قال الإمام أحمد :
من أسقط خلافة عثمان
فهو أضل من حمار أهله.
و ذكر ذلك شيخ الإسلام
رحمه الله في العقيدة الواسطية .
الذي لا يحكم عقيدة أهل السنة
يهون عليه أن يشتم الأصحاب
و أن يعتدى على عرضهم
و أن يتكلم في أخلاقهم
لا يهتز في مفرقه شعرة
و كأن شيئاً ما لم يقال.
يهون عليه أن يسمع أن هنداً
قد جاءت
-و هي أم معاوية-
قد جاءت مجيء غير حسن
يوصف بلون من ألوان السباب
و انتهاك العرض فيقول :
و معاوية بعد هو
ابن هند
-هكذا-
التي جاءت لما قتل حمزة
كاللبؤة تلغ في دم الحمزة .
هكذا يسب الأصحاب رضوان الله تعالى عنه
بل يسب الأنبياء
فيتعصب الناس للساب
كما يتعصبون لسيد قطب
و قد سب الأنبياء
سب داوود و سليمان
سباً قبيحاً
في كتاب التصوير الفني في القرآن
سباً يكاد يكون سباً علنياً بل هو كذلك
و طعن في أخلاقهما
عليهما الصلاة و السلام :
"فسليمان بعد هو ابن داوود
الذي كانت فتنته في امرأة
- كذا قال نصاً -
فسليمان بعد هو ابن داوود
لما ظهر المرأة كما قال هو
لما اتخذ لها الصرح الممرد من قوارير
قال أراد ليظهرها
لأنه استيقظ فيه الرجل
كما استيقظت فيها المرأة
فأراد أن يظهرها فعل المحب مع من يحب
فاتخذ لها صرحاً ممردا من قوارير .
و يقول كأنه يصرف عنا العجب :
"فسليمان بعد هو ابن داوود
الذي كانت فتنته في امرأة"
و يذكر في حاشية الكتاب
قصة اختلقها أهل الكتاب
في كتابهم المدنس
فيه طعن في العرض و رمي بالفحش
لأنبياء الله الصالحين .
يسمع المرء هذا
و لا تهتز فيه شعرة
و إذا حمل على قائله
قف شعر رأسه
أي ضلال هذا !
هذا ضلال .
هذا بعد عن منهج أهل السنة و الجماعة.
و تجد الرجل من الدعاة
يمدح قطباً هذا و قد سب الأنبياء
و لو أنه سب أباه للعنه
و لكن لأنه يسب أنبياء الله لا حرج
يسب موسى و يشتمه في مواضع
كلما ذكر إلا قليلاً
في الظلال
و تتبعه أنت بنفسك
كلما ذكر حمل عليه
غير حمله عليه في التصوير الفني
حملاً أعشى بل حملاً أعمى
كأنه يتكلم عن رجل من سقاط الناس
لا وزن له و يتكلم عن الكليم
و يتكلم عن الكليم
و لم يكن كلامه عنه قبل أن يرسل
قال
لا و لكن هو الآن رسول
إنه لنبي ثم يقول فلعله ترك العصبية
التي كان عليها و لكن لا لم يدعها
يتكلم كلاماً
كأنما يشرح رجلاً من عامة الناس
و إلى الله المشتكى وحده
و إذا ما قيل هذا خطأ بل هذا ضلال
هذه بدع
قيل تتكلمون في العلماء ؟
أي علماء !
تتكلمون في الشهداء ؟
أي شهداء !
طعنه في أصحاب رسول الله r
1- طعنه في عثمان بن عفان ذي النورين
ـ رضي الله تعالى عنه-
قال في كتابه "العدالة الاجتماعية" ص206:
(( ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي رضي الله عنه
امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله،
وأن عهد عثمان كان فجوةً بينهما
قال في كتابه "العدالة الإجتماعية"
(ص 159/ ط12، 1409 هـ):
(( لقد أدرَكَت الخلافة عثمان
وهو شيخ كبير، ومن ورائه مروان بن الحكم
يصرّف الأمر
بكثير من الانحراف عن الإسلام
ثم قال سيد قطب:
ولقد كان الصحابة
يرون هذه التصرفات الخطيرة العواقب
فيتداعون إلى المدينة لإنقاذ تقاليد الإسلام،
وإنقاذ الخليفة من المحنة،
والخليفة في كبرته
لا يملك أمره من مروان .
