العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-03, 02:32 AM   رقم المشاركة : 1
النعمان





النعمان غير متصل

النعمان is on a distinguished road


حكم المناظرات وضوابطها [ الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن سعيد دمشقية ]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن سعيد دمشقية ، أحد مشايخ لبنان ..
درس العلم الشرعي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وهو في طور إنهاء رسالة الدكتوراه .

درس على يد سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ،
وسماحة الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله .
له الكثير من المناظرات مع المخالفين ، والمواقف التي حدثت خلالها .
سنتعرف عليها من خلال هذا الحوار :

• ما حكم المناظرات ، وما ضوابطها ؟

_ ينبغي أن يتحلى المناظر بعدة مواصفات :

أولها : الإلمام بالعلم الشرعي ، فإن الخصوم يعرفون أن ما عندهم باطل و العديد منهم مرتزقة ، متخصصون في فن الدفاع عما يأخذونه من الأجر بسبب ذلك ، فبالتالي لا تفرق عندهم قضية التعرض لمذهبهم فهم يعرفون أنهم على باطل ، ولكن الذي يهمهم بث الشبهات ، فلابد للإنسان أن يكون ملماً بشبهاتهم .

ثانيا : الإلمام بشبهات القوم.

ثالثاً: سرعة البديهة ، و أن يعرف طريقة القوم و حيلهم و جدلهم .

أما بالنسبة للمناظرات ، فالأصل فيها أن لا تقام ، لأنها شبيهة بالحرب و المبارزة ، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لا تتمنوا لقاء العدو ، و إذا لقيتموه فاصبروا ) فالأصل أن لا نكون نحن المطالبين بالمناظرة ، الخصم هو الذي يطالب بالمناظرة لأنها عبارة عن مجازفة ، فإما أن تكسب فتنتصر على عدوك ، و إما أن ينتصر عليك عدوك ، لكن النصر الذي يحرزه العدو هو عبارة عن إلقاء شبهاته على الخصم ، و هذه فيها فتنة للناس ، فالمناظرة مسؤولية عظيمة ، لذلك نجد أن أهل الباطل لا يبالون بهذه المسؤولية لأنهم لا يحملون هم دعوتهم ، بل يحملون هم استرزاق وانتفاع دنيوي لذلك لا تفرق عندهم .
لكن المسلم الذي يناظرهم يحمل هم دعوة وإقامة هذا الدين ، و يحمل هم عدم تأثر الناس بهذه الشبهات ، لذلك فهي مسؤولية عظيمة .

وهناك من لا يوافق على هذه المناظرات ويرى أنها مخالفة للسنة ، ولكن يرد على هذه بعض الأمور ، و قد فعل هذه المناظرات السلف كابن تيمية و ابن عباس رضي الله عنهما ، إبن تيمية رحمه الله جلس يدرس أصول الفلاسفة و المناطقة فترة ، ثم ناظرهم و رد عليهم و على أصولهم من خلال أصولهم ، و هذه ليست بدعة و لا يقال أن إبن تيمية مبتدع .

لكن المشكلة في أهل الباطل ، لأننا إذا تركناهم ما تركونا ، فمثلاً مناظراتنا على نظام ( بالتوك ) و نحن ندفع إليها فنحن لا نطلب المناظرة و لكن إذا عرضت لا ترفضها ، و لكن بشروط و ظوابط معينة منها :

- تناول المسائل مسألة مسألة .
-
- العدل و إعطاء الطرف الآخر جواً أمنياُ مناسباً بحيث إذا كان عنده علم يتفضل و يعطينا العلم الذي عنده لا أن يرهب .
-
و مما يلاحظ في الخصم دائماً الهروب من المناظرات ، و التعلق بالجزئيات و الهروب من مسائل أخرى ، و نرى منه أيضاً استنكار بعض المسائل التي يظن إنها باطل عندنا ، بينما عندهم في مذهبهم أعظم منها و أسوأ منها ، و أضرب لذلك مثالاً :

النصارى يحتجون علينا بزواج النبي – صلى الله عليه و سلم – من السيدة عائشة و هي صغيرة ، بينما في كتبهم و صف الأنبياء بالزنى و العياذ بالله كسيدنا لوط عليه السلام أنه زنى بابنتيه و أنجبتا منه ولدين !!

