الحمد لله رب العالمين
في كثير من الحوارات مع أهل الأهواء وخاصة في باب الأسماء والصفات يقولون أننا أهل السنة والجماعة نأخذ بظاهر النصوص وهذا الكلام حق لكن
مردهم بالظاهر غير مرادنا بالظاهر
فما هو المراد بالظاهر ؟؟؟
المراد بالظاهر هو ما يتباد إلى الذهن من المعاني وهو مدلول النصوص ومفهومها بمقتضى الخطاب العربي وهذا المدلول هو مراد المتكلم ونفيه تكذيب له ومشاقة لله والرسول .
لكن الظاهر عند المتأخرين ليس هو الظاهر عند أصحاب الفطر السليمة واللسان العربي والدين القيم ولسان السلف . كيف هذا ؟؟
وبالمثال يتضح المقال :
عندما يقول قائل : أن مذهب السلف في نصوص الصفات إمرارها كما جاءت مع ( اعتقاد نفي الظاهر ) .
هذا الكلام خطأ من وجهين :
أحدهما من جهة اللفظ دون المعنى بمعنى أن اللفظ خطأ لكن المعنى الذي أراده النافي صحيح
الثاني خطأ من جهة اللفظ والمعنى .
أما الـأول الذي اخطأ في اللفظ وأراد معنى صحيح فهو كالتالي :
فمن اعتقد أن الظاهر من هذه النصوص هو ما يماثل صفات المخلوقين , ثم نفى هذا الظاهر فنفيه صحيح لكن
دعوى أن الظاهر الذي فهمه هو مراد الشارع هذا خطأ لأن هذا الظاهر غير مراد الشارع قطعا
لكن من فهم من النصوص معنى باطل فالمشكلة في فهمه القاصر ونقص علمه
وليس مقتضى النص وظاهره أمر كفري .
وكما قال الشاعر :
وكم من عائب قولا صحيحا ****** وآفته من الفهم السقيم
فمن نسب هذا المذهب إلى السلف فقد افترى عليهم ونسب إليهم ما لم يقولوه
فهذا النافي للظاهر قد أصاب في نفي المعنى الباطل وهو التشبيه وأخطأ في اعتقاد أن ذلك هو ظاهر النص ومقتضاه ومدلوله .
أما الثاني الذي أخطأ من جهة اللفظ والمعنى فهو الذي يريد بنفيه نفي ما ثبت لله تعالى من صفات الكمال ونعوت الجلال متذرعا بالتنزيه وبحجة أن ذلك يقتضي التشبيه والتجسيم فهذا مخطئ في اللفظ والمعنى .
يقول شيخ الإسلام رحمه الله (( فلفظة الظاهر قد صارت مشتركة فإن الظاهر في الفطر السليمة واللسان العربي و الدين القيم ولسان السلف غير الظاهر في عرف كثير من المتأخرين ))
والله الهادي إلى سواء السبيل