بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعلنا من أهل السنة ، والصلاة والسلام على عبده الذي أكمل علينا به المنة ، وعلى آله وأصحابه الذين حبهم واتباع آثارهم أقوى جنة
أحبتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن قوماً افتدوا الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأموالهم ودمائهم ، وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده ، جديرون بالإجلال والتقدير والمحبة والإتباع . وهذا ما سار عليه المؤمنون منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ أن الصحابة هم أعلم هذه الأمة وأفقهها وأدينها .
قال الإمام الشافعي : هم فوقنا في كل علم وفقه ودين وهدى ، وفي كل سبب ينال به علم وهدى ، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا
وقال الإمام أحمد بن حنبل : أصول السنة عندنا ، التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أيها الناس من كان مستناً فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم كانوا أفضل هذه الأمة وأبرها قلوباً ، وأعمقها علماً ، وأقلها تكلفاً ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه ، وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم ، واتبعوهم في أثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم .
وفي قوله تعالى : {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى }النمل59
قال طائفة من السلف : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا ريب أنهم أفضل المصطفين من هذه الأمة .
وكفى الصحابة رضوان الله عليهم فخراً أن الله تعالى شهد لهم بأنهم خير الناس حيث قال جل ذكره : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }آل عمران110
وكذلك شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : (( خير القرون قرني )) ولا مقام أعظم من مقام قوم ارتضاهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ونصرته ، لأنهم هم الأشداء على الكفار ، وهم السابقون الأولون ، فمن تأمل ذلك نجا من قبيح ما اختلقه أعداء الصحابة عليهم مما هم بريئون منه ، فلا ينتقص من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، إلا من هو فاسد الإيمان سقيم الفهم ، مائل إلى الهوى والعصبية .
وإن من أكثر الناس تعظيماً لأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، هم علي بن أبي طالب وأهل بيته ، وقد تواتر ذلك عن علي رضي الله عنه .
وأعداء الصحابة ، عمدوا إلى خيار أهل الأرض من الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين ، وإلى خيار أمة أُخرجت للناس فجعلوهم شرار الناس ، وافتروا عليهم العظائم ، وجعلوا حسناتهم سيئات وجاؤوا إلى شرّ من انتسب إلى الإسلام ممن ناصب الصحابة العداء ، من أهل الأهواء والبدع ، والله يعلم وكفى به عليماً . ليس في جميع الطوائف المنتسبة إلى الإسلام ، مع بدعة وضلالة ، شرّ ممن ناصب الصحابة العداء ، ولا أجهل ولا أكذب ولا أظلم ، ولا أقرب إلى الكفر والفسوق والعصيان ، وأبعد عن حقائق الإيمان منهم ، فكانوا بذلك أساس كل شر .
قيل لأمنا أم المؤمنين الطاهرة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها أن أناس يتناولون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ، قالت : ( ما تعجبون من هذا ؟ انقطع عنهم العمل فأحب الله تعالى أن لا يقطع عنهم الأجر )
فالإستغفار للصحابة الكرام رضوان الله عليهم وطهارة القلب من الغل عليهم ، يحبه الله تعالى ويرضاه ويثني على فاعله كما أمر الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }محمد19 وقوله عز وجل : { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ }آل عمران159 وقوله تعالى : {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ }الحشر10 وقوله تعالى : { وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ }التوبة103 كل هذه الآيات وغيرها الكثير تدعوا إلى محبة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، الذين أحبهم وأحبوه وقادهم فاتبعوه وأطاعوه ونصروه ، ففازوا بصلاته عليهم ودعائه لهم ، الذين استجاب لهم رضوان الله تعالى الذي هو غاية كل مؤمن ، ورضى الله تعالى صفة قديمة ، فلا يرضى إلا عن عبد علم أنه سيلقاه ، وهو متمسك بموجبات ذلك الرضى ، ومن رضي الله عنه لا يسخط عليه أبدا . قال تعالى : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ }الفتح18 ومن هنا يفهم أنه من جاز الإستغفار له لا يجوز شتمه ، ومن يجز شتمه لا يجوز الإستغفار له ، قال تعالى : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى }التوبة113 ولننظر إلى حال أعداء الصحابة من الفرق المنتسبة إلى الإسلام ، ولنتمعن أكثر وأكثر في معتقداتهم الخبيثة ، وإلى حقدهم الدفين ، ضاربين عرض الحائط بكلامهم المزوق ، من أن شيعة اليوم يختلفون عن شيعة الأمس - كذبوا والله - فلا فرق بين رافضة الأمس ورافضة اليوم ، فهم على نفس الضلال ، مستنين بسنة سلفهم اليهودي المتمسلم عبد الله بن سبأ الذي كان أول من أظهر العداوة والبغضاء لخير البشر بعد الأنبياء والرسل ، وأول من ادعى تأليه البشر . إليكم أحبتي في الله .... جملة من الوثائق التي تبين معتقدات شيعة عبد الله بن سبأ اليهودي ، تجاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وليعذرني الأخوة الأفاضل ، لأني قد أكثرت من طرح مثل تلك الوثائق التي تجرح مشاعرهم ومشاعر كل المسلمين المؤمنين الموحدين ، والسبب الذي دعاني إلى الإكثار من طرح تلك الوثائق ، هو تسليط الضوء على معتقدات شيعة عبد الله بن سبأ تجاه رموزنا ، وتجاه أسلافنا ، وتجاهنا . وتسليط الضوء أيضاً على تفاسيرهم المنحرفة التي لا يقبلها عقل ولا تقبلها لغة ، في محاولة مكشوفة ومفضوحة وفاشلة أيضاً منهم لإثبات ما يزعمون ويدّعون .
يا ناطح الجبل الأشم ليحطمه *** أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
--------------------------
منقول
مع تحيات
صاحب العصر والزمان
امام الكل
امام الزمان