بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلنا في بحث سابق لنا أن الشيعة فكراً وعقيدة تطورت تطوراً خيالياً ، من مرحلة الحزب السياسي إلى الحب والموالاة واحترام الطرف الآخر إلى التقديس والتعظيم وأخيراً الولاء لفئة معينة والبراء من الجميع ، فهذه الأطوار أو المراحل طبيعي أن يكون لها بُعد سواء عرفناه أو لم نعرفه .
بعد مقتل الحسين -رضي الله عنه- علمنا أنه قام جيش أو عصابة أطلقت على نفسها اسم "جيش التوابين" وقصتهم معروفة للجميع والحمد لله ، لكن ما يجعلني أفتح هذه الأوراق وأكشف عنها هو تناقض الشيعة مع مقتل الحسين وعدم ترك هذه الواقعة الحزينة أثر إيجابي في نفوس العوام .
هذه أوراقي ... تجدون فيها :
...مقتل الحسين ، تلك الواقعة الحزينة التي قام عليها دين الإمامية ، تلك الواقعة الحزينة التي استغلها رهبان الشيعة وكهنتهم لترسيخ قاعدة الذل و الهوان في نفوس الشيعة العوام ، حيث عَمَدَ هؤلاء الذين لا يتقون الله إلى تحميل هذه الواقعة ما لا تحتمل بحيث وضعوا صورة الحسين كالبطل المقدام الذي لا يخاف في الله لومة لائم - ونحن نقول هكذا رضي الله عنه - ولم يرسخوا أيضاً مبدأ الاقتداء بالحسين -رضي الله عنه- و هم في مجالسهم العزائية وغير العزائية يرسخون قاعدة المظلوم سينتصر ولو بعد حين ..!
وهذه القاعدة الخاطئة جداً ، والتي تحمل بُعد فكري عقائدي بعيد يعلمه هؤلاء القساوسة أخزاهم الله ، صحيح أن المظلوم سينتصر لكن من بين هذه العبارة قراءة تحتمل الخطأ والصواب .
فإن قلنا أن المظلوم سينتصر دون أن يقاوم أو يخطط لهذا الانتصار فنحن نقول كما قال هؤلاء القساوسة ، فهم يرسخون قاعدة في نفوس العوام أنهم سينتصرون لكن دون أن يدربوهم على سبل الانتصار ودون أن يربوهم تربية النصر وماذا بعد النصر .
وإن قلنا أن المظلوم سينتصر إذا ما خطط وتدرب ورسخ قاعدة في نفسه وهي أن كل من يريد الانتصار عليه أن يؤمن بالله و يعمل فهذا هو عين الصواب ،
وخلاصة ما أريد قوله هو : أن علماء الشيعة علموا عوامهم على أن الحسين المظلوم قتل ظلماً - وهو صحيح قتل ظلماً - ، لكن ما فعله علمائهم هو ترسيخ قاعدة الهوان والعويل لفقدان الحسين -رضي الله عنه - وعمل تصعيد لهذه الحادثة دون أن يقولوا لهم الحسين قاوم ونحن يجب أن نقاوم ، الحسين لم يصمد ونحن يجب ألا نصمد ، فالحسين يحمل في قلبه إيمان كامل يستطيع أن يقاوم به كل من يخالف القرآن والسنة ، لكن الشيعة - بمجموعهم - ليس لديهم ذرة إيمان لكي يقاوموا الظلم والهوان الذين هم فيه .
والنتيجة : أن شيعة اليوم لا تجد لهم أي قائمة فهم كما عرفناهم وعرفهم التاريخ مهانين ، فنتج عن ذلك مطالبتهم بما يسمى (التقارب بين السنة والشيعة ) فهذا التقارب يعني أن نقوم نحن الشيعة على حساب السنة ونكون في المقدمة ولن يفلحوا بإذن الله تعالى ، وأسألكم بالذي رفع السماء . هل حدث يوم من الأيام أو في فترة من الفترات قبل قيام الثورة البائسة موضوع تقارب بين السنة والإثني عشرية ؟؟ لا وربي الكعبة لم يحدث ذلك فهذا يدلنا على أن الثورة البائسة أرادت القيام على حساب أهل السنة فقالت بالتقارب ولم يحدث ذلك في التاريخ فهم عقيدتهم لهم وحدهم خفية مدفونة لا يريدون أن يطلع عليها أحد ، فإذا ما أرادوا كشف هذه الكتب الخبيثة الملعونة وجب عليهم التطبيل للغير والقول بالتقارب .
عودة سريعة لما ذكرنا في بداية الوريقات : نوجه سؤال للشيعة وهو : لماذا لا تقتدون بالإمام الحسين - رضي الله عنه - وتقيمون العدل الذي تريدون بما أن لديكم تجربة قادها الإمام الحسين -رضي الله عنه - .. ؟؟ لماذا أنتم هكذا إلى اليوم تنتظرون وهماً تنتظرون المهدي صاحب السرداب ؟ لماذا لا يتجرأ واحد منكم ويقول أريد أن أُقتَل كما قُتِلَ الإمامُ الحسين -رضي الله عنه - .. ؟؟ مالكم لا تتبعون السبيل الذي عبره الإمام الحسين -رضي الله عنه - .. ؟
أقولها وبكل وضوح : يا شيعة العالم إنكم لم تستفيدوا من قصة مقتل الحسين إلا البكاء والعويل لأمر قد مضى ..! يا علماء الإمامية إنكم لم تستفيدوا من قصة مقتل الحسين إلا حفنة من الدراهم أخذتموها بالباطل من هؤلاء العامة المغلوب على أمرهم . والله المستعـــان
كتبه /
مايهزك ريح