بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على خاتم الأنبياء و المرسلين
السلام عليكم و رحمة الله
قرأت تحليلات لبعض الإخوة الكرام المتمسكين بمنهاج أهل السنة عامة و نظريات شيخ الإسلام إبن تيمية خاصة يحذون حذو إبن رشد أبو الوليد في معارضة مناهج المتكلمين في إثبات حدث العالم على أساس نظرياتهم في الجوهر و العرض، فرأوا أن تقدم العلوم بشكل عام و تفجير الذرة بشكل خاص قد أسقط نظرية الجوهر.
و المسألة التي أود طرحها هنا للمناقشة و الإستفادة هي:
هل العلم يثبت نظرية المتكلمين أم يعارضها؟
في نظري و حسب فهمي القصير أرى أن العلم مع النظرية لأن المتكلمين على عكس الفلاسفة المسلمين (الذي أثبتوا قدم العالم من ناحية الزمان لا الذات) توصلوا بالجوهر و العرض إلى أن العالم محدث، و هذا ما يؤكد عليه العلم النظري اليوم.
فما قصة المعارضين؟
أعتقد، و الله اعلم، أنهم يخلطون بين الجوهر و الجوهر الفرد لأن الذرة ليست جوهرا، بينما القوانين التي تتحكم في الذرة، ما فوق الذرة و ما دونها هي الجواهر، و ظواهر الذرة أعراضا.
العلم - الميتافيزيقا
هناك من يحاول أن يميز بين العلم و الميتافيزيقا و هي كلها محاولات بلا معنى لأن العلم النظري أي ذلك العلم الذي ينتهج مناهج معينة بهدف وضع نظريات تفسر الظواهر هو علمي ميتافيزيقي أي يحاول تفسير الغيب و إذا أخذنا ظاهرة سقوط الأشياء التي اصطلح عليها بالجاذبية فإن:
- سقوط القلم على الطاولة = ظاهرة (عرض). النظرية التفسيرية: مركزية الأرض. السبب = قانون (جوهر).
- سقوط القلم على الطاولة = ظاهرة (عرض). النظرية التفسيرية: تجاذب الكتلتين. السبب = قانون (جوهر).
- سقوط القلم على الطاولة = ظاهرة (عرض). النظرية التفسيرية: النسبية. السبب = قانون (جوهر).
- سقوط القلم على الطاولة .. الخ ...
العلم النظري إذن علم يهتم بماوراء الظواهر و ماوراء الظواهر جواهر بينما الظواهر نفسها أعراض.
ما رأيكم؟
حياكم الله