الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبة اجمعين
ان اقوى الادلة التى يعتمد عليها شيوخ الغيبة الكبرى استنادا على ما نقله لهم شيوخ الغيبة الصغرى في اسباب استتار امامهم وعلة احتجابة عنهم هو اخافة الظالمين لة ورصدهم اياه لقتلة ومن جملة اقولهم في هذا الصدد قال الطوسي ( فصل: في ذكر العلة المانعة لصاحب الامر (عليه السلام) من الظهور:لا علة تمنع من ظهوره إلا خوفه على نفسه من القتل، لانه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار، وكان يتحمل المشاق والاذى، فإن منازل الائمة وكذلك الانبياء (عليهم السلام) إنما تعظم لتحملهم المشاق العظيمة في ذات الله تعالى.)ص 203
قلت
هكذا تعلل طوسيهم وان شئت فقل تعذر لامامة صاحب العصر والزمان وكانة قد غاب عنة او عن امامة انة لا يموت حتى يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا !!!
وعلى هذا نسج من قبلة المفيد في الارشادج2/336-339 قال:
(وخلف -يعنى الحسن العسكري- ابنه المنتظر لدولة الحق . وكان قد أخفى مولده وستر أمره ، لصعوبة الوقت ، وشدة طلب سلطان الزمان له ، واجتهاده في البحث عن أمره ، ولما شاع من مذهب الشيعة الإمامية فيه ، وعرف من انتظارهم له ، فلم يظهر ولده عليه السلام في حياته ، ولا عرفه الجمهور بعد وفاته . وتولى جعفر بن علي أخو أبي محمد عليه السلام أخذ تركته ، وسعى في حبس جواري أبي محمد عليه السلام واعتقال حلائله ، وشنع على أصحابه بانتظارهم ولده وقطعهم بوجوده والقول بإمامته ، وأغرى بالقوم حتى أخافهم وشردهم ، وجرى على مخلفي أبي محمد عليه السلام بسبب ذلك كل عظيمة ، من اعتقال وحبس وتهديد وتصغير واستخفاف وذل ، ولم يظفر السلطان منهم بطائل..). وتابعة المرتضى في الشافى على ذلك ج3/149 .
وجوابنا على الطوسي هو عين جوابنا هنا الا ان نقول كيف جاز لامامكم الاستتار عن محبية وشيعتة وحالهم في الصلابة وقوة الايمان والثبات على الباس قد بلغ الكمال حتى ان السلطان مع شدتة لم يظفر منهم بطائل؟!!
وكذلك تعللوا بعلل اخرى منها التمحيص والامتحان للشيعة في زمان الغيبة هل يقبضوا على ايمانهم مع خفاء الحجة وتواريه في الاودية والجبال كالقابض على الجمر ام يحلوا عرى الايمان ؟؟كما ذكر الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة ص346 قال :
(عن منصور قال قال أبو عبد الله ع يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس لا و الله لا يأتيكم حتى تميزوا لا و الله لا يأتيكم حتى تمحصوا و لا و الله لا يأتيكم حتى يشقى من شقي و يسعد من سعد)
قلت ان كان للسعادة اسباب يسعد باخذها السعيد ويشقى بتركها الشقي، فما الحاجة لوجودة اصلا !!
وشارك صدوقهم غيرة من اقطاب المنظرين للغيبة الصغري بعد انتهاءها كالمفيد والطوسي والمرتضى في كون التمحيص والامتحان في الغيبة حاصل للشيعة ولكنهم خالفوه في جعلها علة لغيبة الامام.
وختموا محاولاتهم وقطعوا الكلام في مالم يحيطوا به علما فركنوا لما قد قيل "الغائب حجتة معة " قال صدوقهم في كمال الدين ص 85(أقول و بالله التوفيق إنا قد استعبدنا بالإقرار بعصمة الإمام كما استعبدنا بالقول به و العصمة ليست في ظاهر الخليقة فترى و تشاهد و لو أقررنا بإمامة إمام و أنكرنا أن يكون معصوما لم نكن أقررنا به فإذا جاز أن نكون مستعبدين من كل إمام بالإقرار بشيء غائب عن أبصارنا فيه جاز أن نستعبد بالإقرار بإمامة إمام غائب عن أبصارنا لضرب من ضروب الحكمة يعلمه الله تبارك و تعالى اهتدينا إلى وجهه أو لم نهتد و لا فرق)
وسلم الطوسي في الغيبة ص 85 (وإذا ثبتت إمامته بهذه السياقة ثم وجدناه غائبا عن الابصار ، علمنا أنه لم يغب مع عصمته وتعين فرض الإمامة فيه وعليه إلا لسبب سوغه ذلك وضرورة ألجأته إليه ، وإن لم يعلم على وجه التفصيل )
ولا ينقضي العجب فمع اقرارهم باستتاره عن ابصارهم الا انهم يثبتون من احواله ما لا يثبت الا بالمعاينة والمعاشرة ؟!
هذا على سبيل الاجمال ما قيل من وجوة غيبة في امام الزمان اما ايها الاقوي في الجواب على مخالفهم من اهل السنة فالظاهر انة الخوف لاتفاق كلمتهم علية، اما ان كان من شيعتهم فان الثاني والثالث سيلعبان دورا كبيرا
وانوة هنا للقاري الكريم ان ما ذكر سابقا ما هو الا مقدمة ليتضح ما نحن بصدد بيانة وابطالة يتبع بحول الله وقوتة وتوفيقة