والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
نقد مقال لحبشي جهمي من أهل الالحاد في صفات رب العباد الذي كتب مقالا بعنوان : الفكر التجسيمي أقرب إلى الوثنية منه إلى التوحيد. وسيتم نقد المقال حسب الطاقة لضيق الوقت الشديد. أول ما يلاحظ على المقال هو خلوه من فهم سلف الامة للنصوص بل مجرد تفسير أو كلام انشائي من كيس الكاتب لا دليل عليه وهذا يكفي في نقض مقاله من أساسه. لكن لن نكتفي بهذا فسيتم بعون الله نقد كلامه بروابط سيتم فيما بعد الاقتباس منها.قبل الاطلاع على المقال الجهمي نرشد القارئ الى مفهوم التجسيم عن السلف : { ما التجسيم والتشبيه والتمثيل ؟ } وهذا مقال قصير عن :تاريخ ظهور عبادة القبور أو دعاء الاموات في فرق المسلمين !
عبادة القبور عقيدة الامم الخالية و الصوفية الحاضرة التي يريد أن يتهرب منها الحبشي ويحرف لأجلها معاني آيات الله تعالى !!!)*
ولذلك نحن نقول من يدعو الناس للتجسيم ويصر عليه ويرى به أنه لا بأس به ويرى أنه لم يرد ذم له في كتاب ولا سنة وغير ذلك من العبارات التي تروق لهم من الدفاع عن فكرة التجسيم وأن التجسيم هو إثبات لله تعالى ما أثبته لنفسه هؤلاء في الحقيقة يرسخون في الامة فكرة الوثنية من جديد وهم دعاة وثنية لا دعاة توحيد.
(من جهلك لا تعرف معنى لا اله الا الله وإلا لما دعوتم الاموات مثل مشركي قوم نوح عليه السلام
فعندكم انها لا خالق أو صانع الا الله وهذا يعرفه مشركوا قريش قبل أن تولد انت او مذهبك وعليه فأبو جهل موحد مثل توحيدك !!!
معنى "لا إله إلا الله"
وللمزيد حول توحيد الاشاعرة ينظر في المبحث الثاني: عدم وضوح المنهج الأشعري في توحيد الألوهية وأسباب ذلك )*
فإن أهم ركن من أركان التوحيد هو أن تفصل في الاعتقاد بين صفات الخالق وبين صفات المخلوق وبين حقيقة ذات الخالق وحقيقة ذات المخلوق، لذلك نحن نتكلم في التوحيد عن حقائق لا عن كيفيات فأهل السنة يقولون إن حقيقة ذات الله تعالى وصفاته وافعاله لا تشبه حقيقة ذات المخلوق ولا صفاته ولا أفعاله لا أن الاختلاف بين الخالق والمخلوق فقط من حيث الكيف أن الله لا يشبه من حيث الكيف المخلوق كما يقولون، فهذا كلام باطل وهذا لا ينجيهم من التجسيم ابدا.
لأن عين التوحيد أن تفصل في الحقيقة لا في الكيفية وهذه النقطة مهمة جدا لفهم كلا من طريقة اهل السنة وطريقة المجسمة فالمجسمة يرون الاختلاف فقط من جهة الكيف لا الحقيقة واهل السنة يرون الاختلاف من جهة الحقيقة ولذلك لا يثبتون كيفا لله تعالى لأن حقيقة ذاته لا تقتضي الكيف لأنها لو اقتضت للزم أن تكون الحقيقة واحدة وهذا السر في رفض أهل السنة لمبدأ الكيف مطلقا لأن الحقيقة عندهم في الله تعالى لا تقتضي الكيف بخلاف المجسمة الذين يجيزون ان يكون لله كيفا ولكن يختلف عنا وهذا تصريح منهم بأن الاصل وهو الحقيقة الالهية يجوز عليها الكيف وجواز الكيف على الله تعالى يعني أن حقيقته لا تختلف عن حقيقة المخلوقين.
(ومن جهل الحبشي أنه يثبت الرؤية وينفي مطلق الكيف !
