|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبيدة العراقي;977144
[FONT=traditional arabic |
|
|
|
|
|
|
|
ومن قال بالتشبيه في خلقه، بأن صوَّر له وجهاً ويداً وعيناً، أو أنّه ينزل إلى السماء الدنيا، أو أنّه يظهر إلى أهل الجنة كالقمر، أو نحو ذلك، جاهل بحقيقة الخالق المنزَّه عن النقص، بل كل ما ميّزناه بأوهامنا في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلنا مردود إلينا ـ على حد تعبير الامام الباقر عليه السلامـ وما أجلّه من تعبير حكيم! وما أبعده من مرمى علمي دقيق! [/FONT]
وكذلك يلحق بالجهل من قال: إنّه يتراءى لخلقه يوم القيامة وإن نفى عنه التشبيه بالجسم لقلقة في اللسان؛ فان أمثال هؤلاء المدّعين جمدوا على ظواهر الاَلفاظ في القرآن الكريم أو الحديث، وأنكروا عقولهم وتركوها وراء ظهورهم. فلم يستطيعوا أن يتصرَّفوا بالظواهر حسبما يقتضيه النظر والدليل وقواعد الاستعارة والمجاز.
فهذا ايها المكرم عقيدتنا باله جل وعلى علوا كبيرا
والرجاء ان يكون الاعتقاد مرفق بلمصدر لو تكرمت
فنحن الان لم ندخل للتوحيد بعد بل في معرفه من هو الله
وبعد الانتهاء من معرفه من هوه الله نتجه صوب توحيده
بوركتم
العراقي
|
|
|
|
|
|
أن كلامك السابق فيه ما فيه من العثرات والزلات بل من نفي بعض الصفات التي يتصف بها الله عز وجل ولهذا انا اعرف ماذا تريد والى اين تريد ان تجر الحوار ومع هذا فانا باستطاعتي ان الزمك بالكثير من كتبك ومن كلام علمائك لكن قبل ذلك سانقل من كتابي الجديد الذي سيصدر قريبا ً ان شاء الله ولكي تطلع على معتقد اهل السنة انهم ما نفوا او اثبتوا شيء الا من خلال الكتاب والسنة اي ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم :
الباب الثالث
أسماء الله وصفاته
أسماء الله وصفاته بنية على ثلاثة أصول
: الإثبات لما أثبته الله لنفسه ونفي مماثلته تعالى لخلقه ونفي العلم بالكيفية.
فإثبات ما أثبته الله لنفسه دليله قوله تعالى
: (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير)، وقرائن هذه الآية، ومن الإيمان الإيمان بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله.
وأما نفي التمثيل دليله قوله تعالى
: (ولم يكن له كفواً أحد، (ليس كمثله شيء) ، ونحو ذلك.
وأما دليل نفي العلم بالكيفية قوله تعالى
: (ولا يحيطون به علماً) ، وقوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم)، وقوله تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون
ولهذا أهل السنة يثبتون الأسماء على أنها أسماء لله، ويثبتون أيضاً ما تضمنته هذه الأسماء من الصفات، فمثلاً من أسماء الله
( الحي ) فيثبتون الحي اسماً لله – سبحانه وتعالى-، ويقولون: ياحي.
هذه قاعدة أهل السنة والجماعة بالنسبة للأسماء
: يؤمنون بأن لله أسماء يسمى الله بها سمى بها نفسه فيدعون الله بها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكيف ولا تمثيل ويمرورها كما جاءت وتعتبر قراءتها تفسيرها .
ولهذا أقوال أهل العلم متوافرة في ذلك
يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله
: سئل الزهري ومكحول عن آيات الصفات فقال : أمروها كما جاءت
وقال الوليد بن مسلم رحمه الله سئل مالك والاوزاعي والليث بن سعد وسفيان والثوري رحمهم الله عن الأخبار الواردة في الصفات فقالوا أمروها كما جاءت بلا كيف
.
ولما سئل الامام مالك رحمه الله عن ذلك قال
: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ثم قال للسائل ما أراك إلا رجل سوء وأمر به فأخرج .
وقال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله
:
نعرف ربنا سبحانه بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه
.
