بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أعتذر للأخوة عن قلة المشاركة فالساعات والدقائق في سباق والأشغال كثر ... وأسأل الله أن يبارك في القليل . وإنما البركة نرجوا ....
وأما عن مشاركتي فإنما أردت بها أن تكون زاداً يسيراً لراكبي سفينة النجاة وأسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم .
فأقول أيها الأخوة الكرام : إنه مامن شك أن كل طائفة تنتسب إلى فكر أو مذهب معيّن لابد أن يكون لها مرجعية أصلية تتلقى عنها أصول منهجها وفروعه .
وهي ما نطلق عليه ((( مصدر التلقي )))
والملاحظ أن تلك الطوائف في هذا الموضوع على اتجاهات وطرق متعددة :
فمنهم من جعل المرجعية في ذلك المصدر الذي يتلقى منه التشريع إلى إلهامات ربّانية مزعومة تأتيه بالعلوم والتشريعات مباشرة وكما قال قائلهم : حدّثني قلبي عن ربّي .فبدأ يشرع العبادات والطرق معتمداً على تلك الإلهامات التي خصّ بها (((( زعــــــــــــم )))).
ومنهم من جعل المرجعية في ذلك إلى أقوال السادة والعلماء العارية عن الدليل فسنده ينتهي إلى ذلك السيّد أو ذلك العالم - قل ما شئت من المسمّيات- وربما ادعوا العصمة عن الخطأ لهذه المرجعية فهي بمنزلة الرسول المبعوث عندهم فإذا ما وقع ذلك السيّد أو العالم - قل ما شئت - في خطأ يناقض الكتاب السماوي أو الحديث النبوي . بدأ داعي الهوى والتحريف وليّ النصوص يفعل أفعاله . فهم في مغالطة للنفس وتناقض مستمرّ . وإذا ما تجرد أحدهم للحق ونبذ الهوى
فمــــــــــا أقربه. وما أحسن طريقته . وأكرم بها من نجاة .
وربما نوقشت هذه الطائفة إن كانت تنتسب إلى الإسلام بقوله تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول .... )) فأين الرد إلى غيرهما ؟؟؟ ثمّ إن قولهم يخالف الحكمة من ختم الرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم.
ولكنهم( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله .......)
ومنهم من جعل المرجعية إلى العقل والهوى ولا يعوّل على النصوص ولا يلتفت إليها . فما أكثر الخطأ والتناقض عند هؤلاء بل ربما أنكروا بعض النصوص المتواترة لأجل أن توافق ذلك العقل الرديء .ولا يزال هؤلاء في تجارب لا تنتهي وكل تجربة من تلك التجارب تبوء بالفشل والخسران . كيف لا وهي عقلية البشر التي تركت الوحي من رب البشر.
ونبقى مع طائفة من سماتها البارزة الوضوح في المنهج والعمومية في الخطاب فليس فيها ما لا يمكن ظهوره إلا للخواص . أو ما يحلّ للخواص ويحرم على غيرهم فالكل سواء.معوّلهم في التشريع نوران وضّاءان من تمسّك بهما فهي النجاة (كتاب وسنة) ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي ) أما الكتاب فهو المحفوظ بنص القرآن خلاف ما تدّعيه بعض الفرق التي تدّعي الإسلام .وسلكت هذه الطائفة أحسن الطرق وأحوطها في تفسير القرآن ...فبالقرآن أولاً ثم بالسنة ثم بالقريبين من صاحب تلك السنة (الصحابة رضي الله عنهم ) فهم أعلم بمراده ومقاصده وإلا فبما أجمع عليه التابعون . وسلكوا في السنة أشد الطرق في تحرًي صحيحها من ضعيفها مما لم تسلكه ديانة ولا طائفة فهم المتميّزون بذلك وقد شهد أعداؤهم لهم بهذا التميّز والحق ما شهدت به الأعداء .
وأما أقوال علمائهم وفهمهم للنصوص فإنها معتبرة إذا وافقت الوحيين أو كانت مبنيّة على قواعد تعود في أصلها إلى الوحيين الكتاب والسنة .وقد أثر عنهم أقوال توصي بهذا المسلك السليم :
يقول الإما م أبو حنيفة رحمه الله : لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا مالم يعلم من أين أخذناه . وقال : حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي .
ويقول الإمام مالك رحمه الله : إنما أنا بشر أخطيء وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه . وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه .
ونحو هذا كثير من أقوال الأئمة التي تبين أن أقوالهم يستدل لها ولا يستدل بها .
فأي الفرق أحق بالأمن . وأي الطرق أسلم وأحكم وأعلم .
26-01-03, 12:00 PM
العرض العادي
