بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
لطالما طعن الرافضة في إبن تيمية رحمه الله تعالى على أنهُ يطعن في علي بن أبي طالب , ويقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [ لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ] وهل إبن تيمية رحمه الله تعالى يبغض علي وأهل البيت هل ثبت هذا القول في شيخ الإسلام وبركة الزمان [ إبن تيمية ] رحمه الله تعالى وشنع الرافضة على إبن تيمية رحمه الله تعالى وقالوا [ ناصبي ] وهذا لا يثبت لا من قريب ولا من بعيد بل ثبت أن إبن تيمية [ من المؤمنين الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم { لا يحبك إلا مؤمن } وهذا تصريح جل بإيمان إبن تيمية ] فرحم الله إبن تيمية .
قال النبي صلى الله عليه وسلم بما أخرجهُ الإمام مسلم .
( يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) صحيح الإسناد .
, فإبن تيمية رحمه الله تعالى يحب علي بن أبي طالب , وبناء على حديث الإمام مسلم في الصحيح ( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) فإبن تيمية رحمه الله تعالى مؤمن , وإليك ما قال إبن تيمية رحمه الله تعالى في علي ووعليه فإبن تيمية مؤمن ..
يقول ابن تيمية رحمه الله (و أما أهل السنة فيتولون جميع المؤمنين، و يتكلمون بعلم و عدل، ليسوا من أهل الجهل و لا من أهل الأهواء، و يتبرؤون من طريقة الروافض و النواصب جميعاً، و يتولون السابقين الأولين، و يعرفون قدر الصحابة و فضلهم و مناقبهم، و يرعون حقوق أهل البيت عليهم السلام التي شرعها الله لهم). منهاج السنة 8/ 164 .
و مما قاله شيخ الإٍسلام رحمه الله في حق أمير المؤمنين علي رضي الله عنه و ذكر فضله و من ذلك قوله: ( فضل علي رضي الله عنه و ولايته لله و علو منزلته عند الله معلوم لله الحمد، من طرق ثابتة أفادتنا العلم اليقيني، و لا يحتاج معها إلى كذب و لا إلى ما لا يُعلم صدقه) منهاج السنة 8/ 165.
و يقول رحمه الله في موضع آخر من الكتاب نفسه: ( و أما علي رضي الله عنه فلا ريب أنه ممن يحب الله و يحبه الله).
و بتفصيل أكثر عن مكانة علي رضي الله عنه يقول ابن تيمية: ( و كتب أهل السنة من جميع الطوائف مملوءة بذكر فضائله و مناقبه، و بذم الذين يظلمونه من جميع الفرق، و هم ينكرون على من سبّه، و كارهون لذلك، و ما جرى من التسابّ و التلاعن بين العسكرين، من جنس ما جرى من القتال، و أهل السنة من أشد الناس بغضاً و كراهة لأن يتعرض له بقتال أو سب بل هم كلهم متفقون على أنه أجلّ قدراً، و أحق بالإمامة، و أفضل عند الله و عند رسوله و عند المؤمنين من معاوية و أبيه و أخيه الذي كان خيراً منه، و علي أفضل من الذين أسلموا عام الفتح، و في هؤلاء خلق كثير أفضل من معاوية، و أهل الشجرة أفضل من هؤلاء كلهم، و علي أفضل جمهور الذين بايعوا تحت الشجرة، بل هو أفضل منهم كلهم إلاّ ثلاثة( الصديق و الفاروق و ذي النورين)، فليس في أهل السنة من يقدم عليه أحداً غير هؤلاء الثلاثة، بل يفضلونه على جمهور أهل بدر و أهل بيعة الرضوان، و على السابقين الأوّلين من المهاجرين و الأنصار) منهاج السنة 4 / 396.
و نختم المقالة بما عليه أهل السنة و ما يدينون به تجاه آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، و نذكر هنا قول ابن تيمية رحمه الله كما جاء في كتابه العقيدة الواسطية: " و يحبون (أي أهل السنة) أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم و يتولونهم و يحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم: (أذكركم الله في أهل بيتي) رواه مسلم.
و في مجموع الفتاوى سئل شيخ الإسلام عن محبة آل البيت فقال:"محبتهم عندنا فرض واجب، يؤجر عليه … و من أبغضهم فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً و لا عدلاً. فالخلاصة إبن تيمية رحمه الله تعالى مؤمن , لأنهُ يثني على علي بن أبي طالب , ولم يثبت أن إبن تيمية رحمه الله تعالى ناصب العداء لعلي بن أبي طالب وأهل البيت وهذا كلام إبن تيمية في أهل البيت فهو من المؤمنين .
كتبهُ /
تقي الدين السني