كذلك سيدنا داوود عليه السلام يزعمون أنه زنى بزوجة جاره !!

فهم يأتونك بأشياء يوهمون الناس بأنها عظيمة و تستحق الإنكار ، بينما عندهم ماهو أعظم من ذلك .

فلابد للمناظر أن يعي هذه الحقائق عنهم ، و التي يقولونها ، بحيث يقول لهم وبطريق القياس .

( إن كان هذا عندكم باطلاً ، فما عندكم أبطل منه لماذا لا تستنكروه )

قس على ذلك موضوع الصفات ، الرافضة يعتبرون أن صفات الله عز و جل من الترسيم ، و كفاهم ترسيماً أنهم يصفون الأئمة بأنهم أسماء الله الحسنى ، فالأئمة عندهم هم أسماء الله الحسنى !! أليس هذا تشبيهاً !؟

فعندما يقولون هم أسماء الله الحسنى ، فهم شبهوا المخلوق بالخالق سبحانه و تعالى ، لأن من أسماء الله الحسنى ( الخالق ، الرازق ، المحيي ، المميت ..) ثم يقولون : كيف تقولون أن لله ( يداً ووجهاً و جنباً ) مع إنهم يقولون إن علي هو ( وجه الله ، يد الله ، جنب الله ) !
فكيف تستنكرون علينا وما عندكم أبشع منه ، إن كان هذا شيئاً بشعاً ؟!!.

بهذه الطريقة يستطيع المناظر أن يلقنهم درساً في هذا .

و من الأمور المهمة في ذلك :

- أدب الحوار .

- عدم المقاطعة .

- الالتزام بالأخلاق ، و المخاصم من أهل الباطل يهرع و يسارع إلى التهريج و الإساءة عندما يجد نفسه أنه أصبح في زاوية لا يستطيع الخروج منها فيلزم بالأدب.

- و من الأمور المهمة أن نضيق الخناق على الخصم بأن نقول له ( فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ) ، و كثير من أهل البدعة لا يرضى بذلك ، و إن رضي بذلك مرغماًُ فإنه عند الشروع في المناظرة تجده في كل جزئية من الجزئيات يخالف ما عاهد عليه في ذلك .

[ نقلاً عن مجلة السمو العدد الخامس عشر فبراير 2003م ]







التوقيع :
منتدى الدفاع عن السنة شوكة في حلوق الروافض

http://www.d-sunnah.net
من مواضيعي في المنتدى
»» نموذج لوصية شرعية
»» هدية من محبكم النعمان
»» للضرورة : اين اجد قصة هداية أبو عمر القمي
»» تحذير
»» اضحك على الشيخ العلامة / احمد التيجاني الرافضي ..( مقطع صوتي )
 
قديم 28-03-03, 02:38 AM   رقم المشاركة : 2
الموحد 2








الموحد 2 غير متصل

الموحد 2 is on a distinguished road


Re: حكم المناظرات وضوابطها [ الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن سعيد دمشقية ]

اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : النعمان


- و من الأمور المهمة أن نضيق الخناق على الخصم بأن نقول له ( فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر )


[ALIGN=CENTER] هذه الاية ثقيلة جداً على اهل البدع [/ALIGN]


جزاك الله خيرا أخونا الحبيب النعمان ...






التوقيع :
[align=center]
عـتـِبتُ علَى عَمروٍ فلمَّا تَركـتُهُ :: وجَربتُ أقواماً بَكَيتُ على عَمروٍ
[/align]
من مواضيعي في المنتدى
»» بعض عقائد الرافضة الفاسدة رحمة من الله تعالى بأهل الإسلام.
»» ابن آدم أين دارك غداً مقطع صوتي خالد الراشد
»» الكلمة التي أزعجت كل من حضر مؤتمر التقريب في مملكة البحرين
»» هل ثبت عند [ أهل السنة ] تسمية المهدي بــ: (( المنتظر )) ؟؟
»» هل دققتم النظر في وجه الأجيــر التيجاني ..
 
قديم 28-03-03, 03:07 AM   رقم المشاركة : 3
حسبي الله
عضو ماسي





حسبي الله غير متصل

حسبي الله


جزاك الله خير شيخنا النعمان

وغفر الله للشيخ عبد الرحمن







التوقيع :
رحم الله أبي الإسلام
من مواضيعي في المنتدى
»» حماية لأعراضهم وأنفسهم : أهل السنة في البصرة محرومون من صلاة العشاء والفجر في المساجد
»» بالصور : تعرف على شهيد الامة اليوم اسماعيل اوبوشنب الرجل الثاني في حماس
»» كرامات الخميني .... وثائق مصورة!!!!!!!!
»» لاعب دولي يخر صريعا وسط المبارة للعظة
»» من هو الذي سيجيب هذا السؤال ؟
 
قديم 29-03-12, 02:14 PM   رقم المشاركة : 4
أبو حمزة السوري
مشترك جديد






أبو حمزة السوري غير متصل

أبو حمزة السوري is on a distinguished road


قال الإمام اللالكائي - رحمه الله - مبيناً خطر مناظرة أهل البدع, و ما تؤدي إليه:
" فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة, و لم يكن لهم قهر و لا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجماعة يموتون من الغيظ, كمداً و درداً, و لا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلاً ".

و قال أبو إسماعيل الصابوني - رحمه الله - عن أهل السنة:
" و يبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه, و لا يحبونهم, و لا يصحبونهم, و لا يجالسونهم,
و لا يجادلونهم في الدين, و لا يناظرونهم, و يرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهمالتي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب
ضرت و جرت إليها من الوساوس و الخطرات الفاسدة ما جرت ".

و قال أبو المظفر السمعاني - رحمه الله - :
" و اعلم أنك متى تدبرت سيرة الصحابة و من بعدهم من السلف الصالح, و جدتهم
ينهون عن جدال أهل البدعة بأبلغ النهي ".

و قال البربهاري - رحمه الله - :
" و إذا أردت الاستقامة على الحق و طريق أهل السنة قبلك, فاحذر الكلام و أصحاب الكلام, و الجدال و المراء
و القياس و المناظرة في الدين.
فإن استماعك منهم - و إن لم تقبل منهم - يقدح الشك في القلب ".

و قال الآجري - رحمه الله - بعد كلامه على هجر أهل البدع :
" فأن قلت: فلم لا أناظره و أجادله و أرد عليه قوله؟
قيل له: لا يُؤمن عليك أن تناظره و تسمع منه كلاماً يفسد عليك قلبك,
و يخدعك بباطله الذي زين له الشيطان , فتهلك أنت ".







