بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل :
{وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}﴿البقرة: 130﴾
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿74﴾ وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿75﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ﴿76﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿77﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿78﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿79﴾}{الأنعام}
يخبر الله جل في علاه أن من ذهب لغير ملة الخليل
فقد ظلم نفسه بسفهه وسوء تدبيره بتركه الحق إلى الضلال
وشرك قوم إبراهيم شرك في التأثير من جهة النظر في الكواكب ومن يؤثر ويحرك ، وهذا شرك في الربوبية ، وما تبعه من الشرك في الألوهية ؛ لأنهم جعلوا لتلك الكواكب أصناما ، وجعلوا لها صورا ، وجعلوها أوثانا ، فعبدوها من دون الله جل وعلا وتوجهوا إليها
فقال الباطنية لأتباعهم لإبطال النبوة وهدم دين رب البرية بخفي القول الكواكب تأثر في الخلق فزحل والشمس وغيرها من الكواكب هي التي تصوركم وتخلقكم في الأرحام
وإمعاناً في خفي القول على الأتباع قالو لهم من قلنا لكم أنهم يخلقونكم من الكواكب لا تعبدونهم و لا تتوجهون لهم
فأوقعوهم في الكفر والشرك بالله من جهة الربوبية
وعللو لهم فعلهم بأن الحقيقة الصحيحة والتوحيد السليم هو أن الله لا يوصف بصفة الخالق ومن وصفه بأنه الخالق فقد سبه وشتمه ووصف الله بالوصف الذي فيه الكفر والشرك
فلا حول ولا قوة إلا بالله