بسمه تعالى
الشيخ محمد المياحي مسؤول حوزة الامام العسكري في مدينة الصدر وهو من طلاب السيد كمال الحيدري والسيد الحائري يرد على الحسني الصرخي بكتاب فقهي استدلالي اسمه (( التدخين في شهر رمضان )) وهذا الكتاب ردا على كتاب الحسني (( التدخين في نهار الصوم )) حيث ان الشيخ محمد المياحي لم يذكر اسم الحسني بل يقول ( قال بعض مدعي العلم ) واليكم الجزء الثاني من الكتاب الذي يبدا من الاصول العملية فان الجزء الاول منشور في نفس هذه المنتديات وانا ادعو الصرخي للرد ان استطاع واليكم ج2 من الكتاب:
دفاعا
عن فتوى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قده )
بجواز التدخين للصائم
التدخين
في شهر رمضان
بحث فقهي استدلالي ......
تأليف
الشيخ محمد المياحي ( دام ظله )
اين الحسن اين الحسين اين ابناء الحسين صالح بعد صالح وصادق بعد صادق اين السبيل بعد السبيل اين الخيرة بعد الخيرة اين الشموس الطالعة اين الاقمار المنيرة اين الانجم الزاهرة اين اعلام الدين وقواعد العلم اين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية اين المعد لقطع دابر الظلمة اين المنتظر لاقامة الامت والعوج اين المرتجى لازالة الجور والعدوان اين المدخر لتجديد الفرائض والسنن
فيما تقدم استخدمنا الادلة المحرزة للاستدلال على جواز التدخين وعلى تماميتها لا تصل النوبة الى الاصول العملية ، وهنا سوف نفرض عدم تماميتها لنؤسس مزيدا من الادلة على الجواز ، والبحث في عدة مستويات :
المستوى الاول : الدوران بين الاقل والاكثر في الشرائط
على ما درسنا في علم الاصول وبفضل استاذنا اية الله السيد كمال الحيدري (دام ظله) ، بانه اذا تقيد الفعل الواجب بقيد ( وهو الشرط ) سواء كان امرا وجوديا ام عدميا ودار الامر بين الواجب وبين قيد زائد له فتجري البراءة عن الزائد ويُنفى بها ، هذا ما هو الثابت في الاصول( 1 ) .
ومسألة التدخين من هذا القبيل حيث نشك في تقيد وجوب الصوم بعدم التدخين وهو قيد في الصحة لا في الوجوب وهذا القيد منفي بالبراءة الجارية بمورده لانه دوران بين الاقل والاكثر في الشرائط .
ومقتضى الاصل جواز التدخين في الصوم لان شرطية عدمه المأخوذة شكا بالواجب انتفت ، أي البراءة نفت مانعية التدخين في الصوم .
_________________________________________________ _
1. للاطلاع على دقائق الموضوع راجع ، الحلقة الثالثة 2 : 436 – 437 ، للسيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده) ، ط 3 عام 1426 ، نشر مركز الابحاث والدراسات التخصصية للشهيد الصدر (قده) .
وكذا راجع ، مباحث الاصول ، الجزء الرابع من القسم الثاني : 348 – 351 ، لاستاذنا المفدى اية الله العظمى السيد الحائري (دام ظله) ، ط 2 لعام 1426 ، نشر دار البشير .
وكذا راجع ، بحوث في علم الاصول 5 : 352 -353 ، للسيد الهاشمي (دام ظله) ، ط 4 عام 1431 – 2010 ، نشر مؤسسة دائرة المعارف الفقه الاسلامي.
المستوى الثاني : جريان البراءة
اننا نشك في حرمة التدخين للصائم وهذه الشبهة حكمية كما لا يخفى حيث تجري البراءة الشرعية فقط فيها على مبنى حق الطاعة المنصور عندنا لانه شك في التكليف لا في المكلف به .
