بارك الله فيكم ..
عمّن أخذ الإثناعشرية دينهم ؟
مقدمة :-يزعم الإثناعشرية أنهم أخذوا دينهم من أئمة أهل البيت المعصومين الإثناعشر ..
ولكننا كلما طالبناهم بإخراج كتاب صحيح عن أولئك الائمة .. إذا بالإثناعشرية يهربون من الإجابة !! ويقولون : ليس لدينا كتاب صحيح في الأحاديث ، وكل أحاديث المعصومين خاضعة للنقد والتأويل !!
ما معنى هذا ؟معناه أن لديهم شك حقيقي في كتبهم .. وأنهم يعلمون أن أحاديثهم ليست منقولة من فم المعصومين (ليست قطعية) .. بل منقولة عن مجموعة من الرواة المشبوهين .. إضافة إلى ركاكة طُرُق نقل الحديث عندهم ..
كل هذا أدى إلى تناقض رواياتهم وأحاديثهم .. وتعارضها مع بعضها .. مما دفعهم إلى التشكيك في كل حديث لديهم ..
النتيجة :-إنهم يخدعوننا ويخدعون أنفسهم عندما يزعمون أنهم أتباع العترة المعصومة !!
فهم في قرارة أنفسهم لا يؤمنون بذلك .. بدليل أنهم يُعيدون تقييم أحاديثهم (المعصومة !) حسب إجتهادهم ..
فلو كانت تلك الأحاديث معصومة كما يزعمون .. كيف يتسنى لهم نقدها والتشكيك فيها ؟!
أين تكمن مشكلتهم ؟تكمن في رواة الحديث عندهم ، وفي طرق نقل الحديث من جيل إلى آخر ..
من هم رواة الحديث عند الإثناعشرية ؟
رغم إدعاء الإثناعشرية بأن رواتهم ثقات وعدول عموماً .. لكن الواقع .. وإعتراف علمائهم .. يُشير إلى عكس ذلك !!
فبالنسبة لكبار رواتهم ومؤلفي مراجعهم .. يقول عنهم شيخ طائفتهم بلا منازع.. أبو جعفر الطوسي :-
" إن كثيراً من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ( يقصد مؤلفي الكتب الأساسية عند الإثناعشرية ) ينتحلون المذاهب الفاسدة ، وإن كانت كتبهم معتمدة (!!) " ( الفهرست للطوسي ص 32 ، الفوائد الرجالية للوحيد البهبهاني ص 35 ، طرائف المقال للبروجردي 2/ 363 ، كليات في علم الرجال للسبحاني ص 70 ،وسائل الشيعة للحر العاملي 30/ 224 ، نهاية الدراية لحسن الصدر ص 146 ، المحكم في أصول الفقه لمحمد سعيد الحكيم 3/ 293 ).
وتأكيداً على ذلك.. يقول علامتهم المجلسي، نقلاً عن شيخ طائفتهم الطوسي :-
" عملت الطائفة (الإثناعشرية) بما رواه حفص بن غياث وغياث بن كلوب ، ونوح بن دراج ، والسكونيوغيرهم من العامة (هم سُنة ، كفار عند الإثناعشرية) عن أئمتنا عليهم السلام ، ولم ينكروه ولم يكن عندهم خلافه ..
وإذا كان الراوي من فرق الشيعة (المخالفة للإثناعشرية) مثل الفطحية والواقفية والناووسية وغيرهم(هم كفار عند الإثناعشرية) .. نُظِر فيما يروونه .. فإن كان هناك قرينة تعضده أو خبر آخر من جهة الموثوقين بهم وجب العمل به .. وإن كان هناك خبر يخالفه من طرق الموثوقين وجب إطراح ما اختصوا بروايته ، والعمل بما رواه الثقة .. وإن كان ما رووه ليس هناك ما يخالفه ولا يعرف من الطائفة العمل بخلافه وجب أيضاً العمل بهإذا كان متحرجاً في روايته ، موثوقاً به في أمانته ، وإن كان مخطئاً في أصل الاعتقاد (كافراً عندهم) ..
