حقيقة الرافضة
الحقيقة الأولى:
الشيعة وتسميتهم بالرافضة ومراحل تطور المذهب
وعدم صلتهم بعلي وأولاده وذريتهم:
شيعة الرجل تعني في اللغة العربية
أنصاره وأتباعه ومن سار على نهجه وطريقته،
وإن لم يكن يتصل به في النسب.
ومن ذلك قوله تعالى:
((وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإَِبْراهِيمَ))
[الصافات: 83].
ومعنى الآية كما أجمع عليه المفسرون من المسلمين
أن المراد أن إبراهيم -عليه السلام - من شيعة نوح -عليه السلام- وعلى منهاجه وسنته. وهكذا سائر الأنبياء عليهم السلام دعوتهم واحدة، ودينهم واحد.
وسوف ننظر هل الرافضة
على منهاج علي بن أبي طالب وذريته أو لا؟
من خلال الاستقراء التام لكتب التاريخ وكتب الفرق، وما ذكره أئمة الإسلام -رحمهم الله- عن الروافض
يتبين أن التشيع مر بمراحل:
المرحلة الأولى:
التشيع بعد مقتل عثمان -رضي الله عنه - مظلومًا شهيدًا بأيد خفية من اليهود والمجوس وشذاذ العرب وجهلتهم.
وتنقسم الشيعة في هذه المرحلة إلى الأقسام التالية:
القسم الأول:
الذين ناصروا عليًا بعد بيعته بالخلافة وقاتلوا معه في الجمل وصفين، والنهروان، ويرون أحقيته بالخلافة لفضله ولسابقته في الإسلام وهؤلاء فيهم صحابة وفيهم صالحون من التابعين.
وهؤلاء يرون فضل أبي بكر وعمر وعثمان وتقديمهم في الخلافة والفضل على علي بن أبي طالب، وهؤلاء منهم بنو هاشم وبعض قريش وقبائل همدان ومذحج، وتميم من مضر وسائر قبائل ربيعة وغيرهم ومن سكن الكوفة من قيس وسكان بلاد العراق من أفناء العرب من حاضرة وبادية.
وهؤلاء من أهل السنة ومن سلف هذه الأمة لم يخالفوا كتاب الله ولا سنة رسوله ومنهم الصالحون المتمسكون بالكتاب والسنة.
القسم الثاني:
هم الذين ناصروا عليًا واتبعوه وأحبوه حبًا شديدًا وفضلوه على عثمان، وهؤلاء منهم صالحون وعلماء وعبّاد وهم أغلب أهل الكوفة وكان منهم أبوالأسود الدؤلي ومنهم الشعبي، وشريك بن عبدالله النخعي
حينما سأله سائل أيهما أفضل أبوبكر أو علي، فقال له: أبوبكر، فقال السائل تقول هذا وأنت شيعي فقال له: نعم من لم يقل هذا فليس شيعيًا والله لقد رقى هذه الأعواد علي بن أبي طالب
فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر، ثم عمر،
فكيف نرد قوله، وكيف نكذبه، والله ما كان كاذبًا » ([1]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
« كانت الشيعة المتقدمون الذين صحبوا عليًا أو كانوا في ذلك الزمان يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر وإنما كان نزاعهم في تفضيل عليّ وعثمان. وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الأوائل والأواخر »([2]).
إذن القسم الأول:
فهم أهل السنة والجماعة وسلف الأمة وخلفها
فكلهم يحبون عليًا ويرونه رابع الخلفاء الراشدين ويحبون أولاده من بعده، ويرون فضلهم ومكانتهم ويأخذون بأقوال علي وأولاده وذريته وما يعرف بالأئمة عند الرافضة وعددهم « أحد عشر » رجلاً كلهم من أهل السنة ليس لهم ميزة عن بقية علماء الإسلام بل هم صالحون فيهم العلماء وفيهم طلبة العلم.
كذلك القسم الثاني
هم من أهل السنة والجماعة
وإن أخطأوا في تقديم علي على عثمان.
