الحمد لله رب العالمين
قد كتب الفاضل أستاذنا الحبيب [ باشعيب ] موضوعاً عن بشر المريسي ورواية الربيع عنهُ , فقض مضاجع أهل البدع , الخوارج عليهم من الله ما يستحقون فراحوا يتكالبون للرد على الأخ الحبيب [ شعيب ] في ذلك السؤال القاصم لظهورهم ...
فما رأيتُ إلا أحد النعاج التي لا تملك من العلم شيئاً تتخبط في الرد عليه فلله درك أخي الحبيب , ونفع الله بك لهذا وددت أن أطرح هذا البحث في نقد ما كتب ذلك النكرة , في الرد على الأخ الحبيب [ شعيب ] نفع الله تعالى بهِ .
كيف لا يعرف من هو بشر المريسي وقد رد عليه أعلام الطائفة المنصورة بإذن الرحمن جل في علاه , ولكن الذي أراه أنك لم تفهم غاية الأخ الكريم في طرحه لهذا الإشكال , فرحت تكتب وتسهب في الحديث وتسود الصفحات بلا شيء , إن كان روى عن بشر المريسي رواية واحدة لماذا روى عنهُ , وهل هو ثقة عند الربيع بن حبيب الفراهيدي " المجهول " ليروي عنهُ .. !! ثم الذي أعرفهُ من ردك أنك لا تعرف أنت أصلا من هو بشر المريسي .. !! الأولى بكَ ان تبين ذلك بالوثائق فلماذا لا تصور لنا وثيقة من كتاب " المجهول " لنرى إن كانت رواية الربيع بن حبيب الفراهيدي عن بشر المريسي في الزوائد وليس في المسند .. !! الآن السؤال الذي يطرح نفسهُ ما هي طبقة " الربيع بن حبيب الفراهيدي " فكما عجزتم عن إثبات وثاقة هذا الرجل ستعجزون عن إثبات طبقتهِ , فكيف يروي عن الأعلام مثل : " الحسين البصري , وسفيان , والأعمش " ... !!
يقول الخارجي [ يقول شيخنا الرضي الإمام نور الدين السالمي - رحمه الله - في تنبيهاته على المسند " التنبيه الثالث : اعلم أن مرتب الكتاب وهو أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم ابن مياد الوارجلاني قد ضم إلى المسند آثارا احتج بها الربيع على مخالفيه في مسائل الاعتقاد وغيرها وهي أحاديث صحاح يعترف الخصم بصحتها وجعلها المرتب في الجزء الثالث من الكتاب ثم أنه ضم إلى ذلك روايات محبوب بن الرحيل ابن سيف بن هبيرة القرشي عن الربيع وروايات الإمام أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن الرستمي عن أبي غانم بشر بن غانم الخرساني ومراسيل جابر بن زيد وجعل الجميع في الجزء الرابع من الكتاب فكانت أجزاء الكتاب أربعة : الأولان في أحكام الشريعة من أولها إلى آخرها بالسند العالي . " أهـ ] . قلتُ : وهذا إفتراء صريح من السالمي على أهل السنة والجماعة , في قولهم بصحة الأخبار التي إحتج بها الربيع بن حبيب الفراهيدي علينا .. !! ولكن هل صحت هذه الأخبار فهل رواية بشر المريسي صحيحة عندنا .. !! لله العجب فالذي يظهر لنا جهل السالمي بعلم الحديث كما جهل صاحبهم بنقلهِ للكلام عنهُ وفهمهِ للأقوال , الآن الذي نريد أن نعرف كيف علا هؤلاء الرجال بأخبارهم , فهل تعرف ما هو العلو وكيف يكون .. !!! عجيب أمرهُ .
فما هو العلو .. ؟
ومتى يكون العلو , أو متى يسمى الخبر عالي الإسناد .. ؟
ثم أيها الجاهل ما هي هذه الأخبار التي نقلها المجهول لنعترف بصحتها .. !!
