قناة العربية
والعداء المستحكم لدين جمهورها!!
مهند الخليل
التاريخ: 28/11/1431 الموافق 05-11-2010
المختصر /
لنفترض -جدلاً- أن كاتباً سعودياً ادعى أن المتسلط على قناة العربية عبد الرحمن الراشد قد أعيد إلى موقعه بعد إقالته بضغط أمريكي على أعلى مستوى بل بتدخل شخصي من الرئيس باراك أوباما نفسه!!
ولنتصور الضجة الكبرى التي سوف يفتعلها هو وأشياعه وأتباعه من المدسوسين على مهنة الإعلام لمجرد توافق أهوائهم مع هوى الراشد.
لكن النبأ عندما أتى في مصادر صهيونية -كصحيفة يديعوت أحرونوت- لم ينطق القوم ولو بكلمة عتاب أو نفي موارب!!
أم أن الراشد وأزلامه لم يعودوا يرون في تبعيتهم لأمريكا علانية أي غضاضة؟
أم أن اليهود خارج منطقة الرد عليهم مهما كان رداً مؤدباً وناعماً؟
في كل الأحوال، لا يعنينا ذلك إلا بمقدار التنبيه إلى دلالاته المباشرة وغير المباشرة،
وإبلاغ من لم يبلغه بعد نتيجة التعتيم الشديد في سائر وسائل الإعلام على المسألة برمتها.
وكذلك الإشارة إلى أن عودة الراشد ليست نتيجة توبة من قبله أو مراجعة لمسيرته المضادة لأبجديات المهنة-ناهيكم عن أخلاقياتها-.
وهذه بعض الشواهد الطازجة للغاية،
التي تقطع بأن الرجل ماضٍ في غيّه ومستمر في كراهيته للإسلام والمسلمين ،
ومستهتر بجميع أعراف العمل الإعلامي الموضوعي المقبول.
ونبدأ بأحدث مخازي القناة،
حيث شوهت نبأ اعتناق صحافية بريطانية للإسلام،
هي السيدة لورين بوث -أخت زوجة توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق-.
فهذه الأخت أعلنت أنها سوف تقاضي قناة الراشد أمام المحاكم وهيئة أخلاقيات الصحافة،
لأن القناة ادعت أن لورين اعتنقت الإسلام في إيران وأنها تشيعت هناك،
ونسبتْ إليها أنها سبحت في بحر غزة بملابس غير محتشمة!!
وأكدت لورين بوث أن كل ما بثه الراشد عارٍ عن الصحة جملة وتفصيلاً،
وقالت بحرقة:
أهكذا تستقبل قناة عربية دخول سيدة في دين الإسلام لتوها!!
والشاهد الثاني يتلخص في تغطية الراشد لحجب القمر الصناعي المصري نايلسات جملة من القنوات الإسلامية،
ففي حلقة برنامج (بانوراما)
-الخميس 13/11/1431الموافق 21/10/2010م-
استضافت المذيعة منتهى الرمحي لمناقشة الموضوع
عبد الله كمال المعروف بحقده على الإسلاميين كافة وبحملاته الشائنة ضد السعودية وهجائه لقطعيات معلومة من الدين بالضرورة، ولم يكن هنالك أي شخص يمثل الطرف الآخر
-فغيابه حتمي في إعلام الراشد ما دام إسلامياً-
مع أن حضور مندوب عن القنوات الضحايا حتمية مهنية في كل إعلام الدنيا غير المؤدلج!!
بل إن الضيف الآخر سليمان جودة قوطع وقُمِع رأيه بصلف لمجرد أنه حاول أن يكون متوازناً في طرحه!!
ولم يشفع للرجل ثناؤه الصريح على الرئيس مبارك وشهد لعهده بأن
"الحرص على الحريات الفكرية والإعلامية هو إنجازه الأكبر"!!!
ومن قبل جرت واقعة مماثلة، ففي فجر يوم الأحد 24شوال1431 ( 03/10/2010م)، بثت قناة الراشد حلقة من برنامج (ستوديو القاهرة) الذي يعده ويقدمه حافظ الميرازي
-الذي كان مقتدراً يوم كان في قناة الجزيرة -
وخُصصت الحلقة لموضوع الإعلام الديني،
وكانت مهمتها الفعلية التعليق على آثار حملة شنودة ومساعديه على القرآن والمسلمين في مصر
-الكذب على كتاب الله وادعاء تحريفه
ووصف أكثرية المصريين الساحقة بأنهم ضيوف على وطنهم
ثم الحملة القذرة على الدكتور محمد سليم العوا
الذي رد على مفترياتهم رداً هادئاً-.
وكالعادة، لا يوجد ضيف يمثل الإعلام الديني المتهم،
فالضيفان الشيوعي المعروف صلاح عيسى
والقبطي يوسف سيدهم رئيس تحرير صحيفة وطني القبطية!!
بل الأدهى تغييب أي شخص إسلامي حتى لو كان من "بتوع الحكومة"-كما يقول أشقاؤنا المصريون!!
وصال الضيفان المتناغمان وجالا على حساب الحقيقة والموضوعية وشرف المهنة الذي تشدقا به كثيراً،
وهبطا بالحوار إلى الشكوى من أصوات مكبرات الصوت في المساجد!!
وشتم سيدهم السلفية وحمّلها وزر مشكلات مصر
منذ الفراعنة إلى قيام الساعة،
وذلك في قناة يفترض أن مالكيها
ينتمون إلى السعودية معقل السلفية الأول!!
ولأن القناة الراشدية على هذه الحال المزرية، فإن الحلقة لم تتطرق مثلاً إلى قيام الكنيسة
باحتجاز مواطنات نصرانيات حتى الآن، ولا إلى السر وراء مراقبة المساجد بشدة
وعدم مراقبة الكنائس البتة، وكذلك كيف تنشر صحف طائفية بذاءات بيشوي
-نائب شنودة- وتمتنع عن نشر رد العوا الذي افتروا عليه كثيرا؟ ولم يحاول أحد في البرنامج معرفة أن يفسر
ارتفاع التوتر بين المسلمين والقبط فقط دون سائر نصارى مصر؟ ولا طروء هذا الارتفاع فقط
منذ تسلط شنودة على الكنيسة القبطية؟؟؟؟
المصدر: المسلم