المغزى السياسي وراء عيد الغدير
ان احتفال الشيعة في هذا اليوم الذي يعدونه أفضل أيام الله وأفضل أعياد الأمة الإسلامية كما ذكر ذلك المجلسي في بحار الأنوار : (37/109)(97/110) لم يأتي لأجل الفرحة المجردة فقط وإنما لتجديد الحق الدفين تجاه أهل السنة والجماعة وبث روح الطائفية والتفرقة .
إن مفهوم عيد الغدير –عند الشيعية- يصب في تجديد بيعتهم لعلي رضي الله عنه –حسب ادعاه- وان كل من يخرج عن هذه البيعة يعد كافرا يوجب قتاله وتكفيره حسبما ذكرت ذلك العديد من كتبهم مثل الكافي للكليني ، ولهذا نجد الشيعية حريصين كل الحرص وخاصة في هذه الأيام إلى الإعلان عن - فرحتهم - بهذا اليوم الذي يوافق مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رضي الله عنه) وأرضاه .
حيث يعتبر هذا اليوم هو يوم إذكاء الطائفية عند الشيعة فان كل ما حصل تجاه اهل السنة في العراق من قتل طائفي وتهجير وتمثيل بالجثث كل هذا ينصب في كون هؤلاء –السنة- لم يبايعوا علي –حسب ادعائهم-
وليست هذه الفرحة مقتصرة على عوام الشيعة فقط بل حتى المسئولين في حكومة المالكي بينوا موقفهم الصريح من يوم الغدير حيث أعلنوا بان هذا العيد يوم وطني واتخذوه عطلة رسمية في اربع محافظات عراقية .
وبرر معين الكاظمي رئيس مجلس محافظة بغداد اعتباره عيد الغدير عطله بقوله : (انه قرار وطني وليس طائفيا ولا يراد منه استفزاز مشاعر أية طائفة أخرى ،مضيفا أن مناسبة يوم الغدير وحسب وصف الكاظمي هي مناسبة مقدسة لكافة المسلمين سنة وشيعة، وأن المسلمين في كافة بقاع الأرض يحتفلون بهذا اليوم ويصومونه، لكونه آخر حجة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت له فيها آخر خطبة على المسلمين ) .
وبين بعض المفكرين والسياسيين العلاقة المتناقضة بين يوم الغدير والمصالحة الوطنية التي يسعى المالكي لرفع شعارها وهو مقبل على تشكيل حكومة يسميها حكومة شراكة وطنية في محاولة لتلوين صورتها لدغدغة مشاعر السنة في العراق بقولهم
إن احتفال حكومة المالكي بهذا اليوم هو تناقض صريح وواضح للعيان لمفهوم المصالحة الوطنية الذي أطلقه المالكي .
حيث إن هذا اليوم هو يوم لقتل وتكفير كل من يخلف الشيعة في شريعة هذا اليوم ، كما إن الاحتفال به كل عام هو تجديد لأثار من مغتصبي الخلافة من علي ( رضي الله عنه).
ولم يكن الأمر مقتصر على الساحة السياسية العراقية بل تعداها إلى بيت الله الحرام ليتخذ الشيعة من هذا اليوم منبرا دعائيا لتصدير مذهبهم وأفكارهم عبر الدول العربية وهذا ما عبر عنه نجل المرجع الشيعي صادق الحسيني الشيرازي خلال زيارته للحجيج الإيرانيين في يوم السبت 4 ذي الحجة 1428هـ .
حيث ألقى كلمة حول (عيد الغدير) ولماذا صار أعظم أعياد الإسلام ؟، ولماذا سمّي بعيد الله الأعظم مؤكداً على ضرورة إيصال رسالة الغدير إلى الناس ونشر ثقافته على أن يكون حجّهم تمهيداً لعيد الله الأعظم وهو الغدير.