القسم الثالث:
هم الذين غلوا في عليّ وفضلوه على أبي بكر وعمر.
وقد ظهروا في أيام علي -رضي الله عنه -
وقد توعد بالجلد حد الفرية من فضله على أبي بكر وعمر.
وهؤلاء هم نواة الرافضة،
وقد تطور بهم الأمر فيما بعد، ودخل معهم من القسم الرابع من المنافقين والزنادقة، واندمجت مقالاتهم وأراؤهم فيما بعد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
« أصل الرفض من إحداث الزنادقة المنافقين الذين عاقبهمعلي - رضي الله عنه - في حياته فحرق طائفة منهم بالنار وطلب قتل بعضهم ففروا من سيفه البتار وتوعد بالجلد منهم طائفة مفترية فيما عرف منه من الأخبار »([3]).
القسم الرابع:
هم المنافقون المندسون في الإسلام،
وهم الذين ألبّوا على قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان
وهؤلاء من الحاقدين على العرب وعلى الإسلام
ورأسهم عبدالله بن سبأ
الذي تظاهر بالإسلام خلافة عثمان نفاقًا ليفسد الإسلام، ولا يستبعد وجود بعض الصابئة والمجوس معه يتظاهرون بالإسلام،
وهؤلاء نواة الرافضة حتى اليوم
ورأسهم عبدالله بن سبأ
هو الذي أظهر سب الصحابة
وهو الذي زعم أن عليًا أولى بالخلافة
وأنها اغتصبت منه،
فأصول الشيعة الإمامية اليوم
هي مقالات ابن سبأ،
وقد اعترف بوجوده الروافض القدماء في كتبهم.
فالقسم الثالث والرابع هم نواة وأصل مذهب
الروافض الباطل إلا أنه مر بمراحل كما سيأتي.
المرحلة الثانية:
وتبدأ هذه المرحلة من موت الخليفة معاوية بن أبي سفيان سنة (60هـ) حتى ظهور الخرسانية دعاة بني عباس
وسقوط دولة بني مروان.
وهي امتداد للمرحلة الأولى
مع تطوير المذهب وقيام
خلايا سرية من الكذابين والزنادقة بالتدوين السري،
والكذب على علي -رضي الله عنه - وأولاده.
قال الشعبي (ت: 105هـ):
-وكان من أصحاب علي-: ما كُذب على أحد من هذه الأمة ما كذب على علي بن أبي طالب ([4]).
وقد قامت هذه الطائفة بالعمل السري وإظهار شعائر الإسلام وأداؤها مع المسلمين مع كذبهم ودجلهم، وهم بالعراق وغالبهم بالكوفة وهي قليلة جدًا.
وهؤلاء أخلاط من اليهود والنصارى
والمجوس والصابئة والزنادقة والكذابين من العرب
ومن العوامل التي ساعدت على بقائهم وبث آراءهم
مقتل الحسين بن علي -رضي الله عنه - سنة (61هـ)
فقد استغلوا مقتله وعاطفة المسلمين نحوه
إلى بث مذهبهم الباطل،
وزعمهم بحب آل البيت والتشيع لهم
وقد خرج في هذه الفترة
كذاب ثقيف المختار بن أبي عبيد بزعمه نصرة الحسين،
وهؤلاء الطائفة -الرافضة- كانت تتستر بالتشيع
لآل البيت ونصرتهم
وكل زنديق أو يهودي أو مجوسي تستر بهذه الدعوة علمًا أنهم لم يسلكوا منهج وطريق علي وأبنائه من بعده،و ذريته.
وظهر فيها من الكذابين والمرتدين
مجموعة هم من مؤسسي مذهب الرافضة منهم:
1- المغيرة بن سيعد الفارسي
مولى خالد القسري البجلي (قتل سنة 120هـ) مرتدًا.
2- بيان بن سمعان.
