السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رأيت الكثير من المواقع الشيعية والتي تتغني بالحديث رقم 4595
في صحيح البخاري
وهذا نص الحديث
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابةَ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، وحَدَّثَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ زِرٍّ ، قال : سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ ، قُلْتُ : يَا أَبَا المُنْذِرِ إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ ، يَقُولُ : كَذَا وَكَذَا ، فقال أبي : سألت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي : " قِيلَ لِي " ، فَقَلْتُ : قَالَ : فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ " .
الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الإمام البخاري.
ويقول الشيعة مستهزئين على صحة هذا الحديث بأنه طلسم في صحيح البخاري و من لهذا الطلسم لفكه !؟
ومنهم من يقول بأنه لغز حير العلماء الشيعة ؟
ولك أن تضع في جوجل عبارة " طلسم في صحيح البخاري " و تشاهد نتيجة صعوبة الفهم عند الشيعة
الجواب لهذا اللغز
وحتى نرد الشبهة و نجيب عن هذا الطلسم علينا أن نرد على شبهة أخري فيما يروي عن إبن مسعود أنه أنكر المعوذتين كونهما من القرآن
لنتابع أيها الإخوة
أولا وقبل بيان هذا الامر نقول أن دفاعنا سيكون عن ابن مسعود وليس دفاعا عن القران وحسب لأنه لو ثبت إنكار ابن مسعود لهما فلن يكون هذا طعنا فيهما أي المعوذتين ولكن خطأ من ابن مسعود لأننا لا نقول أخطأ المهاجرون والأنصار وأصاب إبن مسعود فالخطأ أقرب للواحد من الاثنين فما بالنا بآلاف الصحابة مجمعون علي كونهما من كتاب الله ,
أما ماروي عن إبن مسعود فكثر الكلام فيه فمن العلماء من رد هذا الخبر عنه وقال بأنه مكذوب عليه كإبن حزم والنووي وفخر الدين الرازي
ومن العلماء ما صحح الخبر وتأوله وذكر في الكلام تأويلات كثيرة ولن أذكرها مع جلالة من قال بها وجوازها ولكني وجدت أن الأمر لا يحتاج تأويل ولكن الأمر يحتاج أيضا للنص نفسه فيرفع الإستشكال الواقع
اولا بيان الاشكال أن قول إبن مسعود محمول أنه يرد أن المعوذتين من كتاب الله وهذا طعن في نقل القرآن أو قول بالزيادة فيه وكما بينا في السابق أنه حتي وإن كان هذا ما يراه إبن مسعود ومات عليه فليس فيه طعن في كتاب الله مع إجماع سائر الصحابة علي كونهم من كتاب الله ولكن ما نسطره لبيان براءة ساحة هذا الصحابي الجليل من هذا الأمر وليس هذا برد الخبر ولكن كما قلنا من قبل بإيضاح الخبر وحتي دون تأويله
الخبر ببساطة يتحدث علي أن إبن مسعود أنكر المعوذتين ونحن لم نرد الخبر فكيف نقول ببراءة ساحته من هذا القول؟؟
نستعن بالله ونقول
بأن الأمر ليس مخالفة لإجماع الصحابة ولا رد إبن مسعود قرآنيتهما بعد الجمع سواء في عهد أبي بكر أو في عهد عثمان رضي الله عنهما ولكن تم هذا قبل ذلك بزمان أنه علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم رد أن يكونا من القرآن لأنه رأي النبي يعوذ بهما الحسن والحسين فظن أنهما رقيه فسأل أبي بن كعب رسول الله عنهما فأقر النبي من قال بقرانيتهما فرجع إبن مسعود بهذا البيان
وكان هذا الحديث( موضوع هذا البحث )
إذن عندما ذكر الأمر لأبي بن كعب قال سألت رسول الله أي أن كلام إبن مسعود كان علي عهد النبي وليس طعنا فيما جٌمع وهو كان لا يعلم بأنهما سور من القران وشاهد الرسول صلي الله عليه و سلم يرقي بهما الحسن والحسين عليهما السلام فظنهما مجرد رقيه ولكن عندما وصل الأمر للنبي واخبر بانهما قرآنا فنجد أبي بن كعب يقول فنحن نقول كما قال رسول الله .
