السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : وبعد
فإني أستعين الله عز وجل في ذكر سلسلة من الفوائد العلميةالمتفرقة واخترت أن تكون مختصرة لتكون أجدر بالاستمرار
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
الفائدة الأولى ( إشكال والجواب عليه )
نقل البخاري رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(يخرب الكعبة ذو السويقتين) رقم 1596 وأخرجه مسلم 2909
قيل هذا الحديث يخالف قوله تعالى ( أولم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ) ولأن الله حبس عن مكة الفيل ولم يمكن أصحاب الفيل من تخريب الكعبة فكيف يسلط عليها الحبشة بعد أن صارت قبلة للمسلمين ؟؟
والجواب عن هذا الإشــــــــكال : : قال ابن حجر رحمه الله تعالى: وأجيب بأن ذلك محمول على أنه يقع في آخر الزمان قرب قيام الساعة حيث لا يبقى في الأرض أحد يقول الله الله كما ثبت في صحيح مسلم ( لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله ) ولهذا وقع في رواية سعيد بن سمعان ( لا يعمر بعده أبداً) وقد وقع قبل ذلك فيه من القتال وغزوأهل الشام له في زمن يزيد بن معاوية ثم من بعده في وقائع كثيرة من أعظمها وقعة القرامطة بعد الثلاثمائة فقتلوا من المسلمين في المطاف من لا يحصى كثرة وقلعوا الحجر الأسود فحولوه إلى بلادهم ثم أعادوه بعد مدة طويلة ثم غزي مراراً بعد ذلك .
وكل ذلك لا يعارض قوله تعالى ( أو لم يروا أنا جعلنا حرماً آمناً ) لأن ذلك وقع بأيدي المسلمين فهو مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم( ولن يستحل هذا البيت إلا أهله
فوقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو من علامات نبوته .
وليس في الآية ما يدل على استمرار الأمن المذكور فيها والله أعلم .
الفتح 3/ 461
31-01-03, 01:59 PM
العرض العادي
