باب فيما نسب للإمام مالك من كتب
وقد سمعت من يذكر أن لمالك بن أنس كتاب سر ، وكان مالك أتقى لله عزوجل ، وأجل وأعظم شأنا من أن يتقى في دينه احد أو يراعيه . وكان مشهورا بهذه الحال ، وأنه لا يتقي من سلطان ، ولا غيره . وقد نظرت في غير نسخة من كتاب السر ، ( فوجدتها ) تنقض بعضها بعضا ، ولو سمع مالك إنسانا يتكلم ببعض ما فيه ، / لأوجعه ضربا . وقد حدثني موسى بن اسماعيل القاضي قال : سمعت عبدالله بن أحمد الطيالسي يقول : سألت إسماعيل بن اسحاق عن كتاب السر لمالك بن انس ، فقال : سألت أبا ثابت محمد بن عبيدالله المدني صاحب ابن القاسم هل لمالك كتاب سر ؟ فقال : سألت ابن القاسم عن ذلك فقال : ما نعرف لمالك كتاب سر(1) .
الحاشية:
(1) نقله الإمام ابن شاس في عقد الجواهرعن الشيخ أبي بكر الأبهري ، انظر في : 1/68-69 . تحقيق الدكتور حميد لحمر.
وقال الشيخ بن زكري في شرحه على نصيحة الشيخ زروق : ( وهو كتاب منكر ، قال ابن فرحون : وقفت عليه فيه من النقص من الصحابة والقدح في دينهم خصوصا عثمان رضي الله عنه، ومن الحط على العلماء والقدح فيهم ونسبتهم الى قلة الدين ، مع إجماع أهل العلم ... خصوصا أشهب مالا أستبيح ذكره ، وورع مالك ودينه ينافي ما اشتمل عليه كتاب السر ، وهو جزء لطيف حول ثلاثين ورقة.
وفي المدخل لابن الحاج : من نسب لمالك إباحته – يعني جماع المرأة في دبرها – إنما نسبها لكتاب السر ، وإن وجد ذلك في غيره فهو منقولا منه ، وأصحاب مالك مطبقون على أن مالكا لم يكن له كتاب سر ، وفيه من غير هذا أشياء كثيرة منكرة يجل غير مالك على إباحتها فكيف بمنصبه ) مخ / ق رقم 324.
= نقلا من كتاب " شرح الشيخ أبي بكر الأبهري البغدادي المالكي- المتوفى سنة 375هـ
لكتاب الجامع لعبدالله بن عبدالحكم المصري المالكي المتوفى سنة 214هـ" – صفحة ( 175-176)- تحقيق وتعليق وتقديم الأستاذ الدكتور حميد لحمر- طبعة دار الغرب الإسلامي- الطبعة الأولى 1425هـ.
= وهذه الفائدة أخبرني بها شيخنا الفاضل أبي الفضل الجزائري حفظه الله ووفقه الى ما يحب ويرضى, وليس مني الا النقل عنه, والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.