مكانة الصحابة-رضىالله عنهم-والشهادة لهم بالجنة.
بسم الله الرحمن الرحيم:
هذه جملة من كلام الامام ابن العطار -رحمه الله تعالى - فى كتابه فى معتقد أهل السنة والجماعة.
قال رحمه الله تعالى:
************
نشهد لمن مات على الإسلام أن عاقبته الجنة ، وإن كان / من جملة الذين قضى الله تعالى تعذيبهم ، وتهذيبهم بالنار ، فإنهم مردودون إلى نعيم دار القرار آخراً ، ومن مات والعياذ بالله تعالى على الكفر فمرده إلى النار ، لا ينجو منها ، وليس لبلائه ، وعذابه منتهى .
ونشهد لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة من أصحابه أنه من أهل الجنة ، ونقطع بذلك إتباعاً له صلى الله عليه وسلم فإنه لم يشهد لهم بالجنة إلا بعد أن أطلعه الله سبحانه عليه وتبين له حالهم ، ومآلهم فإنه سبحانه يطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يشاء من غيبه . قال الله تعالى : {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول}
.فقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم العشرة المعروفين من أصحابه بالجنة وهم:أبو بكر،وعمر،وعثمان،وعلي،وطلحة،والزبير، وعبد الرحمن بن عوف وسعد، وسعيد، وأبو عبيدة بن الجراح"وفي رواية صحيحة" وابن مسعود ".
وبشّر خديجة -رضي الله عنها- ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب ، وقال لبلال رضي الله عنه : سمعت خشف نعليك أمامي في الجنة. قال مالك -[رحمه الله]- : والخشف :الوطء والحس . وقال صلى الله عليه وسلم : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة "وكذلك قال عن عبد الله بن سلام أنه من أهل الجنة .
وقال لثابت بن قيس بن الشماس : ليس هو من أهل النار بل هو من أهل الجنة قال أنس : " فلقد كان يمشي بين أظهرنا ونحن نقول إنه في الجنة " .ومن أهل الجنة سعد بن معاذ .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لمناديل سعد في الجنة خير من هذا" . و جعفر بن أبي طالب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " دخلت الجنة البارحة فإذا فيها جعفر يطير مع الملائكة " ، وكذلك زيد بن حارثة ، وعبد الله بن رواحة وحمزة في الجنة .
و فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ، و عمير بن الحمام في الجنة ، والشهداء من أهل بدر، وأحد، والقرّاء الذين قتلوا ببئر معونة في الجنة ، وعكاشة بن محصن في الجنة ، والأولياء ، والصديقون والشهداء ، والصالحون في الجنة .
واعلم أن تَعْيِينَ الجنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة وغيرهم على ضربين:
- ضرب عيّن فيه الأشخاص وهو المراد بقول أهل العلم ; ولا نقطع لأحد بالجنة إلا لمن قطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم بهاوقد ذكرنا منهم قطعة .
- وضرب عين فيه الأوصاف فيتعينون لها بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بالوصف التذي نصّ عليه رسول الله صلى الله عليـه وسـلم أنه سبب لدخول الجنة كأهل بدر ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله اطلع على أهل بدر فقال : " اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " ولا معنى لذلك إلا دخول الجنة . وكذلك من عمل عملاً جعل / له صلى الله عليه وسلم عليه الجنة من قول أو فعل أو نية ، فإنا نقطع له بالجنة عليه من غير امتراء ولا شك بالنسبة إلى الإتصاف بالفعل أو القول أو النية ، لا بالنسبة إلى الشخص ، فإن تحققنا الوصف جاز لنا القطع لصاحبه بالجنة تصديقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بشرط مطابقته الوصف ظاهراً وباطناً والله يعلم المفسد من المصلح - والله أعلم .