[ALIGN=JUSTIFY]عند ما نقرأ قول الله تعالي { أولئك كالأنعام بل هم أضل} نقف قليلا عندها مستبعدين أن عقل بشري يرضى لنفسه أن يكون بمنزلة هذه البهية التي لا عقل لها . .
وبمجرد أن تستشعر أن هذا الكلام مُنزلٌ من عند الله-سبحانه وتعالي- تقف مجبراً مصدقاً هذا الكلام لأنه من عنده-سبحانه-
ومما يزيد تصديقاً هذا الخطاب .. إذا عبرت بنظرك قليلاً إلي المجتمعات التي تفسخت من المبادئ الإسلامية الرفيعة العالية لكي تسلك مسلكا هو كما ذكره سبحانه وتعالي في كتابه العزيز { لهم قلوب لا يعقلون بها }
فتجد الشخص المنحل أخلاقياً .. يترك ما رزقه الله من نعمة العقل ويُصر علي أن ينزل في الحضيض إلي درجة البهيمة التي لا تعقل ولا تعي .. فالبهيمة تأكل وهو يأكل .. والبهيمة تشرب وهو كذلك .. والبهيمة لها شهوة غير مقيدة وكذلك هو يسير في شهواته وملذاته من غير وازع ديني يمنعه عنها فمنزلته هي أقل من منزلة البهيمة لأنها لا عقل لها وهو ذو عقل ..
وعندما نقف عند قوله تعالي { أولئك كالأنعام } نجد أن للأنعام صفات وعادات هي نفسها موجودة في بعض بني البشر من مَن محا الفسق والرذيلة ما عندهم من أخلاق إن كانت قد وجدت ..
فتجدهم يتعاقرون الزناء وليس ذلك في الخفية بل أمام الناس , بل بعضهم أمام العالم كله من علي شاشات الفضائيات أو عبر أشرطة مسجلة ...
ويختلف الزناء من فتاة لأخرى ومن رجل لأخر .. حسب طريقته التي يتمتع بها ..
فالبعض منهم يتمتع بالزناء الصريح الفاضح الذي يظهر من خلاله الفرجين وهذا بالنسبة له أمر عادي جدا فهو كالبهيمة في ذلك ..
والبعض يزني بطريقة أخرى بالتمايل أمام الآخرين وعرض المحاسن والغمز والنظرات الفاحشة والتفتين وبأسلوب الخناء يصبح هذا زانيا حسب طريقته ولو لم يكن زِناه في الفرج ..
فالعين تزني وزناها النظر
والأذن تزني وزناها السماع
والفرج يزني وزناه الجماع
والمقصود هو ,,
أن بعض الناس ينزل من معالم الإنسانية إلي أوحال البهيمية .. بسبب أنه يريد إشباع رغباته الجنسية ..
فتجد أن البهيمة كذلك .. تجمع في مكان موحد في حظيرة مثلا ثم يبدأ بينهم المعاقرة مرة يركب الفحل علي هذه ومرة أخرى علي هذه ومرة أمام الناس والمرة الأخرى متسترين ,, لا يبالون بأحد ولا يضربون حسابا للغير .. متبعين بذلك شهواتهم لأنهم يعيشون بلا عقول .. فما الفرق بينهم وبين بني البشر الذين هم يصنعون صنعهم .. الفرق هو قوله تعالي { بل هم أضل } ومن أصدق من الله قيلاً ..
نعم أضل ..
لأن بني البشر يعيشون بالعقول ليسوا كالبهائم التي لا عقل لها .. وهي مع ذلك معذورة .. فكيف نعذر من ينزل لمستوى البهيمة وهو ذو عقل ..
ولا يقف التدني الخلقي عند هذا الحد بل يصل إلي مستوى عدم التمييز بين الحق والباطل .. أو جحدا للحق وهم يعلمونه حقاً { وجحدوا بها و استيقنتها أنفسهم }
فيمنع في بلاد الانحلال الزواج من أخرى ولكنه يبيح التمتع بالعشيقة والزميلة والصديقة ..
فإذا عاقر الرجل منهم زوجة ثانية فإنه يقام عليه قانون صارم والسبب أنه تزوج علي زوجته ..
وإذا كان التي يعاقرها ويزني بها صديقة .. فالموضع لا بأس به ولا خلاف ..
فعند ذلك كثر الأولاد الغير شرعيين بسبب هذه الطريقة الغير إسلامية .. فصار الزوج يضع مائهُ في كذا فرج بلا قيد ... فينتج عن ذلك أطفال أبرياء يعيشون في دور الحضانة ليس لهم أب ولا أم والكل من المجتمع يتبرأ منهم .. والسبب .؟
هو أن الزوجة الثانية محرمة عندهم بل جريمة كبرى بعكس الخليلة والعشيقة
فيشعرون أن هذا العمل والقانون باطلاً غير صحيح ولكنهم يبطنون الكره للإسلام بعدم الاستجابة للقوانين الإسلامية السمحة التي ما دلت إلا علي كل خير ولا حذرت إلا من كل شر ..
ولكنهم يتركون الحم الطيب المبارك اللذيذ ويتلذذون باللحم الخبيث المتن وتطيب نفوسهم به
فسبحان .. من قال {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيد الناس} [/ALIGN]
مؤدب