وشهدت البحرين يوم الأربعاء 10 يناير 2007 الموافق18 ذي الحجة يوما داميا حيث استغلت الشيعة هذا اليوم –عيد الغدير – وأطلقوا فيه الأعيرة النارية وأصابوا وقتلوا العديد من الأبرياء في محافظة صعدة البحرينية وأشعلوا قمم الجبال وسطوح المنازل بالنيران تعبيراً عن الفرحة بهذا اليوم.
وتزامناً مع المناسبة الشيعية "عيد الغدير"... الطالباني كلف المالكي بتشكيل الحكومة رسمياً مرشح ما يسمى بـ"التحالف الوطني" نوري المالكي بتشكيل الحكومة رسمياً، تزامناً مع المناسبة الشيعية "عيد الغدير".
وجاء التكليف الرسمي المحتسب عدديا حسب الدستور بعد تكليف شفوي غير محتسب قبل 15 عشر يوماً من أول جلسة برلمانية، والتي يفترض أن يجري فيها التكليف.
بهذا، أخر رئيس الجمهورية المنتخب جلال الطالباني تكليف المالكي رسمياً مدة 14 يومياً، واختار ترشيحه بمناسبة "عيد الغدر" ليعطيه بعداً عقائدياً ضمن التحالف الشيعي، بحسب ما يراه المراقبون.
الخاتمة
حقيقة ان جميع مناسبات الشيعة سواء بحزنها او فرحها هي مناسبات ذات طابع طائفي صريح فإذا ما ستعرضنا هذه المناسبات وموعدها وطقوسها سيتبن مدى طائفية القوم ومدى استغلالهم لهذه المناسبات خدمة لمصالحهم السياسية والطائفية فزيارة المراقد يستغلوها لإبراز قوتهم العسكرية وعددهم حيث يتوافدون إليها من كل حدب وصوب فضلا عن حمل أللافتات السياسية التي تخدم مصالحهم .
بالإضافة إلى استخدام الشعارات والهتافات لتصدير سياسية أحزابهم ،كما تعمد المصادر الإعلامية الشيعية إلى نقل إحداث وطقوس الزيارة بكل تفاصيلها للتهويل الإعلامي بحيث يطلقون على أي (زيارة) للشيعة بالمليونية .
و تحرص هذه الوسائل على ذكر أرقام خيالية للزوار الشيعة إيحاءا منهم إلى المسلمين إن زوار المراقد أكثر من حجاج بيت الله الحرام حيث ذكر بيان مكتب المرجع الشيعي الشيرازي أن عدد الزوار الشيعة لمرقد الحسين وصل الى تسعة ملايين !!!!!.
ويبدو تعقد الحالة الطائفية عند الشيعة من خلال الممارسات الشعبية التي تتم عندهم.. فهناك مشهد محدد ومعروف يقوم به أطفال الشيعة للثأر من أجل السيدة فاطمة بإقامة مشاهد ساخرة من الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في يوم معروف لديهم يطلقون عليه 'فرحة الزهرة' .
ويبني المشهد على قيام أكبر الأطفال سنا بارتداء طربوش ملون وثياب فضفاضة ومزركشة يطلق عليها ثياب الشهارة ويلصق بوجهه قطنا ويسير خلفه الأطفال مرددين عبارات مهينة تسخر من سيدنا عمر بن الخطاب ويلقي ذلك الاحتفال إقبالا من الأطفال ومباركة من الكبار .
كما تنامى لدي عوام الشيعة الرواية الشعبية التي تتردد عن قصة كسر عمر بن الخطاب لضلع السيدة فاطمة الزهراء، مما أدى إلى إسقاط جنينها والمفترض أن يكون ولدها الثالث 'المحسن' بعد الحسن و الحسين .
ان استغلال هذه المناسبات يصب في تنفيذ إستراتيجية شيعية خطيرة هدفها نشر التشيع في دول المنطقة وهذا ما يعرف بالزحف الشيعي تجاه البلدان السنية .