3- جابر بن يزيد الجعفي المذحجي، وأظنه مولى
. له كتاب في التفسير سري (ت: 127هـ).
4- محمد بن السائب الكلبي له كتاب في التفسير (ت 146هـ).
5- ابنه هشام (ت204هـ).
6- زرارة بن أعين (ت150).
7- شيطان الطاق محمد بن علي بن النعمان الأحول
(ت: 160هـ) وكان يحرف القرآن ويحذف منه.
8- هند بنت المتكلفة الناعتية، وليلى بنت قمامة المازنية
وفي بيتيهما تتجمع الخلايا السرية من الملحدين الروافض([5]).
9- أبومنصور العجلي.
10- وفي كتب الشيعة سُليم بن قيس الهلالي (ت: 90)
وله كتاب بتحريف القرآن وهذا غير معروف ولعله شخصية وهمية تنسب لأشهر قبيلة بني هلال قاله الموسوي.
11- أبوالخطاب محمد بن أبي زينب مقلاص
وهو مؤسس مذهب الباطنية وهي من الرافضة.
وكانوا في هذه المرحلة قلة تتخفى في خلايا سرية يبنون مذهبهم لهدم الإسلام وإفساده والكيد للمسلمين،
ولكنهم لا قيمة لهم في السواد الأعظم من المسلمين ومن أظهر آراءه حكم عليه بالردة والقتل كما فعل بالمغيرة.
روى الكليني عن حمران بن أعين قال: « قلت لأبي جعفر (ت: 114هـ): جعلت فداك ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ »([6]).
قال الدكتور القفاري:
« وهذا النص يبين أن الرافضة إلى عهد أبي جعفر الباقر كانوا قلة شاذة، ودعوتهم لم تجد القبول، ولم تحظ بالانتشار وكانت تعيش في سراديب التقية والكتمان، ويعزى رؤساؤهم أتباعهم بما يفترونه على أهل البيت من الكذب عليهم([7]).
يضاف إلى ما ذكره القفاري أنهم
لم يقننوا قانون متعة النساء وقانون الخمس في ذلك العصر.
وسموا في هذه المرحلة بالرافضة وهو اسمهم الحقيقي؛
لأن تسميتهم بالرافضة يعود إلى مقتل زيد بن علي بن الحسين حينما خرج على هشام بن عبدالملك سنة (121هـ)، ولما طعن جنوده في أبي بكر وعمر منعهم وأنكر عليهم
فرفضوه ولم يبق معه إلا مائتا فارس فقط.
وكانوا قبل في الكوفة يسمون بالخشبية نسبة إلى قتالهم بالخشب
قال عنهم الشعبي،
يا مالك إني درست الأهواء فلم أر فيها أحمق من الخشبية
فلو كانوا من الدواب لكانوا حمرًا ولو كانوا من الطير لكانوا رَخَما
يا مالك لم يدخلوا في الإسلام رغبةً فيه لله ولا رهبة من الله،
ولكن مقتًا من الله عليهم وبغيًا منهم على أهل الإسلام
يريدون أن يَغْمضوا دين الإسلام كما غَمِض بولص بن يوشع ملك اليهود دين النصرانية، ولا تجاوز صلاتهم آذانهم،
قد حرقهم علي بن أبي طالب بالنار ونفاهم من البلاد
منهم عبدالله بن سبأ يهودي من يهود صنعاء نفاه إلى ساباط وأبوالكَرّوَّس نفاه إلى الجابية وحرق منهم قومًا... »([8]).
وقد اشتهر عنهم الكذب في هذه المرحلة كما شاع عنهم بغض الصحابة وشتمهم ولكن لم يكن ظاهرًا للدولة الأموية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
« وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد أن الرافضة أكذب الطوائف والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب »([9]).