إنه الله الجليل الأكبر *** الخالق الباريء والمصور
باري البرايا منشيء الخلائق *** مبدعهم بلا مثال سابق
الأول المبدي بلا ابتداء *** والآخر الباقي بلا انتهاء
الأحد الفرد القدير الأزلي *** الصمد البر المهيمن العلي
علوَّ قهر وعلوَّ الشان *** جل عن الأضداد والأعوان
كذا له العلو اوالفوقية *** على عباده بلا كيفية
ومع ذا مطلع إليهمو *** بعلمه مهيمن عليهم
وهو الذي يرى دبيب الذر *** في الظلمات فوق صم الصخر
وسامع للجهر والإخفات *** بسمعه الواسع للأصوات
وعلمه بما بدا وما خفي *** أحاط علماً بالجلي والخفي
ألان نأخذ بعض الأمثلة في صفات الله تعالى
:
كالوجه واليد والوجه والعين
..الخ فنمرر هذه الصفات كما جاءت دون تشبيه ولا تكيف ولا تعطيل وقراءتها تفسيرها كما قلنا آنفا ً
فنثبت لله عينين حقيقيتين بلا كيف كما في قوله تعالى
:
تجري بأعيننا
)
وقوله أيضا
:
أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا
وهنا جاء لفظ الجمع؟
فنقول نسلم لذلك ونقبل
ولهذا قرائن كقوله تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها
( . وقوله تعالى : ) واذكروا نعمة الله عليكم( . فإن النعمة اسم مفرد، ومع ذلك فأفرادها لا تحصى
أن كان اقل الجمع اثنين كما قيل وعلى ان المراد به اثنتان وهذا ما صح قوله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حيث قال :
ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنه لا يخفى عليكم أن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينه وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية ".
وقد استدل بحديث الدجال على أن لله تعالى عينين عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه
: "الرد على بشر المريس " الذي أثنى عليه شيخ الإسلام ابن تيمية. وقال: " إن فيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما " يعني هذا الكتاب وكتابه الثاني : " الرد على الجهمية " قال الدارمي في الكتاب المذكور(ص 43 ط أنصار السنة المحمدية )، بعد أن ساق آيتي صفة العينين : ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال: إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، قال: والعور عند الناس ضد البصر، والأعور عندهم ضد البصير بالعينين.
وقال في ص
48 ففي تأويل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليس بأعور بيان أنه بصير ذو عينين خلاف الأعور.
واستدل به أيضاً الحافظ ابن خزيمة في كتاب التوحيد كما في ص
31 وما بعدها
وبهذا نجد آن لله عينين حقيقيتين دون تشبيه أو كيف
.
ونثبت لله الوجه كقوله تعالى
ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام نقول لله وجه دون كيف أو تشبيه
.
وكذلك اليد
كقوله تعالى
:
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
وقوله تعالى أيضا
وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما
قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء
) ... المائدة / 64
فنثبت لله يدان دون تكيف أو تشبيه بشيء من مخلوقاته فهو ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
.
وأما الساق فقد دل الكتاب والسنة الصحيحة عليها فيقول تعالى
:
الآية (القلم)
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ
هذه هي الآية وفي السنة فقد جاء
في صحيح البخاري: "ينادي مناد ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون"، وفيه "حتى يبقى من كان يعبد الله"... "قال: فيأتيهم الجبار"... "فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن" ..الحديث
وأيضا جاء يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا هذا أيضا رواه البخاري في الصحيح في كتاب التفسير، ورواه الإمام مسلم في كتاب الإيمان.
يقول الشيخ البراك
:
ومعلوم أن الأسماء والصفات التي جاءت مضافةً إلى الله أيضاً جاءت مضافة إلى العباد، بل بعض الصفات المضافة إلى الإنسان تأتي مضافة إلى الحيوان، كالوجه واليد والرأس والعين، ومعلوم أنه لايلزم من الاتفاق بين الإنسان والحيوان في هذه الأسماء أن يكون الإنسان مماثلاً للحيوان وإلاّ لصح أن يقال الإنسان كالقرد والخنزير والحمار أو غيرها من الحيوانات التي تضاف إليها تلك الصفات، ولكن لما كانت هذه المخلوقات مشاهدة كانت كيفياتها معلومة.
وكذلك بعض الصفات المضافة للإنسان كالوجه واليد والعين، أو المضافة إلى بعض الحيوان كالجناح، جاءت مضافة للملائكة، كما قال تعالى: (والملائكة باسطوا أيديهم)، وقال: (جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء).
ومعقول من معنى اليد المضافة للملائكة والإنسان أنها التي يكون بها الأخذ والعطاء والفعل والقبض والبسط.
ويكون بالجناح الطيران.
ولم يلزم من ذلك أن أيدي الملائكة كأيدي الناس والحيوان، ولا أجنحتهم كأجنحة هذه الطيور، فمعناها معقول وكيفيتها مجهولة، هذا مع أن الجميع مخلوق.