 
قديم 29-03-12, 02:16 PM   رقم المشاركة : 5
أبو حمزة السوري
مشترك جديد






أبو حمزة السوري غير متصل

أبو حمزة السوري is on a distinguished road


كلام الأئمة النبلاء في مناظرة أهل البدع والأهواء

الحمد لله العلي العظيم، البر الكريم، اللطيف الخبير، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الكريم محمد، وعلى جميع النبيين، وآل كل، والصحابة والتابعين.
وبعد أيها القارئ الحصيف:
فهذه وريقات تفيدك بإذن الله تعالى في حكم ما انتشر في أيامنا هذه من المناظرات المسموعة والمرئية مع أهل البدع من الرافضة أو المتصوفة أو غيرهم عبر بعض القنوات الفضائية.
وأرجو من الله أن يرزقك نفع صوابها، وأن يشرح صدرك لها، وأن يزيدك علماً ورشداً، وأن تكون نابهاً، إنه سميع مجيب.
ودونك هؤلاء الأئمة وكلامهم:
أولاً: إمام أهل السنة والحديث أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله.
حيث قال الإمام ابن بطة العكبري ـ رحمه الله ـ في كتابه "الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة"(2/471-472رقم:481تحقيق رضا نعسان):
حدثني أبو صالح محمد بن أحمد قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى بن الوليد العكبري قال: حدثني أبو علي حنبل بن إسحاق بن حنبل قال: كتب رجل إلى أبي عبد الله رحمه الله كتاباً يستأذنه فيه أن يضع كتاباً يشرح فيه الرد على أهل البدع وأن يحضر مع أهل الكلام فيناظرهم ويحتج عليهم فكتب إليه أبو عبد الله:


