السجود كان لآدم بأمر الله
وقال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ [الأعراف: 11].
وقال تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا [الإسراء: 61].
وقال الله سبحانه وتعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا [الكهف: 50].
وقال الله عز وجل: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى [طه: 116].
وقال الله تعالى: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ [الحجر: 28-30].
وقال المولى عز وجل: إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ [ص: 71-73].
قال الله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [البقرة: 34].
وقد روى أبو بصير عن الاِمام الصادق عليه السلام مايؤيد ذلك، قال: قلت لاَبي عبد الله عليه السلام: سجدت الملائكة لآدم عليه السلام ووضعوا جباههم على الاَرض؟
قال عليه السلام: « نعم تكرمة من الله تعالى بحار الاَنوار 11: 139|3 باب سجود الملائكة ومعناه
وقد روي هذا المعنى عن أهل البيت عليهم السلام في جملة من الاَخبار، نذكر منها ما روي عن الاِمام الصادق عليه السلام أنّه قال: « قال إبليس: ربِّ اعفني من السجود لآدم، وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب، ولا نبي مرسل. فقال الله: لا حاجة لي إلى عبادتك، إنّما اُريد أن اُعبد من حيث أُريد، لا من حيث تريد، فأبى أن يسجد... » (1).
(1) البيان في تفسير القرآن|السيد الخوئي: 508. وبحار الاَنوار 11: 141|7 باب سجود الملائكة ومعناه.
وروي أيضاً عن الاِمام الصادق عليه السلام عندما سأله زنديق: أفيصلح السجود لغير الله؟ قال الاِمام عليه السلام:« لا » قال: فكيف أمر الله الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام؟ فقال الاِمام عليه السلام: « إنّ من سجد بأمر الله فقد سجد لله، فكان سجوده لله إذا كان عن أمر الله » (2).الاِحتجاج|الطبرسي 2: 218|223 كلامه في حكمة سجود الملائكة لآدم عليه السلام. انتشارات الاسوة ـ قم 1413 هـ. وبحار الاَنوار 10: 168|2 باب13 إحتجاجات الاِمام الصادق عليه السلام على الزنادقة والمخالفين.
ثانياً: معنى السجود ليوسف عليه السلام عند الشيعة:
وأما عن سجود آل يعقوب ليوسف الصديق عليه السلام كما صرّح به القرآن الكريم وهو يقصّ لنا أحسن القصص بقوله تعالى: ( ورفع أبويه على
العرش وخرّوا له سجدا وقال يا أبتِ هذا تأويل رؤياي قد جعلها ربي حقاً ) (1)
وعن موسى بن محمد بن علي بن موسى، سأل الاِمام علي بن محمد الهادي عليه السلام عن قول الله عزَّ وجلَّ: ( ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجداً) أسجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء؟...
فقال عليه السلام: « وأما سجود يعقوب وولده ليوسف، فإنّ السجود لم يكن ليوسف، كما أن السجود من الملائكة لآدم لم يكن لآدم، إنّما كان منهم طاعة لله وتحية لآدم، فسجد يعقوب وولده شكراً لله باجتماع شملهم، ألم ترَ أنه يقول في شكره في ذلك الوقت ( ربِّ قد آتيتني من الملك وعلّمتني من تأويل الاحاديث..) » (2).
(2) الاختصاص|الشيخ المفيد: 91 ـ 93، انتشارات مكتبة الزهراء عليها السلام ـ قم 1402 هـ. وتفسير العياشي 2: 197|82.
وروي عن الاِمام الصادق عليه السلام أنه سئل عن قوله تعالى: ( وخرّوا لهُ سجدّاً ) قال عليه السلام: « كان سجودهم ذلك عبادة لله » (3).
(3) تفسير العياشي 2: 197|85.
ونخلص من ذلك كلّه إلى اختصاص السجود بالله تعالى وحده، وإنّ ماأتى به الملائكة لآدم عليه السلام وكذا ما فعله يعقوب عليه السلام وولده ليوسف الصديق عليه السلام فإنّما ذلك كلّه سجود لله تعالى، وطاعة له وائتمار بأمره سبحانه ومحبة لآدم وفضيلة له عليه السلام وكذا تحية ليوسف وتكرمة له عليه السلام ليس إلاّ.
اين الادلة والامر من الله على السجود للأولياء الصالحين ؟
____________