تفيد مصادر إيرانية بأن العلاقات الاستراتيجية بين حزب الله اللبناني وطهران تشهد منذ فترة فتوراً ملحوظاً، وتعزو ذلك الى بعض السياسات الإقليمية المتبعة من قبل حكومة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، ما سبب إحراجاً لحزب الله في الوسط العربي. الا أن خبيراً في الشؤون الايرانية يعتقد بأن الحزب في بيعة مع آية الله خامنئي، وبما أن الاخير يدعم نجاد، لذا ينبغي على أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أن يقبل به ايضاً.
وكانت مصادر صحافية إيرانية قد استشهدت بتصريحات قادة حزب الله الاخيرة التي يستشف منها نبرة عدم الرضا تجاه بعض المواقف الايرانية، في حين ثمة اعتقاد سائد بأن السمة البارزة لحزب الله هي الموالاة المطلقة للجمهورية الاسلامية الايرانية، ويشار دائماً الى هذا التنظيم بصفته رأس الحربة الايرانية في منطقة الشرق الاوسط.
وهذا ما أشار اليه الكاتب السياسي الايراني هاشم طباطبائي على موقع "مردمك" المتخصص في الشؤون الايرانية، حيث يعتقد بأن العلاقات السعودية الايرانية والعربية الايرانية تجتاز أكثر مراحلها تأزماً، نتيجة للتطرف الذي يلقي بضلاله على التحرك الايراني الخارجي، مضيفاً: "أن هذا الأمر يثير قلق قادة حزب الله اللبناني، ما دفع بالسيد حسن نصرالله لأن يدعو قادة الجمهورية الاسلامية الايرانية إلى الابتعاد عن النزاعات الطائفية".
ويقول الكاتب إن العلاقات بين ايران وحزب الله تشهد منذ فترة توتراً ملحوظاً ينعكس بين الحين والآخر في تصريحات قادة الحزب، ثم يشير الى خطاب لأمين عام الحزب الذي دعا كلاً من المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية على قدم المواساة إلى الابتعاد عن النزاعات المذهبية، مشيراً الى أن حزبه يريد إطفاء نار الفتنة في العالم الاسلامي واستتباب الأمن والاستقرار في شمال اليمن.
وعلى صعيد متصل اعتبر الكاتب الموقف السوري منسجماً تماماً مع الموقف العربي تجاه أحداث اليمن، حيث يؤكد على سلامة اراضي هذا البلد وعلى حق السعودية في الدفاع عن النفس أمام الحوثيين، الامر الذي يعد تحدياً للسياسة الايرانية تجاه اليمن. وأردف: "أن مجمل الامور تدل على ان حكومة ايران الحالية تدفع نحو نوع من المواجهة الطائفية التي تثير قلق "حزب الله غير المستعد لدفع ثمن أوهام حكومة احمدي نجاد الاقليمية"، حسب تعبيره.
نعيم قاسم صاحب القرار
في المقابل أكد رئيس مركز الدراسات العربية الايرانية، الدكتور علي رضا نوري زادة، لـ"العربية.نت"، أن الصلات بين حزب الله وطهران اقوى من ذي قبل، نافياً وجود اي توتر، ومؤكداً أن وفداً عسكرياً من حزب الله موجود حالياً في طهران للمشاركة مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري والكتائب الارتيرية لتدريب الحوثيين.
ويستطرد نوري زادة بالقول "منذ إعادة انتخاب أحمدي نجاد، لم يتصل نصرالله بالرئيس الإيراني. ولكن من يضع سياسات الحزب ليس نصرالله، بل الشيخ نعيم قاسم وهو ممثل المرشد الايراني الأعلى، المطلق الصلاحيات في حزب الله اللبناني".
وحول موقف حزب الله من أحمدي نجاد يقول "عندما يدعم المرشد الاعلى بكل ثقله محمود أحمدي نجاد لا مفر أمام حزب الله إلا القبول بذلك، شاء أم أبى".
وقال رئيس مركز الدراسات العربية الايرانية بعد ان انسحب محمد خاتمي من المنافسة الانتخابية الاخيرة، توجّه حسن نصرالله الى طهران وطلب من آية الله خامنئي أن يحث خاتمي على خوض السباق الرئاسي في ايران، نظراً لمكانته في العالم وبين البلدان العربية، ولكن يظل الحزب تابعاً لرغبة خامنئي، لأنه بايعه بصفته ولياً للأمر