فصفات الملائكة مباينة لصفات الإنسان والحيوان ومعانيها مفهومة للمخاطبين، وشأن الله أعظم من ذلك، فكل موصوف صفاته مناسبة له، فإن كان الله لايماثل شيئاً من مخلوقاته ولايماثله شيء من خلقه فكذلك صفاته، فهو سبحانه ليس كمثله شيء لافي ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله.
ومذهب أهل السنة في هذا الباب هو الصراط المستقيم، وكل من خالفهم فقد انحرف عن الصراط بدرجات متفاوتة، ومذهب أهل السنة مستقيم لاتناقض فيه ولا اضطراب، والمذاهب المخالفة متناقضة فيثبتون الشيء وينفون نظيره، وينفون الشيء ويثبتون نظيره، وهذا لازم لكل من نفى شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا مخرج لهم عن هذا التناقض إلاّ بالرجوع إلى الحق بإثبات كل ما أثبته الله لنفسه، وأثبته له رسوله على الوجه اللائق به سبحانه، أو ينتهي به الأمر إلى غاية الإلحاد بنفي وجود الله سبحانه وتعالى.
والمعطلة لجميع الصفات من الجهمية والمعتزلة بنوا مذهبهم على شبهات زعموها حججاً عقلية عارضوا بها نصوص الكتاب والسنة، وزعموا أن ما دلت عليه هذه الحجج هو الحق الذي يجب اعتقاده، وأن ظواهر النصوص كفر وباطل، فأوجبوا لذلك صرفها عن ظاهرها، بشتى التأويلات التي لادليل عليها، فجمعوا بين التعطيل لصفات الرب وتحريف كلامه وكلام رسوله.
وأما الأشاعرة فقد شاركوا الجهمية والمعتزلة في كثير من باطلهم في هذا الباب، فنفوا أكثر الصفات وأثبتوا القليل منها، وحجتهم فيما نفوه هي حجة الجهمية والمعتزلة في نفي جميع الصفات، فشاركوهم في المذهب والاستدلال، وما أثبتوه من الصفات لم يسلم من التخليط، كما في مسألة كلام الله تعالى ومسألة الرؤيا، فكانوا بهذا الإثبات والنفي متناقضين أظهر تناقض، فما يحتجون به على ما نفوه يقتضي نفي ما أثبتوه، وما احتجوا به فيما أثبتوه يقتضي إثبات ما نفوه، فلزمهم إما إثبات الجميع أو نفي الجميع، ولكنهم اختلفوا في موقفهم من نصوص الصفات التي نفوها.
فمنهم من يوجب في هذه النصوص التأويل وذلك بصرفها عن ظاهرها إلى معاني محتملة مرجوحة، ومعاني بعيدة بغير حجة يجب المصير إليها، وسبيلهم في هذا سبيل الجهمية والمعتزلة فيجمعون بين التحريف والتعطيل والحكم على النصوص بأن ظاهرها هو التمثيل الباطل، ومنهم من يوجب في هذه النصوص التفويض وحقيقته أن هذه النصوص لا تدل على معنى مفهوم فلا يفهمها أحد لا الرسول ولا الصحابة فضلاً عن غيرهم، ولازم هذا المعنى بل حقيقته أن نصوص هذه الصفات ليس فيها بيان للناس، ولا هدى ولاشفاء ولا تكون من أحسن الحديث، فإن ما لا معنى له، وما لا يفهمه أحد لا يحصل به شيء من ذلك، وليس أهل التفويض من الأشاعرة وغيرهم بأقل ضلالاً وانحرافاً من أهل التأويل، فإنهم يشتركون في ما نفوا من الصفات، فيشتركون في التعطيل، ويشتركون كذلك في أن هذه النصوص لايجوز اعتقاد ظاهرها، فظاهرها غير مراد عندهم، ولا ريب أن من كان يعتقد أن ظاهرها التشبيه فإنه لا يجوز أن يكون هذا الظاهر مراداً، ولكن أهل السنة يأبون ذلك، فالله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون ظاهر كلامه هو تمثيله بخلقه، فإنه تعالى لم يخبر بما أخبر به من أسمائه وصفاته إلاّ مع تنزيهه عن مماثلة خلقه كما في قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فأثبت لنفسه السمع والبصر ونفى أن يماثله شيء من خلقه، ومعاني أسمائه سبحانه وصفاته معلومة للمخاطبين فإن الله أنزل هذا القرآن بلسان عربي مبين، وبهذه النصوص المفهومة عرف المؤمنون ربهم بأنه ذو سمع حقيقة وسع الأصوات، وذو بصر حقيقة فلا يغيب عنه شيء، وذو حياة حقيقة فلا تأخذه سنة ولانوم، وهو الحي الذي لايموت، وهو ذو قدرة تامة فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وذو علم محيط بكل شيء فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وهو تعالى منزه عن أضداد هذه الصفات من الصمم والعمى والموت والعجز، وكما أنه سبحانه موصوف بهذه الصفات بمعانيها المفهومة للمخاطبين كذلك القول في سائر ما وصف الله به نفسه، من الاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير من الليل، والمحبة والرضا والغضب والفرح والضحك مما جاء في القرآن أو في السنة، معانيها معلومة وكيفياتها غير معقولة لنا، مع الجزم بأن ما يختص به الرب من هذه المعاني ليس مماثلاً لما يختص به المخلوق، حتى الوجود؛ الله موجود، والعبد موجود، وليس وجود الخالق كوجود المخلوق، ولا وجود المخلوق كوجود الخالق وإن كان كل منهما هو وجود ضد عدم، ولايلزم من الاتفاق في معنى كلي اتفاقهما فيما يختص بالخالق أو يختص بالمخلوق.
والتعبير عن الأسماء والمعاني التي في معاجم اللغة منه ما هو تفسير بما يختص بالمخلوق، كتفسير الغضب بغليان دم القلب، أو تفسير الرحمة بأنها رقة، وما أشبه ذلك، ومنها ما هو تفسير بالمعنى العام الذي يصلح أن يضاف إلى الخلق وأن يضاف إلى المخلوق، كما إذا قيل العلم ضد الجهل، والحياة ضد الموت، والسمع إدراك الأصوات، والبصر إدراك المرئيات، وكثير من المعاني يصعب التعبير عنها بحد جامع مانع لكنها معقولة، مثل المحبة والبغض، بل الحياة والسمع والبصر إنما تفسر بذكر أضدادها ومقتضياتها اللازمة لها، ولايعني ذلك نفي حقائقها فتثبت المحبة مثلاً وما تستلزمه من الثواب، والبغض وما يستلزمه من العقاب، ونفي الحقيقة وإثبات لازمها تعطيل مع ما فيه من التناقض، فإن إثبات اللازم يقتضي إثبات الملزوم، ونفي الملزوم يقتضي نفي اللازم.
وقد جاء عن أئمة أهل السنة القول الفصل المتضمن للحق الخالص فمن ذلك قول الإمام مالك لما سئل عن الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف غير معقول.
وقال غيره في نصوص الصفات: تمر كما جاءت بلا كيف،أي لايتعرض لها بالتأويل، بل يؤمن بها، والإيمان بها يتضمن الإيمان بألفاظها وبمعانيها فإن ما لامعنى له لايقال فيه: بلا كيف.
فيجب الإيمان بأنه تعالى كما وصف نفسه وكما وصفه رسوله وكل ما جاء من ذلك فهو حق على حقيقته اللائقة به سبحانه، فكما تقول الله تعالى حي والمخلوق حي وليس الحي كالحي، والله تعالى سميع بصير وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير، نقول كذلك إنه تعالى يحب ويرضى ويبغض والمخلوق يوصف بهذه الصفات وليس ما يضاف لله من هذه الصفات مثل ما يضاف للمخلوق، فنعرف ربنا بأنه يحب أولياءه ويرضى عنهم ويبغض أعداءه ويسخط عليهم، كذلك نؤمن بأنه يفرح بتوبة عبده كما أخبر أعلم الخلق به، وفرحه يتضمن محبته والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك ترغيباً في التوبة إلى الله، فإن الذي ينبغي للعبد أن يسارع إلى ما يحبه مولاه ويفرح به، وفرحه تعالى بتوبة عبده ذلك الفرح يدل على عظيم كرمه وإحسانه وهو تعالى أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
فنسأله تعالى أن يرحمنا وأن يتوب علينا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: وإثبات الصفات في القرآن والسنة أكثر من إثبات المعاد، فأي إنسان ينكر الصفات فإنه لا يمكن أن يدفع إنكار من أنكر المعاد، ولا ريب أن إنكار المعاد، وإنكار الشرائع إبطال للدين كله، والخلاص من هذا هو إتباع طريق السلامة أن نثبت ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات، وننفي ما نفاه الله عن نفسه من الصفات، ونسكت عما سكت عنه وبهذا لايمكن لأي إنسان أن يفحمنا، لأننا قلنا إن هذه المسائل الغيبية إنما تدرك بالشرع والمنقول عن المعصوم والعقول مضطربة ومختلفة.
ولهذا المجسمة تجسيم جلي هم الذين فهموا من الظواهر النصوص أنها تشبيه لصفات الخالق بصفات المخلوق وأنها مثلها
اليد كاليد_ والعينان كالعينين_ والسمع كالسمع_ والبصر كالبصر_ وهكذا من حيث الكيفية فأثبوا لله صفات كصفات
المخلوق.. _______وهؤلاء هم الذين سماهم السلف (المجسمة الممثلة ووصفوا مذهبهم بالكفر)
_________________________________
وأما المجسمة تجسيم خفي هم الذين فهموا من الظواهر النصوص أنها تشبيه لصفات الخالق بصفات المخلوق وأنها
مثلها اليد كاليد_ والعينان كالعينين_ والسمع كالسمع_ والبصر كالبصر _وهكذا من حيث الكيفية فنفوا عن لله
الصفات.. وهؤلاء هم الذين سماهم السلف المعطلة كالجهمية والمعتزلة والخوارج الإباضية ونحوهم من الطوائف المعطلة
ووصفوا مذهبهم بالكفر
_________________________
فهذه القاعدة ( أن كل معطل مشبه )
________________
فكل من عطل صفة من صفات الله إنما عطلها لأنه فهم منها التشبيه
ولو أنه ما فهم التشبيه من تلك الصفة لأثبتها
فهو حين يقرأ قوله تعالى (ما منعك أن تسجد لما خلقت يدي ) يفهم أن هاتين اليدين كيدي المخلوق
قال نعيم بن حماد الخزاعى شيخ البخارى : " من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر ، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها "
أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما يخرج تفكير الأنسان عن نطاقه أي عندما يفكر في كيفية الصفات
لله وكيف يكون أن نقول أمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله فيذهب عنا هذه الوسوسة لأنها من الشيطان والعياذ بالله
فهذا هو مذهب السلف في هذه المسألة وهو واضح في أنهم يثبتون لله سبحانه ما أثبته لنفسه في كتابه من صفات الكمال، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه، وأن ما تدل عليه الآيات والأحاديث الصحيحة مراد ومفهوم، ولكنهم لا يؤولونها ولا يكيفونها بل يكلون علم الكيفية لله سبحانه، ويعتقدون تنزيه الله سبحانه عن مماثلة المخلوقين. كما قال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
وكما قال عز وجل: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}{فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}
وللعلماء في فهم هذه الآيات
وهي: أن نثبت لله تعالى ما أثبت لنفسه، ولكن من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل واضعين نصب أعينهم عدم تعطيل الذات الإلهية عن الصفات، مع جزمهم بأن ظاهر هذه الآيات غير مراد، وأن الأصل تنزيه الله تعالى عن كل ما يماثل المخلوقين لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
ــــــــــــــــــــــــــــ
اما بخصوص روايات النزول وان الله خلق ادم على صورته التي تحتجونا بها علينا فهي عندكم ايها المكرم وموثقة :
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/02.JPG صورة من كتاب الأصول الستة عشر:صفحة رقم54أنـظـر رواية((نـزول الله))للأرض على((جمل))أفرق
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/04.JPG صورة من بحار الانوار الجزء3صفحـة331السطر12..الامام يقول عن النزول..روايات قد صحت أخبارهـا
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/11.JPG صورة من تهذيب الاحكـام الجزء3صفحة3رواية رقم3..الله ينزل في ليلة الجمعة
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/15.JPG صورة من كتاب كامل الزيارات صفحة65رواية رقم1..يقول النبي(والعياذ بالله)إن العلي الاعلى ترائى لي في بيتك
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/16.JPG صورة من كتاب الكافي الجزء1صفحـة126..انظر رواية4..نزول الله بآخر الليـل وبيوم عرفـات
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/13.JPG صورة من بحار الأنوارالجزء25صفحـة361 رواية رقم19..الله والملائكة يزورون الحسين
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/3/04.JPG صورة من الكافي الجزء4صفحة580..الله سبحانه وملائكته يزورون قبر الأمام علي رضوان الله عليه
http://sssss2000.jeeran.com/خط%20اصفر.jpg صورة من كتاب الأنوار النعمانية الجزء4صفحه249..أنظر يا موالي من الذي ينفخ النفخة الثانية..استغفر الله
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/09.JPG صورة من بحار الانوار الجزء3صفحـة30..الرد على شبهة رفع اليد إلى السمـاء
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/10.JPG صورة من الكافي الجزء1 صفحة209رواية5..الله غرس الجنة بيده....بيـــدة يا شيعة بوسي
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/12.JPG صورة من تفسير الصافي الجزء1سورة البقرة صفحة108سطر10..كلتـا يديه يميـن
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/03.JPG صورة من بحـار الأنوار الجزء3صفحـة29 سطـر17..أنظر إلى قولهم وتفسير الشيعة عن معـنى على العرش أستوى
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/05.JPG صورة من كتاب الامـالي للشيخ الصدوق..المجلس رقم24...عرش الله يتزيـن كالمـرأة
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/06.JPG صورة من بحار الانوار الجزء52صفحة194 سطر7..قول علي..إن ربكم ليس بأعور
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/07.JPG صورة من بحار الانوار الجزء52صفحة197السطر3..قول النبي..إن ربكم ليس بأعور
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/18.JPG صورة من بحار الانوار الجزء4صفحـة11رواية رقم1..الله خلق آدم على صورته
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/18_b.JPG صورة من بحار الانوار الجزء4صفحـة12رواية رقم1..الله خلق آدم على صورته
http://www.geocities.com/serdab_mr_felfel/1/18_c.JPG صورة من بحار الانوار الجزء4صفحـة13رواية رقم1..الله خلق آدم على صورته
اعتقد ان هذا يكفيك كتوثيق واليك التالي ايضاً :
روى الطوسي في تهذيب الاحكام
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ لِلْجُمُعَةِ حَقّاً وَ حُرْمَةً فَإِيَّاكَ أَنْ تُضَيِّعَ أَوْ تُقَصِّرَ فِي شَيْءٍ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَ تَرْكِ الْمَحَارِمِ كُلِّهَا فَإِنَّ اللَّهَ يُضَاعِفُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ وَ يَمْحُو فِيهِ السَّيِّئَاتِ وَ يَرْفَعُ فِيهِ الدَّرَجَاتِ قَالَ وَ ذَكَرَ أَنَّ يَوْمَهُ مِثْلُ لَيْلَتِهِ قَالَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُحْيِيَهُ بِالصَّلَاةِ وَ الدُّعَاءِ فَافْعَلْ فَإِنَّ رَبَّكَ يَنْزِلُ مِنْ أَوَّلِ لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَافَيُضَاعِفُ فِيهِ الْحَسَنَاتِ وَ يَمْحُو فِيهِ السَّيِّئَاتِ فَإِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ كَرِيم
صححه المجلسي في ملاذ الاخبار
وفي اصل الحضرمي
ان الله تبارك وتعالى ينزل في الثلث الباقي من الليل إلى سماء الدنيا فينادى هل من تائب يتوب فاتوب عليه أو هل من مستغفر يستغفر فاغفر له أو هل من داع يدعوني فافك عنه أو هل من مقتور عليه يدعوني فابسط له أو هل من مظلوم يستنصرني فانصره
وجاء في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق
قال السائل : فتقول: أنه ينزل إلى السماء الدنيا؟ قال أبوعبدالله (ع): نقول:ذلك لأن الرويات قد صحت به والأخبار، قال السائل : فاذا نزل أليس قد حال عن العرش وحووله عن العرش صفة حدثت، قال أبوعبدالله (ع) ليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين الذي تنتقل باختلاف الحال عليه والملالة والسأمة وناقلة ينقله ويحوله من حال الى حال بل هو تبارك وتعالى لا يحدث عليه الحال ولا يجري عليه الحدوث فلا يكون نزوله كنزول المخلوق الذي متى تنحى عن مكان الى مكان خلا منه المكان الأول ، ولكنه ينزل إلى السماء الدنيا بغير معاناة ولا حركة فيكون كما هو في السماء السابعة على العرش كذلك هو في السماء الدنيا ، إنما يكشف عن عظمته ويرى أولياءه نفسه حيث شاء ويكشف ماشاء من قدرته،ومنظره في القرب والبعد سواء.
32 ـ باب كراهة الالتفات اليسير في الصلاة
((9364)) 1 ـ محمد بن علي بن الحسين في (عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين، (عن الخضر بن عبدالله) ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إذا قام العبد إلى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه، فلا يزال مقبلا عليه حتى يلتفت ثلاث مرات، فإذا التفت ثلاث مرات أعرض عنه .
ورواه البرقي في (المحاسن): عن الحكم بن مسكين، عن خضر، مثله
((9365)) 2 ـ عبدالله بن جعفر في (قرب الإسناد): عن السندي بن محمد، عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: الالتفات في الصلاة اختلاس من الشيطان، فإياكم والالتفات في الصلاة، فإن الله مقبل على العبد إذا قام في الصلاة، فإذا التفت قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدم، عمن تلتفت، ثلاثة، فإذا التفت الرابعة أعرض الله عنه .
عن ابي جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه واله (( المتحابون في الله يوم القيامة على ارض زبرجدة خضراء في ظل عرشه عن يمينه وكلتا يديه يمين وجوههم اشد بياضا واضوأ من الشمس الطالعة يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب وكل نبي مرسل يقول الناس من هؤلاء فيقال هؤلاء المتحابون في الله )) انظر كتاب الكافي 2/ 126 وايضا بحار الانوار 7/1
عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمن ذكر ، عن أبي حمزة الثمالي قال : رأيت علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه ، فقلت : إن الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون : إنها جلسة الرب ، فقال : إني إنما جلست هذه الجلسة للملالة ، والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولا نوم . [ 15774 ] 3 ـ (( - وسائل الشيعة -الجزء الثاني عشر - كتاب الحج ـ باب مايستحب من كيفية الجلوس وما يكره منها - ص (104-128
وعن إبراهيم بن محمد الخراز، ومحمد بن الحسين قالا: دخلنا على أبي الحسن الرضا (رض) ، فحكينا له ما روي أن محمداً رأى ربه في هيئة الشاب الموفق في سن أبناءثلاثين سنة، رجلاه في خضره، وقلنا: ( إن هشام بن سالم، وصاحب الطاق، والميثمي يقولون: إنه أجوف إلى السرة والباقي صمد... الخ ) أصول
الكافي 1/101، بحار الأنوار 4/40
لا نجاة ولا مفزع إلا أنتم يا أهل البيت،
ولا مذهب عنكم يا أعين الله الناظرة"
( بحار الأنوار:94/37).
: الدقاق عن الاسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن الحسين عمن حدثه عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : أنا علم الله ، وأنا قلب الله الواعي ولسان الله الناطق ، وعين الله الناظرة ، وأنا جنب الله ، وأنا يدالله .توحيد الصدوق : 154 و 155 .
عن عبدالله بن سنان قال سمعت اباعبدالله ع يقول ان الله ليخاصر العبد المؤمن يوم القيامة والمؤمن يخاصر ربه يذكره ذنوبه قلت وما يخاصر قال فوضع يده على خاصرتى فقال هكذا كما يناجى الرجل منا اخاه في الامر يسره اليه
فإنه حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن النعمان الاحول ، عن سلام بن المستنير ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال :
سئل عن النفختين كم بينهما ؟
قال : ما شاء الله ،
فقيل له فأخبرني يابن رسول الله كيف ينفخ فيه ؟
فقال : أما النفخة الاولى فإن الله يأمر إسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه صور ، وللصور رأس واحد وطرفان ، وبين طرف كل رأس منهما ما بين السماء والارض ، قال : فإذا رأت الملائكة إسرافيل وقد هبط إلى الدنيا ومعه الصور
قالوا : قد أذن الله في موت أهل الارض وفي موت أهل السماء ،
قال : فيهبط إسرافيل بحظيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة ، فإذا رأوا أهل الارض قالوا أذن الله في موت أهل الارض ،
قال : فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الارض فلا يبقى في الارض ذو روح إلا صعق ومات ، ويخرج الصوت من إسرافيل ،
قال : فيقول الله لاسرافيل : ياإسرافيل مت ، فيموت إسرافيل ، فيمكثون في ذلك ما شاء الله ، ثم يأمر الله السماوات فتمور ، ويأمر الجبال فتسير ، وهو قوله
: " يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا "
يعني تبسط ، و " تبدل الارض غير الارض " يعني بأرض لم يكتسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات ، كما دحاها أول مرة ، ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته ،
قال : فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله بصوت جهوري يسمع أقطار السماوات والارضين : " لمن الملك اليوم " ؟
فلا يجيبه مجيب ،
فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله مجيبا لنفسه :
" لله الواحد القهار " وأنا قهرت الخلائق كلهم وأمتهم ، إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي ، لا شريك لي ولا وزير ، وأنا خلقت خلقي بيدي وأنا أمتهم بمشيتي ، وأنا احييهم بقدرتي ،
قال : فنفخ الجبار نفخة في الصور يخرج الصوت من أحد الطرفين الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات أحد إلا حي وقام كما كان ، ويعود حملة العرش ، ويحضر الجنة والنار ، ويحشر الخلائق للحساب ،
قال : فرأيت علي بن الحسين صلوات الله عليهما يبكي عند ذلك بكاءا شديدا .
بحار الأنوار - المجلد السادس
صفحة:325
: الدقاق عن الاسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن الحسين عمن حدثه عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : أنا علم الله ، وأنا قلب الله الواعي ولسان الله الناطق ، وعين الله الناظرة ، وأنا جنب الله ، وأنا يدالله .توحيد الصدوق : 154 و 155 .
عن عبدالله بن سنان قال سمعت اباعبدالله ع يقول ان الله ليخاصر العبد المؤمن يوم القيامة والمؤمن يخاصر ربه يذكره ذنوبه قلت وما يخاصر قال فوضع يده على خاصرتى فقال هكذا كما يناجى الرجل منا اخاه في الامر يسره اليه
فإنه حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن النعمان الاحول ، عن سلام بن المستنير ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال :
سئل عن النفختين كم بينهما ؟
قال : ما شاء الله ،
فقيل له فأخبرني يابن رسول الله كيف ينفخ فيه ؟
فقال : أما النفخة الاولى فإن الله يأمر إسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه صور ، وللصور رأس واحد وطرفان ، وبين طرف كل رأس منهما ما بين السماء والارض ، قال : فإذا رأت الملائكة إسرافيل وقد هبط إلى الدنيا ومعه الصور
قالوا : قد أذن الله في موت أهل الارض وفي موت أهل السماء ،
قال : فيهبط إسرافيل بحظيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة ، فإذا رأوا أهل الارض قالوا أذن الله في موت أهل الارض ،
قال : فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الارض فلا يبقى في الارض ذو روح إلا صعق ومات ، ويخرج الصوت من إسرافيل ،
قال : فيقول الله لاسرافيل : ياإسرافيل مت ، فيموت إسرافيل ، فيمكثون في ذلك ما شاء الله ، ثم يأمر الله السماوات فتمور ، ويأمر الجبال فتسير ، وهو قوله
: " يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا "
يعني تبسط ، و " تبدل الارض غير الارض " يعني بأرض لم يكتسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات ، كما دحاها أول مرة ، ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته ،
قال : فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله بصوت جهوري يسمع أقطار السماوات والارضين : " لمن الملك اليوم " ؟
فلا يجيبه مجيب ،
فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله مجيبا لنفسه :
" لله الواحد القهار " وأنا قهرت الخلائق كلهم وأمتهم ، إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي ، لا شريك لي ولا وزير ، وأنا خلقت خلقي بيدي وأنا أمتهم بمشيتي ، وأنا احييهم بقدرتي ،
قال : فنفخ الجبار نفخة في الصور يخرج الصوت من أحد الطرفين الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات أحد إلا حي وقام كما كان ، ويعود حملة العرش ، ويحضر الجنة والنار ، ويحشر الخلائق للحساب ،
قال : فرأيت علي بن الحسين صلوات الله عليهما يبكي عند ذلك بكاءا شديدا .
بحار الأنوار - المجلد السادس
صفحة:325
أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبدالله بن مسكان عن مالك الجهني قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : أنا شجرة من جنب الله ، أو جذوة ، فمن وصلنا وصله الله .
يعلق صاحب الانوارالمجلسي قائلا التالى :
بيان : الجذوة بالكسر : القطعة من اللحم ، ذكره الفيروزآبادي ، وقال : ماأحسن شجرة ضرع الناقة ، أي قدره وهيئته ، أو عروقه وجلده ولحمه ، انتهى
بصائر الدرجات ، 19 و 20 .
بحار الانوار - ج24 - باب 53 : انهم عليهم السلام جنب الله ووجه الله ويد الله وأمثالها
أخبرنا محمد بن هارون الزنجاني ، عن علي بن عبدالعزيز ، عن القاسم بن سلام قال : في معنى قول النبي صلى الله عليه وآله : " الرحم شجنة من الله عزوجل " يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق ، وقول القائل " الحديث ذو شجون " إنما هو تمسك بعضه ببعض .
يعلق صاحب الانوارالمجلسي قائلا التالى :
وقال بعض أهل العلم : يقال : شجر متشجن : إذا التف بعضه ببعض ، ويقال : شجنة وشجنة والشجنة كالغصن يكون من الشجرة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله : إن فاطمة شجنة مني يؤذيني ما آذاها ويسرني ماسرها ( 2 ) .
( 2 ) .معانى الاخبار ص 302 .
بحار الانوار ج71
باب 3 : صلة الرّحم ، واعانتهم ، والاحسان اليهم ، والمنع من قطع صلة الارحام ، وما يناسبه
الان نرجع للحوار واود اجابة منك على اسئلتي ايها المكرم فتفضل اجبني .