-بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأفضل الصلاة والسلام على محمد وآل محمد-
مشروعية زواج المتعة
: أباح الله تبارك وتعالى زواج المتعة بقوله {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً.وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً}[النساء:24]، ووجه الدلالة في هذه الآيات أن قوله تعالى فيها{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}مجاز مرسل علاقته المحلية فأطلق المحل وأراد الحال فيه فأطلق النساء وأراد وطأهن والاستمتاع والتلذذ بهن، وهذه الآية تبين حرمة وطء الأصناف المذكورة فيها من النساء بعقد نكاح أو بدون عقد بأجر أم بغير أجر، ثم بينت الآية الثانية حل الوطء وما يرافقه أو يشبهه من أعمال مشروعة لغير الأصناف المذكورة في الآية الأولى بطريق الزواج لا بطريق السفاح، لأن (ما) اسم موصول لغير العاقل فلا يعود على النساء وإنما يعود على الوطء ويؤكد ذلك اسم الإشارة (ذلكم) فهو للمذكر المفرد وليس للمؤنث أي لا يمكن أن يعود على النساء، والاستمتاع بالمرأة من غير الأصناف المذكورة بأجر وليس سفاحًا هو الزواج، والزواج الحلال الطيب نوعان مؤبد ومؤقت وهو الذي يطلق عليه زواج المتعة، ومما يدل على أن زواج المتعة طيب حلال في ذاته كالزواج المؤبد وليس سفاحًا ما روي عن عبد الله يقول "كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس لنا نساء فقلنا: ألا نستخصى ؟ فنهانا عن ذلك. ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل. ثم قرأ عبد الله {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}[المائدة: 87]" (1 )، وفي هذه الآية بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمرين هما حل نكاح المتعة وبيان أنه طيب وليس خبيثًا أي ليس زنًا.
---------------------------------------
(1 ) رواه مسلم(شرح النووي) ج9ص182