بسم الله الرحمن الرحيم

أحسن الله عاقبتك، ودفع عنك كل مكروه ومحذور، الذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا [ من سلفنا ] من أهل العلم أنهم كانوا يكرهون الكلام والجلوس مع أهل الزيغ، وإنما الأمور في التسليم والانتهاء إلى ما كان في كتاب الله أو سنة رسول الله، لا في الجلوس مع أهل البدع والزيغ لترد عليهم، فإنهم يلبسون عليك، وهم لا يرجعون، فالسلامة إن شاء الله في ترك مجالستهم والخوض معهم في بدعتهم وضلالتهم، فليتق الله امرؤ، وليصر إلى ما يعود عليه نفعه غداً من عمل صالح يقدمه لنفسه، ولا يكن ممن يحدث أمراً، فإذا هو خرج منه أراد الحجة، فيحمل نفسه على المحال فيه، وطلب الحجة لما خرج منه بحق أو بباطل، ليزين به بدعته، وما أحدث، وأشد من ذلك أن يكون قد وضعه في كتاب قد حمل عنه، فهو يريد أن يزين ذلك بالحق والباطل، وإن وضح له الحق في غيره، ونسأل الله التوفيق لنا ولك، والسلام عليك.اهـ
وذكر أول هذه الرسالة العلامة ابن مفلح ـ رحمه الله ـ في كتابه "الآداب الشرعية"(1/220تحقيق الأرناءوط) وما بين القوسين زيادة منه.
ثانياً: الإمام محمد بن الحسين الآجري رحمه الله.
حيث قال في كتابه "الشريعة"(1/451-452تحقيق الدميجي أو1/195-196تحقيق الوليد بن محمد أوص63-64تحقيق عصام موسى هادي):
فإن قال قائل: فإن كان رجل قد علمه الله عز وجل علماً، فجاءه رجل يسأله عن مسألة في الدين، ينازعه فيها ويخاصمه، ترى له أن يناظره حتى تثبت عليه الحجة، ويرد عليه قوله؟
قيل له: هذا الذي نهينا عنه، وهو الذي حذرناه من تقدم من أئمة المسلمين.
فإن قال قائل: فماذا نصنع؟
قيل له: إن كان الذي يسألك مسألته، مسألة مسترشد إلى طريق الحق لا مناظرة، فأرشده بألطف ما يكون من البيان بالعلم من الكتاب والسنة، وقول الصحابة، وقول أئمة المسلمين رضي الله عنهم، وإن كان يريد مناظرتك ومجادلتك، فهذا الذي كره لك العلماء، فلا تناظره، واحذره على دينك، كما قال من تقدم من أئمة المسلمين إن كنت لهم متبعاً.
فإن قال: فندعهم يتكلمون بالباطل، ونسكت عنهم؟
قيل له: سكوتك عنهم، وهجرتك لما تكلموا به، أشد عليهم من مناظرتك لهم، كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين.اهـ
وقال أيضاً (1/454-455تحقيق الدميجي أو1/197- تحقيق الوليد بن محمد أو ص65 تحقيق عصام موسى هادي):
فإن قال قائل: فإن اضطرني الأمر وقتاً من الأوقات إلى مناظرتهم، وإثبات الحجة عليهم ألا أناظرهم؟
قيل له: الاضطرار إنما يكون مع إمام له مذهب سوء، فيمتحن الناس، ويدعوهم إلى مذهبه، كفعل من مضى في وقت أحمد بن حنبل، ثلاثة خلفاء امتحنوا الناس، ودعوهم إلى مذهبهم السوء، فلم يجد العلماء بداً من الذب عن الدين، وأرادوا بذلك معرفة العامة الحق من الباطل، فناظروهم ضرورة لا اختياراً، فأثبت الله تعالى الحق مع أحمد بن حنبل، ومن كان على طريقته، وأذل الله العظيم المعتزلة وفضحهم، وعرفت العامة أن الحق ما كان عليه أحمد ومن تابعه إلى يوم القيامة.
وأرجو أن يعيذ الله الكريم أهل العلم من أهل السنة والجماعة من محنة تكون أبداً.اهـ
وقال أيضاً (1/461-464 تحقيق الدميجي أو1/201-202 تحقيق الوليد بن محمد أو ص667-68 تحقيق عصام موسى هادي):
فإن قال قائل: هذا الذي ذكرته وبينته قد عرفناه، فإذا لم تكن مناظرتنا في شيء من الأهواء التي ينكرها أهل الحق، ونهينا عن الجدال والمراء والخصومة فيها، فإن كانت مسألة من الفقه في الأحكام مثل الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والنكاح والطلاق، وما أشبهه ذلك من الأحكام، هل لنا مباح أن نناظر فيه ونجادل، أم هو محظور علينا؟ عرفنا ما يلزم فيه؟ كيف السلامة منه؟
قيل له: هذا الذي ذكرته ما أقل من يسلم من المناظرة فيه، حتى لا يلحقه فيه فتنة ولا مأثم، ولا يظفر فيه الشيطان.
فإن قال: كيف؟
