لماذا الثورة على الناجي وكيل السيستاني
وهل فعل أمراً محرماً؟
بعد فعلة وكيل السيستاني في العمارة مناف الناجي ثار الشيعة على الوكيل ومرجعه ، مما حدا بالوكيل الهرب للسيستاني والإلتجاء لديه.
والغريب في الأمر أن ثورة الشيعة عليه ليس لها مبرر من وجهة نظر شرعية شيعية؟؟
ووجه ذلك : أن مناف الناجي عمل بالروايات المنسوبة لآل البيت الدالة على جواز نكاح المتعة مع المرأة المتزوجة كما هي مدونة في الأصول فلماذا الثورة؟
فعن يونس بن عبد الرحمن عن الرضا عليه السلام قال: قلت له : (المرأة تتزوج متعة فينقضي شرطها وتتزوج رجلاً آخر قبل أن تنقضي عدتها ؟ قال: وما عليك إنما أثم ذلك عليها)(1).
وفي رواية أخرى عن فضل مولى محمد بن راشد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: إني تزوجت امرأة متعة فوقع في نفسي أن لها زوجاً ففتشت ذلك فوجدت لها زوجاً؟ قال: ولم فتشت)(2).
وفي ثالثة عن مهران بن محمد عن بعض أصحابه؟ عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل له : إن فلاناً تزوج امرأة متعة؟ فقيل له : إن لها زوجاً فسألها . فقال أبو عبد الله عليه السلام : ولم سألها)(3).
وإذا كان الأمر مقرراً من الأئمة فلابد أن المراجع تبع لهم ، حيث أفتى عدد من المراجع بجواز الزواج من المتزوجة ونذكر بعضاً منهم :
1 - الخميني : (يستحب أن تكون المتمتع بها مؤمنة , والسؤال عن حالها قبل التزويج وأنها ذات بعل أو ذات عدة أم لا , أما بعده فمكروه , وليس السؤال والفحص عن حالها شرطاً في الصحة)(4).
2 - السيستاني : (يستحب أن تكون المتمتع بها مؤمنة عفيفة , وأن يسال عن حالها قبل الزواج مع التهمة من أنها ذات بعل أو ذات عدة أم لا , وأما بعد الزواج فلا يستحب السؤال وليس السؤال والفحص عن حالها شرطاً في الصحة )(5).
3 - عبد الأعلى الموسوي : (يستحب أن تكون المتمتع بها مؤمنة عفيفة ، والسؤال عن حالها وأنها ذات بعل أو ذات عدة أم لا , وليس السؤال والفحص عن حالها شرطاً في الصحة)(6).
لماذا الثورة على الناجي؟
نأتي الآن لاستقراء أسباب ثورة أتباع السيستاني على وكيله الناجي من وجهة نظر شيعية أيضاً مستقاة من النصوص والفتاوى فنقول :
* إذا كانت ثورتهم بناء على عدم قناعتهم بمبدأ نكاح المتعة فإنهم ليسوا مؤمنين ودل على ذلك قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : (من استصعب هذه السنة المتعة ولم يتقبلها فهو ليس من شيعتي وأنا بريء منه)(7).
* وإذا كانت ثورتهم بناء على عدم رضاهم بنكاح المتعة مع المرأة المتزوجة زواجاً دائماً بوجه خاص ، فإنهم يكونون بذلك مخالفين للأئمة وفتاوى مراجع الشيعة الكبار كما مر وعليه فلا يكونون من أتباع آل البيت!
* وإذا كانت ثورتهم بناء على أنهم لما يشاورا في الأمر ولم يؤخذ رأيهم ، فإن ذلك ليس بلازم في نكاح المتعة ولا يشترط لصحته مشاورتهم.
وقد أجاب السيستاني على سؤال قريب من هذه الحالة ونص السؤال والجواب : (مولاي السيستاني أطال الله بعمرك لديّ سؤال محرج قليلاً.. ياريت ترسل لي الرد بأسرع وقت لأني نفسيتي جداً سيئة.
قبل أسبوع في أحد الليالي ذهبت إلى منزلنا وكان المنزل خالي ما عدا أنا وأختي فعندما دخلت المنزل سمعت حركات في أحد الغرف التي لايسكنها أحد.
فعندما دخلت شفت أختي مع رجل غريب اتضح أنه سيد فصرخت ومسكته وضربته ضرب مبرح وقال لي أنا (أنا متزوج أختك متعة شتريد) فضربت أختي وإلى الآن أنا ساجنها في غرفة ، وخذا السيد كنت أريد اقتله بالسكين أنحره .. فحبسته بالغرفة ورحت أجيب سكين وعندما رجعت لقيته هربان من الشباك...
وأنا عندي عنوانه هل أقتله أم ماذا أفعل؟
فقال : (باسمه تعالى ليس لك ولاية على أختك حتى لو أتت بالحرام لا يجوز لك أن تضربها أو تسجنها إلا بإذن المرجع ، وأما السيد فحسب قوله لم يفعل حراماً وحتى لو فعل فليس لك أن تقيم الحد).
