بسم الله الرحمن الرحيم
يسأل الباطنية عن قول الله تعالى :
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
الضمير في قوله {كَمِثْلِهِ} يعود على من
والسبب في ذلك قولهم بتعدد الألهة وأن الله جل في علاه خلق له مثيل
{ فَتَعَالَى اللَّـهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }﴿الأعراف: 190﴾
{ فَتَعَالَى اللَّـهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }﴿المؤمنون: 116﴾
{أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ تَعَالَى اللَّـهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ﴿النمل: 63﴾
{مَا اتَّخَذَ اللَّـهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـٰهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ}﴿المؤمنون: 91﴾
وليس في الآية ما يدل على قولهم بل الآية تهدم مذهبهم حتى في حال القول بقولهم وبيان ذلك :
1- أن {مثل}في الآية بمعنى الصفة فيكون المعنى : ليس كصفته شيء
ومنه قول الله تعالى :
{مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} ﴿الرعد: 35﴾
يعني صفة الجنة التي وعد المتقون
2- لم يفهمو حقيقة قولهم وأن الآية ترد قولهم ويبين ذلك :
قوله تعالى {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
فالضمير فيها يعود على من :
أقرب مذكور فيرجع على المثل على قولهم ويثبت للمثل أنه سميع بصير
فينهدم المذهب الإسماعيلي بإثبات الصفات { السمع والبصر}
ويلزم عليه إثبات الصفات والذات لله جل في علاه وهو ما يهربون منه
3- وكذلك هذا من الممتنع عقلاً في حق الله
فلو قلنا بأن الله خلق له مثل فلا يصح هذا القول والسبب
يكون الله الخالق والمثل مخلوق