الصفحة رقم (8) من الكتاب
وهي من تقديم الاستاذ الدكتور محمد
عبدالمنعم البري ، عميد مركز الدراسات
الاسلامية بجامعة الازهر ورئيس جبهة
علماء الازهر سابقا
وها نحن اليوم نجد في وقعنا من يحمل هذا الفكر الكفيري متمثلا بفرقة الشيعة الامامية الاثني عشرية ، فقد أثبتت هذه الدراسة - بنصوص قاطعة لا تقبل التأويل - تجذّر هذا الفكر فيها حتى كان من ثوابتها التي لا يمكن لأبناء هذه الفرقة مناقشته ، فضلا عن مخالفته أو رده ، ومن ثمّ نجد انفسنا اليوم مطالبين أن نفضح هؤلاء ، بمثل ما فضح به صلى الله عليه وسلم الخوارج ؛ انصياعا منا لقوله تعالى : (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) الاحزاب 21
والخوارج والشيعة الامامية الاثني عشرية مشتركون بنفس الفكر التكفيري والنظرة العدائية لجميع المسلمين ، الا ان الخوارج صرحوا بفكرهم التكفيري علنا ، وقالوا هذه عقيدتنا التي نؤمن بها ونتعبد بها ؛ بما يكفينا المؤونة في بيانه .
وأما الشيعة الامامية فلم يملكوا جرأة الإفصاح عن معتقدهم التكفيري أمام المسلمين ، بل أعلنوا كذبا وزورا عدم تبنيهم له ، مع أن مرويات أئمتهم وفتاوى علمائهم جاءت متظافرة على إثباته ، وهذا يحتم علينا بذل جهود جبارة في دراسة مصادرهم للوقوف على فكرهم التكفيري ، توازي جهودهم المبذولة لإخفائه وتغييبه عن المسلمين ، بخلاف الخوارج الذين إعترفوا بتبنيهم له ، وهو ما دفع المؤلف إلى الغور داخل المئات من مصادر المذهب الحديثية والعقائدية والفقهية ليكشف اللثام عن هذه الحقيقة الخافية عن غالب المسلمين ، المتمثلة بتبنيهم للفكر التكفيري ، حتى بيّن أنه من الثوابت التي إتفقت عليها مرويات ائمتهم ، بروايات متواترة لا يجرؤ أحد منهم على التشكيك بصحتها وتواترها ، ثم جاءت فتاوى علمائهم - من المتقدمين إلى المعاصرين - مطابقة لها .