بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأما بعد :
يقول الله عز وجل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) ويقول أيضا (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض أولئك هم الكافرون حقا وأعدتنا للكافرين عذابا مهينا) .
إنذار من الله عز وجل للبشرية أجمع أنه من يؤذي الله وأيا من رسله أو يفرق بين أحد منهم فان له عذابا مهينا في الدنيا والآخرة فرسل الله هم خير البشر اصطفاهم الله عز وجل من بين خلقه من ذرية ادم فاجتباهم واصطفاهم لتبليغ رسالة ربهم ، فأي نيل من عرض أحدهم أو طعن فيه خروجا من الملة ويكون الطاعن في أي من هؤلاء الأنبياء خارجا أو يكون كافرا بالله عز وجل وعليه حكم الردة واللعنة في الدنيا والآخرة والعجيب أننا نجد اليهود والنصارى الذين هم أهل كتاب يطعنون في شرف الأنبياء ومكانتهم فلا يكاد نبي من الأنبياء يسلم من التنقيص من مكانته ويدعي اليهود والنصارى أن هذه الصور والقصص الملصقة بالأنبياء في الكتب المقدسة عندهم هي وحي من السماء أو من الله ،بل لم يسلم رب العزة والجلال عن النقص عندهم ففي كتبهم المقدسة أن الله تعالى يخلق الخلق ثم يندم على خلقه إياهم لعدم السيطرة عليهم وأن الله يدخل الجنة ليبحث عن ادم وينادي عليه فيقول له أين أنت يا ادم ويختبأ ادم من الله ، وفي موقع آخر في التوراة أو ما يسمى العهد القديم أن الله يحل ضيفا عند إبراهيم فيتناول معه وجبة دسمة من الطعام وأن الله تصارع مع نبي الله يعقوب عليه السلام في ليلة طويلة فأمسك يعقوب بالرب فقال له الرب دعني فقال له يعقوب لن أتركك حتى تباركني فقال له فأنت من اليوم تدعى إسرائيل فيلجأ الرب إلى حيلة فيضرب الرب يعقوب على عرق النسا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا هذا بالنسبة للرب والعياذ بالله .
وأما الأنبياء فلهم عند اليهود والنصارى حظ وافر هاؤكم بعض ما في التوراة والعهد القديم أن إبراهيم الذي وصفه القران بأنه أمة قانتا لله حنيفا وما كان من المشركين إبراهيم الأواه الذي كان يتأوه من شدة بكائه من خشية ربه فهو عند اليهود والنصارى ديوث يعطي زوجته لملك مصر ليتمتع بها جنسيا مقابل حظيرة غنم وبقر وحمير كأجرة على ذلك وأما نوح فعندهم في التوراة (العهد القديم )سكير مدمن خمر يشرب الخمر ويفقد الوعي ثم يتعرى من ثيابه ولو كانت المخدرات موجودة في عهد نوح لما تنزه كتاب التوراة عن ذكر أن نوح كان مدمن مخدرات أيضا ، وأما لوط الذي وصفه القران بأنه أول من هاجر إلى ربه وأنه مطهر مزكى عن كل قبيح وخبيث تصفه التوراة (العهد القديم ) بأنه كان سكيرا أيضا فيشرب الخمر فيثمل فتتآمر عليه ابنتاه فتضاجعانه فتحملان منه فيكون منه ذرية ونسلا خبيثا وأبناء زنى وليس زنا عاديا وإنما زنى أرحام والعياذ بالله .
هؤلاء هم اليهود والنصارى يقول الله تعالى (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ).
إن قلب المسلم ليعتصر ألما عندما يقرأ في الكتب المقدسة هذه الأساطير عن خير خلق الله فنكتفي بما سردنا من هذه القصص مع تجاوزنا عن الكثير مما روي فيها كمثل مؤامرة داوود على قائد الجيش الذي أرسله ليحارب فيقتل فيتمتع داوود بامرأة القائد التي وقع في غرامها لما رآها تسبح عارية ومن ذلك أيضا الذي لم يجد من يفرغ فيه شهوته المستعرة إلا عمته فيعاشرها والعياذ بالله ،واعلم أيها القارئ أن اليهود والنصارى في ذلك سواء فهم يؤمنون بالتوراة ( العهد القديم ) وهذه الخرافات في كلى الكتابين .
وبعد هذا كله يتبين لنا أن الذي ينال من ربه ومن أنبيائه الذين يعتقد بهم من السهل عليه أن ينال من خير البشرية أجمعين محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم خاتم ألأنبياء الذي بلغ الرسالة وأدى ألأمانة ونصح الأمة وتركها على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ولأن النبي محمد عليه الصلاة والسلام لا يعتقد اليهود والنصارى أنه نبي وملة الكفر واحدة وعلى كل مسلم غيور على وجه الأرض أن يقف موقف الرجال ألأبطال الذين حمو بدمائهم بيضة الدين ودافعوا عن عرض نبيهم النبي الكريم ، فإليكم مشهد من هذه المشاهد في صحيح البخاري وفي معركة بدر الكبرى يأتي غلامان من الأنصار إلى عبد الرحمن بن عوف وهما معاذ ومعوذ أبناء عفراء فيقولان له يا عماه أتعرف رأس الكفر أبي جهل فقال لهم ما تريدان منه فقالوا إننا سمعنا أنه كان يؤذي رسول الله ، ووالله لان رأيناه لا يفارق ظلنا ظله حتى يموت ألأعجل منا ، فقال عبد الرحمن بن عوف أتريان ذلك الرجل ألأشيب فما كاد أن ينهي حديثه حتى انطلقا كالسهمين فأخذا يضربان الناس يمنة ويسرة حتى خلصا إلى أبي جهل فضرباه ضربة رجل واحد فخر رأس الكفر صريعا يتقلب في دمه .
واليكم مثلا آخر في زمان الفاروق عمر بن الخطاب في مدينة صنعاء في اليمن كان بعض أطفال المسلمين يلعبون بالكرة يضربونها بعصي يحملونها فسقطت الكرة في بيت لأحد رهبان النصارى فيسب الراهب النبي محمد عليه الصلاة والسلام فيغضب للنبي أطفال المسلمين فينهال على عابد الصليب بالعصي فيثخناه بالجراح ثم يهلك بعد ذلك فيرسل أهله رسالة إلى عمر بن الخطاب يطالبه بالدية فلما علم عمر بالخبر خر لله ساجدا ثم قال الحمد لله أن مد الله في عمر عمر حتى رأى أطفال المسلمين يأخذوا بثأر محمد فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليكن لكم في أبناء المسلمين الذين دافعوا عن عرض نبيكم أسوة حسنة ، فيا أمة الإسلام أرضعوا أبنائكم حب محمد صلى الله عليه وسلم وعلموهم أن هذا حكم الله في كل من ينال من نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فهم عندنا نحن المسلمون سواء لا نفرق بين أحد منهم ونؤمن بهم أجمعين ومن يطلق لسانه في أي منهم يكون خارجا من ملة الإسلام بإجماع علماء الأمة .
وفي الختام ندعو المسلمين في كل الدنيا إلى تبليغ رسالة ربهم وإخراج البشرية من الظلمات إلى النور وندعو اليهود وعباد الصليب إلى كلمة سواء ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا فيقول الله عز وجل (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون) .
ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين ويعلي بفضله كلمة الحق والدين والثبات على الدين وأن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا والسلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته .