بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمدلله وحدهـ , و الصلاة و السلام على من لا نبي بعدهـ سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ..
/
/
/
السؤال: هل يمكن أن يكون اسم ( زاهر) من أسماء الله الحسنى ، نحن نعلم
أن أسماء الله وردت في القرآن الكريم ، وهناك ما لم يرد ، فما هو المانع ، إن كان الجواب بالنفي ؟
الجواب :
الحمد لله من المقرر أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية ، يعني أنها
إنما تعلم من خلال النصوص الشرعية الواردة بها ؛ فلا اجتهاد فيها ولا قياس ولا استحسان .
قال الإمام أحمد رحمه الله :
" لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ، لا يتجاوز القرآن والحديث " .
انتهى من"مجموع الفتاوى" (5/26)
وقال الخازن في تفسيره (3/136) :
" وقوله سبحانه وتعالى : ( فادعوه بها ) يعني ادعوا الله بأسمائه التي سمى بها نفسه ، أو
سماه بها رسوله . ففيه دليل على أن أسماء الله تعالى توقيفية لا اصطلاحية ، ومما يدل
على صحة هذا القول ويؤكده : أنه يجوز أن يقال : يا جوَاد ، ولا يجوز أن يقال : يا سخي . ويجوز أن يقال :
يا عالم ، ولا يجوز أن يقال : يا عاقل " انتهى .
وما لم يرد في الكتاب أو السنة من أسماء الله وصفاته فلا سبيل
إلى العلم به ، لأن العلم بأسماء الله وصفاته موقوف عليهما ، وما لا علم لنا به نكله إلى عالمه ،
كما في دعاء الكرب :
( أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ
خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ )
رواه أحمد (3704) وصححه الألباني في "الصحيحة" (199)
قال ابن القيم رحمه الله :
" فدل على أن لله سبحانه وتعالى أسماء وصفات استأثر بها في
علم الغيب عنده دون خلقه لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل ، وحسبنا
الإقرار بالعجز والوقوف عند ما أذن لنا فيه من ذلك ، فلا نغلو فيه ، ولا نجفو عنه "
انتهى . "بدائع الفوائد" (2 /413) .
فتبين بذلك أن إطلاق الاسم المذكور ( زاهر ) ، أو غيره مما
لم يرد به النص الشرعي ، هو من تجاوز حدود المأذون ، إلى القول على الله تعالى بغير علم .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" لا يجوز تسمية الله تعالى ، أو وصفه بما لم يأت في الكتاب والسنة ؛ لأن ذلك
قول على الله تعالى بلا علم ، وقد قال الله تعالى :
( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا
لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/ 33 .
وقال : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/36 انتهى
من"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (4 /230) . والله تعالى أعلم .
راجع لمعرفة المزيد جواب السؤال رقم : (48964) الإسلام سؤال وجواب