من نحن أي أبي بن كعب وبن مسعود وروي في المعجم الاوسط للطبراني التصريح بان ابن مسعود قال ذلك اذن الامر ليس بعد الجمع ولا بعد وفاة النبي وايضا لم يصر عليه ولربما يشكل قول زر ان اخاك يقول فيقول انه مازال علي قوله حتي بعد وفاة النبي والدليل علي ذلك قوله يقول أقول له أن زر سبق قوله لابي بانه سأل أبي بن كعب أي كلامه خرج مخرج الاستفهام وليس الاقرار بمعني أيقول أخاك لأنه قال سألت أبي بن كعب وساق كلامه ومما يجلي أمر رجوع إبن مسعود عن هذا القول قراءة من أخذ عنه القرآن هاتين السورتين وإليك الرواة مع ملاحظة أن زر من الذين نقلوا عنه القرآن بما فيه المعوذتان ويحمل سؤاله لأبي بن كعب علي أنه قبل النقل عن ابن مسعود
أولها أن عاصما وهو أحد القراء السبعة قرأ القرآن كله وفيه المعوذتان بأسانيد صحيحة بعضها يرجع إلى ابن مسعود نفسه
ذلك أن عاصما قرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب وقرأ على أبي مريم زر بن حبيش الأسدي وعلى سعيد بن عياش الشيباني
وقرأ هؤلاء على ابن مسعود نفسه وقرأ ابن مسعود على رسول الله
ثانيها أن حمزة وهو من القراء السبعة أيضا قرأ القرآن كله بأسانيده الصحيحة وفيه المعوذتان عن ابن مسعود نفسه
ذلك أن حمزة قرأ على الأعمش أبي محمد سليمان بن مهران وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب وقرأ يحيى على علقمة الأسود وعبيد بن نضلة الخزاعي وزر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي وهم قرؤوا على ابن مسعود على النبي
ولحمزة سند آخر بهذه القراءة إلى إبن مسعود أيضا
ذلك أنه قرأ على أبي إسحاق السبيعي وعلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعلى الإمام جعفر الصادق
وهؤلاء قرؤوا على علقمة بن قيس
وعلى زر بن حبيش وعلى زيد بن وهب وعلى مسروق
وهم قرؤوا على المنهال وغيره وهم على ابن مسعود وأمير المؤمنين علي وجهه وهما على النبي
ثالثها أن الكسائي قرأ القرآن وفيه المعوذتان بسنده إلى ابن مسعود أيضا
ذلك أنه قرأ على حمزة الذي انتهى بين يديك سنده إلى ابن مسعود من طريقين
رابعا أن خلفا يقرأ المعوذتين في ضمن القرآن الكريم بسنده إلى ابن مسعود أيضا
وذلك أنه قرأ على سليم وهو على حمزة
وهذه القراءات كلها التي رويت بأصح الأسانيد وبإجماع الأمة فيها المعوذتان والفاتحة على اعتبار أن هذه السور الثلاث أجزاء من القرآن وداخلة فيه
فالقول ببقاء ابن مسعود على إنكار قرآنية هذه السورة محض افتراء عليه
وكل ما في الأمر أنه لم يكتب الفاتحة في مصحفه اتكالا على شهرتها وعدم الخوف عليها من النسيان حتى تكتب
وقيل إنه لم يكن يعلم أول الأمر أن المعوذتين من القرآن بل كان يفهم أنهما رقية يعوذ بهما الرسول الحسن والحسين
ومن هنا جاءت روايات إنكاره أنهما من القرآن
ومن هنا جاءت الروايات عنه بقرآنيتهما
كما سقناه بين يديك عن أربعة من القراء السبعة بأسانيد هي من أصح الأسانيد المؤيدة بما تواتر واستفاض وبما أجمعت الأمة عليه من قرآنية الفاتحة والمعوذتين منذ عهد الخلافة الراشدة إلى يوم الناس هذا أما وقوع هذا الأمر منه علي عهد النبي فليس عليه فيه شئ ووقع من الصحابة أمثاله كعدم علم عمر رضي الله عنه بأمر الاحرف السبعة وهذا امر طبيعي في وقت نزول القران أما بعد وفاة النبي فعلم كامل القرآن ولا يسع أحد إنكار شئ منه ولهذا الأمر نهي النبي في بدء الدعوة عن كتابة غير القرآن حتي يعتاد الصحابة علي الفصل بين القران وغيره وبعد استباب الأمر أذن لهم في كتابة حدثيه صلى الله عليه و سلم .
إذن الامر لم يكن باليسير فلا تثريب علي ابن مسعود في هذا ولا علي سائر الصحابة لأنهم كانوا مازالوا يحصلون العلم من النبي صلي الله عليه وسلم
والحمد لله رب العالمين
وبارك الله في أخ الإسلام صاحب البحث الذي إقتبست منه موضوعي هذا