ولأجل ما قلناه عملت الطائفة بأخبار الفطحية (الفطحية كفار عند الإثناعشرية)مثل عبد الله بن بكير وغيره ، وأخبار الواقفة (الواقفية كفار عند الإثناعشرية)مثل سماعة بن مهران ، وعلي بن أبي حمزة ، وعثمان بن عيسى ، ومن بعد هؤلاء بما رواه بنو فضال ، وبنو سماعة ، والطاطريون ، وغيرهم فيما لم يكن عندهم فيه خلافه ..
وأما ما يرويه الغلاة والمتهمون والمضعفون ، وغير هؤلاء ..
فما يختص الغلاةبروايته فإن كانوا ممن عرف لهم حال الاستقامة وحال الغلو .. عُمِل بما رووه في حال الاستقامة، وترك ما رووه في حال خطائهم ، ولأجل ذلك عملت الطائفة بما رواه أبو الخطاب في حال استقامته وتركوا ما رواه في حال تخليطه (كيف يعلمون متى إستقام ومتى إنحرف ؟! )، وكذا القول في أحمد بن هلال العبرتائي وابن أبي عزاقر (الشلمغاني) ، فأما ما يروونه في حال تخليطهم فلا يجوز العمل به على حال ..
وكذا القول فيما يرويه المتهمون والمضعفون إن كان هناك ما يعضد روايتهم ويدل على صحتها وجب العمل به، وإن لم يكن هنا ما يشهد لروايتهم بالصحة وجب التوقف في أخبارهم ..
وأما من كان مخطئاً في بعض الأفعال أو فاسقاً في أفعال الجوارح ، وكان ثقة في روايته ، متحرزاً فيها ، فإن ذلك لا يوجب رد خبره ويجوز العمل به" .. إنتهى كلام المجلسي .(راجع بحار الأنوار للمجلسي ج 2 - ص 253 – 254 ) ..
الخلاصة :-لقد صدق الطوسي في هذه النقطة .. فإن معظم شيوخ الإثناعشرية .. الذين كتبوا مراجعهم ومصادرهم الأولى .. كانوا من ذوي العقائد الفاسدة .. بل الكافرة عندهم .. مثل السنة والواقفية والفطحية .. أو من الغلاة والفسقة !!
يبقى سؤال مهم :-إذا كان الإثناعشرية يعترفون بأن أحاديثهم ليست قطعية أو يقينة الصدور عن الأئمة .. فلماذا يزعمون (عصمة) عقائدهم كذباً أمام الناس .. وبالذات بسطاء الشيعة ؟!
لو كانوا فعلاً مذهباً دينياً سماوياً كما يزعمون .. لقاموا بتصحيح أحاديثهم أولاً .. وإذا عجزوا عن ذلك (وهذا أكيد) .. فليُصارحوا أتباعهم .. ويقولوا لهم : نحن لسنا متأكدين من (عصمة) ديننا وعقيدتنا ..
أظن أن السبب يكمن في حقيقة الشيعة الإثناعشرية !!
إنهم ليسوا أتباع دين .. وإنما أعضاء في تنظيم سياسي (يسمى سابقاً بالرافضة).. ذي هدف سياسي محدد .. وهو الإستيلاء على أراضي أهل السنة .. بأي طريقة كانت .. والغاية عندهم تبرر الوسيلة .. وأفعالهم اليوم .. في الشام والعراق واليمن .. تؤكد ذلك ..
لذلك .. هم يضعون أولاً عقائد وأفكار خاصة بهم .. ثم يبحثون عن أحاديث تؤيدهم في ذلك.. حتى لو كان راويهامن ذوي العقائد الفاسدة أو الكافرة .. كما أسلفنا ..
هذا هو الفرق بين أتباع العقيدة الدينية ، و أتباع العقيدة السياسية !!
أتباع العقيدة الدينية .. في البداية يُصحّحون روايات قدوتهم (أياً كان هذا القدوة) .. ثم يدرسونها .. ثم يخرجون بعقيدة على ضوء الروايات الصحيحة لقدوتهم ..
أما أتباع العقيدة السياسية .. ففي البداية يضعون أهدافاً وعقائد .. ثم يبحثون في بطون الكتب .. عن حديث يؤيد أهدافهم وعقائدهم .. وهذا ما فعله الشيعة الإثناعشرية ..