ولو كانت العصمة لأحد من البشر لكانت لآدم عليه السلام، لكنه لم يعصم فقد أكل من الشجرة مع نهي الله له عن ذلك.
وكما قال الإمام مالك رحمه الله؛ هذا إن كنت ترى أنه ممن يؤخذ من قوله، يقول: "كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر"، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الوجه السادس: قال القبوري: "فأنتم تؤمنون أن السلف قد أحاطوا علماً بكل عجائب القرآن التي ظهرت"، أقول: من أين لك هذا القول حتى تنسبه إلينا؟ بل نحن نؤمن أن القرآن لا تنقضي عجائبه، وأن الأفهام تقصر عن بلوغ بعض مراده، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ) {آل عمران:7}، وأن التأويل بما يوافق مقتضى العقيدة لم يتوقف، والذي نحن عليه موافق لما قال له الرسولصلى الله عليه وسلم: "إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين، والشفاء النافع؛ عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول : الم حرف ولكن ألف ولام وميم"( 2 ).
وما أراك هنا إلا اتبعت المتشابه من القرآن لأن في قلبك زيغ وميل إلى الوثنية؛ فذهبت تستدل لمذهبك القبوري بالقرآن لتأكد لنا أن القرآن يؤيد الشرك ويدعو إليه، وهذا دليل فهمك القاصر للقرآن وتأويله، فصدق فيك قول الله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) فأنت بنص هذه الآية في قلبك زيغ عن التوحيد وميل إلى الشرك، وتريد فتنة العوام وقليلي المعرفة بشرع الله.
الوجه السابع: قال القبوري: "أنا لا أؤله السلف أمثالكم، ولا أقدم قولهم على القرآن"، لماذا تحاول أن تلمز أهل السنة بتأليه غير الله؟ أحتى يشاركوك الوثنية التي ملأت بها قلبك وذهبت تأول كلام الله على غير مراده لتثبت لنفسك أنك على الحق، ونحن بحمد الله لا نؤله غير الله، ولا نتوجه لغير الله، ولا نقبل من كلام السلف والخلف إلا ما وافقك كلام الله ورسوله، وما عداه فنرمي بكلامه عرض الحائط كائناً من كان.
ثم من قال لك أننا نقدم كلامهم على القرآن وقد اتفق أهل السنة أن صحيح البخاري أصح الكتب بعد كتاب الله، وانظر فإنهم لم يختاروا من الكتب إلا صحيح البخاري لاشتماله على أصح الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يقولوا بكتب التفسير وغيرها من الكتب كما زعمت.
الرد على قول القبوري بأن القرآن أثبت التوسل بغير الله:
يدل كلامه على أن القرآن يناقض بعضه بعضاً، فعلى تأويله لهذه الآية يثبت أن القرآن يدعوا إلى التوسل بغير الله بينما لو أتين له بهذه الآية قال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) {الجن:18} لقال أن القرآن يمنع الدعاء والتوجه لغير الله في طلب الرحمة والمغفرة والتوبة. وهذا يكفي للرد عليه فلم يقول عاقل بعد ممن ينتسبون إلى الإسلام بأن القرآن ينهى عن الشرك ويدعو إليه في آن واحد.
ففي هذه الآية الكريمة يبين الله سبحانه وتعالى: أن المعبودين من دون الله الذين زعم الكفار أنهم يقربونهم إلى الله زلفى، ويشفعون لهم عنده لا يملكون كشف الضر عن عابديهم; أي إزالة المكروه عنهم، ولا تحويلا، أي تحويله من إنسان إلى آخر، أو تحويل المرض إلى الصحة، والفقر إلى الغنى، والقحط إلى الجدب، ونحو ذلك. ثم بين فيها أيضاً أن المعبودين الذين عبدهم الكفار من دون الله يتقربون إلى الله بطاعته، ويبتغون الوسيلة إليه، أي الطريق إلى رضاه ونيل ما عنده من الثواب بطاعته فكان الواجب عليكم أن تكونوا مثلهم.
قال القبوري: "يزعم أسلافكم أن {أولئك} عائدة على الآلهة"، فنقول له: نعم رغمَ أنفك؛ فإن {أولئك} في الآية يعود على الآلهة، وسوف أورد لك كلام الصحابيين جليلين هما ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما، ولا أعتقد بأنك ستقول بأن الصحابة آلهة لنا كما زعمت في كلامك ونبزتنا بتأليه السلف؛ ولكن سأورد لك ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في أصحابه رضي الله عنهم أجمعين؛ لعلك تبدي احترامك لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفة"( 3 ).
وأما عن أن قوله تعالى : {أولئك} تعود على الآلهة فسمع هذا:
قال ابن مسعود: نزلت هذه الآية في قوم من العرب من خزاعة - أو غيرهم - كانوا يعبدون رجالاً من الجن، فأسلم الجنيون وبقي الكفار يعبدونهم فأنزل الله: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة .. الآية).
وعن ابن عباس: أن هذه الآية نزلت في الذين كانوا يعبدون عزيراً والمسيح وأمه، وعنه أيضاً، وعن ابن مسعود، وابن زيد، والحسن: أنها نزلت في عبدة الملائكة
وعن ابن عباس: أنها نزلت في عبدة الشمس والقمر والكواكب وعزير والمسيح وأمه.
