بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين .
قد تابعتُ ما ألقاهُ عبادُ القبور , واليوم بجديدِ قولهم حول الإمام البخاري أنهُ " كفر " عياذاً بالله والشبهة التي أطلقها الكفرةُ الملحدين في حق الإمام البخاري هو أن الإمام الألباني قال في من أول قوله تعالى " كل شيء هالك إلا وجهه " أنهُ كفر بذلك الإمام البخاري وهذه الشبهة عفى عليها الزمن ولكن لا بد من بيانٍ صريح لها والرد على أهل الكلام والمبتدعة في مزعمهم الضعيف هذا , فوقفهَ مع الرافضة وما أوردهُ الإمام البخاري في الصحيح لجامع , بل في فتح الباري في شرح صحيح البخاري والثابتُ عليه رضي الله عنهُ , وتبرئة الإمام البخاري من شبهة الملحدين والكفرة .
المصيبة أن الرافضي يرد على نفسهِ , في الوثيقة التي نقلها عن الإمام البخاري والإمام الألباني , فالإمام الألباني نزه الإمام البخاري في الوثيقة التي نقلها هذا الضعيف , وفي نفس الوقت فتك بشبهة قول الإمام البخاري بأن قوله تعالى " كل شيء هالك إلا وجهه " فرد على نفسهِ , ورد على الشبهة التي اوردها ضعيف العقل هذا في شبكة الباطل .
الوثيقة التي أوردها من كلام الإمام الألباني .
http://www.hajr-up.info/download.php?img=7897
قول الإمام الألباني " لا يقول هذا مؤمن " وقولهُ " ننزه الإمام البخاري " والمراد هنا من قول الإمام الألباني رحمه الله تعالى أنهُ ينزه الإمام البخاري من الإيمان بتأويل هذه الصفة , أو أنهُ كان على إعتقاد الأشاعرة بتأويل الصفات ولهذا قال " وهو إمام فيا لحديث وفي الصفات وسلفي العقيدة والمنهج رحمه الله تعالى " ظن الأغبياء أن هذه من فضائح الإمام الألباني وحقيقة أتعجب من هذا القول المتهالك وقولٌ لا يقولهُ إلا خوارُ الرجال ضعفاء العقل , وهذا باطل إذ أن الإمام الألباني يثبت أن الإمام البخاري لا يؤمن بتأويل الصفات , والإجابة على هذا السؤال ما نقلهُ ضعيف العقل من الصحيح الجامع .
262 - باب تفسير سورة القصص
{ كل شيء هالك إلا وجهه } / 88 / إلا ملكه ويقال إلا ما أريد به وجه الله . هل فهم أهل البدع قول الإمام البخاري "إلا ملكهُ" وقولهُ " إلا ما أريد بهِ وجهه " فالإمام البخاري قال إلا ملكهُ , ولكنهُ بين أن المراد بذلك وجهه الكريم والإمام البخاري لم يورد نصوصاً على هذا التأويل أيها المبتدعة , ولنرى الوثيقة التي نقلت عن الإمام البخاري ونعلق عليها .
ثم نقل قول القاضي عياض , وقال أي سلف يتكلم عنهم الألباني : " قال القاضي عياض : لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم , ومحدثهم , ومتكلمهم , ونظارهم , ومقلدهم أن الظواهر المتواردة بذكر الله في السماء كقوله تعالى : أأمنتم من في السماء ونحوه ليست على ظاهرها بل هي متأولة عند جميعهم فمن قال بإثبات جهة فوق من غير تحديد ولا تكييف من المحدثين والفقهاء والمتكلمين تأول في السماء على السماء ومن قال بنفي الحد واستحالة الجهة في حقه سبحانه [ ص: 19 ] [ ص: 20 ] تأولها تأويلات بحسب مقتضاها وذكر نحو ما سبق " , لا أدري لماذا ذهبت الرافضة وأنكرت بقية كلام القاضي عياض ..!