قال الشيخ إحسان إلهي ظهير
-وهو من أعلم الناس بكتب الشيعة ورجالهم-:
« بدأ التشيع يحمل الأفكار الأجنبية المدسوسة، كما بدأ يحصل فيه التفرق الكثير، وصار مأوى وملجأ لكل من أراد
هدم الإسلام لعداوة أو حقد،
ومن كان يريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية وزرادشتيه، وهندية، ومن يريد استقلال بلاده والخروج على مملكته،
كل هؤلاء اتخذوا حب أهل البيت
ستارًا يضعون وراءه كل ما شاءت أهواؤهم،
فاليهودية ظهرت في التشيع بالقول بالرجعة
وقال الشيعة: إن النار محرمة على كل شيعي إلا قليلاً...
وتستر بعض الفرس بالتشيع وحاربوا الدولة الأموية، وما في نفوسهم إلا الكره للعرب ودولتهم والسعي لاستقلالهم... »([10]).
المرحلة الثالثة:
وتبدأ من ظهور دولة بني العباس
حتى منتصف القرن الثالث.
لقد قامت دولة بني العباس على التشيع ونصرة آل البيت بزعمهم وأنهم أحق بالخلافة، وقامت على إبادة العرب بخراسان لاسيما القبائل المضرية فقد أوصى إبراهيم بن محمد صاحب الدعوة غلامه أبا مسلم الخراساني الفارسي بقتل كل من تكلم العربية في خراسان([11]).
قال الذهبي:
« كان أبومسلم الخراساني بلاءً عظيمًا على عرب خراسان فإنه أبادهم بحد السيف »([12]).
وقال أيضًا:
وقد أتت دولة أعجمية خرسانية جبّارة »([13]).
وقيل:
قتل أبومسلم الخراساني من المسلمين ما يقرب من « المليون » فقد أبادوا بني أمية وأهل دمشق وغيرها من مدن الشام، وقد أسندهم على هذه الفعائل الإجرامية الشعوبيون من الموالي وشعراء الرفض.
من ذلك قول سُديف بن ميمون من موالي بني هاشم:
يحرض السفاح على إبادة بني أمية:
لا يغرنك ما ترى من رجال إن بين الضلوع داءً دويًا
فضع السيف وارفع السوط حتى لا ترى فوق ظهرها أمويًا
وقال أيضًا:
لا تُقيلنَّ عبد شمس عثارا
أنزلوها بحيث أنزلها الله
واذكرنْ مصرع الحسين وزيد
والإمام الذي بحرّان أمسى
فلقد ساءني وساء سوائي
واقطعن كلَّ رَقلةْ وغِراس
بدار الهوان والإتعاس
وقتيل بجانب المِهراس
رَهْنَ قبرٍ في غربة وتناسي
قُرْبُهم من نمارق وكراسي
فقتل السفاح جميع الموجودين عنده من بني أمية
ورمى بجثثهم بالطرقات.
وقد أضعف أبوجعفر المنصور الخرسانية والرفض،
وقتل زعيم الخرسانية أبا مسلم الخرساني (سنة 137هـ) وتفرق جنده، وخرج بخرسان سُنباذ للطلب بثأر أبي مسلم وكان مجوسيًا فجهز له المنصور جيشًا فهزمه وقتل من عسكره نحو ستين ألفًا ثم قتل بعد ذلك.
وكان المهدي شديدًا على أهل الزيغ والزندقة
وقد كلف أناسًا بمتابعة الزنادقة
وكان منهم بعض الرافضة منهم هشام بن الحكم الكوفي المجسم
(ت: 190هـ) فاتخذ الصمت في عهد المهدي، وكان المأمون فيه تشيع إضافة إلى إغراقه في الاعتزال وتقريب المعتزلة وتعذيب علماء السنة مثل: الإمام أحمد والبويطي وغيرهما.
وكان المتوكل
يأمر بسب معاوية -رضي الله عنه -، وقد تغلغل بعض الروافض في هذا العصر في الدولة واتخذوا النفاق والتقية، وقاموا ببعض الاغتيالات، ومنهم علي بن يقطين وكان وزيرًا لهارون الرشيد
فقد هدم السجن على خمسمائة رجل من أهل السنة وقتلهم
وكان الخميني يثني عليه ويمدحه([14]).
المرحلة الرابعة:
وتبدأ من منتصف القرن الثالث حتى قيام الدولة الصفوية
سنة (905هـ)
من الأخطأ الفادحة التي ارتكبتها الدولة العباسية إهمال العرب والبوادي والتقصير في تعليمهم الإسلام، والنظر في حاجاتهم، وإقامة أحكام الإسلام فيهم، وتدريس أولادهم وإرسال الدعاة إليهم وإمالة زعمائهم والاهتمام بهم.
كل ذلك لم يحصل من الدولة العباسية
وقد أضر عليهم من جانبين:
الجانب الأول:
ما قام به الأعراب من قطع الطريق والسلب والنهب وإضعاف الأمن بل انعدامه.
الجانب الثاني:
صارت الأعراب فريسة لأصحاب الثورات من الزنادقة والمرتدين من الباطنية والروافض وغيرهم.
وقد نشطت الطوائف الباطنية وانتشر الرفض في هذه القرون في البلاد الإسلامية وكل الطوائف الباطنية قامت على التشيع لآل البيت وحب آل البيت والدعوة إلى نصرتهم وإظهار السب والشتم للصحابة فأصولهم روافض.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
«... فقد أدخلوا على الدين من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد فملاحدة الإسماعيلية والنصيرية وغيرهم من الباطنية المنافقين من بابهم دخلوا أعداء الإسلام من المشركين وأهل الكتاب وبطريقهم وصلوا واستولوا على بلاد المسلمين وسبوا وأخذوا الأموال وسفكوا الدماء وجرى على الأمة بمعاونتهم من فساد الدين والدنيا ما لا يعمله إلا رب العالمين »([15]).
ومن ذلك:
1- ما قام به الأخيضريون باليمامة من إفساد وادعوا نسبتهم إلى علي بن أبي طالب
ففي سنة 250هـ نهب إسماعيل الأخيضر الكعبة وأخذ كسوتها وقتل من قتل من أهل مكة، وأخذ أموالهم. ثم دخل المدينة وأفسد فيها ودخل مسجد النبي
وعطلت الجمعة والجماعة.
2- وفي سنة 255هـ ظهر الخبيث صاحب الزنج واسمه:
علي بن محمد وادعى نسبه العلوي،
قال الطبري:
من بني عبدالقيس وقال غيره
من الفرس وأن أصله من إيران([16]).
وكان الهدف من الثورة
الانتقام من العرب،
فقد وجد في معسكره أكثر من « ثلاثين ألف » امرأة من المسلمين قد سباهن هو والزنج السود الذين اتبعوه.
وأباد القرى وأباح زواج المحارم وفعل الأفاعيل التي لا يعلمها إلا الله وقد استمرت ثورته « خمسة عشر سنة »
حتى قضى عليها الموفق العباسي سنة 270هـ.
3- ثورة القرامطة في الشام والعراق على أيدي دعاة الباطنية وهم: الحسين الأهوازي،
وحمدان بن الأشعث،
وعبدان
وزكرويه بن مهرويه
وكلهم من الأعاجم،
وأبوالخال وصاحب الجمل فقد استباحوا القرى والمدن في الشام وأطراف العراق وسبوا نساء المسلمين بل سبوا حتى الهاشميات مع أنهم يدعون نسبهم إلى علي بن أبي طالب([17]).
4- خروج قرامطة اليمن الإسماعيلية على يد
علي بن الفضل الخنفري (ت303هـ)،
وكان رافضيًا وقد أباح نكاح المحارم وادعى النبوة وفعل في اليمن ما الله به عليم، من قتل وهتك للإعراض، وسبي لنساء المسلمين.
5- خروج قرامطة البحرين سنة 280هـ
وأولهم أبوسعيد الجنّابي الفارسي
فقد دمر بلاد المسلمين، وأحرق أهل الأحساء من بني عبد القيس، وأباد قرى نجد والحجاز وسبا صبيان المسلمين
وفي سنة 317هـ قتل أبوطاهر الحجاج وقلع الحجر الأسود وذهب به إلى البحرين وجمع أصحابه وأعلن فيهم دينه ودين أبيه فقال: « أيها الناس إنا كنا ندخل عليكم بحسب أهوائكم مرة بمحمد ومرة بعلي ومرة بإسماعيل بن جعفر ومرة بمحمد بن إسماعيل وبالمهدي وهذا إلهنا وإلهكم وربنا وربكم يعني:
زكريا الطمامي لعنه الله
وقد هلك سنة 332هـ.
6- خروج عبدالله بن محمد بن عبيدالله بن ميمون القداح
(ت: 322هـ) في السلمية بالشام وادعى نسبه إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق
والراجح أن نسبه يرجع إلى ميمون بن ديصان القداح اليهودي ونسبهم مغمور وظهر في سرية تامة وأفعالهم القبيحة تدل على أنهم ليسوا من أهل البيت.
قال الذهبي: « والمحققون على أنه دعي »([18]).
وانتشر مذهبه على أيدي الدعاة له ومن أخبثهما:
أبوعبدالله الشيعي الذي ظهر بأفريقية،
وأبوالعباس ظهر باليمن
وكانا يظهران الزهد والتأله والعبادة
وأدّبا أولاد الناس وخدعوا المسلمين،
وقد قتلهما المهدي سنة 298هـ، ظهرت دعوته سنة 270هـ واستولى على إفريقية ولم يكن يفصح عن مذهبه إلا للخواص فلما تمكنأظهر القتل وسب الصحابة وفعل بالمسلمين الأفاعيل.
7- مؤامرة ابن العلقمي ودوره
في سقوط الخلافة ومساندته للتتار كما سيأتي.
8- تغلغل الروافض في الدولة العباسية
والتستر والتقية أمام الخلفاء وأمام المسلمين
فقد كان لبعضهم دور كبير
في مساعدة صاحب الزنج والقرامطة إضافة إلى إثارة الفتن في عاصمة الخلافة والتأثير على الخلفاء،
فقد كتب المأمون خطبة تقرأ بعد الجمعة فيها اللعن والشتم
لمعاوية وبني أمية، كما أن المعتضد أمر سنة 283هـ بتجديد كتاب المأمون. ولكن هذا الأمر يختلف من خليفة إلى خليفة
ولم تكن المزارات الشركية ظاهرة في العراق ففي عام 236هـ أمر المتوكل بهدم قبر الحسين وما حوله من المنازل.
9- قيام دولة بني بوية وزراء العباسيين الروافض الفرس.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
« فقد رأينا ورأى المسلمون أنه إذا ابتلي المسلمون بعدو وكافر كانوا معه على المسلمين » ([19]).
وقال أيضًا:
« وكانت دولة بني بوية ينظم فيها زنادقة وقرامطة ومعتزلة ورافضة ومتفلسفة.. »([20]).
المرحلة الخامسة:
قيام دولة الفرس الصفوية سنة (905هـ) على الشعوبية واتخاذ التشيع ذريعة لمحاربة أهل السنة وإبادتهم في إيران وما حوله.
وهذا ناتج عن عداوتهم للمسلمين والعرب خاصة
كما سبق فعل أبي مسلم الخرساني
فالفرس يرون أن دولتهم أنهيت على أيدي العرب في سبع سنين؛
لذلك نجد غالب الفرس اعتنقوا المذاهب الباطنية والمذهب الرافضي الممقوت.
قال المقريزي:
إن الفرس كانوا ذوي سعة وعلو ويد على جميع
الأمم وجلالة الخطر في نفسها؛
بحيث إنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأسياد
وكانوا يعدون سائر الناس عبيدًا لهم
فلما زالت دولتهم على أيدي العرب.
وكانت العرب عند الفرس أقل الأمم خطرًا تعاظمهم الأمر وتضاعفت لديهم المصيبة وراموا كيد الإسلام ومحاربته في أوقات شتى فخسروا ذلك فأظهر قوم منهم الإسلام واستمالوا أهل التشيع بإظهار محبة أهل البيت واستبشاع ظلم علي ثم سلكوا مسالك شتى حتى أخرجوهم عن طريق الهدي([21]).
وقد استمرت دولة الصفويين حتى سنة 1148
وقامت بالأعمال التالية:
1- أسس الشاه إسماعيل الصفوي الفارسي دولته على الرفض وكان يرى نفسه معصومًا، وليس بينه وبين المهدي فاصل وأنه لا يتحرك إلا بمقتضى أوامر المهدي.
وهذا يدل على كذبه ودجله؛ لأنه لا يوجد مهدي.
2- أباد أهل السنة في أيران وأدخلهم قسرًا بحد السيف الرفض ومن امتنع قتله، واتخذ سب الخلفاء الراشدين الثلاثة وسيلة لامتحان الإيرانيين من سمع السب يجب أن يقول: « بيش يا دكم ياد ». وتعني: أن السامع يوافق على السب ويطلب المزيد.
وأمر أن يلعن الصحابة بالشوارع والأسواق
وعلى المنابر ومن يمتنع يقتل([22]).
3- اتخذت الدولة الصفوية مقتل الحسين
وسيلة للتأثير النفسي على الناس فابتدعوا الاحتفال السنوي بمقتل الحسين -ولا يزال موجودًا- وهو ما يعرف بعاشوراء،
واتخاذ « الشبيه » ويجري فيه: تمثيل قتل الحسين مما له أثر في الحزن والبكاء واعتناق المذهب الرافضي والحقد على المسلمين.
4- ظهر مشايخ الرافضة في عهد الدولة الصفوية، ومنهم:
الكركي وهو من أخبث مشايخ الرافضة، ويلقبه الروافض
« المحقق الثاني »،
وقد قربه الشاة « طهما سب ابن الشاه إسماعيل »
وقد أحدث علي بن هلال الكركي (ت:984هـ)
بدعًا جديدة في مذهب الروافض منها:
أ - التربة التي يسجد عليها الرافضة الآن في صلواتهم وطقوسهم فقد ألف فيها رسالة سنة 933هـ.
ب- ألف رسالة في جواز السجود للعبد
مجاملة مع السلطان الصفوي.
جـ- ألف رسالة في سب ولعن الشيخين أبي بكر وعمر
وسماها « نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت » وكانت بدعه كثيرة حتى لقبه بعض المصنفين بمخترع الشيعة.
د- شرع السب في المساجد أيام الجمع.
هـ- ومن شيوخ الروافض في الدولة الصفوية
محمد بن باقر (1110هـ) المجلسي صاحب كتاب
« بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ».
وقد أتى فيه بأشياء كثيرة غير موجودة في كتب الروافض الذين قبله وقد شرح كتب الروافض السابقة وأوضح الرموز التي رمزوا بها لأبي بكر وعمر وعثمان وصرح بسبّهم وشتمهم لعدم حاجته إلى التقية؛ لأن الروافض السابقين
لا يظهرون سب الصحابة أمام المسلمين صراحة.
5- مما ابتدعته الدولة الصفوية بفتاوى مشايخهم إقامة المآتم الحسينية السنوية فقد طورها الصفويون حتى يتربى الناشئ والعامي على الحقد والغيظ للمسلمين حتى أنه لا يستمع إلى حجة أو برهان.
6- إظهار عقيدة الرفض ونشر كتبهم والزيادة فيها، وقد كانت قبل يغلب عليها التستر والكتمان، وكانت تتداول بسرية تامة،
وحينما علم المسلمون بكتب محمد بن الحسن الطوسي (ت: 460هـ) أحرقت حتى تستر واختفى كعادة الرافضة في التقية([23]).
يتبع باذن الله