وإنَّه من الصعب أن نتهم
روح الإسلام في نفس عثمان،
ولكن من الصعب كذلك
أن نعفيه من الخطأ
الذي نلتمس أسبابه
في ولاية مروان الوزارة في كبرة عثمان
وفي الطبعة الخامسة ( ص206 )
كان أسلط لسانـًا وأسوأ أدبـًا
مع خليفة رسول الله r حيث يقول:
ولقد كان
من سوء الطالع
أن تدرك الخلافة عثمان وهو شيخ كبير،
ضعفت عزيمته عن عزائم الإسلام،
وضعفت إرادته
عن الصمود لكيد مروان
وكيد أمية من ورائه
ويقول في ص187:
ولقد كان الصحابة
يرون هذا الانحراف عن روح الإسلام
ويقول في"العدالة الاجتماعية"
(ص191/ ط 5)، و(ص 162/ ط 12):
(( إنها المحنة الحقة أن علياً لم يكن ثالث الخلفاء!".
2- قال في "كتب وشخصيات" ص242:
إن معاوية وزميله عَمْراً
لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس،
وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب.
ولكن
لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح
وهو مقيد بأخلاقه
في اختيار وسائل الصراع
. وحين يركن معاوية وزميله
إلى الكذب والغش والخديعة
والنفاق والرشوة وشراء الذمم
لا يملك عليٌ أن يتدلى
إلى هذا الدرك الأسفل
فلا عجب ينجحان ويفشل،
وإنه لفشل أشرف من كل نجاح".
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز
رحمه الله معلقاً على هذا الكلام:
كلامٌ قبيح، هذا كلامٌ قبيح
سب لمعاوية،
وسب لعمرو بن العاص".
وقال عن هذه الكتب:
(( ينبغي أن تمزق )).
[ من الشريط السابق ].
3- تكفيره للصحابي أبوسفيان
رضي الله عنه:
قال الأستاذ محمود شاكر
- رحمه الله تعالى-
ضمن ردوده على سيد قطب
في مجلة "المسلمون"
العدد الثالث، بعـنـوان:
"لا تسبوا أصحابي":
هذا ما جاء في ذكر معاوية،
وما أضفي الكاتب من ذيوله على بني أميّة
وعلى عمرو بن العاص.
وأما ما جاء عن أبي سفيان بن حرب
فانظر ماذا يقول:
" أبو سفيان
هو ذلك الرجل الذي لقي الإسـلام منه
والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ،
والذي لم يسلم إلاَّ
وقد تقرّرت غلبة الإسلام،
فهو إسلام الشفة واللسان
لا إيمان القلب والوجدان،
وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل،
فقد ظلّ يتمنّى هزيمة المسلمين،
ويستبشر لها في يوم حنين،
وفي قتال المسلمين والروم من بعدُ،
بينما يتظاهر بالإسلام.
ولقد ظلت العصبية الجاهلية
تسيطر على فؤاده ...
وقد كان أبو سفيان
يحقد على الإسلام والمسلمين،
فما تعرض فرصة للفتنة
إلاَّ انتهزها
رد سيد قطب
على العلامة محمود شاكر
لم يعلن سيد قطب تراجعه
بل وصف محمود شاكر ونقده
(( بالصخب ونفض الغبار
والأسلوب الصاخب المفرقع ))
، ثم يرى أنه على حق،
ويتوّج هذا التعالي على أصحاب محمد r
وعلى محمود شاكر بقوله:
(( ... وما كان لي بعد هذا
وأنا أملك زمام أعصابي
مطمئن إلى الحق الذي أحاوله؛
أن ألقي بالاً إلى صخب مفتعل
وتشنّج مصطنع([1]).
وما كان لي
إلا أن أدعو لصديقي
(شاكر)
بالشفاء والعافية والراحة
مما يعاني
واللهُ لطيفٌ بعباده الأشقياء
[مجلة الرسالة العدد
(77 ، 24/5 /1952م)].
وقد قال
الشيخ بكر أبو زيد
في رسالته
"تصنيف الناس بين الظن واليقين "
(ص26):
أطبق أهل الملة الإسلامية
على أن
الطعن في واحد من الصحابة
– رضي الله عنهم –
زنـدقـة مـكـشـوفـة