وجوب احترام التخصص الذي ينادي به سعادة الراقص طارق السويدان ويردده في محاضراته وندواته وبرامجه ومحافله ( علم الإدارة )، علم الإدارة فنٌ لا يحسنه الكثير ممن لبس ملبس غيره وسعادته على رأسهم، ويتكلم عن هذا التخصص وكأنه أهلاً أو رمزاً من رموز هذا الاختصاص، رغم تخصصه المعروف والذي يقتصر على النفط ومشتقاته، ولكن أن يخترق هذا الصياح الذي ينادي به في كل خروجٍ له عبر شاشات التلفزة الحرة ويخالف صراحةً ما ينادي به، ويتمادى بالمخالفة بل يتجاوزها ليتحدث عن التاريخ ومن ثم ينخر بالعقيدة والأمور الفقهية فيفتي وفقاً لهواه أو لنزعته الرافضية أو ربما الصوفية أو الإخوانية أو الليبرالية ومشتقاتها أو سمّه بما تشتهي عبر لسانه وانسبه لجميع الفرق بلا استثناء، وانسب له النزعة بما تراه مناسباً عبر لسانه الذي زينه بالطعن واللمز والغمز دون الإفصاح عن نيته علناً وهذا الجبن بعينه!.
الخروج المتواصل والمتأزم للراقص طارق لهي الطامة عليه وعلى من نافح بالباطل عنه لمجرد انتمائه لدولته أو انتمائه لفكره دون إحقاق الحق بالحجج والبراهين التي تقصم ظهر البعير وتطيح بقرد الشجر، ولهذا خرج في أكثر من مناسبةٍ يسخر من الحجاب وعباءة المرأة السعودية، بل لا يراها إلا ظلاماً لم يأتي الكتاب والسنة بذكره أو الأمر به! ورغم ذلك لا بأس في ذلك، اجتهادٌ من سعادته إن أصاب فله أجران وإن اخطأ فله أجر المجتهد العالم العابد الزاهد! طبعاً وفقاً لعلمه الشرعي وإفتاءه المتواصل وفقاً للنزعة أو العقيدة التي يؤمن بها سواءاً رافضيةً أم بورجوازيةً فالأمر سيان ولا إشكال في ذلك! والسؤال الذي أرسله كالسهم الذي يقع على قلبه فيدميه هو كالتالي، لماذا لم يأتي أو يفتي أو يعرج على ذكر العباءة الرافضية الإيرانية ولو بتلميحٍ يخرصني قليلاً ويجعلني أحسن الظن فيه قبل أن أصفعه به؟! اعلم أن السؤال كالفخ القاتل وحق لي أن أقاتل من يقاتل ديني أو يستهزأ أو يعبث به حتى لو كان رمزاً من رموز عقيدتي فكيف بعدو عقيدتي؟! ولسان حاله يقول: ( الحق معهم – أي الرافضة - فلا ينبغي أن يكون لغيرهم ) وهذا هو شعار سعادته في الآونة الأخيرة فضلاً عن الطعن والتلاعب بتاريخ الصحابة المشرف والمشرق رضي الله عنهم أجمعين.
إن الرجل تجاوز مرحلة الفقه وأصبح السياسي المحنك والذي ينافح أكثر من رافضة البحرين أصحاب القضية الباطلة ويطالب بحقوقهم وتسليم زمام السلطة لهم بحكم أكثريتهم بل تجاوز ذلك كله! حيث قال وبملء فاه وبقناة الرسالة ما نصه عن الفاروق رضي الله عنه خليفة المسلمين ووزير رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القول الخبيث: ( أنا عندي، أن الإمام علي بن أبي طالب، أكثر اتزاناً، من عمر بن الخطاب )! سبحان الله يرى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاروق الأمة وخليفتها وفاتح الفتوحات وكاسر القياصرة والأكاسرة وفاتح القدس ومطفأ نار المجوس يراه أقل اتزاناً من علي بن أبي طالب رضي الله عنه! إذا كان علي رضي الله عنه وأرضاه لم يتفوه ولم يتكلم في الأمر أو يخوض فيه وقد تسلم زمام الخلافة وكان قادراً على الإفصاح بذلك، فكيف توصل سعادته الراقص إلى هذا الأمر الدقيق والذي عجز عن اكتشافه والوصول إليه علي حاشاه ورضي الله عنه؟! أليس هذا طعناً بخليفة المسلمين علي رضي الله عنه؟! لم يتجرأ هذا الدكتور وأضرابه أن يكونوا شجعاناً في مثل هذه المواقف، بل شجاعتهم تقتصر على دس السم في العسل، والمقصود ليس الاتزان هنا، فالثعلب هنا لا يتجرأ أن يمر أو يمرر خداعه على الأسد، لذلك يمرر هذا الكلام إلى المغيبين عن العقيدة والتاريخ والسياسة وأحمد الله أني لست منهم، وإلا لكنت كبش الفداء بين يدي هذا الراقص، أعود لقوله أكثر اتزاناً، أكثر اتزاناً هنا المقصود بها ( الإمامة ) لا غيرها! أي أن علي أحق من عمر رضي الله عنهما في الخلافة باسم الإمامة وإن كان أحق من عمر فهو بالتأكيد أحق من أبي بكرٍ كذلك! إن غباء هؤلاء القوم يكمن أنهم لا يقرؤون التاريخ رغم ادعائهم بأنهم مثقفون متنورون باحثون حقيقيون! وإلا لو كان الأمر كما يدّعون لما رأيت ثعباناً يدّعي علم التاريخ ويزور الحقائق دون الخوض في غمارها ليقع فريسةً سهلةً بأيدي من يراهم ظلاميين أو جهلةً قاصرين ليتركوا عناء الرد ويلجمونه بقول زيد بن علي رضي الله عنهما، أحد أبناءه عندما سألته شيعته: ( ما تقول في أبي بكرٍ وعمر )؟ قال: ( هم وزيرا جدي صلى الله عليه وسلم )! وبهذا القول وبلسان زيد بن علي رضي الله عنهما أختم قولي لك أيها الراقص أنك وصلت لدرجة ( الرجل الجَلْعَد ) فهلّا استسلمت لجَلْعَدَتِك؟!.
وكتبه
عضو هيئة الدفاع في شبكة الدفاع عن السنة
وليد الخالدي