السلام عليكم /
اسعد الله اوقاتكم بالمسرات ومن العايدين وكل عام وانتم بخير .
لما كان یوم الأحد غرة شھر شوال من سنة ( خمس
وثلاثین وثلاثمائة ( ٢٥ إبریل ٩٤٧ ) ركب الإمام إسماعيل بن محمد بن عبد الله الملقب ب (المنصور بالله) عليه السلام إلى المصلى الذي بناه فصلى بالناس
صلاة العید ورقي إلى المنبر وخطب فقل:
بسم الله الرحمن الرحیم الْحَمْدُ لِلّھِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ »
الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِینَ كَفَرُواْ بِرَبِّھِم یَعْدِلُونَ ) [الأنعام، ١] إلاھاً معبودا، وربا
محمودا، لا نتخذ من دونھ إلاھاً، ولا نشرك بھ شیئا.
"الحمد لله الذي ( یُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِھِ إِنَّ اللَّھَ بِالنَّاسِ
.[ لَرَؤُوفٌ رَّحِیمٌ ) [الحج، ٦٥
الله اكبر! الله اكبر! لا إلھ إلا الله. والله اكبر! ولله الحمد. »
( سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً ) [الإسراء ١٠٨ ]، ( فَسُبْحَانَ اللَّھِ حِینَ
تُمْسُونَ وَحِینَ تُصْبِحُونَ *وَلَھُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِیا وَحِینَ تُظْھِرُونَ
١٨ ] (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِینَ* - ) [الروم، ١٧
.(١٨٢ - وَالحَمدُ لِلَّھِ رَبِّ العَالَمِینَ ( (الصافات، ١٨٠
الحمد لله أولاً قدیما لم یزل، وآخراً باقیاً لم یَحُل، وعالماً حكیماً لم یجھَل، وجواداً »
كریماً لم یبخل، وسعت رحمتھ كلَّ شيء فلا یقنط منھا إلا الضالّون، وفطر بریتھ
لعبادتھ لا یستنكف عنھا إلاّ الخاسرون، وثبتت حّجتھ بحسن دلالتھ فلا یُنكرھا إلا
الجاحدون. خشِعت لھ النفوس بتعظیمھا، وأذعنت لھ القلوب بخشوعھا، وانحسرت
الأبصار دونھ عن مرامھا، وسلمت لعزّه القوى بعجزھا، وشھدت لھ العقول
) ،[ بفطرتھا أنّھ كما وصف نفسھ حيّ قیّوم ( لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ) [البقرة، ٢٥٥
لَیْسَ كَمِثْلِھِ شَيْءٌ ) ( لاَّ تُدْرِكُھُ الأَبْصَارُ وَھُوَ یُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَھُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ )
[الأنعام، ١٠٣ ] جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه وعز بھاؤه وعلا علاؤه.
"وأشھد أن لا الھ إلا الله وحده لا شریك لھ، واشھد أن محمدا عبده ورسولھ
المصطفى، وأمینھ المرتضي، أرسلھ بالنور الساطع، والبرھان القاطع، إلى جمیع
بریتھ شاھداً لمن كان قبلھ من الرسل ومصدقا لما بین یدیھ من الكتب، ودلیلاً على
الله، وداعیا إلیھ، على حین فترة من الرسل، وانقطاع من الوحي، وطموس من
الحق، وضلال من الخلق، فبلغ عن الله رسالتھ، وصدع
بأمره، ودعا إلى سبیل ربھ بالحكمة والموعظة الحسنة، وجاھد (في) الله حق
جھاده، وأدى الأمانة إلى عباده، وعَبَدَ ربھ حتى أتاه الیقین، صلى الله علیھ في
الأولین والآخرین، وعلى آلھ الطیبین الطاھرین، الأوصیاء المنتخبین، الكرام
المھدیین.
"أوصیكم عباد الله بتقوى الله الذي لا غَناء بكم عنھ، ولا موئلَ لكم دونھ في ممات
ولا محیى، ولا أخره ولا دنیا، وابتذال أنفسكم فیما یُحبّ ویرضى، ویقربكم إلیھ
زلفى.
"ألا أن ھذا یوم جعلھ الله لكم عیداً ومنسكاً، انقضى فیھ الصوم ودخلت بھ اشھر
الحج، فحاسبوا أنسفكم رحمكم الله! فمن ذكر خیرا فلیحمد الله ولیزدد، ومن ذكر
تقصیرا فلیستعتب، أو سوءاً فلیتب، فان الله تعالى : ( یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَیَعْفُو
.[ عَنِ السَّیِّئَاتِ وَیَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) [الشورى، ٢٥
“وقد فرضالله علیكم زكاة فطرتكم، وجرت بھ سنة نبیكم سید الأنبیاء، صلى الله
علیھ وعلى آلھ. فلیؤد كل امرىء منكم عن عیالھ، ذكورھم وإناثھم، صغیرھم
وكبیرھم، صاعا من بر أو صاعا من شعیر، أو صاعا من تمر، من طعامھ، لا یأكل
من شيء ویؤدي من آخر، فان ذلك محرم علیھ وغیر مجز عنھ.
عصمنا الله وإیاكم بالتقوى، واستعملنا وإیاكم فیما یُحبّ ویرضى، وجعل الآخرة
خیرا لنا ولكم من الأولى".
الخطبة الثانیة :
" باسم الله الرحمن الرحیم. الحمد لله المتوحد بربوبیتھ، المتفرد بوحدانیتھ، الأول
القدیم، الحي القیوم أحمده بمحامده كلھا، على أصغر نِعمھ وأجلّھا، حمداً یوجب
حمداً على حمد، لتوفیق منھ والرشد.
"واشھد أن لا الھ إلا الله وحده لا شریك لھ، إخلاصا لتوحیده، واعترافاً بربوبیتھ.
"واشھد أن محمداً عبده انتجبھ، ورسولھ ابتعثھ، تمت بالوحي نبوتھ، ونطق البرھان بحقیقة رسالتھ،صلى الله علیھ وآلھ، وأعلى ذكره، وسلم وكرم.
"أیھا الناس، أن الله أمركم بأمر بدأ فیھ بنفسھ، ثم ثنى بملائكتھ فقال : (إِنَّ اللَّھَ
وَمَلَائِكَتَھُ یُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ یَا أَیُّھَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْھِ وَسَلِّمُوا تَسْلِیمًا)
[الأحزاب، ٥٦ ]. اللھم، صل على عبدك ورسولك صلاة تامة باقیة، تزیده كرامة
إلى كرامتھ وشرفا إلى شرفھ، وصلِ على جمیع أصحاب الكساء، الطاھرین
الأزكیاء: علي أمیر المؤمنین، وفاطمة الزھراء، سیدة نساء العالمین، والحسن
والحسین، الأكرمین الأبرین، وعلى الأئمة المھدیین من ذریة الحسین، أعلام
الھدى، وبدور الدجى، وسادات الورى، أولیاء الرحمان، وحجج الأزمان، ودعائم
الإیمان.
"اللھم، صل على وارث كل مجد وثناء، وفضل وعلا، عبدك المرتضى، وولیك
المصطفى، وخلیفتك العدل الرضى، عبد الله أبي محمد الإمام المھدي بالله أمیر
المؤمنین، الذي استضاءت بنوره الآفاق، وعم بھ الإشراق، شمس الورى، وبدر
الدجى، وكاشف الضیاء، والمحیي لما درس من معالم الھدى، بأفضل صلواتك
التامات، وبركاتك النامیات، وكراماتك الباقیات.
"اللھم، وصل على ولي عھده في حیاتھ وخلیفتھ بعد وفاتھ، المنتجب المجتبى،
المكرم المرتضى، محمد أبي القاسم الإمام القائم بأمر الله، ابن المھدي بالله أمیر
المؤمنین، حامل حجة الجبار، وولي الأبرار، وسیف الله البتار، ووارث سیف جده
ذي الفقار، صلاة تفضل صلاة المصلین رافعة في علیین، خالدة في الغابرین، باقیة
إلى یوم الدین.
"اللھم، أني عبدك وولیك أنعمت عليّ فأعظمت، وأفضلت فأجزلت، ورفعتني
وكرمت، بما أفضیت إلى من خلافة الآباء الأكرمین، الأئمة المھدیین، ونصبتني
علما للدین، وأقمتني إمام للمؤمنین.
" اللھم فأتمم علي نعمتك، كما أتممتھا من قبل على الآباء والأجداد، الأكارم
الأمجاد، حملة علمك، وخزان وحیك، وأمنائك على خلقك، وصفوتك من عبادك،
وخیرتك من آل نبیك الذین جمعت لھم شرف الدارین، وفضل المقامین.
اللھم، واعني على رعایة عھدھم وإنجاز وعدھم »
وقضاء دینھم، وتمام أمرھم، وإحیاء ذكرھم، وإعزاز أولیائھم، وإذلال أعدائھم.
واجمع بیني وبینھم، اللھم في مستقر رحمتك، وقرار جنتك، ومجاورة نبیك، مع
النبیین والصدیقین، والشھداء والصالحین، آمین یا رب العالمین.
" اللھم أن تغربي في البلاد، وھجري للمھاد، لقضاء ما فرضتھ علي من الجھاد،
في سبیلك ونصرة دینك، وتحصین أمة رسولك.
"اللھم، وافتح لي فتحا مبیناً یسیراً، واجعل لي من لدنك على عدوي الذي ھو
عدوك سلطاناً نصیراً، انك على كل شيء قدیر.
" اللھم، أغفر للمؤمنین والمؤمنات، والمسلمین والمسلمات، الأحیاء منھم
والأموات، ولمن ھو لاحق بھم من بعدھم غیر ملحد في أسمائك، ولا معادٍ لأولیائك
ولا موال لأعدائك. وأكمل أجرھم وسلم لھم أدیانھم، حتى یلقوك موفین بعھدھم،
مستوجبین لثوابك، انك أنت الغفور الرحیم. ( إِنَّ اللّھَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِیتَاء
ذِي الْقُرْبَى وَیَنْھَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ یَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [النحل،
.« ٩٠ ]، والحمد لله رب العاملین.
* الهدف من طرح الخطبة الرد على المفترين الظالمين لائمة اهل البيت خلفاء الدولة الفاطمية العظيمة ، فهذه الخطبة تثبت بما لا يدعو مجالا للشك اسلام وايمان هؤلاء الخلفاء وتوحيدهم لله وتنزيههم له وايمانهم بالنبي المصطفى وخليفته علي المرتضى والائمة من نسله ، واقامتهم لشرائع الدين ومناسكه ...ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم...