الحمدُ لله رب العالمين
قد إطلعتُ على أحد المواقع المشابهة لموقع الأخ الكريم [ نور الدين المالكي ] قد حوى هذا الموقع شبهات كثيرة ألقها صاحبهُ على [ أهل السنة والجماعة ] حاول الرافضي في هذا الموضوع إثبات نزول قوله تعالى " ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً " في الحسن والحسين رضي الله عنهما , إلا أن الرافضي أسهب في الحديث ونقل ما تكلم فيه الحافظ إبن كثير رحمه الله تعالى في التفسير الكبير , ورد هذا الخبر الذي فيه نزول هذه الآية في الحسن والحسين رضي الله عنهما , فالخلاصة أن نزول هذه الآية في الحسن والحسين رضي الله عنهما غير صحيح , وفي هذا البحث سنبين ذلك .
قال الله تبارك وتعالى : " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا " . فهل نزلت هذه الآية في الحسين والحسين رضي الله عنهما , أم كذب الرافضي ولم يعرف كيف يستدل بكتب المفسرين وأهل التفسير والله تعالى المستعان والله الموفق .
قال الحافظ إبن كثير في البداية والنهاية (8/295) .
فأما فضة النوبية . فقد ذكر ابن الأثير في " الغابة " أنها كانت مولاة لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أورد بإسناد مظلم ، عن محبوب بن حميد البصري ، عن القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا [ الإنسان : 8 ] . ثم [ ص: 295 ] ذكر ما مضمونه ، أن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعادهما عامة العرب ، فقالوا لعلي : لو نذرت ؟ فقال علي : إن برئا مما بهما صمت لله ثلاثة أيام . وقالت : فاطمة كذلك ، وقالت فضة كذلك . فألبسهما الله العافية فصاموا . وذهب علي ، فاستقرض من شمعون الخيبري ثلاثة آصع من شعير ، فهيئوا منه تلك الليلة صاعا ، فلما وضعوه بين أيديهم للعشاء ، وقف على الباب سائل فقال : أطعموا المسكين ، أطعمكم الله على موائد الجنة . فأمرهم علي فأعطوه ذلك الطعام وطووا ، فلما كانت الليلة الثانية صنعوا لهم الصاع الآخر ، فلما وضعوه بين أيديهم وقف سائل فقال : أطعموا اليتيم . فأعطوه ذلك وطووا . فلما كانت الليلة الثالثة قال : أطعموا الأسير . فأعطوه وطووا ثلاثة أيام وثلاث ليال . فأنزل الله في حقهم هل أتى على الإنسان [ الإنسان : 1 ] إلى قوله : لا نريد منكم جزاء ولا شكورا [ الإنسان : 9 ] وهذا الحديث منكر ، ومن الأئمة من يجعله موضوعا ، ويسند ذلك إلى ركة ألفاظه ، وأن هذه السورة مكية ، والحسن والحسين إنما ولدا بالمدينة . والله أعلم . فالحافظ المفسر المحدث إبن كثير رحمه الله تعالى أنكر هذا اللفظ وقال أنه لا يصح .
وقال رحمه الله تعالى في السيرة النبوية (649) .
ثم أورد بإسناد مظلم ، عن محبوب بن حميد البصري ، عن القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيما وأسيرا ، ثم ذكر ما مضمونه : أن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله (ص) وعادهما عامة العرب ، فقالوا لعلى : لو نذرت ؟ ، فقال علي : إن برئا مما بهما صمت لله ثلاثة أيام ، وقالت فاطمة كذلك ، وقالت : فضة كذلك ، فألبسهما الله العافية فصاموا ، وذهب على فإستقرض من شمعون الخيبرى ثلاثة آصع من شعير ، فهيأوا منه تلك الليلة صاعاً ، فلما وضعوه بين أيديهم للعشاء وقف على الباب سائل ، فقال : أطعموا المسكين أطعمكم الله على موائد الجنة ، فأمرهم على فأعطوه ذلك الطعام وطووا ، فلما كانت الليلة الثانية صنعوا لهم الصاع الآخر فلما وضعوه بين أيديهم وقف سائل ، فقال : أطعموا اليتيم. فأعطوه ذلك وطووا ، فلما كانت الليلة الثالثة ، قال : أطعموا الأسير ، فأعطوه وطووا ثلاثة أيام وثلاث ليال ، فأنزل الله في حقهم : هل أتى على الإنسان ، إلى قوله : لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ، وهذا الحديث منكر ، ومن الأئمة من يجعله موضوعاً ويسند ذلك إلى ركة ألفاظه ، وأن هذه السورة مكية والحسن والحسين إنما ولداً بالمدينة ، والله أعلم. وفي الحديث من لم أعرفهم وهذا إسناد مظلم إلي إبن عباس رضي الله عنهُ , وسنقف بإذن الله تبارك وتعالى على أسانيد تفسير إبن عباس في نهاية البحث.
الغريب في الأمر أن الرافضي يبتر النصوص بتراً شنيعاً في إستدلاله على أهل السنة في محاولة يائسة من إثبات أن هذا الخبر مقبول عندنا , ولكن هيهات أن يثبت شيء يخالف الصواب أو الصحيح من السنة النبوية المطهرة , ومما إستدل به كتاب الحافظ إبن كثير رحمه الله تعالى " التفسير " فهل أثبت الحافظ إبن كثير نزول هذا الخبر في الحسن والحسين وقد تبين فيما أوردناه أعلاه أن الخبر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم , بل الخبر سقيم والله تعالى المستعان فلله المشتكى من جهل الرافضة .
تفسير الحافظ إبن كثير رحمه الله تعالى .
وروى البيهقي ، من طريق الأعمش ، عن نافع قال : مرض ابن عمر فاشتهى عنبا - أول ما جاء العنب - فأرسلت صفية - يعني امرأته - فاشترت عنقودا بدرهم ، فاتبع الرسول السائل ، فلما دخل به قال السائل : السائل . فقال ابن عمر : أعطوه إياه ، فأعطوه إياه . ثم أرسلت بدرهم آخر فاشترت عنقودا فاتبع الرسول السائل ، فلما دخل قال السائل : السائل ، فقال ابن عمر : أعطوه إياه ، فأعطوه إياه ، فأرسلت صفية إلى السائل ، فقالت : والله إن عدت لا تصيب منه خيرا أبدا . ثم أرسلت بدرهم آخر فاشترت به . فلا أدري لماذا لا يورد الرافضة ما قاله المفسرون في الخبر إيراداً كاملاً .
فلم أعرف أحد من أعلام المفسرين أورد أن هذا الخبر نزل فيهم .
1- الحافظ إبن كثير .
2- الإمام القرطبي .
3- السيوطي في تفسيره .
4- الإمام البغوي المفسر .
5- الإمام الطبري في تفسيره .
6- والجلالين في التفسير .
لماذا لم أجد أن هؤلاء اخرج هذا الخبر بسند صحيح في أن الآية نزلت في الحسن والحسين رضي الله عنهما , بل لم أقف في تفاسير أهل السنة المعتبرة على رواية معتبرة تثبت أن هذا الخبر صحيح في نزول الآية في حق الحسن والحسين رضي الله عنهما , ولكن الرافضة تبتر وتدلس ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
الرازي - التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب - سورة الإنسان - قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا - رقم الصفحة : ( 216 ) .
المسألة الأولى : لم يذكر أحد من أكابر المعتزلة ، كأبي بكر الأصم وأبي علي الجبائي وأبي القاسم الكعبي ، وأبي مسلم الأصفهاني ، والقاضي عبد الجبار بن أحمد في تفسيرهم أن هذه الآيات نزلت في حق علي بن أبي طالب (ع) ، والواحدي من أصحابنا ذكر في كتاب البسيط : أنها نزلت في حق علي (ع) ، وصاحب الكشاف من المعتزلة ذكر هذه القصة ، فروى عن إبن عباس (ر) : أن الحسن والحسين (ع) مرضا ، فعادهما رسول الله (ص) في أناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نذرت على ولدك ، فنذر علي وفاطمة وفضة - جارية لهما - إن شفاهما الله تعالى أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا وما معهم شيء ، فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم ، ووضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فآثروه وباتوا ولم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صائمين ، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ، وجاءهم أسير في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ علي (ع) بيد الحسن والحسين ودخلوا على الرسول عليه الصلاة والسلام ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، قال : ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم ، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها ، فساءه ذلك ، فنزل جبريل (ع) وقال : خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك ، فأقرأها السورة. فهذا ما أوردهُ الرافضي في أن الخبر نزل في الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما , وقد أنكره الحافظ إبن كثير , ولم يورد الرازي في تفسيره سند لهذا الحديث ولم أقف له على سند فلا أدري كيف أصبح المعتزلة حجة على أهل السنة في الأخبار فلا يصلح هذا البتة .
أما تفسير بن عياس من رواية عطاء عن إبن عباس : " طريق قيس بن مسلم الجدلي الكوفي (ثقة ثبت) (ت120هـ) عن عطاء بن السائب بن مالك الكوفي (ثقة، اختلط. ت136هـ) عن سعيد بن جبير (ت95هـ) ومجاهد (ت101هـ) وعكرمة (ت104هـ) عن ابن عباس. وهذا صحيح لأن الراجح أن سماع قيس بن عطاء قديم قبل اختلاطه " .
أسباب النزول للواحدي الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 230 / 231 ).
قال عطاء ، عن إبن عباس : وذلك أن علي بن أبي طالب (ر) نوبة أجر نفسه يسقي نخلاًً ، بشيء من شعير ليلة حتى أصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئاًً ليأكلوا يقال له : الخزيرة ، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني ، فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ثم عمل الثلث الباقي ، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه وطووا يومهم ذلك فأنزلت فيه هذه الآية. قلتُ : وهذا لا يصح فإن كان يريد عطاء بن خرسان فذلك لا يصح أما عطاء بن ثابت فهو الصحيح , والخبر ليس في كتب السنن ولا الصحاح ولا كتب أهل السنة في الحديث فلا يصح هذا الخبر عن بكرة أبيه , وقد كذب الرافضي فقال في مبحثهِ .
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
كذب قاتله الله لأن الخبر الذي نقله الرافضي من تفسير الواحدي كاملاً , وهو ما جاء في تفسيرهِ , ولم يثبت هذا الخبر بسند صحيح ولو أمكن لصورنا ما نقله من موقع إسلام ويب جزى الله القائمين عليه كل خير , ولكن الله المستعان فلا أدري لماذا يمتهن الرافضة الكذب في بحوثهم وأقوالهم التي لا تخلوا من الكذب والتدليس والتلبيس .
وفي الجامع لأحكام القرآن للقرطبي الجزء : ( 19 ) - رقم الصفحة : ( 116 / 119 ).
وفي حديث الجعفي : فقامت الجارية إلى صاع من شعير فخبزت منه خمسة أقراص ، لكل واحد منهم قرص ، فلما مضى صيامهم الأول وضع بين أيديهم الخبز والملح الجريش ، إذ أتاهم مسكين . النص طويل ولهذا أخذتُ من الحديث بدايتهُ . قلتُ وهو جابر بن يزيد الجعفي وهو " هالك " لا يقبل خبرهُ عندنا ضعفهُ غير واحد من اهل العلم.
وقال النسائي متروك الحديث وقال في موضع اخر ليس بثقة ولا يكتب حديثه . قال الحاكم أبو أحمد ذاهب الحديث وقال ابن عدي له حديث صالح وشعبة أقل رواية عنه من الثوري وقد احتمله الناس وعامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة وهو مع هذا إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق وقال سلام ابن أبي مطيع : قال لي جابر الجعفي : عندي خمسون ألف باب من العلم ما حدثت به أحدا ، فأتيت أيوب فذكرت هذا له فقال : أما الآن فهو كذاب.وقال جرير بن عبدالحميد عن ثعلبة أردت جابراً الجعفي فقال لي ليث بن أبي سليم : لا تأته فهو كذاب . قال جرير : لا استحل أن اروي عنه ، كان يؤمن بالرجعة .وقال أبو داود : ليس عندي بالقوى في حديثه .وقال أبو الأحوص : كنت إذا مررت بجابر الجعفي سألت ربي العافية . وقال الشافعي : سمعت سفيان بن عيينة يقول : سمعت من جابر الجعفي كلاما فبادرت خفت أن يقع علينا السقف . قال سفيان : كان يؤمن بالرجعة . وقال ابراهيم الجوزجاني : كذاب . فهذا الجعفي والله الموفق .
إبن الأثير - أسد الغابة - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 530 ) .
س * فضة ) * النوبية جارية فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) ، أخبرنا : أبو موسى كتابة ، أخبرنا : أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفى ، أخبرنا : أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابونى إجازة ، أخبرنا : أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون ، وأبو طاهر بن خزيمة قالا : ، أخبرنا : أبو حامد بن الشرفى ، أخبرنا : أبو محمد عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي إبن عم الأحنف بن قيس في شوال سنة ثمان وخمسين ومائتين (ح) ، قال أبو عثمان ، أخبرنا : أبو القاسم الحسن بن محمد الحافظ ، حدثنا : أبو عبد الله محمد بن علي نبا ، أخبرنا : أبى ، أخبرنا : عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ، حدثنا : أحمد بن حماد المروزى ، أخبرنا : محبوب بن حميد البصري وسأله ، عن هذا الحديث روح بن عبادة ، أخبرنا : القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن إبن عباس قال : في قوله تعالى : يوفون بالنذر ويخافون يوماًً كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام على حبه مسكيناًويتيماًً وأسيرا ، قال : مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما رسول الله (ص) وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت علي ولدك نذراً ، فقال علي : إن برآ مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكراً : وقالت فاطمة كذلك ، وقالت : جارية يقال لها فضة نوبية : أن برأ سيداى صمت لله عز وجل شكراً فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير فإنطلق علي إلى شمعون الخيبرى ، فإستقرض منه ثلاثة أصع من شعير فجاء بها فوضعها ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته وإختبزته وصلى علي مع رسول الله (ص) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة فسمعه على فأمرهم فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلاّ الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع وخبزته وصلى علي مع النبي (ص) ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم بالباب من أولاد المهاجرين إستشهد والدى أطعموني فأعطوه الطعام ، فمكثوا يومين لم يذوقوا إلاّ الماء فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته وإختبزته فصلى علي مع النبي (ص) ووضع الطعام بين يديه ، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا أطعموني فإني أسير فأعطوه ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلاّ الماء فأتاهم رسول الله (ص) فرآى ما بهم من الجوع ، فأنزل الله تعالى : هل أتى على الإنسان حين من الدهر ، إلى قوله : لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ، أخرجها أبو موسى . قلتُ : وهذا الخبر لا يصح .
القاسم بن بهرام ترجم له الرافضة في كتب الشيعة , ولم يورد فيه جرحاً أو تعديلاً , ولكنهُ كذاب لا يقبل خبرهُ وقد كذب القاسم بن بهرام كذبه ابن عدي، ويُنظر : لسان الميزان لابن حجر ( 6 / 39-40 ) . ولعلني أكتفي بتضعيف هذا الخبر برواية القاسم بن برهام , فهو كذاب لا يصح الإحتجاجُ بخبرهِ , هذا والله تعالى أعلى وأعلم .
قال الحافظ إبن حجر في تهذيب التهذيب : " وقال أبو نعيم الأصبهاني القاسم بن أبي أيوب هو بن بهرام قلت لكن فرق بينهما بن حبان فذكر بن أبي أيوب في الثقات وقال من قال فيه بن أيوب فقد وهم وذكر بن بهرام في الضعفاء وقال يروي عن أبي الزبير العجائب لا يجوز الاحتجاج به بحال وقال الدارقطني القاسم بن بهرام يكنى أبا همدان ضعيف وقال الدوري قلت ليحيى بن معين شعبة عن قاسم الأعرج قال هو بن أبي أيوب وحكى البخاري عن بعضهم أنه قال القاسم بن أيوب قال وهو خطأ وقال أسلم الواسطي في تاريخه القاسم بن أبي أيوب واسم أبي أيوب حيان يروي عنه حصين غير شيء وقال بن سعد القاسم بن أبي أيوب كان ثقة قليل الحديث " . فهذا الرجل متكلم فيه .
المجروحين لأبن حبان البستي (2/214) .
القاسم بن بهرام أبو همدان شيخ كان على القضاء بهيت يروي عن أبي الزبير العجائب لا يجوز الاحتجاج به بحال روى عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطى معاوية سهما وقال هاك حتى تلقاني به في الجنة أخبرناه الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرخ قال حدثنا الحسين بن عبد الله بن حمدان الرقي قال حدثنا القاسم بن بهرام عن أبي الزبير عن جابر . فهو ممن تكلم في روايته للحديث فلا يصلح الإحتجاج بالأخبار التي من طريق القاسم بن بهرام لأنه ضعيف هالك .
نتابع الكلام على الروايات في هذا الحديث .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 394 )
1042 - أخبرنا : أحمد بن الوليد بن أحمد بقراءتي عليه من أصله ، قال : أخبرني : أبي أبو العباس الواعظ ، حدثنا : أبو عبد الله محمد بن الفضل النحوي ببغداد ، في جانب الرصافة ، إملاءًً سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة ، حدثنا : الحسن بن علي بن زكريا البصري ، حدثنا : الهيثم بن عبد الله الرماني ، قال : ، حدثني : علي بن موسى الرضا ، حدثني : أبي موسى ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب قال : لما مرض الحسن والحسين عادهما رسول الله (ص) ... الحديث طويل ولهذا أخذت محل الشاهد من الرواية .
من هو الحاكم الحسكاني .
وقال في تاريخ الإسلام : " شيخ متقن ، ذو عناية تامّة بالحديث والسَّماع ، أسنّ وعُمِّر ، وهو من ذرّية عبد الله بن عامر بن كريز. سمع وجمع وصنَّف ، وجمع الأبواب والطُّرق ... ووجدت له مجلساً في تصحيح ردّ الشَّمس وترغيم النّواصب الشُّمس ، وقد تكلَّم على رجاله كلام شيعيٍّ عارفٍ بفنِّ الحديثِ ، ويعرف بالحسكانيّ " إنتهى كلام الحافظ لذهبي في تاريخ الإسلام في ترجمة الحاكم , فالحاكم الحسكاني شيعي جلد .. !!
ينقل عنه الكثير من الروافض من أهل القرن السادس وما بعده وهناك غيرها من الأدلة الَّتِيْ أراها كافية في نسبة الكتاب إليه ، وإن كان ذلك لا يهمني كثيرا ، لأن الهدف هو الكلام على الرِّواية الباطلة المنقولة عن هَذَا الكتاب ، والتي سيكون الكلام عليها في بحث مستقل إن شاء الله ، لكني أحببت أن أشير إلى هَذَا المبحث لأن العادة جرت عند كثير من الباحثين المعاصرين في إفراد مبحث بذلك ، وأنا أريد أن أكفي إخواني من أهل السنة والجماعة مشقة البحث والتنقيب في نسبة هَذَا الكتاب ، فأسأل الله أن لا يضيَّع أجر هَذَا الجهد الَّذِيْ أمضيته في النظر في كتب الرَّوافض والتنقيب فيها ، والله أعلم وأحكم.
وأما هذه الأدلة فهي :
الإسناد الموجود في مقدمة الكتاب : " وهو : أخبرني الشَّيخ الأجلُّ علي بن حمزة بن علي الرّشكي اَخْبَرَنَا ابن المصنِّفِ وهب الله بن علي الحسكاني الحذَّاء قَالَ قَالَ الحاكم الإمام أو القاسم الحسكاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " لم أجد له ترجمة في المصادر الَّتِيْ بحثت فيها ، ووجدت في طبقات الزَّيدية الكبرى _ القسم الثَّالث _ رقم : 674 ترجمة لـ : ظهير الدِّين مُحَمَّد بن علي بن مُحَمَّد الرشكي ، وقال إنه روى عن الحسكاني دعاء الاستفتاح ويسمى دعاء أم داود ، فلعله من أبناء عمومته ممن يروي عن الحسكاني أبي القاسم ، وقلَّة المصادر لتراجم النيسابوريين تقف حائلا دون الوقوف على تراجم أمثال هؤلاء . فالكتاب ثابتة نسبته إلي الحاكم الحسكاني , ولكن أسانيدهُ كلها روافض .
قال شيخنا الفقيه الغامدي : " سبب تأليف الحسكاني لهذا الكتاب حكاه في مقدِّمة كتابه حيث قَالَ في أول كتابه : (( أما بعد فإن بعض من ترأس على العوام ، وتقدم من أصحاب ابن كرَّام قعد في بعض هذه الأيام في مجلسه وقد حضره الجمع الكثير ، واحتوشه الجم الغفير ، وهو يستغويهم بالوقيعة في نقيب العلوية حتى امتد في غلوائه وارتقى إلى نقص آبائه فقال : لم يقل أحد من المفسرين إنه نزل في علي وأهل بيته سورة { هل أتى على الإنسان } ولا شئ سواها من القرآن ! !
فأنكرت جرأته وأكبرت بهته وفريته ، وانتظرت الإنكار عليه من العلماء والأخذ عليه من الكبراء فلم يظهر من ذلك إلا ما كان من القاضي الإمام عماد الإسلام أبي العلا صاعد بن محمد (1) قدس روحه من معاتبة بعض خواصه الحاضرين ذلك المجلس بإغضائه عن النكير ، مع ادعائه التشمير في الأمر بالمعروف وإنكار المناكير ، فرأيت من الحسبة دفع هذه الشبهة عن الأصحاب وبادرت إلى جمع هذا الكتاب ، وأوردت فيه كل ما قيل إنه نزل فيهم أو فسر وحمل عليهم من الآيات ، وأعرضت عن نقد الأسانيد والروايات تكثراً لا تهوراً وسميته بشواهد التنزيل لقواعد التفضيل ، وحسبنا الله ونعم الموفق والوكيل اهـ " إنتهى كلام شيخنا الحبيب خالد بن عمر الفقيه الغامدي نفع الله بعلمهِ .
وهذا الخبر لا يصح فيه الهيثم بن عبد الله الرماني وهو " شيعي " وجدت له تراجم في كتب الرافضة , ومدحهُ والثناء عليه لكني والله تعالى المستعان لم أظفر لهُ بترجمة في كتبنا المباركة فالرجل رافضي لا يقبل خبرهُ في بدعته التي ثبتت عليه في هذا الخبر الذي نقله الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل , ولكنه في كتبهم مجهول لا تثبت روايتهُ .
مستدركات علم الرجال لعلي النمازي الشاهرودي (8/118) .
16007 - هيثم بن عبد الله الرماني : روى عن الكاظم والرضا صلوات الله عليهما . وله كتاب . وعد مجهولا . وأنا أذكر جملة من رواياته الدالة على حسن حاله وعقيدته : فقد روى الصدوق في العلل والعيون ، عن الطالقاني ، عن الحسن بن علي العدوي ، عنه قال : سألت الرضا عليه السلام ، فقلت له : يا بن رسول الله أخبرني عن علي عليه السلام لم لم يجاهد أعداءه خمسا وعشرين سنة بعد رسول الله ، ثم جاهد في أيام ولايته ؟ فقال : لأنه اقتدى برسول الله صلى الله عليه وآله في تركه جهاد المشركين بمكة . - ثم ذكر أن العلة فيهما قلة الأعوان ، فكما لا يوجب في الأول إبطال النبوة ، كذا لا يوجب إبطال الإمامة . كمبا ج 8 / 148 . رواه العيون ج 12 / 81 عنه مثله . وكذا في العلل ج 1 / 141 . فهو مجهول عند النمازي الشاهرودي كما أورده في كتاب المستدركات .
ناهيك عن جهالة من الحسن بن علي بن زكريا البصري .
مستدركات علم الرجال لعلي النمازي الشاهرودي (3/3) .
3794 - الحسن بن علي العدوي أبو سعيد البصري : لم يذكروه . روى الصدوق عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، عنه ، عن الهيثم بن عبد الله الرماني ، عن الرضا عليه السلام خطبة أمير المؤمنين صلوات الله عليه في جامع التوحيد . جد 4 / 221 ، وكمبا ج 2 / 167 . إضافة إلي جهالة الرجلين عند أهل السنة فهما كذلك من المجاهيل عند الرافضة فلا يصلح الإحتجاج بما روياهُ في كتاب شواهد التنزيل.
وقال الجواهري في المفيد من معجم رجال الحديث (656) .
13399 - 13393 - 13422 - الهيثم بن عبد الله : مجهول - روى عن الرضا علي بن موسى ( ع ) وروى عنه الحسين بن علي بن زكريا ، التهذيب ج 6 ح 90 و تأتي هذه الرواية في الهيثم بن عبد الله الرماني " 13401 " عن كامل الزيارات وفيه الحسن بن علي بن زكريا و ما هنا موافق لما في الوافي والوسائل - وروى رواية أخرى في الكافي ج 1 - . فلله الحمد والمنة ما في كتبهم عليهم لا علينا والله تعالى الموفق .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 398 ) .
- أخبرناه : إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الواعظ ، أخبرنا : عبد الله بن عمر بن أحمد الجوهري بمرو ، سنة ست وستين ، أخبرنا : محمود بن والآن ، حدثنا : جميل بن يزيد الحنوحردي ، حدثنا : القاسم بن بهرام ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد : ، عن إبن عباس في قول الله تعالى : يوفون بالنذر ، قال : مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله وعادهما عمومة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً ، فقال علي : إن برئا صمت ثلاثة أيام شكراً ، فقالت فاطمة كذلك ، وقالت : جارية لهم نوبية يقال لها : فضة : كذلك فألبس الله الغلامين العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فإنطلق علي إلى شمعون الخيبري - وكان يهودياًًً - فإستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء به ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته وإختبزته وصلى علي مع النبي (ص) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فأعطوه الطعام ، فلما كان يوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته وإختبزته وصلى علي مع النبي (ص) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم ، وساق الحديث بطوله وأنا إختصرته ، ورواه ، عن القاسم بن بهرام جماعة ، منهم شعيب بن واقد ، ومحبوب بن حميد بن حمدويه البصري ومحمد بن حمدويه أبو رجاء. قلتُ وهذا الخبر ضعيف لا يصح , وتراجم رجال الحسكاني من كتب الرافضة بإذن الله تبارك وتعالى والله المعين .
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الواعظ .
لم أجد له ترجمة في كتب الطرفين والراجحُ انهُ " مجهول " .
عبد الله بن عمر بن أحمد الجوهر .
لم أجد له ترجمة في كتب الطرفين والراجحُ منهُ " الجهالة " .
محمود بن والآن .
لهُ ذكر في سير أعلام النبلاء , ورد عليه الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى .
القاسم بن بهرام ترجم له الرافضة في كتب الشيعة , ولم يورد فيه جرحاً أو تعديلاً , ولكنهُ كذاب لا يقبل خبرهُ وقد كذب القاسم بن بهرام كذبه ابن عدي، ويُنظر : لسان الميزان لابن حجر ( 6 / 39-40 ) . ولعلني أكتفي بتضعيف هذا الخبر برواية القاسم بن برهام , فهو كذاب لا يصح الإحتجاجُ بخبرهِ , هذا والله تعالى أعلى وأعلم . 
قال الحافظ إبن حجر في تهذيب التهذيب : " وقال أبو نعيم الأصبهاني القاسم بن أبي أيوب هو بن بهرام قلت لكن فرق بينهما بن حبان فذكر بن أبي أيوب في الثقات وقال من قال فيه بن أيوب فقد وهم وذكر بن بهرام في الضعفاء وقال يروي عن أبي الزبير العجائب لا يجوز الاحتجاج به بحال وقال الدارقطني القاسم بن بهرام يكنى أبا همدان ضعيف وقال الدوري قلت ليحيى بن معين شعبة عن قاسم الأعرج قال هو بن أبي أيوب وحكى البخاري عن بعضهم أنه قال القاسم بن أيوب قال وهو خطأ وقال أسلم الواسطي في تاريخه القاسم بن أبي أيوب واسم أبي أيوب حيان يروي عنه حصين غير شيء وقال بن سعد القاسم بن أبي أيوب كان ثقة قليل الحديث " . فهذا الرجل متكلم فيه .
المجروحين لأبن حبان البستي (2/214) .
القاسم بن بهرام أبو همدان شيخ كان على القضاء بهيت يروي عن أبي الزبير العجائب لا يجوز الاحتجاج به بحال روى عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطى معاوية سهما وقال هاك حتى تلقاني به في الجنة أخبرناه الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرخ قال حدثنا الحسين بن عبد الله بن حمدان الرقي قال حدثنا القاسم بن بهرام عن أبي الزبير عن جابر . فهو ممن تكلم في روايته للحديث فلا يصلح الإحتجاج بالأخبار التي من طريق القاسم بن بهرام لأنه ضعيف هالك .
المفيد من معجم رجال الحديث للجواهري 461 .
9487 - 9485 - 9508 - القاسم بن بهرام : أبو همدان قاضي هيت من أصحاب الصادق ( ع ) رجال الشيخ - مجهول - . فهو مجهول عند الرافضة كذلك ناهيك عن الكلام فيه , بجرح مفسر عند الطائفة المنصورة بإذن الواحد الديان جل في علاه .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 403 )
1053 - حدثني : محمد بن أحمد بن علي الهمداني ، حدثنا : جعفر بن محمد العلوي ، حدثنا : محمد ، عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن الكلبي ، عن أبي صالح : ، عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه ، قال : أنزلت في علي وفاطمة ، أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة ، فأطعموا مسكيناًًًًً ويتيماًً وأسيرا ، فباتوا جياعاً ، فنزلت فيهم هذه الآية. قلتُ وهذا " ضعيف " لا يصح البتة .
أما عن الكلبي عندنا فهذا حالهُ والله الموفق والمعين .
يقول الذهبي: "العلامة الأخباري أبو النضر محمد بن السائب بن المفسر وكان أيضا رأسا في الأنساب إلا أنه شيعي متروك الحديث يروي عنه ولده هشام وطائفة"وقال الذهبي أيضاً في ميزان الإعتدال عن محمد بن السائب الكلبي:" وقال يزيد بن زريع وكان سبئيا قال أبو معاوية قال الأعمش اتق هذه السبئية فإني أدركت الناس وإنما يسمونهم الكذابين. وقال ابن حبان (عن ابن الكلبي) سبئيا من أولئك الذين يقولون إن عليا لم يمت وإنه راجع إلى الدنيا ويملؤها عدلا كما ملئت جوراً وإن رأوا سحابة قالوا أمير المؤمنين فيها. وقال الجوزجاني وغيره كذاب وقال الدارقطني وجماعة متروك. وقال ابن حبان مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه" وقال ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب: " محمد بن السائب أبو النضر الكوفي النسابة المفسر متهم بالكذب ورمي بالرفض" فهو هالك عندنا ولله الحمد والمنة.
أما عند الرافضة فحاله رجال إبن داود الحلي (157) .
1384 - محمد بن السائب الكلبي قر ، ق ( جخ ) مهمل .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 403 )
- أبو النضر في تفسيره قال : ، حدثنا : أبو أحمد محمد بن أحمد بن روح الطرطوسي ، حدثنا : محمد بن خالد العباسي ، حدثنا : إسحاق بن نجيح ، عن عطاء : ، عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام ، قال : مرض الحسن والحسين مرضاً شديداًًً حتى عادهما جميع أصحاب رسول الله (ص) فكان فيهم أبوبكر وعمر ، فقالا : يا أبا الحسن لو نذرت لله نذراً ، فقال علي : لئن عافا الله سبطي نبيه محمد مما بهما من سقم لأصومن لله نذراً ثلاثة أيام ، وسمعته فاطمة ، فقالت : ولله علي مثل الذي ذكرته ، وسمعه الحسن والحسين ، فقالا : يا أبه ولله علينا مثل الذي ذكرت ، فأصبحا وقد عافاهما الله تعالى فصاموا فغدا علي إلى جارً له ، فقال : أعطنا جزة من صوف تغزلها لك فاطمة ، وأعطنا كراه ما شئت ، فأعطاه جزة من صوف وثلاثة أصوع من شعير ، وذكر الحديث بطوله مع الأشعار إلى قوله : إذ هبط جبرئيل ، فقال : يا محمد يه************ ما أنزل فيك وفي أهل بيتك : إن الأبرار يشربون من كأس ، إلى آخره ، فدعا النبي (ص) علياًً وجعل يتلوها عليه وعلي يبكي ويقول : الحمد لله الذي خصنا بذلك ، والحديث أختصرته. قلتُ : وهذا الخبر " ضعيف لا يصح " .
هذا لا يصح عن إبن عباس رضي الله عنهُ , ففي الخبر من لم أعرفهم في كتب أهل السنة وفي كتب الرافضة أخزاهم الله تعالى ومنهم الطرطوسي هذا لم يرد في ذكره جرخ أو تعديل في كتب الفريقين , ومن فوقهُ لم أعرفهُ وفي إسناد عطاء عن إبن عباس طريق ابن إسحاق (صاحب السير، حسن الحديث مدلّس) عن محمد بن أبي محمد (مدني مولى آل زيد بن ثابت، وهو مجهول كما ذكر ابن حجر والذهبي) عن عكرمة أو سعيد بن جبيرعن ابن عباس , فهذا خبر لا يصلح لجهالة رجالهِ والنكارة في المتن كما تقدم .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 404 )
1055 - أخبرنا : عقيل قال : ، أخبرنا : علي بن الحسين ، حدثنا : محمد بن عبيد الله ، حدثنا : أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السماك ببغداد ، حدثنا : عبد الله بن ثابت المقرئ قال : ، حدثني : أبي ، عن الهذيل ، عن مقاتل ، عن الأصبغ بن نباتة وعن سعيد بن لمجر : ، عن إبن عباس في قول الله تعالى : إن الأبرار يشربون ، قال : يعني بهم الصديقين في إيمانهم علي وفاطمة والحسن والحسين ، يشربون في الآخرة من كأس خمر كان مزاجها من عين ماء يسمى الكافور ، ثم نعتهم فقال : يوفون بالنذر يعني يتمون الوفاء به ويخافون يوماًً كان شره عذابه مستطيرا قد علي وفشا وعم ، نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين ، وذلك أنهما مرضا مرضاً شديداًًً ، فعادهما رسول الله (ص) وأبوبكر وعمر ( ومعه وجوه أصحابه ) فقال : يا علي : أنذر أنت وفاطمة نذراً إن عافى الله ولديك أن تفي به ، وساقه بطوله. قلتُ : وهذا لا يصح البتة , وفيه ضعفاء ومجاهيل والله تعالى أعلى وأعلم .
الأصبغ بن نباتة .
446 - ت الترمذي عقبة بن علقمة اليشكري أبو الجنوب الكوفي روى عن علي حديث طلحة والزبير جاران في الجنة وشهد معه الجمل وعنه النضر بن منصور العنزي وعبد الله بن عبد الله الرازي قال أبو حاتم ضعيف الحديث بين الضعف مثل الأصبغ بن نباتة وأبي سعيد عقيصان متقاربان في الضعف لا يشتغل به روى له الترمذي هذا الحديث الواحد مرفوعا واستغربه وروي موقوفا قلت وهو أشبه. فالرجل عند القوم ثقة مقبول الحديث , ولم أتوسع في البحث في ترجمة الأصبغ في كتب الرافضة وثقه النجاشي والخوئي في لمفيد من معجم رجال الحديث إلا أنه ضعيف الخبر عندنا والله أعلم .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 405 )
1056 - أخبرني : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصبهاني كتابة ، أخبرنا : سليمان بن أحمد الطبراني قال : ، حدثنا : بكر بن سهل الدمياطي ، أخبرنا : عبد الغني بن سعيد ، عن موسى بن عبد الرحمن ، عن إبن جريج ، عن عطاء : ، عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه ، قال : وذلك إن علي بن أبي طالب أجر نفسه ليسقي نخلاً بشئ من شعير ليلة حتى أصبح ، فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئاًً ليأكلوه يقال له : الحريرة ، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ، ثم عملاًَ الثلث الباقي ، فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ثم عملاًَ الثلث الباقي ، فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا يومهم ذلك.
1057 - أخبرنا : أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قراءة عليه ببغداد من أصله ، حدثنا : أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى بن عبيد المرزباني قراءة عليه في شعبان سنة ثلاث مائة وإحدى وثمانين ، حدثنا : أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الله الحافظ قراءة عليه في قطيعة جعفر ، قال : ، حدثني : الحسين بن الحكم الحبري ، حدثنا : حسن بن حسين ، حدثنا : حبان بن علي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح : ، عن إبن عباس في قوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكيناًًًًً ويتيماًً وأسيرا ، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ، إنا نخاف من ربنا يوماًً عبوساً قمطريرا ، الآيات قال : نزلت في علي إبن أبي طالب أطعم عشاءه وأفطر على القراح.
قلتُ : وهذا ضعيف ففي الإسناد الأول .
بكر بن سهل الدمياطي .
قال النسائي : ضعيف .
وأما في الإسناد الثاني من رواية الحسكاني .
أما عن الكلبي عندنا فهذا حالهُ والله الموفق والمعين .
يقول الذهبي: "العلامة الأخباري أبو النضر محمد بن السائب بن المفسر وكان أيضا رأسا في الأنساب إلا أنه شيعي متروك الحديث يروي عنه ولده هشام وطائفة"وقال الذهبي أيضاً في ميزان الإعتدال عن محمد بن السائب الكلبي:" وقال يزيد بن زريع وكان سبئيا قال أبو معاوية قال الأعمش اتق هذه السبئية فإني أدركت الناس وإنما يسمونهم الكذابين. وقال ابن حبان (عن ابن الكلبي) سبئيا من أولئك الذين يقولون إن عليا لم يمت وإنه راجع إلى الدنيا ويملؤها عدلا كما ملئت جوراً وإن رأوا سحابة قالوا أمير المؤمنين فيها. وقال الجوزجاني وغيره كذاب وقال الدارقطني وجماعة متروك. وقال ابن حبان مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه" وقال ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب: " محمد بن السائب أبو النضر الكوفي النسابة المفسر متهم بالكذب ورمي بالرفض" فهو هالك عندنا ولله الحمد والمنة.
أما عند الرافضة فحاله رجال إبن داود الحلي (157) .
1384 - محمد بن السائب الكلبي قر ، ق ( جخ ) مهمل .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 407 )
- أخبرناه : أبو القاسم القرشي ، والحاكم ، قالا : ، أخبرنا : أبو القاسم الماسرجسي ، حدثنا : أبو العباس محمد بن يونس الكديمي ، حدثنا : حماد بن عيسى الجهني ، حدثنا : النهاس بن قهم. ، عن القاسم بن عوف الشيباني : ، عن زيد بن أرقم ، قال : كان رسول الله (ص) يشد على بطنه الحجر من الغرث ، فظل يوماًً صائماً ليس عنده شئ فأتى بيت فاطمة والحسن والحسين يبكيان ، فقال رسول الله (ص) : يا فاطمة أطعمي إبني ، فقالت : ما في البيت إلاّ بركة رسول الله فإلتقاهما رسول الله بريقه حتى شبعا وناما وإقترضا لرسول الله (ص) ثلاثة أقراص من شعير ، فلما أفطر وضعاها بين يديه ، فجاء سائل ، فقال : أطعموني مما رزقكم الله ، فقال رسول الله (ص) : يا علي قم فأعطه ، قال : فأخذت قرصاً فأعطيته ، ثم جاء ثان فقال رسول الله : قم يا علي فأعطه ، فقمت فأعطيته ، فجاء ثالث فقال : قم يا علي فأعطه ، قال : فأعطيته ، وبات رسول الله (ص) طاويا وبتنا طاوين فلما أصبحنا أصبحنا مجهودين ونزلت هذه الآية : ويطعمون الطعام على حبه مسكيناًًًًً ويتيماًً وأسيرا ، ثم إن الحديث بطوله أختصرته في مواضع.
قلتُ هذا الخبر " لا يصح " فيه من لم أعرفهم .
أبو القاسم الماسرجسي .
لم أظفر لهُ بترجمة لا عندنا ولا عند الرافضة أخزاهم الله فهو " مجهول " .
محمد بن يونس الكديمي .
قال ابن عدي : اتهم الكديمي بوضع الحديث . وقال ابن حبان : لعله قد وضع أكثر من ألف حديث . قال ابن عدي : وادعى رؤية قوم لم يرهم , ترك عامة مشايخنا الرواية عنه . وقال أبو الحسين بن المنادي : كتبنا عن الكديمي , ثم بلغنا كلام أبي داود فيه , فرمينا بما سمعنا منه . قال أبو عبيد الآجري : رأيت أبا داود يطلق في محمد بن يونس الكذب , وكان موسى بن هارون ينهى الناس عن السماع من الكديمي . وقال موسى , وهو متعلق بأستار الكعبة : اللهم ! إني أشهدك أن الكديمي كذاب , يضع الحديث . قال القاسم بن زكريا المطرز : أنا أجاثي الكديمي بين يدي الله , وأقول : كان يكذب على رسولك وعلى العلماء . فهذا حال الكديمي عندنا نحن أهل السنة فلا يقبل خبرهُ . وفي الختام إستدل الرافضي بكتاب القندوزي الحنفي وإبن أبي الحديد وهما ساقطان .
صورة من موقع الرافضة .

كتبهُ /
تقي الدين السني