تنبية الغافل وتعليم الجاهل بمعنى الوفاء للوطن

[القضيبي]

قديماً قالوا: إن الوفاء أسطورة حكاها شيخ عجوز لأحفاده ذات ليلة حتى أخذهم النوم فوعدهم بإكمالها غداً ، فأخذه الموت قبل إكمالها ولم يفهموا معنى الوفاء ولم يعملوا به ، فأتمنى انك لست من أحفاد هذا العجوز.

وحتى لا يأتي ذلك اليوم ويقول قائل : كان لي وطن وبيت ، واليوم لم يبق لي سوى الذكريات.
سأروي سيرة جزيرة ، جزيرة ليست كباقي الجزر ، سيرة قد لا يفهمها غير أصحابها ، سأرويها قاصداً أن يفهمها الآخرون! ، ... لم يبق من العمر الكثير ، فحين كنا صغاراً علمونا أعزكم الله ان الكلب هو الصديق الوفي للإنسان ، لذلك وصلت الإمور ببعض البشر أن يكتب عبارات تمدح صنيع الكلاب ، حتى كتب أحدهم " كلب صديق خير من صديق كلب ".

وقرأت ذات مرة قصة بطلها كلب اسمه " هاتشي " ، يقال أن قصة وفاء هذا الكلب أدخل في المنهج المدرسي للمرحلة الابتدائية في العاصمة اليابانية طوكيو ، ويقال أيضاً أنها حولت إلى فيلم.

تدور حوادث هذه القصة في عام 1925 للميلاد في اليابان حول استاذ جامعي وجد ذات يوم كلباً ضالاً فاعتنى به حتى كبر ، وأخذ الكلب يقوم بمرافقة صاحبه إلى محطة القطار نقطة إنطلاقه إلى مقر عمله ، ويعود ليستقبله بعد العمل ، حتى جاء اليوم الذي فارق فيه الأستاذ الحياة ، ولم يعد أبداً لمحطة القطار ، رغم ذلك ظل الكلب ولفترة تسعة أعوام يواصل رحلته لمحطة القطار ينتظر صاحبه ، حتى وطد خلالها علاقته بالركاب العائدين إلى منازلهم وأصحاب المحال التجارية ، مع رفضه العيش عند شخص آخر رغم محاولاتهم معه.
في النهاية مات الكلب في مكان إنتظاره ليؤثر في حياة الكثير من الناس ويصبح أسطورة لمعاني الإخلاص والوفاء. فبنوا له تمثالاً حيث مات.
إن كان المؤلف يحتاج إلى التحريض على الكتابة كما يقال ، إذاً سوف أستمر في الكتابة مادمتُ قادراً. ولن أتقاعد ، ولن أكتب لكسب قوت يومي مع أنه جائز ، ولا ليصفق لي من حولي.
أتمنى أن يكتب لي شخص من الرأي الآخر بضع سطور يخبرني مع الدليل إني مخطئ فيما اكتب ، والصواب كذا .. ، بدل اللعن والتكفير والتهديد.

نعم. أعلم أن هناك ثوابت ومتغيرات ، وأعلم أن التاريخ علمنا أن المتغيّر لا يمكن تثبيته ، وأن الثابت لا يمكن تغييره. ولكن شريطة أن يكون هذا الثابت ثابتاً ، وذاك المتغير حقاً متغيراً. فالمسيح عليه السلام رفعه الله عليه السلام إلى السماء ، والآلاف شاهدوا صلبه ، ولكن بعد ستة قرون علمنا من القرآن أنه عليه السلام لم يصلب ولم يقتل ، ولكن الأمر اشتبه على الناس ، لأن من صلب كان شبيهه. فلم يكن صلبه ثابتاً لا يتغيّر ، ولم يكن تواتر رؤيته حقيقة.

وهكذا نحن في هذا الكتاب ، فقد يجد البعض ثوابت نشأ عليها ، ولا يرى تغييرها ، ولكنها في الحقيقة متغيرات كصلب المسيح عليه السلام.

فعندما تنتهون من القراءة اذكروني ، إن كنتُ أستحق الذكرى.

[تقي الدين السني]

بارك الله فيكم شيخنا القضيبي ونفع الله بكم .
والله إشتقنا إليكم ما أحوالكم وأخباركم شيخنا الحبيب . ؟

[الدردور]

بارك الله فيك شيخنا الفاضل

[نصيرة الصحابة]

بآركك المولى آستاذنا الفاضلــ وحياكم الله بعد غيآب نتمنى أن لايعقبه غيآب آخر ..
فالمنتدى الدعوي بحاجة لجهاد آمثالكم .. وننتظر ماتخطه الأنامل سدد المولى لكم

[أحمد بن عاثم]

بارك الله فيك أخي القضيبي

و سلمت يداك على ما كتبت

فلعل من قصدت يفهم القصد

[القضيبي]

ليس بالضرورة دائماً أن يكون كل كلام قريب من الحقيقة.

يروى أن والي إحدى البلدان القديمة خرج لتفقد الرعية، وعندما مرّ بسوق البلدة سبه أحد الرعية متهماً إياه بالظلم وسرقة أموال شعبه. فأمر رئيس الحرس رجاله بالقبض عليه، تدخل الوالي فأمر بتركه وعندما وصل إلى قصره أمر وزيره بأن يستدعوا له الشخص الذي سبه في السوق، وإخباره بأن الوالي عينه في منصب وزير الخزانة، ويريد تهنئته بهذه المناسبة.

فرح الشخص عندما علم بالخبر، وفي أول لقاء له بالوالي وهبه مالاً قدره ألف دينار وقال له: هل أنت راضٍ عن هذا المنصب، أجابه: أشكرك على كرمك ولم تلد البلاد والياً مثلك من قبل، فصاح الوالي بصوت عال يا سياف اضرب عنق هذا المنافق، فمنذُ قليل فقط كنت أنا ظالم، وعندما حصلت على مرادك، أصبحتُ كريما ولم يولد مثلي.ً

وهكذا نجد كل من يحرض في خطاباته ضد ولاة الأمر بأنهم ظلمة ويجب تغيرهم، باسم التغيير والإصلاح ، إذا ما حصلوا على مرادهم تغيرت خطاباتهم.

والمتابع لما يذاع من أخبار البلدان الدائر فيها الانفلات الأمني من الفوضى والحروب الأهلية، أن الأسلحة التي تستخدم فيها تقدر بملايين الدولارات في حين أن شعوبها يموتون جوعا وعطشاً، ألم يفكر حاملها بأن من جلب لهم هذه الأسلحة، كان الأفضل أن يجلب لهم ما يعمر بلدانهم إن كانوا صادقين.

[تقي الدين السني]

الله أكبر حبيبنا الشيخ القضيبي .

[أحمد بن عاثم]

بوركت يداك أخي القضيبي

[الحر الأشقر]

بارك الله فيك أخي الفاضل
وثبتك علي نهج محمد واهل البيت والصحب الكرام