ماذا يجري في الأردن الحبيب

[الراجي عفو مولاه]

السبيل - تامر الصمادي

اعتصم المئات من عناصر التيار السلفي الجهادي في البلاد، أمام مقر الحكومة في الدوار الرابع الأحد؛ للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من أعضاء التيار في سجني السواقة والجويدة.

وحمل المعتصمون شعارات دعت إلى تحكيم الشريعة الإسلامية، ومحاسبة المتورطين عمّا أسموه "عمليات تعذيب ممنهجة للمعتقلين".

وبدا واضحاً مشاركة أمهات معتقلين بادرن إلى رفع صور أولادهن، مطالبات الملك عبدالله الثاني بالإفراج عنهم.

كما رفع المعتصمون الأعلام السوداء التي يرفعها تنظيم القاعدة في العراق وأفغانستان؛ في حراك علني هو الثاني من نوعه على مستوى البلاد.

وحمل المحتجون الذين أحاطوا رئاسة الوزراء دون أي تدخل أمني صور أبرز المعتقلين، ولافتات تحمل عبارات: "سب الذات الإلهية جهاراً نهاراً من السجانين"، و"أبناؤنا تحت التعذيب إلى متى؟!"، و"لصالح من يبقى المقدسي في السجن؟"، و"لا للاعتقالات التعسفية"، و"لا لاقتحام المنازل ليلاً، وسب الذات الإلهية من قبل السجّانين".

وسُمع من بين الهتافات: "الله مولانا ولا مولى لهم"، و"الشعب يريد تحكيم القرآن"، و"الشعب يريد إطلاق الأسير"؛ في إشارة إلى معتقلي التيار الذين يقبعون في السجون.

ويُعد عصام البرقاوي الملقب بـ"أبو محمد المقدسي"، مرشد التيار السلفي الجهادي، ومحمد الشلبي الملقب بـ"أبو سياف" من أبرز معتقلي التيار.

وقال القيادي في "السلفية الجهادية" أبو محمد الطحاوي لـ"السبيل" إنه تعرض للتهديد من قبل مديرية المخابرات العامة، التي طلبت منه عدم تنفيذ أي فعالية احتجاجية في الشارع.

وأضاف: "إن أحد الضبّاط قال لي إذا استمريتم في التظاهر، فإننا سنكسر أرجلكم وأيديكم (....)".

وأكد الطحاوي أن "الجهاديين" سينفذون اعتصاماً آخر أمام مقر الحكومة الأحد القادم، للغاية ذاتها.

وأوضح أن "الدّم يجر الدّم والسجون تجّر السجون"، في نبرة تهديدية رأى فيها مراقبون للحركات الإسلامية أن التيار قد يتّجه إلى العنف؛ في حال لم تفرج الحكومة عن معتلقين إسلاميين يقضون أحكاماً طويلة.

وفي السياق، وكَّل المعتصمون الشيخ جراح الرحاحلة للتفاوض مع الحكومة، بعد "وعود أطلقتها مديرية المخابرات بالإفراج عن المعتقلين الإسلاميين قريباً"، وذلك وفقاً لعدد من السلفيين الجهاديين.

وكان المئات من عناصر التيار السلفي قد تظاهروا بعمان الثلاثاء الماضي، داعين النظام إلى إصدار عفو عام عن سجناء التنظيمات.

وشهد الاعتصام كلمات "ثورية" لعدد من قيادات السلفية، التي تساءلت عن الأسباب الحقيقية "لاعتقال مواطنين يقولون ربنا الله..".

ويعتبر سجن سواقة (100 كلم جنوب عمان) أكثر السجون التي يقبع فيها معتقلون سلفيون، تتراوح محكومياتهم بين السجن سنوات عدة والسجن المؤبد، في حين أُلغيت عقوبة الإعدام عن غالبيتهم ضمن جهود الأردن لإحلال عقوبة السجن المؤبد محل الإعدام.

وقال الدكتور سعد الحنيطي وهو أحد أبرز قادة التيار: "إن معتقلي السلفية يتعرضون لسوء معاملة في السجون".

وتساءل: "كيف يعاقب بالسجن من يقول لا إله إلا الله، بينما يقوم كبار القوم بتوزيع أراضي الدولة وخيراتها على قلَّة دون وجه حق؟!".

وأكد أحد أعضاء التيار المفرج عنهم من سجن جويدة قيام عناصر الأمن بالاعتداء على السجناء الإسلاميين، وحلق لحاهم وجلدهم بالكرابيج، وهو ما نفته مديرية الأمن العام في أكثر من مناسبة.

ويقضي سجناء التنظيمات أحكاماً متفاوتة بالسجن، تصل في حدها الأدنى إلى 10 سنوات.

وفي حين تحدثت قيادات التيار عن وجود 1000 معتقل في السجون، تشير الأرقام الرسمية إلى وجود 200 معتقل يقضون أحكاماً متفاوتة بالسجن.

يُذكر أن الادعاء العام في محكمة أمن الدولة كان قد طلب في أواخر العام 2009، اعتبار "الانتماء للسلفية الجهادية" بمثابة "انتماء لجمعية غير مشروعة"؛ وهي تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام.
________
لا حول ولا قوة إلا بالله
أصبح العرب اليوم أحفاد الرعيل الأول يحاربون الإسلام وأهله