قيل له: هذا قد كثر في الناس جداً، في أهل العلم والفقه في كل بلد، يناظر الرجلُ الرجل يريد مغالبته، ويعلو صوته، والاستظهار عليه بالاحتجاج، فيحمر لذلك وجهه، وتنتفخ أوداجه، ويعلو صوته، وكل واحد منهما يحب أن يخطئ صاحبه، وهذا المراد من كل واحد منهما خطأ عظيم، لا تحمد عواقبه، ولا تحمده العلماء من العلماء، لأن مرادك أن يخطئ مناظرك: خطأ منك، ومعصية عظيمة، ومراده أن تخطئ: خطأ منه ومعصية، فمتى يسلم الجميع؟
فإن قال قائل: فإنما نناظر لتخرج لنا الفائدة؟
قيل له: هذا كلام ظاهر، وفي الباطن غيره.
وقيل له: إذا أردت وجه السلامة في المناظرة لتطلب الفائدة كما ذكرت، فإذا كنت أنت حجازياً، والذي يناظرك عراقياً، وبينكما مسألة، تقول أنت: حلال، ويقول هو: بل حرام، فإن كنتما تريدان السلامة، وطلب الفائدة، فقل له: ـ رحمك الله ـ هذه المسألة قد اختلف فيها من تقدم من الشيوخ، فتعال حتى نتناظر فيها مناصحة لا مغالبة، فإن يكن الحق فيها معك اتبعتك، وتركت قولي، وإن يكن الحق معي اتبعتني وتركت قولك، لا أريد أن تخطئ ولا أغالبك، ولا تريد أن أخطئ ولا تغالبني.
فإن جرى الأمر على هذا فهو حسن جميل، وما أعز هذا في الناس.
فإذا قال كل واحد منهما: لا نطيق هذا، وصدَقَا عن أنفسهما.
قيل لكل واحد منهما: قد عرفت قولك وقول صاحبك وأصحابك واحتجاجهم، وأنت فلا ترجع عن قولك، وترى أن خصمك على الخطأ، وقال خصمك كذلك، فما بكما إلى المجادلة والمراء والخصومة حاجة، إذاً كل واحد منكما ليس يريد الرجوع عن مذهبه، وإنما مراد كل واحد منكما أن يخطئ صاحبه، فأنتما آثمان بهذا المراء، وأعاذ الله تعالى العلماء العقلاء عن مثل هذا المراد.
فإذا لم تجر المناظرة على المناصحة، فالسكوت أسلم، قد عرفت ما عندك وما عنده، وعرف ما عنده وعندك، والسلام.
ثم لا يؤمن أن يقول لك في مناظرته: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فتقول له: هذا حديث ضعيف، أو تقول: لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم، كل ذلك لترد قوله، وهذا عظيم، وكذلك يقول لك أيضاً، فكل واحد منكما يرد حجة صاحبه بالمجازفة والمغالبة.
وهذا موجود في كثير ممن رأيناه يناظر ويجادل، حتى ربما خرق بعضهم على بعض.
هذا الذي خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، وكرهه العلماء ممن تقدم.اهـ
ثالثاً: الإمام عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري رحمه الله.
حيث قال في كتابه "الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة"(2/540-541رقم:679تحقيق رضا نعسان
فإنقال قائل: قد حذّرتنا الخصومة والمراء والجدال والمناظرة، وقد علمنا أن هذا هوالحق، وأن هذا سبيل العلماء، وطريق الصحابة والعقلاء من المؤمنين والعلماءالمستبصرين، فإن جاءني رجل يسألني عن شيء من هذه الأهواء التي قد ظهرت، والمذاهبالقبيحة التي قد انتشرت، ويخاطبني منها بأشياء يلتمس مِني الجواب عليها، وأنامِمَّن قد وهب الله الكريم لي العلم لي علماً بها، بصراً نافذاً في كشفها،أفأتركه يتكلم بما يريد ولا أجيبه، وأخليه وهواه وبدعته، ولا أرد عليه قبيحمقالته؟
فإني أقول له: اعلم يا أخي – رحمك الله – أن الذي تبلى به منأهل الشأن لن يخلوا من أن يكون واحداً من ثلاثة: إما رجلاً قد عرفت حسنطريقته، وجميل مذهبه، ومحبته للسلامة، وقصده طريق الاستقامة، وإنما قد طرق سمعهمن كلام هؤلاء الذين سكنت الشياطين قلوبهم، فهي تنطق بأنواع الكفر على ألسنتهم،وليس يعرف وجه المخرج مما قد بلي به، فسؤاله سؤال مسترشد، يلتمس المخرج مما بليبه والشفاء مما أوذي [ بياض في الأصل ] إلى علمك حاجته إليك حاجة الصادي إلى الماء الزلال، وأنت قد استشعرت طاعته، وأمنت مخالفته، فهذا الذي افترض عليكتوفيقه وإرشاده من حبائل كيد الشياطين، وليكن ما ترشده به وتوقفه عليه من الكتابوالسنة والآثار الصحيحة من علماء الأمة من الصحابة والتابعين، وكل ذلك بالحكمةوالموعظة الحسنة، وإياك والتكلف لما لا تعرفه، وتمحل الرأي، والغوص على دقيقالكلام، فإن ذلك من فعلك بدعة، وإن كنت تريد به السنة، فإن إرادتك للحق من غيرطريق الحق باطل، وكلامك على السنة من غير السنة بدعة، ولا تلتمس لصاحبك الشفاءبسقم نفسك، ولا تطلب صلاحه بفسادك، فإنه لا ينصح الناس من غش نفسه، ومن لا خيرفيه لنفسه لا خير فيه لغيره، فمن أراد الله وفقه وسدّده، ومن اتقى الله أعانهونصره ...
