الحث على الجهاد
في خلافة علي-رضي الله عنه-بلغه أن خيلا قد أغارت على مدينة الانباروقتلت أميرها,ودخل الرُّعاع من الجنود الدور,فنهبوا حليّ النساء المسلمات والمعاهدات,ثم عادت الكتيبة الغازية دون إن تلقى أي مقاومة تذكر,أو تصاب بأذى.فلما بلغ الخبر عليا –رضي الله عنه-خرج غاضبا, وألقى هذه الخطبة وهو يكاد يتفجر من الأسى والغض.ومن هنا كانت هذه الخطبة من أشدّ خطب علي –رضي الله عنه-لهجة وتأثيرا وجَرساً.
1)أما بعد فإن الجهاد باب من أبوابالجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنتهالوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل، وشمله البلاء، وحديث بالصغاروالقراءة، وضرب على قلبه بالسداد وأُديل الحق منه بتضييع الجهاد، وسيم الخسف،ومُنع النصف
.2) ألا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً، وسراًوإعلاناً، وقلت لكم: اغزوهم قبل أن يغزوكم، فواله ما غزي قوم في عقر دارهم إلاّذلوا، فتواكلتم وتخاذلتم، حتى شنت الغارات عليكم، وملكت عليكم الأوطان
3)ولقد بلغني أنّ الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة، والأخرى المعاهدة، فينتزعحجلها، وقلبها، وقلائدها، ورعاها، ما تمتنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام، ثمانصرفوا وافرين، ما نال رجلاً منهم كلم، ولا أريق لهم دم، فلو أن امرءا مسلماً ماتمن بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً، بل كان به عندي جديراً
4)فيا عجباً والله يميتالقلب، ويجلب الهم، اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم، وتفرقكم عن حقكم، فقبحاً لكموترحاً، حين صرتم غرضاً يرمى، يُغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزون ولا تغزون، ويُعصىالله وترضون
5) فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الصيف قلتم: هذه حمارّة القيظ أمهلنايسبّخ عنا الحرّ، وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم: هذه صبارّة القر، أمهلناينسلخ عنا البرد، كل هذا فراراً من الحرّ والقرّ، فأنتم والله من السيف أفرّ
05-04-11, 05:34 PM
العرض العادي