وهذا المعنى الذي بينه جل وعلا في هذه الآية الكريمة: من أن كل معبود من دون الله لا ينفع عابده، وأن كل معبود من دونه مفتقر إليه ومحتاج له جل وعلا، بينه أيضاً في مواضع أخر، كقوله في سورة سبأ: ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ، وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) {سبأ:22-23}، وقوله في سورة الزمر: (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) {الزمر:38}، إلى غير ذلك من الآيات، وقد قدمنا في سورة المائدة أن المراد بالوسيلة في هذه الآية الكريمة وفي آية المائدة: هو التقرب إلى الله بالعمل الصالح; ومنه قول لبيد:
أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم
بلى كل ذي لب إلى الله واسل
وقد قدمنا في المائدة أن التحقيق أن قول عنترة:
إن الرجال لهم إليك وسيلة
إن يأخذوك تكحلي وتخضبي
من هذا المعنى، كما قدمنا أنها تجمع على وسائل، كقوله:
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا
وعاد التصافي بيننا والوسائل
وأصح الأعاريب في قوله: {أيهم أقرب}، أنه بدل من واو الفاعل في قوله: يبتغون، وقد أوضحنا هذا في سورة المائدة بما أغنى عن إعادته هنا، والعلم عند الله تعالى( 4 ).
قال القبوري: "يزعم أسلافكم أن (أولئك) عائدة على الآلهة، قلت: (أولئك) لفظة لا تستخدم لغير العاقل، ولا يمكن في العربية أن أقول على الأشجار والأحجار (أولئك)، وهكذا فإن اسم الإشارة لا يعود إلى (المدعو من دون الله)، فإلى من يعود؟".
نقول له: صدق أسلافنا وكذبت أنت، فاسم الإشارة يعود على المدعوين وهم الجن الذين أسلموا، ويعود على الملائكة، ويعود على عزير والمسيح عليه السلام وأمه. كما قال الصحابة. وليس على الأشجار والأحجار كما زعمت بغير علم ولا هداً ولا كتاب منير.
قال القبوري: "إنهم يبحثون عن أقرب الأولياء من الله تعالى ليتوسلون به".
نقول وما دليلك في أنهم يبحثون عن أقرب الأولياء، فالآية لم تذكر الولاية لا من قريب أو بعيد، وإنما ذكرت المدعوين من دون الله وهذا ذم للداعين لأنهم ما زالوا يتوسلون بالمدعوين الذين كانوا من الجن فأسلموا، أو بالمسلمين أصلاً كعيسى وأمه والملائكة، فأين دليلك على أن {أولئك} المقصود بها الأولياء وأن الآية نزلة في مشروعية التوسل بهم؟
وقد يقول: إن هناك فرق بن الدعاء والتوسل، والصحيح أنه لا فرق بينهما فهو يدعو غير الله ليتوسل به إلى الله فلماذا لا يكون الدعاء إلى الله مباشرة، أو لماذا لا يكون التوسل بأعماله الصالحة فهذا مشروع لنا في ديننا إن كان يريد التوسل ولا بد.
والوسيلة هي أي شي يقربك إلى الله كالصلاة والصوم والحج؛ هذه هي وسيلتنا الأعمال الصالحة التي تقربنا إلى الله، وليس وسيلتنا الشيخ الفلاني أو الإمام العلاني كما تزعم القبورية.
سرد الأدلة النصية على تحريم الشرك والتوسل بغير الله:
قال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) {الجن:18}.
وقال تعالى: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ) {الرعد:14}.
وقال تعالى: (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا) {مريم:48}.
وقال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا) {الجن:20}.
وقال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) {غافر:60}.
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) {الزمر:3}.
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ، إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) {فاطر:13-14}.
وقال تعالى: (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) {البقرة:22}.
وقال تعالى: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) {إبراهيم:30}.
وقال تعالى: (ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) {الزمر:8}.
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) {الحج:73}.
وقال تعالى: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) {المؤمنون:117}
وقال تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) {المائدة:72}.
وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) {النساء:48}.
وقال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) {الزمر:65}.
وقال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) {يونس:18}.
وقال تعالى: (وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) {القصص:87}.
وقال تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ) {الانعام:130}.
وقال تعالى: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ) {المائدة:72}.
أيعقل بعد كل هذه الأدلة أن يدعو القرآن إلى الشرك بالله، وبزعم هذا الصوفي الضال فالقرآن يدعوا للشرك في آية واحدة، وينهى عنه ويتوعد فاعله بالنار في عشرات الآيات.
وفي الختام أقول إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
( 1 ) جامع البيان (ج2/388).
( 2 ) أخرجه الحاكم في المستدرك (ج1/741)، وقال: " هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه".
( 3 ) صحيح البخاري (ج5/10).
( 4 ) أضواء البيان (ج3/162).

وكتبه محمد بن سالم الفيفي







التوقيع :
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب
من مواضيعي في المنتدى
»» كيف سيجيب الرافضة على هذا السؤال ؟
»» شهد شاهد من أهلها .
»» رداً على براق الساجد
»» يا أهل السنة
»» تعبد الرافضة لله بالفواحش والمعاصي
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:12 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "