سؤال عن أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم

[إبن تيمية]

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤالي هو

ما الحكمة من موت أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم في سن صغيرة؟؟؟؟

[الحجاج]

طبعا لو جاوب الروافض لقالوا حتى يخلو الجو للحسين رضي الله عنه. فقد رووا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان على فخذه الأيمن ابنه إبراهيم وعلى الأيسر الحسين، وفجأة نزل جبريل (عليه السلام) وقال له، ربك يقرؤك السلام ويقول لك، هذان الاثنان لا يجتمعان فاختر أحدهما. (يعني والعياذ بالله ربنا سبحانه وتعالى غار كامرأة الأب كيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحب كلاهما، هذا لا يجوز عليه أن يختار واحد فقط) فبكى النبي صلى الله عليه وسلم وقال بل أفدي الحسين بابني إبراهيم. [أو قريب من ذلك]

هؤلاء القوم خيالهم واسع لكن في الكذب على الله ورسوله.

[إبن تيمية]

بسم الله الرحمن الرحيم

ولا حول ولا قوة إلا بالله..............

لو كان هذا ردهم لكان أول سؤال لي... ما دليلكم...

[السعدي 2]

الأخ الفاضل الحجاج .. وفقه الله . آمين

[ALIGN=JUSTIFY]اتمنى ذكر المصدر الذي نقلت منه حتى تعم الفائدة .. وارجو ان ترسل صورة من الرد على رسائلي الخاصة .[/ALIGN]


أخوك المحب السعدي 2 ...

[الحجاج]

حبا وكرامة

[الحجاج]

روى ابن أبي جمهور في الجزء 4 ص 92 من كتابه عوالي اللئالئ ما نصه:

( 127 ) "وروي في الأحاديث الصحيحة أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان جالسا يوما في بيته وقد وضع الحسين ( عليه السلام ) على فخذه الأيمن وابنه إبراهيم على فخذه الأيسر وهو يرتشف هذا تارة وهذا أخرى ، فهبط جبرئيل ( عليه السلام ) وقال : " يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك: لم يكن ليجمع لك بينهما فاختر من شئت منهما؟ فقال (عليه السلام): إذا مات الحسين بكيت أنا عليه ، وبكى عليه علي وفاطمة ، وإذا مات إبراهيم بكيت أنا عليه، يا جبرئيل قد اخترت الحسين ، فقبض إبراهيم بعد ثلاثة أيام، وكان الحسين (عليه السلام) إذا أقبل يقول له النبي (صلى الله عليه وآله): مرحبا بمن فديته بابني إبراهيم"

انظر الرواية أيضا في:
تاريخ الإمامين الهمامين الحسن والحسين (ع) باب فضائلهما ومناقبهما، الرواية 2.
مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب ج 3 ص 234
مثير الأحزان، ابن نما الحلي، ص 10
الطرائف في معرفة الطوائف، ابن طاووس الحسني ص 202
مدينة المعاجز، السيد هاشم البحراني ج 4 ص 48 و ص 57
بحار الأنوار، المجلسي، ج 22 ص 152 وج 42 ص 12 وج 43 ص 261
العوالم، عبد الله البحراني ص 36
شجرة طوبى، محمد مهدي الحائري، ج 2 ص 263

مناقشة الرواية:
قوله: (وروي في الأحاديث الصحيحة) يفيد صحة هذه الرواية عند الرافضة.

قوله: (وقد وضع الحسين على فخذه الأيمن) يفيد تفضيل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين على ابنه إبراهيم حيث وضعه على الفخذ الأيسر.

قوله: (فهبط جبرئيل (عليه السلام) وقال) يفيد أن الله – جل شأنه – لم يرق له هذا الموقف من رسوله صلى الله عليه وسلم حيث دبت فيه (وحاشا الله تعالى ذلك) الغيرة فلم يطق أن يرى كلا الصبيين في حضن حبيبه صلى الله عليه وسلم، فأنزل من توه جبريل عليه السلام ليضع حدا لهذه المهزلة. (والله المستعان على ما تصفون)

قوله: (العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول) يفيد أن الآتي هو قول الله تعالى.

قوله: (لم يكن ليجمع لك بينهما) يثبت الوضع إذ المقام يقتضي أن يقول "لم أكن لأجمع لك بينهما" لأنه أفاد مسبقا أنه يسوق رسالة الله تعالى له، وهو أحد أدلة وضع هذه الرواية. ولعل واضع الرواية التي أخرجها السيد هاشم البحراني في مدينة معاجزه فطن إلى هذا المستمسك فأوردها بقوله (لست أجمعهما لك ، فافد أحدهما بصاحبه)

قوله (إذا مات الحسين بكيت أنا عليه ، وبكى عليه علي وفاطمة ، وإذا مات إبراهيم بكيت أنا عليه، يا جبرئيل قد اخترت الحسين) مختصر لما أورده صاحب المعاجز حيث روى: [فنظر النبي صلى الله عليه وآله إلى إبراهيم فبكى ، ونظر إلى الحسين (ع) فبكى ، ثم قال : إن إبراهيم أمه أمة ، ومتى مات لم يحزن عليه غيري ، وأم الحسين فاطمة (ع) وأبوه علي ابن عمي، لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ( عليه ) ابنتي، وحزن ( عليه ) ابن عمي وحزنت أنا عليه وأنا أوثر حزني على حزنهما، يا جبرائيل تقبض إبراهيم ، فقد فديت الحسين به] (أقول وأورده الطريحي أيضا في المنتخب ص 291)

قوله: (ومتى مات لم يحزن عليه غيري) غير صحيح، إذ لا يعقل أن يحزن الرسول عليه دون أمه، فلاحظ.

والظاهر أن التمييز العنصري من فعله صلى الله عليه وسلم (وحاشاه ذلك) جائز، فابن الأمة وإن كان من صلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا قيمة ولا منزلة له في قلب فاطمة وعلي (رضي الله عنهما ولعن الكذبة عليهما) فهما لا يحزنان لما يحزن نبي الله صلى الله عليه وسلم بل لا يتأثران به إذ لو كان حاصل مستقبلا لعلمه صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ولتعلل صلى الله عليه وسلم بعلة أخرى غير هذه، فلما لم يفعل، علمنا أن فاطمة وعليا كانا ينظران إلى ابن النبي إبراهيم بعين الحسد والغيرة.

وهناك تعليل آخر لوضع هذه الرواية المكذوبة، فقد روى المجلسي في بحاره ج 22 ص 15:

"ابن الوليد ، عن عبد الله بن حماد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (ع) قال : قلت له : لأي علة لم يبق لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولد ؟ قال : لأن الله عز وجل خلق محمدا ( صلى الله عليه وآله ) نبيا ، وعليا (ع) وصيا ، فلو كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولد من بعده كان أولى برسول الله (صلى الله عليه وآله) من أمير المؤمنين، فكانت لا تثبت وصية أمير المؤمنين."

فظاهر من هذه الرواية أن الرافضة لا تستطيع إثبات نظرية الوصية لعلي رضي الله عنه إلا باختلاق الروايات المكذوبة لترويج نحلتهم على المغفلين والسذج. بل الحجة قائمة عليهم بذاك الاستدلال الواهي، وهو لو أراد الله تعالى أن يجعل الخلافة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ملكية يتوارثونها أبا عن جد لأبقى له ابنه إبراهيم لأنه الأولى كما أقر أبو عبد الله، فلما يفعل سبحانه وتعالى علمنا أن النسب ليس بعبرة. بل وعلى نظرية الرافضة (وجوب فعل الأصلح على الله تعالى) ننقض هذه التفاهات، وهو لو كان صلاح الأمة يقتضي تولي ابن عمه منصب الخلافة من بعده لوجب على الله (تعالى) أن يوليه لا أن يدع الأمور تجري خلاف الأصلح. بل إن في تولي الخلافة من قبل أبي بكر رضوان الله عليه فساد مبناهم إذ يشير وفق هذه النظرية أن الأصلح للخلافة هو أبو بكر رضي الله عنه، إذ لو لم يكن كذلك لكان فعله تعالى بتنصيب أبي بكر إما جهلا وإما سفها، وحيث أن الجهل والسفه يستحيلان على الله تعالى، دل استخلاف أبي بكر رضي الله عنه أنه هو الأصلح، فتأمل.

[إبن تيمية]

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيرا أخي الحجاج

لقد أريتنا شيئا جديدا لم نعلمه من ضلالهم...

ولا حول ولا قوة إلا بالله

[الحجاج]

وجزاكم أخي ابن تيمية وزادكم بسطة في العلم.