فإذا كان السائللك هذه أوصافه، وجوابك له على النحو الذي قد شرحته، فشأنك به، ولا تأل فيه جهداً، فهذه سبيل العلماء الماضين الذين جعلهم الله أعلاماً في هذا الدين، فهذا أحدالثلاثة.
ورجل آخر يحضر في مجلس أنت فيهحاضر تأمن فيه على نفسك، ويكثر ناصروك ومُعينوك،فيتكلم بكلام فيه فتنة وبليَّةعلى قلوب مستمعيه، ليوقع الشك في القلوب، لأنه هو ممن في قلبه زيغ يتبع المتشابه ابتغاء الفتنة والبدعة، وقد حضر معك من إخوانك وأهل مذهبك من يسمع كلامه، إلا أنه لا حجة عندهم على مقابلته، ولا علم لهم بقبيح ما يأتي به، فإن سكت لم تأمن فتنته بأن يفسد بها قلوب المستمعين، وإدخال الشك علىالمستبصرين، فهذا أيضاً مما ترد عليه بدعته، وخبيث مقالته، وتنشر ما علمك الله من العلم والحكمة، ولا يكن قصدك في الكلام خصومته ولا مناظرته، وليكن قصدك بكلامك خلاص إخوانك من شبكته، فإن خبثاء الملاحة إنما يبسطون شباك الشياطين، ليصدوا بها المؤمنين، فليكن إقبالك بكلامك، ونشر علمك وحكمتك، وبشر وجهك، وفصيح منطقك عل إخوانك، ومن قد حضر معك لا عليه، حتى تقطع أولئك عنه، وتحول بينهم وبين استماع كلامه، بل إن قدرت أن تقطع عليه كلامه بنوع من العلم تحول به وجوه الناس عنه فافعل...
فهذان رجلان قد عرفتك حالهما، ولخصت لك وجه الكلام لهما.
وثالثٌ مشئوم قد زاغَ قلبه ، وزلَّت عن سبيلالرَّشاد قدمه، فَعشيت بصيرته، واستحكمت للبدعة نصرته، يجهده أن يُشكّك في اليقين، ويفسد عليك صحيح الدين، فجميع الذينرويناه، وكل ما حكيناه في هذا الباب لأجله وبسببه، فإنك لن تأتي في باب حصر منهووجيع مكيدته أبلغ من الإمساك عن جوابه، والإعراض عن خطأ به، لأن غرضه من مناظرتكأن يفتنك فتتبعه، فيملك وييأس منك فيشفي غيظه أن يسمعك في دينك ما تكرهه، فأخسئهبالإمساك عنه، وأذله بالقطيعة له، أليس قد أخبرتك بقول الحسن رحمه الله حين قال لهالقائل: يا أبا سعيد تعال حتى أخاصمك في الدين، فقال له الحسن: " أما أنا فقدأبصرت ديني، فإن كنت قد أضللت دينك، فالتمسه " وأخبرتك بقول مالك حين جاءه بعضأهل الأهواء، فقال له: " أما أنا فعلى بينة من ربي، وأما أنت فشاك، فاذهب إلى شاكمثلك فخاصمه " فهل يأتي في جواب المخالف من جميع الحجج حجة هي أسخن لعينه، ولاأغيظ لقلبه من مثل هذه الحجةوالجواب.اهـ
رابعاً: الحافظ أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي رحمه الله.
حيث قال في كتابه "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"(1/19-20تحقيق أحمد الغامدي أو1/ تحقيق):
فما جني على المسلمين جناية أعظم من مناظرة المبتدعة ولم يكن لهم قهر ولا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجملة يموتون من الغيظ كمدا ودرداً ولا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلا حتى جاء المغرورون ففتحوا لهم إليها طريقا وصاروا لهم إلى هلاك الإسلام دليلا حتى كثرت بينهم المشاجرة وظهرت دعوتهم بالمناظرة وطرقت أسماع من لم يكن عرفها من الخاصة والعامة حتى تقابلت الشبه في الحجج وبلغوا من التدقيق في اللجج فصاروا أقرانا وأخدانا وعلى المداهنة خلانا وإخوانا بعد أن كانوا في الله أعداء وأضدادا وفي الهجرة في الله أعوانا يكفرونهم في وجوههم عيانا ويلعنونهم جهاراً وشتان ما بين المنزلتين وهيهات ما بين المقامين
نسأل الله أن يحفظنا من الفتنة في أدياننا وأن يمسكنا بالإسلام والسنة ويعصمنا بهما بفضله ورحمته.اهـ
خامساً: الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري الأندلسي رحمه الله.


