النائب صالح عاشور… شكراً شكراً

[ابوعثمان الكويتي]

كتبت مقالاً في الاسبوع الماضي وتحدثت فيه عن طريقة تعاطي النائب صالح عاشور مع الأزمة البحرينية وطريقة اسئلته للجهات الحكومية التي بدت وكأنها وسيلة ضغط على الحكومة إذا اتخذت موقفاً إيجابياً مع الحكومة البحرينية، فإنه سيحاسب الحكومة على تصرفها، وفعلاً وقع ما كنت أظنه، فقد قدم استجواباً لوزير الخارجية الدكتور محمد الصباح يلومه فيه على عدم دفاع وزارة الخارجية عن النائب!! وقبل ذكر بعض محاور استجواب النائب عاشور، لابد أن أوضح حقيقة وهي أننا كمواطنين لا ينبغي أن نحشر أنوفناً في القضايا الداخلية لمجلس التعاون الخليجي، ولا أن نبدأ بالإساءة إليهم ولا إلى حكامهم، ولا نكون كالدمى ننساق وراء اجندات خارجية لا تريد الاستقرار في منطقتنا ولا في بلدنا.
وأما بالنسبة للمؤتمر الصحافي والذي تحدث فيه النائب عن محاور استجوابه فلي فيه وقفات:
الاول: ذكر النائب ان من محاور استجوابه «المساس بالعوائل الكويتية» ويقصد به أن قناة البحرين الفضائية قد تكلمت على النائب نفسه وهاجمته!!
ونحن نقول من الذي بدأ أولاً؟ أليس النائب من الناس الذين يؤيدون ويدعمون المظاهرات وأصحاب دوار اللؤلؤة الذين طالبوا باسقاط النظام؟
ثانياً: ذكرت وسائلنا الإعلامية «أن الأجهزة الأمنية في وزارة الاعلام برفقة السلطات الأمنية دهمت قناة مملوكة للنائب في سكن خاص، ووجدوا شركة إعلامية أخرى مملوكة لإيراني تزود ثلاث قنوات فضائية وهي الكوثر والانوار والعالم الإيرانية بالمواد الإخبارية والتقارير…» وللعلم فإن قناة العالم الإيرانية هي الجناح الإعلامي لحزب الله وهذا الحزب له ضلوع في الفوضى التي عمت البحرين، وبعد هذا الدعم المعنوي والإعلامي أليس من حق مملكة البحرين الدفاع عن نفسها وتبيين الحقائق للشعب البحريني والخليجي؟، فمن بدأ أولاً يتحمل ما يأتيه من تبعات تدخله في شؤون الآخرين ولا يدخل حكومتنا في الاجندات الخاصة ويقول لوزير خارجيتنا لماذا لا تدافع عن العوائل الكويتية؟!!
ثالثاً: ومن محاور استجواب النائب عاشور «المساس بالقافلة الطبية» فقد ذكرت بعض الوسائل الإعلامية أن السبب الرئيسي من منع حكومة البحرين دخول القافلة الطبية الكويتية هو وجود بعض من أفراد «حزب الله» ضمن القافلة الطبية!! فماذا يريد النائب هل يريد أن تستقبل مملكة البحرين بالورود والحفاوة لمن يريد زعزعت أمنها!! وكيف فات على الأجهزة الأمنية عندنا هذا الامر، وهل هناك أعداد كثيرة من حزب الله في الكويت؟؟!
رابعاً: ومن الأمور التي قالها ايضاً في المؤتمر الصحافي لوزير الاعلام، وعتبه على الشيخ احمد العبدالله، قال له (حسافة على الوقفات وياك فلا كلمة، ولا بيان، ولا تصريح تعترض فيه على ما ورد في قناة رسمية في البحرين…) يبدو من الكلام ان المواقف من الاستجوابات الماضية ليست عن قناعة ومبدأ، بل لأجل مجاملة او اي تكسب سياسي.
خامساً: ومن الأمور التي ذكرها النائب في هذا المؤتمر تحذيره لوزير الداخلية، حيث قال (اقول لك يا وزير الداخلية لا تلعب السياسة معنا!! فتصريحاتك الاخيرة لا تفيدك، وعليك بالسياسة التي تحافظ على اصدقائك) فهل يعلم النائب ماذا قال وزير الداخلية الشيخ احمد الحمود حتى تهجم عليه؟؟ قال الوزير (ان غالب اصول الكويتيين ترجع الى السعودية..) فهل هذا التصريح يثير الحفيظة وهل يريد من الوزير ان يقول ان غالب اصول الكويتيين من بلد آخر حتى يرتاح، انظر معي ايها القارئ الكريم كيف تكون موازنة الأمور ومصلحة الكويت في نظر البعض، كان المفترض مراعاة اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي بين افراد الوطن، وان لا يتدخل النائب في الشؤون الداخلية لجيراننا دول مجلس التعاون الذين تحاك ضدهم اجندات لا تصب في مصلحة المنطقة بأسرها، واخيرا اقول للنائب عاشور شكراً شكراً على اظهارك هذه الاطروحات والمبادئ للشعب الكويتي!.

بين البعثي وطالبان

بعض الجماعة اذا خالفتهم في الرأي واوضحت القضية بالدليل والبرهان لم تكن حجتهم الا ان يقولوا لمخالفيهم: هذا بعثي اذا لم يكن «مطوعاً» واذ كان متديناً قالوا عنه «طالباني» - اي نسبة لحركة طالبان – وان كان هذا المخالف في حقيقة الأمر لا يمت لا من قريب ولا من بعيد للبعث وطالبان بل قد يكون هو ايضاً مخالفاً لهذه الافكار ويحاربها، فهم يسلكون هذه الطريقة لأن حجة الخصم اعيتهم هذا من جانب، واما الجانب الآخر هو تنفير الناس عن الحقائق الواقعية واستعمال مصطلحات واساليب عاطفية في غير محلها لتحقيق اهدافهم، مع ان الطرف الآخر بامكانه ان يقول عنهم اتباع حزب اللات وغيرها من المصطلحات المنفرة.

عتب على التكتل الشعبي

يعتبر التكتل الشعبي – عندي – من افضل الكتل في الساحة لا من حيث الطرح ولا من حيث المصداقية ولا من حيث تعاطيه مع قضايا الشارع الكويتي، وفي الآونة الاخيرة لاسيما في قضية مملكة البحرين الشقيقة، اتخذ التكتل الشعبي موقفا حياديا – في نظره – فلم يكن الشعبي مؤيدا للتظاهرات في البحرين ولا منكرا عليها، حتى ان النائبين الطبطبائي وهايف قدما استجوابا لرئيس الوزراء واعلن الشعبي عدم وقوفه لهذا الاستجواب لتعزيز حياديته في هذه القضية، ولكن هذه الحيادية لم تدم طويلا، فقد مال ميزانهم عند استجواب النائب فيصل الدويسان لوزير الاعلام، فقد ايدته كتلة الشعبي، وقال النائب مسلم البراك (نحن لا يهمنا من طرح الاستجواب، ولكننا يهمنا مضامينه).
وانا اقول للتكتل الشعبي (ان الامور بمقاصدها كما هي في ظواهرها) فلا بد ان يكون هناك ربط بين السبب والمسبب، فالنائب الدويسان طيلة الاستجوابات الماضية يصف التكتل الشعبي وغيره من النواب بالمؤزمين، فهل دخل النائب الدويسان في خانة المؤزمين بدون سبب!!؟ هذا اولا.
ثانيا: كيف تسمحون لأنفسكم يا الشعبي ولغيركم ان يأتي نائب يعارضكم طيلة الخط وفي آخر لحظة وعند الاحساس بحل المجلس يتمثل بصورة البطل وانتم تدعون المصداقية!!؟
ثالثا: ان السبب الرئيسي – من وجهة نظري – في تقديم الاستجواب هو موقف الحكومة الكويتية تجاه قضية البحرين والذي اخذ منحى طائفياً، والدليل على ذلك انظر تأييد بعض النواب لهذا الاستجواب فلم يقفوا مع الاستجوابات الماضية مثل ما وقفوا مع هذا الاستجواب، اذاً فلا بد من التكتل الشعبي ربط الامور بمقاصدها كما هي في ظواهرها حتى يكونوا في ميزان الحياد والانصاف كما عهدناهم.
٭٭٭
في نهاية كتابة المقال ورد الي خبر استقالة الحكومة، نتمنى من الحكومة ان تأخذ درسا فيمن تتحالف معه من الكتل، فإن تجربتها السابقة وتحالفها السابق باء بالفشل وهو من اضعف التحالفات، والدليل على ذلك، انه بمجرد حدوث ازمات سياسية خارجية فك هذا التحالف وانقلب على الحكومة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين».

د.فهد عامر العازب

http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDeta...rQuarter=20112