البصرة جسر الخليج الذي تحتله إيران
الكاتب: صافي الياسري/كتاب من أجل الحرية
العنوان .. ليس مبالغا به بل هو حقيقة وغطاؤها شفاف كالموسلين والوقائع على الارض تثبت ذلك ،والبصرة هي وصية الشاه بهلوي الاول لابنه الشاه الثاني الذي لم يستطع تحقيقها فلجأ الى احتلال الجزر الثلاث الاماراتية ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، وحين سقط الشاه استلم الخميني عرش الطاووس ومعه وصية الشاه التي وضعها موضع التقديس فالبصرة هي الجسر الاستراتيجي الى الضفة الشرقية للخليج حلم الاباطرة الايرانيين الجدد، وكم الحق بها من اذى خلال حرب الثمان سنوات لكنه عجز عن الوصول الى حدودها فاتجه جنوبا الى الفاو والجميع يعرف ما حدث هناك ، وحتى سقوط النظام العراقي عام 2003 على يد المحتلين الاميركان لم يكن يحلم النظام الايراني بموطيء قدم في البصرة مع كل جهوده التي كان يبذلها سرا وكل الاموال التي كان يصرفها على الحلم الذي ورثه هذه المرة الشاه المعمم الجديد خامنئي ، لكن البصرة قدمت على طبق من ذهب ودماء له بعد الاحتلال فعبرت جيوشه بالثياب المدنية شط العرب الى كل جغرافيا البصرة واشترت عقاراتها بعد ان حصلت بالرشوة على المستمسكات الرسمية العراقية ومنها الجنسية وشهادة الجنسية العراقية واتخمتها بالسلاح والميليشيات وفرق الموت وزرعت الرعب والدمار في كل مكان ، واتذكر اني زرت المدينة حين كان محافظها النائب عبد اللطيف الوائلي ، وسالته مباشرة ارى ان ضباط شرطة المحافظة يطيلون لحاهم وهو غير ما عهدناه بين الجيش والشرطة سابقا حيث تعد حلاقة اللحية واجبا عسكريا ضمن قيافة العسكري والعسكري هنا اعني به الشرطي والجندي على حد سواء وقد كان من ينسى حلاقة لحيته يتعرض لعقوبة من قبل امره ، فاجابني الوائلي ، لقد تغير ذلك النظام وباتت اللحية ضمن الحرية الشخصية ، وحين قلت له اني لست مقتنعا واني اشم رائحة تقليد لما هو سائد في ايران صمت الرجل قليلا ثم قال ان هناك حركات اسلامية عديده تنشط في البصرة وقد يكون بعض هؤلاء الضباط من انصارها واللبيب من الاشارة يفهم ، وبعد صولة الفرسان ظن الكثيرون ان البصرة تمت استعادتها لهيمنة الحكومة ، لكن ذلك في الحقيقة لم يكن صحيحا فقد اختفت الميليشيات تحت الارض وانسحبت الى الاراضي الايرانية لتعيد تنظيمها وتدريبها وتجهيزها وعادت اقوى من السابق وهي الان تفرض ارادتها حتى على شوارع البصرة والكل يعرف ذلك لكن احدا لا يستطيع الكلام والقنصلية الايرانية في البصرة هي التي تتولى الان حتى حل نزاعات عشائر المحافظة ، واهل المحافظة يعرفون بالتفصيل ان محافظتهم تحولت الى جسر محتل ايرانيا تهرب عبره المخدرات والاسلحة والذخائر الى مدن العراق والى محيط الجزيرة العربية والخليج عبر صحراء البصرة والمنطقة المحايده وصعودا الى الناصرية وعبر صحراء البصية يتم تهريب المخدرات والسلاح والاثار الى الجزيرة والخليج باستخدام سيارات الدفع الرباعي وتنشيط عصابات تحمل اسلحة لا تملك مثلها القوات العراقية، بل ان الامر تعدى ذلك الى حد تهريب صيادين خليجيين الى تلك المنطقة لممارسة الصيد دون اذن شرعي ، حيث تكثر في المنطقة الطيور النادرة والغزلان ، وقد اصطدمت شرطة المحافظة بعدد من هؤلاء لكنها تراجعت لانها لم تكن قادرة على مواجهتهم ورفعت بذلك تقريرا للحكومة العراقية التي لم تعر الامر اهتماما واكتفت بمنع الصيد خلال هذا الموسم ولم يات احد على ذكر المهربين الايرانيين الذين يتهمهم السكان انهم وراء تهريب الارهابيين الذين قاموا بعمليات تفجير في المحافظة في العام الماضي
يتبع