إلا إنني اعجب على قول البعض حيث قال :
(( علمنا في الاصول ان الضابط الفني لجريان البراءة احد امرين : الاول: ان يشك في قيد من قيود فعلية الحكم ، والثاني : ان يكون الحكم المشكوك شموليا لا بدليا اذا كان الشك في المتعلق فاذا امكن الاستفادة في بعض النصوص في المقام وتوجيهها بحيث يكون الشك في مثل مفطرية الدخان يرجع الى الشك في صدور المتعلق او الاستفادة من الادلة بان الحكم المشكوك بدلياً ففي هذه الحالة لا تجري اصالة البراءة بل تجري اصالة الاشتغال فيحكم بمفطرية التدخين .... )) ، انتهى .
اقول : وكلامه لا ظل لصحته لان البراءة تجري في الشك بالتكليف واصالة الاشتغال تجري عند الشك بالمكلف به او في مقام الامتثال اما الشك بالتكليف في الشبهات الحكمية فواضح واما في الشبهات الموضوعية فيصعب عادةً تمييزه عن الشك في مقام الامتثال فيصعب اجراء البراءة او الاشتغال الناشيء من صعوبة التمييز بين مورديهما فوضع ضابط فني للتمييز بين الشك في التكليف في الشبهات الموضوعية والشك في مقام الامتثال [ المكلف به ] وكلام البعض المتقدم ليس مورد
بحثنا في مسألة التدخين لانها ليست شبهة موضوعية اصلاً حتى يذكرون الضابط الفني المزبور بل هي شبهة حكمية كما بينا وعليهم قبل ذكر هذا الكلام تصوير ان المسألة من الشبهات الموضوعية حتى يأتي الكلام في توجيه كون الاطلاق بدليا او غير ذلك ، فافهم ما قلنا وكن من الشاكرين ، وللاطلاع على دقائق الموضوع فليراجع علم الأصول( 1 ) .
_________________________________________________ _
1. الحلقة الثالثة 2 : 354 وما بعدها ، ط 3 عام 1426 ، نشر مركز الابحاث والدراسات التخصصية للشهيد الصدر (قده) .
خاتمة :
مما قدمناه من الادلة على جواز التدخين للصائم يمكن ان يكون شيئا ندافع به على من بذل نفسه واولاده في سبيل إعلاء كلمة الحق بوجه الباطل وعملاء الغرب الكافر من داخل الحوزة وخارجها ومن لم تأخذه في الله لومة لائم سيدي الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قده) ، حيث ينقل الشهيد مصطفى الخميني (قده) ما مضمونه (( وسمعت من بعض ان السيد الجليل السيد محمد الفشاركي قدس الله نفسه يقول بجوازه [أي التدخين] فيه [أي في شهر رمضان] ولعله التزم بذلك في مجلس الدرس والله العالم ))( 1 ) ، فان بعض فقهاءنا يحذرون من الآراء من خارج الحوزة وداخلها اذا افتوا بجواز التدخين ، وقول البعض واحتجاجهم ((بثبوت ارتكاز عند المتشرعة بحرمة التدخين )) غير تام لان هذه الارتكازات والسير ليست معاصرة للمعصوم الظاهر فلا تكون حجة ودليلا ، على ما ثبت في الاصول وهي ناشئة من فتاوى العلماء والمنهج السكوتي للحوزة ، وكذا قولهم (( ان التدخين يسبب هتكا للصوم )) فهو اول الكلام فيجب علينا الرجوع للادلة الشرعية او العقلية لنرى صحة ذلك ، ونرجوا من الله التوفيق والسداد لخدمة الدين والتصدي للمعتدين ونصرة رسول رب العالمين القائم المهدي عجل الله فرجه .
تم على يد العبد الفاني الجاني
محمد المياحي
__________________________________________________ _
1. الصوم : 389 ، تحقيق ونشر مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني ط1 .
تم كتاب التدخين
في شهر رمضان
بفضل الله ومنه والحمد لله
المعين
الفهرس
14-08-11, 12:51 AM
العرض العادي
