بنسبة لقول أبي بكر الصديق وحديث عائشة في ذلك رضي الله عنهم وأستشهادك بحديث مليكة بأنه منع كتابه الحديث.
أقول لك الأتي :
أولا:لقد كان المنع في حياة الرسول وبأمر من الرسول وليس من أبي بكر وعمر، وسبب المنع حتى لا يختلط الحديث بالقرآن، ولكن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعد أن اكتمل نزول القرآن لم يعد الأمر بحاجة إلى المنع
ثانيا :لقد سمح النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص بكتابة الحديث حين سأله: هل أكتب كل ما يصدر عنك، فأشار النبي إلى شفتيه وقال لعبد الله: (اكتب فوالذي بعثني بالحق لا يخرج من هاتين إلا حقاً)
ثالثا:ليس البخاري ومسلم أول من كتبا في الحديث، بل سبقهما الإمام مالك والإمام أحمد وغيرهما ...
رابعا : ومن مراسيل ابن ابي مليكة ان الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال انكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم احاديث تختلفون فيها والناس بعدكم اشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه. (((فهذا المرسل يدلك ان مراد الصديق التثبت في الاخبار والتحري لا سد باب الرواية،))))) ألا تراه لما نزل به امر الجدة ولم يجده في الكتاب كيف سأل عنه في السنة فلما اخبره الثقة ما اكتفى حتى استظهر بثقة آخر ولم يقل حسبنا كتاب الله كما تقوله الخوارج
ثانيا :الشبهة التي ذكرت عن سيدنا ابوبكر رضي الله عنه مبتورة
المتن بسنده ناقل الخبر بتر قول الامام الذهبي ان مراد الصديق التثبت في الاخبار والتحري لا سد باب الرواية، وانقل الرواية كاملة ليتضح الرد .
ثالثا:اول من احتاط في قبول الاخبار فروى ابن شهاب عن قبيصة بن ذويب ان الجدة جاءت إلى ابي بكر تلتمس ان تورث فقال ما اجد لك في كتاب الله شيئا وما علمت ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر لك شيئا ثم سأل الناس فقام المغيرة فقال حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله يعطيها السدس فقال له هل معك احد فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فانفذه لها أبو بكر رضى الله عنه / تذكرة الحفاظ الذهبي
رابعا :أن كتابة الحديث الشريف كانت موجودة من أيام النبي صلى الله عليه وسلم و خلفائه و إنما التدوين بمعنى التصنيف بصورة رسمية قام به الخليفة عمر بن عبدالعزيز الذي تولى الخلافة عام 99 هـ و للعلم ان العديد من الصحابة وابناء الصحابة عاصرهم سيدنا عمر بن عبدالعزبز رضي الله عنه في تلك الفترة
و علينا ان نعلم ان القرآن الكريم كتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن القرآن لم يجمع الا في عهد سيدنا ابوبكر رضي الله عنه .
وعلم ان بتر قول الذهبي والإستشهاد بكتب السنه وبأحاديث مبتوره وغير متصله ثم تقولون هذا من عندكم فقد قالها كثير قبلك ورد عليها أهل السنه .
فتقي الله وإن كنت تريد الحق دللناك عليه وأعناك وإن كنت تريد فتن الناس في دينهم فنحن بالمرصاد وبالحق نلجمكم .