ثم هل جهل الرافضي أنهم أخذوا عقيدتهم عن الجمهية والمعتزلة فأصبحوا عالة عليهم , في الأسماء والصفات فهم مأولة معطة مشبهة وقد إجتمعت هذه الأصول لأهل الكلام في الرافضة فماذا تبقى لهم من أين أخذتم أصول عقيدتكم ودينكم , أكان من المعتزلة الذين قالوا بالتأويل والأشاعرة , أم من المشبهة أم من المعطلة لجهمية , فمن أنتم يا رافضة حقيقة أنا أستغرب من هذا الجهل الواقع عليهم .
http://www.hajr-up.info/download.php?img=7899
الجواب الكافرُ انتم فأنتم عطلتم صفات الله تبارك وتعالى , والإمام البخاري اورد القول الصريح في تأويل الصفة بعد قوله " إلا ملكهُ " وقد بينا أن هذا لا يعني إعتقاد الإمام البخاري التأويل للصفات , وسنثبت ذلك بحول الله تعالى وقوتهِ , ولكن متىى يعقل الرافضة ومتى ينتهوا من هذا الضعف والجهل السقيم بل كفرتم وشبهتم الله تبارك وتعالى , الله ينزل لزيارة الحسين هل هذا إيمان نعوذُ بالله من الخذلان .
نقول ما ذكره الإمام البخاري في في الباب(التفسير) لم يدرج تحته اي حديث وإنما تركه بدون ان يضع تحته احاديث , ولم يضع تحته أي حديث ... وهذا من عاداته احيانا ان يذكر الباب ولا يضعه تحته شيئا.. ومما يدلك على أن البخاري يثبت الوجه لله ويستدل بالاية على ذلك... هو أنه بوب في كتاب التوحيد ( وكتاب التوحيد عقده لامور التوحيد في الاسماء والصفات وغيرها ) , فلو نظرت الرافضة إلي أبواب التوحيد عند الإمام البخاري لعرفت أن هذه الشبهة التي نقلها الرافضة عن الصوفية لا قيمة لها فتعست الصوفية وتعست وخابت الرافضة , لأن الإمام الألباني صدق حين قال وكان على عقيدة السلف والصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين فرضي عنهُ رب العالمين .
فيه باب:16 - باب قول الله تعالى { كل شيء هالك إلا وجهه } / القصص 88
6971 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } . قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أعوذ بوجهك ) . فقال { أو من تحت أرجلكم } . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أعوذ بوجهك ) . قال { أو يلبسكم شيعا } . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هذا أيسر ) . إن دل هذا على شيء فيدل على إعتقاد الإمام البخاري بإثبات صفة الوجه لله تعالى .
وبالاية نفسها استدل البخاري رحمه الله تعالى بالاية على صفة الوجه له سبحانه وأثبت تحتها حديث استعاذ به رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفة من صفاته وهي وجهه سبحانه.. والله سبحانه لا يماثله احد لا في ذاته ولا في صفاته.
وأعيدُ ما قلتهُ سابقاً في بداية الحديث : " ظاهر كلام الامام البخاري هنا أنه يثبت الوجه صفة لله، فإنه نقل الخلاف في المراد بها ولم ينقل الخلاف في الصفة، فقال : "(كل شيء هالك إلا وجهه) إلا ملكه ويقال إلا ما أريد به وجه الله"، فكأنه قال : قيل في تفسير الآية إلاّ ملكه، وقيل الصفة، ولم ينكر هذا القول فدل ذلك على أن أصل إثبات الصفة مستقر عنده، وقد وضح ذلك الكتاب الذي ساقه لأجل إثبات الصفات بجلاء إذ ذكر فيه نصوص إثبات الوجه لله جل جلاله " فهذا صريح كما قلنا في بداية الأمر أن الكلام الذي أوردهُ الإمام البخاري لا يقتضي إعتقادهُ بتأويل الصفة المذكورة أعلاه , فيا حبذا لو فهم الرافضة أكثر من هذا الفهم لأنهم يوقعون أنفسهم في متاهات لا تنتهي , وللقاصمة التي تنهي هذه الشبهة عن بكرة أبيها .
قال الإمام الحافظ إبن كثير في التفسير : " قال مجاهد والثوري في قوله { كل شيء هالك إلا وجهه } أي إلا ما أريد به وجهه وحكاه البخاري في صحيحه كالمقرر له " فالخلاصة أن الواضح مما نقل الإمام الحافظ إبن كثير وقالهُ ان الإمام البخاري يقول بإثبات صفة الوجه , وإنقلب السحر على الساحر .
كتبهُ /
تقي الدين السني
11-07-11, 11:45 AM
إلجامُ البطلين الطاعنين بأمير المحدثين " الإمام البخاري وآية (( كل شيء هالك )) "
العرض العادي
