السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم أن الحكم على الماضي يجب أن يكون وفق معطيات العصر نفسه حتى تكون النتيجة منصفة لا أن يكون الحاضر مقياسا على الماضي .
وعندما نقرأ كتب الرافضة أو نلحظ رواياتهم عن خلافة الصديق رضي الله عنه نجد أنهم يصورونها أويفهمونها وفق معطيات الحاضر أو وفق خلافة ورئاسة اليوم ومايحصل فيها من انقلابات ومؤمرات ونحو ذلك !
ولذلك فإن الرافضة يصورون خلافة الصديق رضي الله عنه بإنها كانت اغتصابا وفق مفهومهم أووفق كتبهم ومزاج من كتبها .
ولكن الحقيقة أن عصر الخلافة الراشدة لايمكن أن تتحقق فيه مسمى اغتصاب الخلافة أبدا ولايمكن تحقيق ذلك لأن الزمن والمكان والمعطيات تنفي ذلك كليا وذلك من خلال الآتي :
أولا : لم يكن للخلافة في عصر الصديق رضي الله عنه مقرا أو دارا للخلافة حتى يمكن الهجوم عليها واحتلالها ومن ثم الإعلان لمن يقتحمها أو المناداة له بالخلافة .
ثانيا : كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المدرسة الإيمانية والعسكرية والثقافية والاجتماعية وهو أيضا دار الخلافة والرأي والإجتماع وكل ذلك خلال الصلوات وليس وفق إقامة الخلافة فيه أو جعله مقرا للخلافة بشكل دائم وتنظيم حركة الدخول والخروج منه وإليه .
ثالثا : كانت المبايعة في عصر الخلافة تتم في مسجد رسول الله بشكل رسمي وذلك لكونه المكان المبارك الطاهر الذي تنطلق منه النيات الطيبة بإذن الله .
رابعا : لم يكن هناك مايميز الخليفة عن غيره في عصر الصديق رضي الله عنه كدار أو حرس أو جاه أومال بل كان الأمر عاديا جدا من حيث المظاهر .
وفي ضوء ماسبق فإن السؤال هنا :
ماهي الطريقة التي اغتصب بها الصديق الخلافة وهل محبة القلوب له ومبايعته تعد اغتصابا طالما أنه لادار للخلافة ولاحرس !
وأيضا :
طالما أن مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام كان أشبه بمقر الخلافة في عصر الصديق رضي الله عنه ويصلي فيه الناس جميعا فكيف إذا نميز الخليفة عن غيره .
ثم :
إذا كان الكرار رضي الله عنه يعلم الغيب عند الشيعة ويعلم أن الصديق رضي الله عنه لن يعمر طويلا وأن خلافته لن تستمر سوى سنتين فقط فلماذا لم يمارس الكرار دوره في تهيئة نفسه ليكون خليفة بعد الصديق ويفوز بحب القلوب له وإقناعها بإحقيته .
وختاما :
هل كان قتل الصديق رضي الله عنه وأرضاه لوحصل وإزاحته عن طريق الإمامة الرافضية يعد جهادا في سبيل الله !
إذا كان ذلك فإين عشاق الشهادة من الموالين لنصرة الإسلام وإنقاذ الإمام طالما أن الصديق رضي الله عنه لاحرس له يحمونه أو يدافعون عنه حتى ولو كان قتله بالسم من أجل الإسلام.