ثم أورد كلاماً أخر , ونصهُ : " وقد جعل الوارجلاني المسند في جزأين، ثمّ أضاف أحاديث العقيدة ومقاطيع جابر، وروايات محبوب وروايات أفلح وجعل هذه الزيادات في جزأين آخرين وسمى الكل كتاب (الترتيب) وعلى هذا فينبغي التنبه إلى أن مسند الإمام الربيع هو الجزآن الأول والثاني فقط من كتاب الترتيب المطبوع تحت اسم (الجامع الصحيح)." أهـ " قلتُ ولا يخفى على المتضلع بعلم الحديث أن جابر قد تبرأ من الإباضية " أبي الشعثاء " , ولكن من هو محبوب , ومن هو أفلح وهل هم ثقات في ميزان الجرح والتعديل , من وثقهم وما هي المباني التي وضعت لتوثيقهم , غريب أمر هؤلاء القوم , نقول لماذا روى الربيع بن حبيب الفراهيدي عن بشر المريسي , يقولون لنا رتب المسند على الأبواب كذا وكذا .. !! هل هذه إجابة أيها الجهول , إن الربيع بن حبيب الفراهيدي مجهول ولا يخفى ما دار بينكم وبين " أبو عبد الله الأثري " وفقه الله تعالى للخير في شبكتكم لتحقيق توثيق الربيع بن حبيب ففشلتم , فكيف تنقل مثل هذا الكلام الذي لا أساس لهُ من الصحة .
هذه الرواية التي في مسند الربيع .
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُرَيْسِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ خَصِيبِ بْنِ جَحْدَرٍ عَنْ إِسْحَاقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ الْحَارِثَ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، وَهُوَ سِتُّونَ ذِرَاعًا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ، خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ التِي فِي عِلْمِهِ أَنَّهُ يَخْلُقُهُ عَلَيْهَا، لَمْ يُحَوِّلْهُ مِنْهَا إِلَى غَيْرِهَا، قَالَ بِشْرٌ: وَمَعْنًى آخَرُ: خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ التِي كَانَ فِي عِلْمِهِ أَنْ يَخْلُقَهُ عَلَيْهَا بَالِغًا، لَمْ يَنْقُلْهُ مِنْ نُطْفَةٍ إِلَى عَلَقَةٍ، وَلاَ مِنْ عَلَقَةٍ إِلَى مُضْغَةٍ، وَلاَ مِنْ مُضْغَةٍ إِلَى عِظَامٍ. وَمَعْنًى آخَرُ: وَذَلكَ أَنَّ اللَّهَ كَانَ وَلاَ شَيْءَ غَيْرُهُ، وَقَدْ عَلِمَ مَا يَخْلُقُ مِنَ الصُّوَرِ وَالْبِقَاعِ وَالأَرْوَاحِ وَالرُّسُلِ، وَاصْطَفَى اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، أَيْ الصُّورَةِ الْمُصْطَفَاةِ، أَيْ الْمَعْلُومَةِ، وَاتَّخَذَ مِنَ الْبِقَاعِ الْحَرَمَ، وَجَعَلَهُ نُسُكًا لِعِبَادِهِ، وَجَعَلَ فِيهِ بَيْتًا تَعَبَّدَ خَلْقَهُ بِالطَّوَافِ حَوْلَهُ وَالْحَجِّ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: بَيْتُ اللَّهِ لِلَّذِي اصْطَفَاهُ؛ وَاصْطَفَى مِنَ الأَرْوَاحِ رُوحًا، وَقِيلَ: رُوحُ اللَّهِ لِلَّذِي اصْطَفَاهُ. قلتُ : كيف جزم هذا الجاهل أن الرواية في الزوائد وليست في المسند , ثم إن كانت في الزوائد , لماذا روى الربيع بن حبيب عن بشر المريسي يا جاهل . 
الآن لنقف مع القنوبي وعلمه في الحديث .. !! 
يقول القنوبي فيما نقل الجاهل : [ يقول إمام السنة والأصول فضيلة الشيخ العلامة سعيد بن مبروك القنوبي - عافاه الله - في كتابه الإمام الربيع بن حبيب مكانته ومسنده " وأما قوله: ( إن الربيع روى عن بشر المريسي، وهو من المبتدعة..) فنعم قد روى عنه، فكان ماذا؟ ] . قلتُ : صدق من قال أن أصحاب العقول في راحة أبدية إلي يوم الدين , فالقنوبي إمامهم في الحديث يقول وماذا في ذلك , أقول لكم يا قوم هل لكم قاعدة في تأصيل رواية المبتدع , فإن هذا المبتدع قد كفر في أكثر من موطن في رد الدرامي عليه , وبين الدرامي رحمه الله تعالى أنهُ قد كفر , فكيف يروي عنهُ في مسندهِ , وهو مبتدع ضال يا من تدعون إتباع السنة , فقد إرتكب الربيع أمراً عظيماً , فهل يعقل أن يروي من يكفر مرتكب الكبيرة عن من إرتكب الكبير يا حمقى ... !! 
يقول القنوبي : [ هل يعني ذلك: أن جميع روايات هذا الإمام لا تقبل بسبب روايته لتلك الراوية عن بشر المريسي؟ ] . قلتُ : مسكين القنوبي , هل هناك قاعدة في قبول رواية المبتدع أنتم تعتقدون بكفر مرتكب الكبيرة , ولكن هل المريسي لم يرتكب كبيرة هل تعطليه للصفات كما فعلتم أمر سهل عندكم إلي هذه الدرجة , المريسي مبتدع بإعتراف القنوبي في مطلع كلامهِ , فكيف يكون المبتدع مرتكب الكبيرة جائز الرواية عند من إعتقد بكفر من يرتكب الكبيرة والعياذُ بالله تبارك وتعالى وكلنا يعلم أن المبتدع أمثال القنوبي والخوارج أخطر على الإسلام من الكفار والمشركين . 
الآن يستنكر القنوبي رواية أعلام الحديث للمبتدع في كتبكم , يقول روى البخاري ومسلم أقول للقنوبي يبدوا لي أنك جاهل لا إتصال لك بالعلم ولا بأهلهِ, فأهل الحديث قد أصلوا برواية المبتدع بين القبول والرد , فكانت رواية المبتدع التي يكفر فيها مردودة , وإن لم يكن يكفر فيها فمقبولة بشرط أن يكون من أهل الصدق , الآن لا أصل عندكم ولا قواعد للحديث فلماذا لا تبرر رواية الربيع عن المريسي بالقواعد الحديثية عندكم , فلكل قاعدة أصل ورواية المبتدع لها أصل عندنا نحن أهل الحديث , لهذا فإن رواية مسلم والبخاري عن من رمي بالبدعة الخفيفة , مقبولة لأنهم إتصفوا بالصدق , وروى هؤلاء الرواة ما خالفوا فيه عقيدتكم وليس ما وافق فيه بدعتهم فتأمل .