حيث قال في كتابه "الاستذكار"( 8/118تحقيق عبد المعطي أمين قلعجي):



وقد أجمع أهل العلم بالسنن والفقه وهم أهل السنة عن الكف عن الجدال والمناظرة فيما سبيلهم اعتقاده بالأفئدة مما ليس تحته عمل، وعلى الإيمان بمتشابه القرآن والتسليم له، ولما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث الصفات كلها وما كان في معناها، وإنما يبيحون المناظرة في الحلال والحرام وما كان في سائر الأحكام يجب العمل بها.

حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا مصعب بن عبد الله قال سمعت مالك يقول: إن أهل بلدنا يكرهون الجدال والكلام والبحث والنظر إلا فيما تحته عمل، وأما ما سبيله الإيمان به واعتقاده والتسليم له فلا يرون فيه جدالا ولا مناظرة.اهـ


وقال في كتابه "جامع بيان العلم وفضله"(2/928-931رقم:1768تحقيق أبي الأشبال الزهيري):



ونهى السلف رحمهم الله عن الجدال في الله جل ثناؤه في صفاته وأسمائه، وأما الفقه فاجمعوا على الجدال فيه والتناظر، لأنه علم يحتاج فيه إلى رد الفروع على الأصول، للحاجة إلى ذلك، وليس الاعتقادات كذلك لأن الله عز وجل لا يوصف عند الجماعة أهل السنة إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أجمعت الأمة عليه، وليس كمثله شيء فيدرك بقياس أو بإنعام نظر، وقد نهينا عن التفكير في الله، وأمرنا بالتفكر في خلقه الدال عليه.اهـ



وقال أيضاً (2/948عند رقم:1811):

وتناظر القوم وتجادلوا في الفقه، ونهوا عن الجدال في الاعتقاد، لأنه يئول إلى الانسلاخ من الدين، ألا ترى مناظرة بِشْر في قوله جل وعز: ** مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ } حين قال: هو بذاته في كل مكان, فقال له خصمه: هو في قلنسوتك، وفي حشك، وفي جوف حمارك، تعالى الله عما يقول، حكى ذلك وكيع رحمه الله، وأنا والله أكره أن أحكي كلامهم قبحهم الله، فعن هذا وشبهه نهى العلماء، وأما الفقه فلا يوصل إليه، ولا ينال أبداً دون تناظر فيه، وتفهم له.اهـ
سادساً: الحافظ قوام السنة أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني رحمه الله.
حيث قال في كتابه "الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة"(1/100-101طبعة دار الراية وتحقيق محمد بن ربيع):
قال علماء السلف: ما وجدنا أحداً من المتكلمين في ماضي الأزمان إلى يومنا هذا رجع إلى قول خصمه، ولا انتقل عن مذهبه إلى مذهب مناظرة، فدل أنهم اشتغلوا بما تركه خير من الاشتغال به، وقد ذم السلف الجدال في الدين، ورووا في ذلك أحاديث، وهم لا يذمون ما هو الصواب.اهـ

وجمعه: عبد القادر بن محمد الجنيد







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:47 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "