لا يزال مصير مسؤلي برنامج تطوير المسجد المكي المعتقلين غامض

[حفيد الصحابة]

سني نيوز: ان نظام ولاية السفيه المستبد يخاف بقوة من أماكن تجمع أهل السنة و إظهار وجودهم في البلاد.

بعدما تم هدم مساجد أهل السنة في المدن الكبرى كمشهد و شيراز و أصفهان، لم يسمح النظام ببناء مسجد لهم في العاصمة طهران بل صادروا الميزانية المخصصة لهذا الغرض و الأرض التي كان من المقرر أن يبني المسجد عليها.

و أخيرا تم إغلاق بيوت المؤمنين الذين خصصوها لإقامة صلاة الجماعة في مدينة طهران.

إن وجود مراكز و تجمعات أهل السنة في المدن الإيرانية الكبرى تظهر حجمهم الحقيقي و تجعل هذه الأقلية الوطنية الأصيلية الذين هم أصول لجذور الإسلام و الإيمان في إيران أن يقتربوا بعضهم إلى البعض.

و من الناحية الأخرى تصبح هذه المراكز و التجمعات نوعاً من الوعي لدى جيرانها من أبناء الشيعة حيث تطرح أسئلة كثيرة في بالهم أنه لماذا اعتنقنا مذهب الشيعة؟ مع أن بلاد الفارس منذ فجر الإسلام حتى القرن العاشر الهجري كانت مهدا للتوحيد و الإسلام و العلم و العلماء و المفكرين ينتمون إلى مذهب أهل السنة و الجماعة فكيف اضطروا إلى اعتناق مذهب الشيعة؟!

إن النظام الديكتاتوري الحاكم في إيران يعتقد أن منع أهل السنة من التجمع في مكان واحد كمساجد و بيوت الله و إبراز وجودهم القوي بين الشعب الإيراني يخفق و يخنق هذه الأسئلة التي تخطر في خواطر اتباع الشيعة! و لا يدرون أن الماء إذا جرى في واد يوما ما فإنه سيجري فيه مرة أخرى بل مرات أخريات.

إن الجامع المكي بمدينة زاهدان و أنشطته خطف النوم من عيون الصفويين و خيب آمالهم منذ سنوات.

فقد حاولوا بحليهم الرخيصة و بطرق و وسائل مختلفة إضعاف أهل السنة و تفريق تجمعاتهم مهما بلغ الثمن.

و لقد أقدم النظام على منع جلسة "ختم البخاري" الذي يعقد سنويا في دار العلوم بمدينة زاهدان و هي من أهم الإجتماعات التي منع النظام إقامته هذا العام حيث حظر المفكرين و طلبة العلم و المهتمين و المؤيدين أن يسافروا إلى مدينة زاهدان للمشاركة في هذا الاجتماع العظيم، و لكن بفضل المولى عز وجل قام الاجتماع بأحسن و أجمل وجه و بشكل غير مسبوق إذ كان من المقرر أن يقام لمدة يوم واحد فقط و لكن استمر ثلاثة أيام و بشكل رائع. و لحسن الحظ فإن جميع سياسات النظام الإيراني الديكتاتوري تصب في مصلحة المستضعفين و تسبب في صحوة الشعب الإيراني.

لقد كان للجامع المكي من ناحية البناء تقدم و تطور ملفت للنظر مما أثار حسد الصفويين الحاسدين.

لذلك قاموا بممارسة الضغوط على الشيخ عبدالحميد بطرق مختلفة كالتهديد و فرض حظر الخروج إلى الخارج و الاعتداءات و التشويه و اثارة الدعايات الكاذبة و حظره من المشاركة في كثير من البرامج و الأنشطة بصورة غير قانونية، و إعادته من المطار، و إقصاء الأفراد من حوله و أخيرا أخذ الرهائن من أسرته و أقاربه... و بهذه الطريقة يريدون فرض مطالبهم غير أخلاقية و غير قانونية على الشيخ عبدالحميد. مع ذلك فإن ممارسة هذه الضغوط تسبب في شعبية الشيخ عبدالحميد بين الناس أضعافا مضاعفة و إن شباب أهل السنة الشجعان يلتفون حوله كالفراشة حول الشمعة و هم على استعداد لتقديم التضحية بأنفسهم و أرواحهم في سبيل الدفاع عن دينهم و مقدساتهم.

في تقرير لمراسل سني نيوز من مدينة زاهدان فإن عبدالرحيم شه بخش و الحافظ إسماعيل ملازهي مسؤلين عن بناء و تطوير الجامع المكي اللذين سبق أن تم اعتقالهما و يقبعان حاليا في سجون النظام كرهائن، و هما صهرا الشيخ عبدالحميد، لم يتمكن أسرتهما حتى الآن من الزيارة أو الإتصال الهاتفي معهما.

بينما يسعى زعماء و نخب أهل السنة أن يحصلوا على تصريح لبناء مسجد لأهل السنة بمدينة طهران، و كما يبدو أن الحكومة الحالية تخاف من بناء مسجد في مدينة سنية و في المجتمع السني و لا تحتمل وجود مثل هذا المركز و التجمع السني أبداً.

بعد أن اعتقلت السلطات الحاج عبدالرحيم شه بخش الذي شارك في الحرب بين إيران و العراق في الثمانينات، القوا القبض على نائبه في شؤون بناء الجامع الحافظ إسماعيل و قاموا بضربه و شتمه أمام أعين أفراد عائلته و أخذوه رهينا عندهم.

واصل مراسل سني نيوز في تقريره: يعتقد المراقبون و المحللون في قضايا بلوشستان أن السلطات الإيرانية على علم من حساسية أهل السنة لاسيما البلوش تجاه اعتقال أو فرض الإقامة الجبرية على الشيخ عبدالحميد و نتائجها الخطيرة، لهذا السبب لجأت السلطات إلى اختطاف القريبين إليه، علما بأن ممارسة هذه السياسات أتت دائما بنتائجها عكسية للنظام الإيراني.

و وفقا لتقارير واصلة من مدينة زاهدان الإيرانية، فإنه لا يزال يتم تنفيذ برامج تطوير و إعادة بناء الجامع المكي و قد دمرت احدى منارتي الجامع و لكن من المقرر أن يتم إبقاء المنارة الثانية التي تقع بجانب شارع "خيام".

الجدير بالذكر أن الجامع المكي لاسيما مناراته الجميلة تعرضت عقب تدمير مسجد الشيخ فيض بمدينة مشهد للهجمات الشديدة من قبل المروحيات التابعة للحرس الثوري الإيراني و آثار القصف على المسجد باقية حتى الآن و هي تظهر في الصور التي بين أيديكم و التي تثبت و توضح حب الجمهورية الإسلامية المفرط للمساجد و بيوت الله و المدارس.

يقول الله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ . البقرة: ١١٤