وها هو معتقد اهل السنة في الكيف في هذا المقال : عقيدة السلف في الصفات: قولهم (بلا كيـف)
وسبق ان عرضنا مقالا عن مفهوم التشبيه والتجسيم عند السلف لكن هذا الحبشي من أحفاد الجهمية المحرفة لا يعرف ما هو التوحيد الذي أرسل من أجله الله تعالى الرسل فقال كل نبي : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الأعراف : 59])*
لا يوجد مجسم منسجم مع اعتقاده :
التجسيم من أخطر الدعوات التي تدخل على الامة في محاولة تصوير الاله أو تخيله فلا يوجد انسان يثبت لله تعالى هذه الصفات التي يثبتها الوهابية من المكان والحد والجهة والعين واليد والساق والنزول الضحك وغيرها ولا تقع صورة في خياله بعد هذه الاوصاف للإله الذي يعبده لأن كل هذه الاوصاف ملازمة ملازمة ظاهرة للأجسام ومن يقول منهم غير ذلك فهو مكابر متناقض أو لا يفهم ما يقول .
( بل التناقض والحيرة عند عباد القبور الصوفية أمثالك وهاك الدليل :
"إنفصام الشخصية" عند المتكلمين الصوفية في صفة العلو الذاتية !!!
وما ظهور التفويض عند المتكلمين إلا لحيرتهم وانقطاعهم وما رجوع المتكلمين عن علم الكلام إلا بسبب الضيق والحيرة والتخبط!
المبحث الثامن: حيرة الأشاعرة وشكهم ورجوعهم عن علم الكلام
قال قال الشاطبي(الإفادات والإنشادات ) : أنشدني الشيخ الفقيه القاضي الأعدل أبو بكر محمد بن عمر بن علي القرشي الهاشمي أبقاه الله في السابع والعشرين لذي الحجة من عام 757 هـ قال أنشدني أبي، قال أنشدني شرف الدين الدمياطي، قال أنشدني تاج الدين الأرموي قال أنشدني الإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي لنفسه طويل.
نهايةُ إقدام العقول عقالُ ... أكثرُ سعي العالمين ضلالُ
وأروحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وكم من رجال قد رأينا ودولةٍ ... فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها ... رجال فماتوا والجبال جبال
فمن هو المتخبط المتحير أيها الحبشي الكذوب !!!
وهذه اخرى : قال شيخ الاسلام في منهاج السنة النبوية: "من أخذ ينكر الإستواء ويقولون لو استوى على العرش لقامت به الحوادث فقال أبو جعفر ما معناه إن الإستواء علم بالسمع ولو لم يرد به لم نعرفه وأنت قد تتأوله فدعنا من هذا وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا فإنه ما قال عارف قط يا ألله إلا وقبل أن ينطق بلسانه يجد في قلبه معنى يطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة فهل عندك من حيلة في دفع هذه الضرورة عن قلوبنا فلطم المتكلم رأسه وقال حيرني الهمداني حيرني الهمداني حيرني الهمداني"
فلم الكذب يا حبشي؟ رمتني بدائها وانسلت !!! )*
هنا نبين نقطة ثانية في اعتقاد المجسمة وهو أنهم لا يمكن أن يوفقوا بين نصوص الشرع من جهة ولا بين ما يثبتونه ويتصورونه من جهة أخرى هذا ولّد عند المجسمة تناقضا عجيبا في نفوسهم ولذلك لا تجد مجسما يستطيع أن يبين لك حقيقة اعتقاده فلو قلت كيف تثبت لله تعالى المكان اليس هذا يلزم منه التجسيم يقول نحن ثبت لله ما اثبته لنفسه تقول له اين ذلك؟ يقول في قوله تعالىءأمنتم من في السماء) فهذا اضطراب واضح يهربون من بيان عقائد التجسيم ليتستروا ببعض النصوص المتشابهة التي الأصل أنها تفهم على ضوء المحكمات كقوله تعالى ليس كمثله شيء) .
( اخبرنا أيها الجهمي الملحد والوثني ضعيف التفكير بعد أن تتطلع على الرابط أدناه هل كان سلف الامة مجسمة ؟ و أين ذكر الله تعالى لفظ المكان في الكتاب أو السنة ؟ وهل لم يعرف الصحابة ومن تبعهم ربهم
أين الله ؟ - عقيدة أهل السنة في العلو والاستواء
وهذا الموضوع لنسف بنيان الكذب:
تفسير آية ( ءأمنتم من في السماء ) وإثبات أن الله في السماء ( فوق العرش في العلو المطلق) )*
هذا الهروب والضبابية في اعتقادهم يجعلهم غير منسجمين في كلامهم فتشعر بين ثنايا كلامهم ترددا واضحا وهروبا فاضحا من حقيقة التجسيم الذي اشربوه في قلوبهم ليقولوا كلاما عاما متشابها يحتمل معان كثيره هذا ما قاله الله تعالى عنهم فأما الذين في قلوبهم الزيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابنتغاء تأويله...) والتبيع في اللغة وهو صغار البقر حيث يكون تابعا لأمه عادة لأنها هي الاصل فهل يجوز أن يكون التبيع هو الاصل ويمشي لوحده بالتاكيد سيضل وكذلك الوهابية المجسمة هم كالتبيع الذي يريد ان يمشي لوحده بدون أمه لذلك ضلوا والاصل أن يمشوا وراء المحكم وليس المتشابه وهذا سبب اصلي من اسباب ضلالهم، وهو بناء عقائدهم على ما تشابه من النصوص وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، فتراهم يحشدون الأدلة المتشابه بكل قوة على فهمهم الزائغ عن الله تعالى وهم يعيشون في أوهام تجسيمهم . انتهى كلام الحبشي الاثيم !.
بسم الله
حقيقة تنزيه الاشاعرة - الابعاض والحدود والجهات وحلول الحوادث
من كلام شيخ الاسلام ابن القيم
" وأما الأبعاض: فمرادهم بتنزيهه عنها أنه ليس له وجه ولا يدان ولا يمسك السموات على أصبع والأرض على أصبع والشجر على أصبع والماء على أصبع فإن ذلك كله أبعاض والله منزه عن الأبعاض
وأما الحدود والجهات : فمرادهم بتنزيهه عنها أنه ليس فوق السماوات رب ولا على العرش إله ولا يشار إليه بالأصابع إلى فوق كما أشار إليه أعلم الخلق به ولا ينزل منه شيء ولا يصعد إليه شيء ولا تعرج الملائكة والروح إليه ولا رفع المسيح إليه ولا عرج برسوله محمد إليه إذ لو كان ذلك للزم إثبات الحدود والجهات له وهو منزه عن ذلك
وأما حلول الحوادث : فيريدون به أنه لا يتكلم بقدرته وميشئته ولا ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء ولا يغضب بعد أن كان راضيا ولا يرضى بعد أن كان غضبان ولا يقوم به فعل البتة ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريدا له ولا يقول له كن حقيقة ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستويا عليه ولا يغضب يوم القيامة غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم ولا يقول للمصلي إذا قال: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة 2] حمدني عبدي فإذا قال { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } [الفاتحة 3] قال أثنى علي عبدي وإذا قال { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة 4] قال مجدني عبدي فإن هذه كلها حوادث وهو منزه عن حلول الحوادث
وبعضهم يختصر العبارة ويقول أنا أنزهه عن التعدد والتحدد والتجدد فيتوهم السامع الجاهل بمراده أنه ينزهه عن تعدد الآلهة وعن تحدد محيط به حدود وجودية تحصره وتحويه كتحدد البيت ونحوه وعن تجدد إلهيته وربوبيته
ومراده بالتعدد الذي ينزه عنه تعدد أسمائه وصفاته وأنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا(*) ولا يتكلم
ومراده بالتحدد أنه ليس فوق خلقه ولا هو مستو على عرشه ولا فوق العرش إله يعبد وليس فوق العرش إلا العدم.
ومراده بالتجدد أنه لا يقوم به فعل ولا إرادة ولا كلام بمشيئته وقدرته وبعضهم يقتصر على حرفين فيقول نحن ننزهه عن التكثر والتغير فيتوهم السامع تكثر الآلهة وتغيره سبحانه واستحالته من حال إلى حال وحقيقة هذا التنزيه أنه لا صفة له ولا فعل. " ا.هـــ
(*) كلام ابن القيم رحمه الله عن أهل الكلام من ضمنهم الاشاعرة إلا ما يخص العلم فلا ينطبق عليهم والله أعلم.
المصدر: الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة - لشيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله.الجزء 3، صفحة 935
ما كان صوابا فذلك فضل الله وما كان من خطا فمن نفسي وتقصيري هذا والله اعلم وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت استغفرك واتوب اليك
--------------
ومن أراد أن يكمل او يصحح بأدب واخلاص فليفعل مشكورا مأجورا