* وإذا كانت ثورتهم بناء على أنهم لا يرضون بتصوير نسائهم وهن يمارسن هذا الأمر ، فإن ذلك يوحي إلى أمر وهو رضاهم بالمتعة في السر فقط بدون هذا التصوير!
ومن خلال ما سبق نجد أن ثورتهم على الناجي ليس لها وجه شرعي ، بل إن فعلهم هذا فيه تجاوز على المذهب الجعفري أولاً ، ثم على المرجعية ثانياً ، فكان المفروض الرضا بالأمر الواقع ومباركة فعل الناجي لأنه لم يخالف الشرع الحنيف!!
أسئلة للشيعة :
الكلام المتقدم وفق المذهب الجعفري وسبق بيان ذلك ، ولكني رغبت ختم هذا المقال بأسئلة وجهتها لكل شيعي حر أبي ، ينشد العزة والكرامة ، ويكره الذل والمهانة ، ويستشعر بيت الشاعر العربي القديم عنترة :
لا تسقني ماء الحياة بذلة * بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
فأقول :
س / هل هذا المذهب يستحق منك التضحية والدفاع عنه وهذا فعل الأكابر فيه؟ (المراجع والوكلاء)
س / هل حكم السيستاني بالشرع في الناجي أم لا؟
س / لماذا لم يقتدي السيستاني بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقيم الحد على الزاني؟
س / كيف تأتمن هؤلاء المعممين على نساءك وهذه أفعالهم ومواقف المراجع منها؟
س / هل تظن أن أولئك المعممين بعد هذه الفعلة يرشدون الناس إلى رضوان الله والجنة أم الى سخط الله والنار؟
س / أين الغيرة الدينية ، والنخوة العربية ، والأنفة والعزة ، إذا رضيت أن ينتهك عرضك وتقبل مقابله دراهم معدودة؟
عبرة من التاريخ
كان الملك عمرو بن هند جالساً يوماً مع ندمائه ، فقال لهم : هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي هند؟ فقالوا : نعم ، أم عمرو بن كلثوم. قال : وَلِمَ؟ قالوا : لأنّ أباها مهلهل بن ربيعة ، وعمها كليب بن وائل أعز العرب ، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب ، وابنها عمرو وهو سيّد قومه ، وكانت هند عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر ، وكانت أم ليلى بنت مهلهل هي بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس وبينهما هذا النسب.
فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ، ويسأله أن يزير أمه أمه. فأقبل عمرو بن كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب ، وأقبلت ليلى أمه في ظعن من بني كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب ، وأم عمرو بن هند برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات ، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا في وجوه بني تغلب ، فدخل عمرو بن كلثوم على الملك عمرو في رواقه ، ودخلت ليلى وهند في قبة من جانب الرواق. وكان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعا الطُرُف وتستخدم ليلى.ودعا الملك عمرو بمائدة ، ثم دعا بطرف ، فقالت هند : ناوليني يا ليلى ذلك الطبق ، فقالت ليلى : لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها ، فأعادت عليها فصاحت ليلى : وا ذلاّه ، يا لتغلب! فسمعها ابنها عمرو ، فثار الدم في وجهه. ونظر إليه عمرو بن هند فعرف الشرَّ في وجهه ، فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالرواق ، ليس هناك سيف غيره ، فضرب به رأس ابن هند وقتله ، وكان ذلك نحو سنة 569م ، ثم نادى عمرو في بني تغلب فانتهبوا ما في الرواق وساقوا نجائبه وساروا نحو الجزيرة ، وجاشت نفس عمرو وحمي غضبه وأخذته الأنفة والنخوة فنظم بعض معلقته في هذه الحادثة يصف فيها حديثه مع ابن هند ويفتخر بأيام قومه وغاراتهم المشهورة.
ومنها :
عَلى آثارِنا بيضٌ حِسانٌ * نُحاذِرُ أَن تُقَسَّمَ أَو تَهونا
أَخَذنَ عَلى بُعولَتِهِنَّ عَهداً * إِذا لاقَوا كَتائِبَ مُعلَمينا
إِذا ما رُحنَ يَمشينَ الهُوَينى * كَما اِضطَرَبَت مُتون الشارِبينا
يَقُتنَ جِيادَنا وَيَقُلنَ لَستُم * بُعولَتَنا إِذا لَم تَمنَعونا
إِذا لَم نَحمِهِنَّ فَلا بَقينا * لِشَيءٍ بَعدَهُنَّ وَلا حَيينا
الهوامش
(1) - كتاب (من لا يحضره الفقيه) 2/149 و(الوسائل) 14/456
(2) - كتاب (تهذيب الأحكام) 2/187 و(الوسائل) 14/457
(3) - كتاب (التهذيب) 2/187 و(الوسائل) 14/457
(4) - كتاب (تحرير الوسيلة) 2 / 292 : مسألة 17
(5) - كتاب (منهاج الصالحين) ج3 مسالة 260
(6) - كتاب (جامع الأحكام الشرعية) 410
(7) - رسالة (المتعة)لمحمد باقر المجلسي 15 المترجمة عن الفارسية.
أرجو من الإخوة الأكارم نقل الموضوع للمنتديات
كما أرجو تثبت الموضوع