يقول أن الأعلام مثل : " بل ألم يرو كثير من المحدثين كالإمام أحمد وأبي داود، والترمذي، وابن ماجة، الدراقطني، والحاكم، والبيهقي، وابن مندة وأبي نعيم وغيرهم عن بعض الكذابين الدجالين " قلتُ : تعست ما أجهلك , فإن الشيخين إشترطوا الصحة في الصحيح الجامع لكل منهما , والأعلام كأحمد , وأبي داود لم يشترطوا الصحة في مسانيدهم وسننهم , بل إن بعضهم أخرج أحاديث غاية في الصحة , وعند التحقيق يقول أهل الحديث " ورجال أحمد رجال الصحيح " بل إن سنن الدارقطني أشبه بكتاب العلل لهُ رحمه الله تعالى ورضي عنهُ , ولم يشترط تخريج الأخبار الصحيحة في سنن الدارقطني , بل رضي الله عنهُ أخرج كثير من الأحاديث المعلولة , ولعل المراد بإخراجها هو تبيان ضعفها , وإبن مندة محمد بن إسحاق بن مندة أحد أئمة العلل الذين رووا كتاب العلل عن إبن أبي حاتم , وكان من أجود الروايات الثلاثة التي روي فيها كتاب العلل لأبن أبي حاتم , أما أبي نعيم الأصفهاني في حلة الأولياء , قلت وهو محمد بن أحمد بن الفضل بن شهريار الأردساتني أحد رواة كتاب العلل عن إبن أبي حاتم وهو حافظ أصفهان , وهو كذلك لم يشترط الصحة في مصنفهِ , أما الحاكم فقد أراد رحمه الله تعالى أن يستدرك أحاديث من الصحيحن , ولكنه توفي قبل أن ينقح الأخبار وكان المستدرك مسودة , وكانت فيه غفلة رحمه الله تعالى وتشيع خفيفة , أما الترمذي فلم يشترط الصحة كذلك ولا إبن ماجة , بل كانوا يخرجون أحاديث صحيحة , وأخرى ضعيفة مع بيان ضعفها , ولا يخفى على طلاب العلم وأهل الحديث العلل التي كانت تظهر فيها , فكيف تساوي أحمق مثل الربيع بن حبيب الفراهيدي بأعلام الحديث وأهل الحديث ثم أين قاعدتكم أيها القنوبي .
سؤالي للقنوبي وأتباع القنوبي .
أين روى الإمام أحمد بن حنبل عن أبي طالب المشرك أيها الجهلة .. !!
موت أبي طالب على غير الإسلام الاحاديث في ذلك معروفة لا تخفى على طالب علم الحديث أيها القنوبي , فكتابك مثلك لا يساوي شيء , فإن ما إفتريتهُ على أهل السنة في قولك أن أحمد روى عن أبي طالب المشرك , فلماذا وأتعجب حقيقة من عدم إيراد القنوبي لهذه الرواية المزعومة للإمام أحمد بن حنبل عن أبي طالب , فهل يكذب القنوبي يا تُرى ..... 
فأقول أيها الخارجي إن لرواية المبتدع قواعد وأصول , نقلها الأخ الكريم أبو حاتم الرازي في هذه الشبكة المباركة , ولكن أقول لك إن رواية أعلام الحديث كما بينت فيما سبق عن المبتدعة وهي بدع خفيفة , كإبان بن عياش وغيرهِ وقد قسمت البدع إلي خفيفة وغالية , والغالية أصل أهل الحديث في الرواية عنهم , ومع ذلك فإن رواية الربيع بن حبيب عن بشر المريسي لا أصل لتبريرها عند الخوارج , لأنهم لا يملكون قاعدة واحدة مسلمة في علم الحديث , بل لا إتصال لهم بعلم الحديث , فكيف يسوغ القنوبي رواية المريسي في مسند الربيع بن حبيب الفراهيدي , واعلم أن أهل الحديث عندنا , بينوا وفسروا وقسموا وسبروا روايات المبتدعة , ولكن لا نعلم أن أحد من أهل السنة روى عن المريسي الضال المضل , الذي عطل صفات الله فكان من الكفار .. !
أولاً قول صاحبنا ان المريسي متاخر عن الربيع بن حبيب الفراهيدي .
وإحال الجهلة إلي متن النخبة , فلا أدري ما وجه ذلك لأن الربيع بن حبيب خرج عن مجاهيل .
فهلا أخبرتمونا أين نجد في متن النخبة الرد على أن المريسي متأخر عن الربيع بن حبيب يا قوم.
إذاً من قال بأن رواية المريسي غير مقبولة أيها القنوبي .. وكيف يخرج عنه إجابة ضعيفة من محدث الإباضية القنوبي , بل إعلموا أن المريسي واضح أن روايتهُ في الأصول لا في الزوائد , فكيف صنف ذلك إلي الزوائد , أهكذا يبرر الجاهل رواية المريسي في كتبهم . أهـ
كتبه /
تقي الدين السني