فتوى السيستاني نموذج للإكراه
كتب عباس دشتي: شكك رئيس الحركة الاسلامية المستقلة السيد محمد بحر العلوم أمس في صحة الفتوى المنسوبة أمس الى آية الله علي الحسيني السيستاني أكبر مرجع ديني في العراق والتي تقضي بتحريم مساعدة أمريكا في ضرب العراق.
وقال السيد بحر العلوم لـ«الوطن» أمس في اتصال هاتفي معه في لندن حيث يقيم ان هذه الفتوى نموذج للاكراه في اصدارها وخاصة ان آية الله العظمى السيد السيستاني يقيم في منزله وتعرض لأكثر من محاولة اغتيال على يد جلاوزة النظام العراقي.
وحسب ما صدر من بغداد أمس، فقد وصف آية الله علي الحسيني السيستاني أكبر مرجع ديني إسلامي شيعي في العراق «تقديم أي دعم أو مساعدة للأمريكيين والبريطانيين في حملتهم الحالية ضد العراق بانه من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات».
وهذه أول فتوى تصدر عن مرجع ديني إسلامي في العراق منذ بدء التهديدات الأمريكية والبريطانية بشن حرب ضد العراق. ولم تصدر مثل هذه الفتوى عن المراجع الشيعية أثناء حرب تحرير دولة الكويت عام .1991
وقال بحر العلوم ان جلاوزة النظام العراقي معروف عنهم عدم التورع عن القتل والاضطهاد، وفي مثل هذه الحالات التي تتطلب فتاوى سياسية وليست شرعية يكون الانسان امام خيارين لا ثالث لهما، اما القتل او اصدار الفتوى.
واضاف ان الفتاوى السياسية لا ثقل لها في المجتمع الاسلامي الذي يدرك مغزاها الحقيقي وهدفها، والمؤمنون يعرفون ما مر على مراجع التقليد من ظلم واستبداد من قبل النظام العراقي الذي لم يتورع ابدا عن الضغط لاصدار الفتاوى السياسية.
لكن السيد بحر العلوم استدرك موضحا ان صاحب الفتوى بهذه الحالة لا يمكن اعتباره قد انصاع للنظام العراقي لكنه حافظ على مكانته كمرجع ينتظر منه الكثيرون الكثير في مجالات الفقه والفتاوى الشرعية، والجندي العراقي ملم بالظروف المحيطة ويعرف المؤامرات التي تحاك ضده من قبل هذا النظام.
ومن اللافت للنظر والمثير للشكوك ان الفتوى المذكورة جاءت على لسان د.سيد عدنان البطاء وهو عميد كلية الشريعة واحد المقربين الى الحكم البعثي في العراق، كما صدرت فتوى أخرى باسم السيد محمد سعيد الحكيم رئيس الحوزة العلمية في النجف.
ويأتي هذا التحرك من النظام العراقي لاستصدار مثل هذه الفتوى بهدف كسب الشارع الشيعي في العراق، خصوصا مع ما يملكه السيد السيستاني من مكانة رفيعة عموما وفي النجف الاشرف الذي يقيم فيه وكربلاء على وجه الخصوص.
يذكر ان السيد السيستاني قد اتخذ منزله مستقرا يصدر منه الفتاوى ويمارس فيه التدريس خصوصا بعد محاولة اغتيال قبل نحو عامين استشهد فيها اثنان من حراسه.
وفي تفاصيل الفتويين، فقد نصت الفتوى الأولى التي اصدرها المرجع الديني الاعلى بالحوزة العلمية في مدينة النجف الاشرف العراقية علي حسين السيستاني، ان «من واجب المسلمين في هذا الظرف العصيب ان يوحدوا كلمتهم ويبذلوا كل ما في وسعهم للدفاع عن العراق العزيز وحمايته من مخططات الاعداء الطامعين».
وقالت ان «على الجميع ان يعلم ان مأرب المعتدين في العراق اذا ما تحقق، لا سمح الله، سوف يؤدي الى نكبة تهدد العالم الاسلامي بصورة عامة».
وأضاف ان «تقديم اي نوع من انواع العون أو المساعدة للمعتدين يعد من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات يتبعه الخزي والعار في الحياة الدنيا والعذاب الاليم في الدار الآخرة».
من جانب آخر، اصدر مرجع ديني كبير آخر في الحوزة العلمية في مدينة النجف الاشرف العراقية هو محمد سعيد الحكيم فتوى اخرى «تحرم التعامل مع الولايات المتحدة الامريكية وتلعن كل من يهادن الامريكيين».
وترى هذه الفتوى ان «الولايات المتحدة واعوانها تريد فرض السيطرة على بلاد الاسلام والمسلمين ونهب مقدراتهم وانتهاك مقدساتهم».
وتأتي هذه الفتاوى في الوقت الذي تهدد فيه الولايات المتحدة بشن عمل عسكري ضد العراق بحجة امتلاك اسلحة دمار شامل.
الوطن الكويتية - الاثنين 23/9/2002
http://www.alwatan.com.kw/default.as...1&topic=112456