رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي من السماء يأمره وينهاه ويوجيه ويسدده ويعلّمه ويحذّره ويرشده
فإن كان رسول الله معصوم اي لا يخطئ فهذا يعني انه يتصرف التصرف الاوفق في كل مرة ويجيب الاجابة الاسلم والاصلح في كل مرة ونحن نرى ان القرآن يوجهه لما يجب ان يقوله كما في قوله تعالى (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)) فهنا نرى ان الله يقول للنبي (قل) اي يعلّمه ماذا يقول ،،، وفي قوله تعالى (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94)) وهنا يأمره الله ان يصدع وفي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)) نرى توجيه من الله للنبي صلى الله عليه وسلم
فنجد ان الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجهه ويسدده ويبين له ماذا يجب ان يفعل
وبالنسبة لمعصوميكم المزعومين فإن الوحي لا ينزل عليهم فإذا كان رسول الله محتاجا إلى الوحي ليقوم بالتكليف الذي كلّفه الله به فمن يسدد ويوجه ويأمر وينهى ويرشد معصوميكم المزعومين كذبا وزورا
وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الا بشر رسولا ،،، اي انه بشر ولا يعلم الغيب ولا يدري ما يفعل الله به ولا بهم (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9))
وإذا رسول الله يعرض نفسه على القبائل فكلها ترده الا اهل يثرب حين عرض نفسه عليه الم يكن الاولى من رسول الله ان يختصر الطريق فلا يعرض نفسه على القبائل التي ترده او حتى لا يذهب إلى الطائف حيث أوذي من قبل اهلها ورجم صلى الله عليه وسلم بالحجارة
فما حال مصوميكم المزعومين إذا كان لا يتنزل عليهم الوحي ولا يحضون بتوجيه ولا بتسديد او امر او نهي من الله فهل هم افضل من رسول الله إذ انهم لا يحتاجون لذلك فهم مسددون خلقه ويعرفون ما يجب عمله او قوله بدون وحي ينزل عليهم يسددهم ويرشدهم ويعلّمهم ويحذرهم
فهل معصوميكم المزعومين مسددين وموجّهين بدون وحي فإن قلتم ذلك جعلتموهم افضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا محال إذ انهم إنما يستمدون مكانتهم المزعومة في نفوسكم المريض من رسول الله فكيف يكونون افضل ممن يستمدون من المكانة منه