منذ أكثر من ثلاثون عاما وإن أردنا الدقة بشكل أكبر منذ التوقيع على كامب ديفيد انسخلت مصر عن كيانها العربي
وتنازلت عن ريادتها للأمة مقابل سلام وهمي لطالما كسر العدو الصهيوني قوانينه وبنودهـ عبر استهداف الأمن القومي المصري
بكافة الوسائل من تجنيد للعملاء واستباحة للدم والأرض المصرية بدون أن نسمع عن ردة فعل تليق بمكانة هذا الشعب العظيم
ثلاثون عاما وربما أكثر عاشت مصر فيه ذليلة مهانة تستميت في حفظ أمن وسلامة الكيان الصهيوني بل زادت على ذلك
بأن أمدت هذا العدو الصهيوني بسبل الحياة والنمو الإقتصادي والإجتماعي عبر تصدير الغاز المصري وبأبخس الأسعار
ثلاثون عاما قتل فيها العديد من الجنود والضباط على الحدود المصرية الفلسطينية بيد المتسلط الصهيوني الذي وصلت به
الغطرسة أن لا يحسب حساباً لأية عواقب قد تكون جراء استهتارهـ بدم الإنسان المصري مدنياُ كان أو عسكريا .
ثلاثون عاما وربما أكثر اتسمت سياسة مصر بالإنبطاح والتزلف والتملق لهذا الكيان الغاصب مهما وجه لها من صفعات
فكانت لا تقابل صفعه لها على الخد الأيمن إلى أن تعطيه الخـد الأيسر وهي راضية خانعة لا تستطيع إلا أن تبتسم في وجه من صفعها
حتى أتى علي يوم وكمواطن عربي مسلم ( بكيت فيه ) حزناً على حال مصر وما آلت إليه .
أمــا اليوم وقد سحق المصريون تلك العقود الثالثة تحت أقدامهم ووضعوا من أهانهم وأذلهم وباع كرامتهم وراء القضبان
استنشق هذا لشعب عبير الحرية والكرامة ونادي بإنزال العلم الصهيوني وطرد الجاسوس الصهيوني من القاهرة
آن الأوان لتدرك حكومة الصهاينة بأن دم المصري ليس خمراً يلهون به ويتراقصون عليه معربدين متى شاءوا
آن الآوان لتدفع حكومة الصهاينة ثمن كل خطأ ترتكبه على الحدود المصرية الفلسطينية
آن الأوان أن تعلم حكومة الصهاينة بأن جرائمها وغطرستها وتجرأها على الدم والأرض المصرية لن يمر دون عقاب
آن الأوان يا مصر أن تكوني فعلا مصر العروبة التي تدافع عن قضايا أمتها وتكون في مقدمة من يذب عنها
ما أعظمك يا شعب مصر وأنت تهتف بعزة وكرامة وأمام سفارة الصهاينة ( مش حنمشي هو يمشي )
ما أعظمك يا شعب مصر وأنت تهتف بإيمان المسلم وقوة المؤمن أمام سفارة الصهاينة ( على القدس رايحين شهداء بالملايين )
ما أعظمك يا شعب مصر وأن تعتصم أمام سفارة الصهاينة حتى إنزال العلم وطرد السفير الجاسوس من أرض مصر
والله أن الدموع قد قاربت على الإنهمار من عيني فرحاً وسعادةً بما أراهـ أمام سفارة الصهاينة وأقول لنفسي
لله در هذا الشعب ما أن سقط طاغيته ورحل سجًانه حتى نفض عنه غبار الذل والتبعية والإنكسار .. فعلا
ولى عهد الإنكسار يا شعب مصر وأتى عهد الإنتصار واستعادة مصر الأمة مصر العروبة مصر الإسلام
مصر التي خرجت عن بكرة أبيها تحت قيادة المظفر قـطـز والظاهر بيبرس في قرون مضت لتنقذ الأمة الإسلامية
من جحافل التتر التي اجتاحت بلاد المسلمين واحتلت البلاد وقتلت العباد وخربت المساجد ودمرت خلافة المسلمين
فكانت مصر هي المنقذة بعد الله عز وجل فكسروا شوكة التتر وأعادوهم إلى بلادهم يجرون أذيال الخيبة ومرارة الهزيمة
هذه مصر التي ننشدها ونتوق شوقاً لعودتها وبإذن الله ستعود قوية يفتخر بها وبأهلها كل عربي ومسلم على وجه المعمورة
سـلام على مـصر وعلى أهـل مـصـر وحـفـظ الله أرض الكنانة ( عزيزة كريمة قوية ) الله اكبر – ولله الحمد من قبل ومن بعد